أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال، التي تحارب الحكومة السودانية في ولايتين حدوديتين مع دولة جنوب السودان انشقاق 150 جنديًا من الجيش الحكومي وانضمامهم إلى صفوفها خلال الشهر الحالي. جاء هذا التصريح بعد أيام من إعلان الطرفين عن معارك بولاية جنوب كردفان النفطية ادعى كلاهما الظفر بها. والجيش السوداني الذي أعلن قبل يومين عن مقتل 20 من قوات الجيش الشعبي، التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان في ولاية جنوب كردفان في هجوم شنه الجيش مؤخراً، دائمًا ما ينفي البيانات والتصريحات التي تصدر عن الحركة الشعبية. وقال رئيس الحركة مالك عقار عقب اجتماع المجلس القيادي للحركة، والذي عقد بمنطقة كاودا، وهي منطقة جبلية وعرة تمثل معقلاً للمتمردين، إنهم يسعون إلى قيام نظام وحدة كونفدرالية بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد إسقاط نظام الحكم في الخرطوم. وأضاف في تصريحات الأربعاء أن أنصار حركته بالداخل سيشاركون في أي انتفاضة شعبية للإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير. وأشار عقار، الذي كان واليًا لولاية النيل الأزرق قبل تفجر الأوضاع بها في سبتمبرأيلول الماضي وأقيل بموجب قانون الطوارئ الذي أعلنه الرئيس البشير، إلى أن اجتماع المجلس القيادي سيضع خطة مفصلة لتعزيز "النضال" من داخل الجبهة الثورية، وهي تحالف شكل في نوفمبر تشرين ثان الماضي ويجمع الحركة مع الحركات المتمردة بإقليم دارفور غربي البلاد، ونص منفستو تأسيسه على إسقاط نظام الخرطوم بالقوة. من جهته اتهم نائب رئيس الحركة الشعبية رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الفريق عبد العزيز آدم الحلو نظام الخرطوم بالعنصرية، وتوعد الجيش الحكومي "بهزائم تزلزل أركان النظام" في المعارك المتوقعة في فصل الصيف المقبل حيث تنحسر العمليات العسكرية خلال فصل الخريف بسبب تضاريس المنطقة الجبلية الوعرة والتي تغطيها مساحات واسعة من الغابات. وقال الحلو إن قواتهم سيطرت على 60 حامية للجيش السوداني في الشهر الأول من اندلاع المواجهات بولاية جنوب كردفان في يونيو حزيران 2011، وإن قواته على اطلاع بكل الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية لنظام الخرطوم. ولم يتلق مراسل وكالة الأناضول أي رد على اتصالاته بالناطق الرسمي للجيش السوداني للرد على مزاعم الحركة الشعبية. الجيش يسفه مزاعم انضمام جنوده ل(قطاع الشمال) ومن جانبه سفه الجيش السوداني مزاعم الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال، بانشقاق 150 جندياً من صفوفه وانضمامهم إلى قوات الجيش الشعبي الذراع العسكرية لقطاع الشمال. وقال المتحدث باسم الجيش؛ العقيد الصوارمي خالد سعد، إن هذا محض افتراء. وقال الصوارمي ل(الشروق نت) إن قطاع الشمال يحاول التغطية على الهزائم التي مني بها الجيش الشعبي. وأضاف: "لم ينشق ولا جندي واحد من قواتنا وهم يديرون حرب عصابات وليس لهم أي قواعد بجنوب كردفان"، وتابع: "حتى لو رصدنا لهم قواعد عسكرية ستكون هدفا مشروعاً لنا". وسخر الصوارمي من توعد نائب رئيس الحركة الشعبية، رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي؛ الفريق عبدالعزيز آدم الحلو، الجيش الحكومي "بهزائم تزلزل أركان النظام" في المعارك المتوقعة في فصل الصيف المقبل. فرقعة إعلامية وقال الصوارمي "نسمع مثل هذا الحديث كل حين والمحصلة النهائية أنهم يتراجعون ويتلقون الهزائم مرة تلو الأخرى". " عقار قال إنهم يسعون إلى قيام نظام وحدة كونفدرالية بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد إسقاط نظام الحكم في الخرطوم " وقال: "هذه لا تعدو كونها فرقعة إعلامية وحديثاً للاستهلاك فقط"، وأضاف: "لا يستقيم أن يتحدثوا عن السيطرة على 60 حامية بجنوب كردفان وهم يجتمعون على رأس جبل" في إشارة لمنطقة كاودا الجبلية. وكان رئيس الحركة؛ مالك عقار، طبقاً لوكالة الأناضول التركية، قال عقب اجتماع المجلس القيادي للحركة، والذي عقد اليوم الاربعاء في منطقة كاودا، وهي منطقة جبلية وعرة، تمثل معقلاً للمتمردين، إنهم يسعون إلى قيام نظام وحدة كونفدرالية بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد إسقاط نظام الحكم في الخرطوم. وأشار عقار إلى أن اجتماع المجلس القيادي سيضع خطة مفصلة لتعزيز "النضال" من داخل الجبهة الثورية. من جانب آخر أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتين نسيركي الثلاثاء عن نزوح أعداد كبيرة من المدنيين جراء القتال بين الطرفين، وقال إن منظمته تعمل مع اللجنة الحكومية للمساعدات الإنسانية في الميدان على تحديد عدد الأشخاص الذين تضرروا والمناطق التي نزحوا إليها. ويتهم السودان جنوب السودان بدعم الحركة الشعبية، لكن جوبا تنفي اتهام الخرطوم لها بدعم قوات الحركة الشعبية التي تتشكل من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه ضد الشمال، والتي انتهت باتفاقية سلام مهدت لانفصال الجنوب العام الماضي. وانخرط الجانبان في مفاوضات الشهر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بوساطة إفريقية يقودها رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي امتثالاً لقرار مجلس الأمن 2046 الخاص بتسوية النزاع بين السودان وجنوب السودان والسودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، لكن المفاوضات لم تحرز أي تقدم حتى الآن ومن المنتظر أن تستأنف المفاوضات الأسبوع القادم.