أخاف أن أغضب إخوتنا في شمال الوادي إذا زعمت أن مصر يسهل حكمها بواسطة الغرباء ، لم يكن محمد علي باشا مصرياً منذ النشأة ، ومصادر التاريخ تقول أنه لم يكن يتقن العربية ، كان محمد علي باشا داهية سياسة فأستغل حنق السكان المصريين على المماليك بسبب الظلم والجور وتمكن من تأسيس الدولة المصرية بالشكل الحالي ، غرر محمد علي باشا بخصومه المماليك وأستدرجهم ليقضي عليهم فيما عُرف بمذبحة القلعة ، بعدها تمكن محمد علي باشا من حكم مصر وبسط سلطته ، بل أنه سير الجيوش نحو السودان والجزيرة العربية في سيناء اجتمع كل من الرئيس المصري ووزير دفاعه ورئيس أركانه في مائدة الإفطار الرمضانية ، لم تكن تعابير وجه الفريق طنطاوي تدل أن هناك chemistry بينه وبين الرئيس مرسي ، تحس أنه مرغم على الجلوس في هذا الموقع ، وكذلك تعابير وجه الفريق سامي عنان ، لم يكن الرئيس مرسي يملك خيارات عديدة ، فهو لو رضى بسلطة المجلس العسكري سوف يحترق في خاتمة المطاف ، كان الرئيس مرسي أشبه بطارق بن زياد عندما غزا الأندلس ، وقد كان لا بد من حرق المراكب ، وعلى طريقة محمد علي باشا تمكن الرئيس مرسي من الإطاحة بالرجلين ليضع بذلك بصماته على المؤسسة العسكرية التي توهم الكثيرون أنها بعيدة عن أيدي الإخوان ، عزل وزير المخابرات الفريق موافي كان بمثابة جس النبض المبكر ، فأعتقد عسكر مبارك أن صياد الإخوان سوف يكتفي بفريسة واحدة ، لذلك أرتهنوا إلى هذا التفكير ولم يدركوا أن أول الغيث قطرة ، شهوة الإخوان نحو بسط السلطة والنفوذ لا تتقيد بعدد المقاعد ، فمشروعهم الحضاري يختار المدرس ومدير الجامعة وإمام الجامع والحانوتي وغيرهم ، هؤلاء يجب أن يكونوا جميعاً من الإخوان ، أما من خالفهم في الرأي فهو من الزنادقة والمرجفين في المدينة ، لا يهتم الإخوان كثيراً بمستقبل الدولة أو المجتمع المدني ، وتجربتهم في السودان كانت أشبه بأول إكتشاف حالة مرض ايدز في العالم ، وهم في غزة أسسوا دولة تعتمد على إقتصاد الأنفاق والتهريب ، حكموا مجتمعاً محاصراً وتوهموا أنهم حرروا الأرض المحتلة ، وفي سبيل الإحتفاظ بالسلطة اقاموا هدنة غير معلنة مع إسرائيل وتوقفوا عن إستهدافها بواسطة الصواريخ . أزمة معبر رفح الأخيرة بدأت بقرارات سياسية للرئيس مصري عندما قرر فتح المعابر مع غزة وإطلاق سراح أعضاء تنظيم الجهاد ، لكن الرئيس مرسي استطاع النجاة من تحمل المسؤولية ، وعن طريق وسائل الإعلام التي اصبح يمتلكها الإخوان نجح في تصوير العملية بأنها تقصير من الأجهزة الأمنية ، القرارات الأخيرة أفضت إلى تمكن الرئيس مرسي من بسط سلطته التشريعية والتنفيذية في آن واحد ، هذه هي سياسة القلعة والمماليك ... لكن السؤال الأهم كيف يستخدم الرئيس مرسي هذه الصلاحيات مجتمعة ؟؟؟ سارة عيسي sara issa [[email protected]]