لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    الخارجية السودانية تستوضح السفير السعودي بشأن فيديو تهديد أفراد من المليشيا المتمردة    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومن التغافل ما قتل!!.. والقاتل معروف واسمه ال (NGOs)!! .. بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 29 - 08 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم,
قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم*
[email protected]
توطئة:
كتبت ونُشرت لي العديد من المقالات في هذه الصحيفة بالتزامن مع (سوداني نت وشبكة ديارنا الشاملة- وبعضها تناقلته عنها الصحف الاسفيرية والورقية-) وكلها كان يلقي الضوء على دور بعض ما يسمى بمنظمات العمل المدني(NGOs) وسأورد عناوينها وتاريخ نشرها عسى أن تنفع الذكرى المؤمنين ومنها: (هل هجوم العفيف على هالة لمطالبتها بأن يكون عفيفاً شفافاً؟!) بتاريخ الأربعاء 25 كانون2/يناير 2012 ، ثم نشرت ثلاث مقالات بعنوان(الإنتربرايز الأمريكي، وبعض المنظمات المحلية المشبوهة!!(1-3) نشرت بتاريخ الثلاثاء, 10 كانون2/يناير 2012، والأربعاء, 11 كانون2/يناير، والسبت, 14 كانون2/يناير 2012 ثم مقالاً بعنوان( التنصير في دارفور على يدي " جنقو!!) بتاريخ السبت, 18 حزيران/يونيو 2011، ثم ثلاث مقالات بعنوان(أخطر تقرير يكشف تآمر الغرب والحركة على وحدة السودان1-3) بتاريخ الأحد, 17 تموز/يوليو 2011 ثم كتبت ثلاث مقالات تحت عنوان(مؤسسة راند (RAND) سرطان يستشري بجسد الأمة!!(1/3) .. بدأت بتاريخ الأربعاء 08 حزيران/يونيو 2011، ثم كتبت مقالين أشير فيهما إلى دور بعض المنظمات تحت عنوان:( لماذا صمتت الأبواق الآن بعد لجوء وزواج لبنى واستقرار صفية؟!!) الخميس 12 أيار/مايو 2011، ثم كتبت تحت عنوان(معهد واشنطن وبداية التآمر على الشمال بعد الانفصال!! 1-2) الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2011، جورج كولوني وفرية أرصدة البشير في البنوك الأمريكية والأوروبية !!) بتاريخ السبت 16 تشرين1/أكتوبر 2010 12:42، ثم كتبت بعنوان(وثائق المخابرات المركزية التي كشفتها ويكيليكس ما هي إلا تأكيد لوجه أمريكا / الناتو القبيح!!) بتاريخ السبت 04 أيلول/سبتمبر 2010، ثم كتبت تحت عنوان(، فوين بوليسي تصنف من لا يدور في فلك الغرب بأنه دكتاتور؟! ) الأربعاء, 07 تموز/يوليو 2010، ثم مقال بعنوان (ناتسيوس في "فورين بوليسي" ينذر بالخراب وأحزابنا ومصر في غيبوبة عميقة!!) وتاريخ الاثنين, 22 آذار/مارس 2010، ثم كتبت تحت عنوان(تبرعوا بما جملته فقط مائة ألف دولار تكلفة حملة عالمية إعلامية ضد البشير!! ) وتاريخ الأحد, 07 آذار/مارس 2010، كم باسمك يا دارفور تتسول المنظمات المشبوهة ليعتاش جيش عاطليها!!) و تاريخ الاثنين 01 آذار/مارس 2010، ثم كتبت تحت عنوان(لبني الحسين.. أنفلونزا الخنازير.. وأحداث العنف الطائفية في الفضائيات المصرية) و تاريخ الثلاثاء 12 كانون2/يناير 2010 18:32، ثم كتبت تحت عنوان(رسالة من المستر جيري فولر إلى السيدة / سوزي بارمسترونغ تبرعوا (لتنقذوا دارفور) و ما علاقة ذلك بالانتخابات السودانية) وتاريخ الخميس, 31 كانون1/ديسمبر2009، ثم كتبت تحت عنوان(كيف تصبح متسولاً عالمياً وثرياً.. ازدهار صناعة التسول باسمك يا دارفور!!) الأحد, 13 كانون1/ديسمبر 2009.
