بسم الله الرحمن الرحيم برحيل الحاج مضوي محمد أحمد انطوت صفحة ناصعة من صفحات النضال الوطني فقد كان الحاج من بواكير الذين دخلوا هذه الساحة عبر انتمائه للحركة الاتحادية وكان عضوا في مؤتمر الخريجين بل ظل يردد مفاخرا في المنابر في أن " فك الخط" منحه هذه العضوية بل منحه فيما بعد وببديهته الحاضرة قدرة علي الحديث والتعبير في المنابر وفي الحوارات الصحفية والإعلامية علي طريقة " الحاج مضوي محمد أحمد " التي كانت تحمل من الحكمة في القول والأقوال المأثورة بجانب إطلاق نار التصريحات في جميع الاتجاهات دون أن يؤثر ذلك في العلاقة السلمية بينه وبين من ينتقدهم. عرف الحاج مضوي بمواقف مشهودة في تاريخنا المعاصر في مناهضة الأنظمة الشمولية والديكتاتورية من خلال التعبير عن قضايا الشعب السوداني وحقوقه بل ظلت هذه المواقف صفة لازمة لشخصيته مما جعله ضيفا علي المعتقلات والسجون إبان سنوات الحكم العسكري عبر حقبها الثلاث . منحته رفقة الرعيل الأول من الاتحاديين في الحزب الوطني الاتحادي بالإضافة لمنافحته عن الحرية والديمقراطية صدرا واسعا في قبول الرأي والرأي الآخر وممارسة العمل السياسي إلي جانب الأجيال الجديدة حيث لم يكن ذلك النشاط مقصورا علي العاصمة بل لم يمنعه التقدم في السن من السفر إلي معظم أنحاء السودان قاصدا جماهير الاتحاديين والتعبير عن قضاياهم. وبما أن البساطة كانت طابع حياته فقد كان مقر عمله مفتوحا لاستقبال كافة السياسيين باختلاف مشاربهم ومد جسور الحوار في القضايا العامة دون قيد بالانتماء الحزبي مما أكسبه احترام الكثير من مخالفيه الرأي فلا غرو أن يتسابق السياسيون وقادة العمل العام إلي سرادق العزاء,لذلك فإننا ندعو الجميع للشروع في تكوين لجنة قومية تعد لحفل تأبين يليق بتاريخه السياسي والنضالي والجماهيري. كثيرا ما يوصف رحيل من هم في ريعان شبابهم وعطائهم ب " رحيل النّوار خلسة" كذلك كان رحيل الحاج مضوي محمد أحمد فقد كان في قمة عطائه لم يعصمه التقدم في السن من ذلك النشاط وظل شامخا كالأشجار. " عودوا يا موتانا .. سندبر في منحنيات الساعات هنيهات... نلقاكم فيها, قد لا تشبع جوعا, أو تروي ظمأ.. لكن لٌقم من تذكار..