ولما بُحّ صوتي وأصبحت ك(المجنون اهاتي) أو كما يقال بالدارجة السودانية ( هوهوت كلب سعران)!! أو كنت كما المؤذن في مالطا ؛ حتى سنحت لي فرصة مواتية قلت في نفسي أغتنمها فإنها قد تكون فرصة مناسبة ليستيقظ ولاة الأمن فينا من سباتهم العميق وذلك حين تفجرت فضيحة ما يسمى (تمويل منظمات العمل المدني) في مصر فقلت في نفسي ربما يعتبر و يتعظ مسئولينا من ذاك الدرس ولكن كل توقعاتي انتهت إلى (مافيش) وطلعت(فشوش) يومها كتبت تحت عنوان( لماذا أحال قاضي التحقيقات المصري خمسة منظمات أمريكية للمحاكمة؟!.) بتاريخ الاثنين 13 شباط/فبراير2012)، وما أن كتبت هذا المقال حتى بدأت حملة بقيادة أسماء الحسيني ود. أماني الطويل وبدأتا رحلاتهما للسودان وحملاتهما للتشويه وبالمناسبة أجرى تلفزيون ( الحُرّة وما أدراك ما الحرة) مقابلةً د. أماني الطويل ( الخبيرة بالشأن السوداني) والحقيقة أنها لم تقصر وقامت بكل ما يمكنها من التشويش والتشوية ؛ والحقيقة لو توقعنا منها غير ذلك ربما نكون مجانين!! وأرجو أن يتنبه القارئ العزيز إلى أنه ما أن تم تناولي لهذه الجهات أو الأقلام المأجورة حتى بدأت حملة إعلامية مضادة ولا أريد أن أثقل كاهل القارئ العزيز بالكم الهائل من الرسائل الإلكترونية التي تصلني من منسوبي هذه المنظمات والتي تحمل أقذع السباب التي يترفع حتى أي ( صائع) من قولها، وأنا أجد لهم العذر لأنني مسست بباب ارتزاقهم وفضحت عمالتهم ضد وطنهم. وما زلت أحتفظ بكل هذه الرسائل في أرشيفٍ خاص، فقد تحين ساعة كشف أسماء مرسليها على الملأ!!
المتن:
من أعجب العجائب وأغرب الغرائب أننا لا نقرأ وربما إن قرأنا لا نفهم أو نتغابى أو نتغافل بوعي أو لا وعي ، فما أوردته سوداني نت من خبر تحت عنوان: صُحفي أمريكي يكشف حجم الدعم الأمريكي الذي تتلقاه مُنظّمات سودانية لإسقاط النظام).. عجيب أمرنا فقد كتبت منبهاً عن وجود وخطر هذه المنظمات ومصادر تمويلها فلماذا أغفلت السلطات وأغمضت عينها وعن المراكز الغربية التي تشغلها وتديرها بالريموت كنترول من على البعد ؟!! معرفة أسباب عدم الاجابة أو اتخاذ إجراء ضد هذه المنظمات التي تسرح وتمرح في البلاد تُبقي هذا السؤال المحير والطروح على الدوام بلا إجابة مقنعة.. فهل ترى من مجيب؟!!
ملايين الدولارات أنفقتها وتنفقها مراكز أمريكية وغربية مشبوهة لتمويل بعض ما يسمى بمنظمات العمل المدني(NGOs) والتي ترفع لافتات ذات شعارات براقة تم تدريب القائمون عليها لتنفيذ مهام محددة يعلمون أنها ترمي إلى زعزعة أمن الوطن ووحدة ترابه، فإن كن الأمر معلوم لرجل الشارع العادي فماذا نسمي إذن صمت السلطات المسئولة على النشاطات المشبوهة التي تنفذها والتي رسمتها إليه أذرع وكالة المخابرات المركزية من بعض هذه المنظمات التي يطلقون عليها منظمات العمل المدني، والغريب أن بعض من يقودون هذه الأوكار المشبوهة لا يجد غضاضة ولا يستحي أن يعلن وعلى الملأ عبر وسائل الإعلام أنه ناشط حقوقي أو إنساني يدير أحد منظمات العمل المدني!!.. تصوروا أن أحد رموز هذه المنظمات كان وما زال يتقاضى راتباً شهرياً قدره (7000) سبعة آلاف دولار في بلد يعيش فيه مواطنه بأقل من دولار في اليوم!!
لا بد وأن أشير إلى بيان إعلان المبادئ الذي أصدره البيت الأبيض الأمريكي وتحت عنوان (مبادئ مرشدة بشأن المنظمات غير الحكومية) بتاريخ 14 ديسمبر 2006م - يبين فيه مهام هذه المنظمات ودور الغرب في دعمها وحمايتها، والخطاب أشبه بالأوامر والتعليمات الموجهة إلى العالم الثالث بما فيه العالم الإسلامي. ومما جاء فيه:
 يجب أن يسمح للأفراد بأن يشكلوا ويشتركوا في منظمات غير حكومية يختارونها في ممارسة حقوق حرية التعبير، والتجمع السلمي وتشكيل جمعيات.
 إن أي تقييد يمكن أن يوضع على ممارسة أعضاء المنظمات غير الحكومية على حقوق حرية التعبير، والتجمع السلمي وتشكيل جمعيات يجب أن يكون متمشياً مع الالتزامات القانونية الدولية.
 يجب أن يسمح للمنظمات غير الحكومية بممارسة عملها السلمي في بيئة منفتحة خالية من الخوف والمضايقة والانتقام والتخويف والتمييز.
 الإقرار بسلطة الحكومات لتنظيم الكيانات ضمن نطاق أراضيها لدعم الرعاية العامة، ومثل هذه القوانين والإجراءات الإدارية يجب أن تحمي - لا أن تعيق - العمليات السلمية للمنظمات غير الحكومية وأن تطبق بصورة بعيدة عن السياسة، نزيهة شفافة وثابتة.
 يجب أن يسمح للمنظمات غير الحكومية بأن تنشد وتتسلم وتدير وتتدبر - من أجل نشاطاتها السلمية - دعماً مالياً من كيانات محلية أجنبية ودولية.
 يجب أن تكون المنظمات غير الحكومية حرة في أن تنشد وتتلقى وتنشر معلومات وأفكاراً، بما في ذلك الدفاع عن وجهات نظرها للحكومات والرأي العام داخل وخارج الدول التي تعمل فيها.
 يجب ألا تتدخل الحكومات في وصول المنظمات غير الحكومية إلى وسائل الإعلام الأهلية والمرتكزة إلى الخارج.
 يجب أن تكون المنظمات غير الحكومية حرة في الاحتفاظ باتصالات وتعاون مع أعضائها وعناصر أخرى من المجتمع المدني داخل وخارج البلاد التي تعمل فيها وكذلك مع الحكومات والهيئات الدولية.
 كلما انتهكت مبادئ المنظمات غير الحكومية آنفة الذكر، ينبغي على "الدول الديمقراطية" أن تهب للدفاع عنها.
الهامش:
لا يحتاج الأمر مني للتنويه بأن "الدول الديمقراطية" المعنية في هذا البيان هي دول الغرب التي لا بد من أنها ستهب للدفاع عن المنظمات المرتبطة بها فقط!!.. وواضح أن هذه التعليمات الأمريكية تدعو إلى إباحة كل شيء تحت مظلة المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، ولا شك أن الإباحية هذه ستشمل كل وسائل الإفساد والتدمير الديني والأخلاقي والاجتماعي بحجة "الحقوق والحريات". وتنتشر هذه المنظمات أو ما يسمى بمنظمات العمل المدني(NGOs) في كل الدول العربية والإسلامية تقريباً.. ولكن ثمة مجتمعات عربية مثل المجتمع السعودي الذي لم يقبل بوجودها أصلاً، فما بالنا بالسودان هذا البلد الكريم المضياف والمستهدف أصلاً في وحدة ترابه وزعزعة أمن مواطنه وفق الأجندة الغربية يتركها تسرح وتمرح بلا أي ضوابط؟!.. وعندما عجز الغرب وأتباعه عن إدخال هذه المنظمات إلى المجتمع السعودي سعوا إلى نشر الثقافات التي تتبناها أمثال المنظمات وذلك عبر وسائل الإعلام والكتاب ودعاة التحرر من القيم. والسؤال: هل سمعنا بأسماء هذه المنظمات قبل عقد الثمانينيات من القرن الماضي؟! وكيف ظهرت كالنبت الشيطاني بعد أن آلت القطبية الأحادية لأمريكا والأنجلو ساكسون؟!
دعونا نتأمل مصادر تمويل هذه المنظمات وعلى سبيل المثال منها منظمة ( هيريتاجHeritage ) والمتورطة في دعم حركات التمرد الدارفورية وهذا بالطبع معلن ومكشوف وليس بسر نذيعه، فقد بلغ دخل مؤسسة (هيريتاج)، وهي معهدٌ بحثيٌ أمريكيٌ محافظٌ، ما يزيد عن 10 ملايين دولار من استثمارات بمبلغ 98 مليون دولار في العام 2005م، وما يزيد عن 13 مليون دولار من استثمارات بلغت 119 مليون دولار في العام 2006م. وحسب ما جاء في التقرير السنوي للعام 2006 الخاص بمعهد (بروكينجز) - وهو معهد بحثي أمريكي يوصف بأنه "محايد" من الجهة الرسمية والأيديولوجية، لكن يُنظر إليه إلى حد كبير على أنه ذو نزعة ليبرالية - تبلغ الأموال الممنوحة للمعهد 253 مليون دولار، توفر حوالي 25% من ميزانيته السنوية التي تبلغ 50 مليون دولار. في الوقت الذي تستخدم فيه بعض المنظمات حصصًا من مخصصاتها لنفقات التشغيل، فإن المنظمات الدولية غير الحكومية ومعاهد البحث تحصل على معظم التمويل الذي تستخدمه على مدار العام من التبرعات. فعلى سبيل المثال، تلقت مؤسسة هيريتاج 96% من ميزانيتها لعام 2006م من المساهمات، ووجهت 14% من نفقات نفس العام لجمع الأموال لتلقى مزيد من المساهمات في المستقبل.. لكن هذه التبرعات تكون في أغلب الأحيان مقيدة، سواء بشكل جزئي أو كلي، فيما يخص تمويل مشروعات معينة يرغب المتبرعين في دعمها. ويمكن الحصول على هذه التبرعات من أفراد، أو مؤسسات، أو اتحادات، أو الحكومة.
من المفيد أن نسترجع تقرير قديم أعدته مجلة المجلة تقول فيه: (على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية كوسيط بين الدولة والمجتمع إلا أنها لازالت موضع اتهام وشك العديد من الهيئات الوطنية على اختلافها والسبب يعود إلى علاقاتها الغامضة والمشبوهة مع مؤسسات التمويل الأجنبي. هذه الاتهامات ليست جديدة وإنما قديمة لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تأخذ منحاً خطيراً عندما باتت تعمل على ترجمة الأجندات الخارجية وتقوم بمهمة العميل السري الذي يزود دوائره الخاصة بالمعلومات ذات الصبغة الأمنية، والتي تشكل اختراقا أو محاولة لتغيير البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية والعقدية بطرق ظاهرها إنساني. المشكل أن هذه المنظمات لازالت أيضاً تتلقى الدعم من مؤسسات دولية خاصة معروف عنها علاقتها بالدوائر الاستخباراتية. ولعل واقع العراق اليوم نموذجاً لهذا الاختراق الكبير حيث تقوم مؤسسات المجتمع المدني، بأدوار ليست من صلب أعمالها. والمستغرب أيضاً – كما تقول المجلة- أن يدق "مناضلو" الأمس أبواب السفارات الأجنبية، يقدمون الخطط والمشاريع الوهمية حول التعايش والمجتمع المدني ومحاربة التطرف والإرهاب، وتمكين المرأة وحقوق الإنسان، فيما يقبضون ثمن "نضالاتهم" الجديدة بالدولار الأمريكي). ( المصدر مجلة المجلة)
ويشير ذات التقرير وفي هذا المقتطف إلى الدور المشبوه لبعض المنظمات في خلق زخم دولي لمشكلة دارفور بهدف تدويلها: (عندما قررت قرار الحكومة السودانية طرد 13 منظمة أجنبية غربية من دارفور في مارس 2008م برزت إلى السطح تساؤلات حول الأدوار المشبوهة التي تقوم بها منظمات الإغاثة داخل المجتمع السوداني. وقد تطرق الكاتب محمد جمال عرفة إلى هذا الجانب في تلك الفترة.. حيث يقول إن هناك أدلة ووثائق محددة على قيام المنظمات المطرودة من السودان بأنشطة استخبارية لصالح دولها ولصالح الإبقاء على مشكلة النازحين لأسباب ربحية تتعلق بتلقي موظفي هذه المنظمات رواتب خيالية تصل إلى 70% من حجم المعونة التي يتلقونها لتوزيعها على فقراء دارفور، ولأسباب أخرى سياسية لإبقائها كورقة ضغط على السودان.
إلى أن قال: هذه الأنشطة الاستخبارية التي تقوم بها هذه المنظمات سبق أن اختبرتها الخرطوم في جنوب السودان، حيث كانت تنشط نفس هذه المنظمات وغيرها وكانت تلعب دوراً أخطر في التحريض على فصل الجنوب وتقديم معلومات لأمريكا. ومن أشهر الشخصيات التي قامت بهذا، وكانت لها تجربة صارخة في التعامل مع الكونجرس والاستخبارات الأمريكية هي البارونة البريطانية "كوكس" التي لعبت دورا عبر إحدى منظمات الإغاثة الأجنبية في السودان (منظمة التضامن المسيحي) في مساندة متمردي الحركة الجنوبية في جنوب السودان والتي ظهرت أدلة سودانية على تعاونها مع المخابرات الأمريكية لدعم الجنوب ضد حكومة الخرطوم ضمن مخطط فصل الجنوب عن الشمال. ويكمن السر الحقيقي لإلقاء الأوروبيين ثقلهم وراء المخططات الأمريكية للتدخل في شؤون السودان ودارفور والضغط لانفصالها إلى الدور الذي تلعبه منظمات الإغاثة التنصيرية الغربية هناك، والتي لها أجندة مرتبطة بالاستخبارات الأوروبية والأمريكية، فضلاً عن المصالح المضمونة في احتياطي السودان النفطي، والتي دفعت القس "جون دانفورث" المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان إلى القول: "إن وقف الحرب الأهلية في السودان، يمكن أن يفتح الباب أمامه ليصبح دولة نفطية كبرى في إفريقيا) إنتهى المقتطف.. ولا تعليق!!
قصاصة:
سأظل (أُهَوهِو) حتى أرى أن الأمن الوطني الذي يتقاضى منسوبوه رواتبهم من دم دافع الضرائب لحراسة أمن المواطن ووحدة تراب الوطن قد استيقظ من سباته العميق وقبل أن تقع الفأس في الرأس، فيكفينا ضربةٌ واحدة أدت (زور نور)لانفصال الجنوب فهل ننتظر انفصال جنوب كردفان والنيل الأزرق في حين أن الحبل متروك لهؤلاء المارقون وهم يعبثون بأمننا مقابل حفن من دولارات مدنسة بعرق العمالة والخيانة ويعيثون فساداً في البلاد لخدمة سادتهم وأولياء نعمهم؟!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.