السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خوازيق علي الدرب .... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 19 - 07 - 2009


"1-3"
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة
الطريق الي عام 2011 ، عام الاستفتاء والاستقلال الدستوري
حاليا الجنوب مستقل عن شمال السودان فعليا ,(de facto ) وعلي كل الاصعدة ، اداريا وتشريعيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا .
ولتأكيد ذلك الاستقلال الفعلي , يمكن الاشارة لعدة أمثلة من بين مئات من الشواهد :
اولا : في ال 12 سنة الاولي من المرحلة التعليمية , من مرحلة الاساس الي ما قبل الجامعة , تم استبدال المناهج والكتب المدرسية السودانية المعتمدة في مرحلة ما قبل يناير 2005 , بالمناهج والكتب الكينية واليوغندية . بعد 12 سنة من الأن , سوف لن يعرف المتعلم الجنوبي شيئأ عن سودان المهدي عليه السلام . الامر سيان , في حالة ( الوحدة ؟ ) أو في حالة الاستقلال .
ثانيأ : لم يصدر المجلس التشريعي لجنوب السودان , قانونا تشريعا واحدا منذ تكوينه . ويناقش حاليأ قانونأ لضريبة الدخل , لأنه لم يقبل بالقانون المعمول به في شمال السودان . المجلس مجرد نادي لطق الحنك ومهاجمة القوانين التي يصدرها المجلس التشريعي القومي والتي لا تناسب هوى الجنوبيين . ومؤخرا نادي بعض اعضائه باعلان الاستقلال عن شمال السودان من داخل المجلس التشريعي لجنوب السودان . وعدم الانتظار لاستفتاء يناير 2011 . تماما كما فعل الجلابة مع المصريين في عام 1956 ، .. واسقهم من نفس كأسهم ..
ثالثأ : تجد اعلام الحركة مشرعة في كل مكان , وغياب كامل للعلم السوداني . ويتم عزف السلام الثوري للحركة , بدلأ من السلام الجمهوري السوداني , عند أستقبال الزوار الأجانب الدستوريين .
رابعا : القوانين المدنية والجنائية الكينية واليوغندية , وما رحم ربي هي المستعملة في محاكم جنوب السودان . اي قانون من اي بلد يمكن الرجوع اليه كمرجع الا القوانين المستعملة في شمال السودان . والاحكام في كل الاحوال متروكة لهوي وتقدير ومزاج القضاة الغير مؤهلين وعديمي الخبرة .
بوصلتهم الوحيدة هي التدابر عكس قوانين شمال السودان وبس .
خامسأ : في سوق جوبا , تجد تجار من مشارق الارض ومغاربها ( الصومال , يوغندة , كينيا , اثيوبيا , اريتريا , الكنغو , اليمن , اليونان ومارحم ربي ) بأستثناْء جلابة شمال السودان . هذا النوع فد أنقرض تمامأ . كما تم أغتيال أحدهم يوم 13 يوليو في سوق رمبيك وبدم بارد أمام الجميع . كما انقرضت جلابية وتوب الحردلو العظيم . ولا يعرف الشباب وردي أو كابلي . ولا توجد ثقافة ستات الشاى ؟
أنجمينا أكثر سودانية من جوبا !
سادسأ : عقدت حكومة جنوب السودان صفقة تجارية مع شركة العين الوطنية للحيوانات البرية ، المملوكة للاسرة الحاكمة في ابوظبي ، تشمل على عقد ايجار طويل الاجل " 99 سنة " لقطعة ارض خلوية مساحتها حوالي 17 الف كيلو متر مربع ( قدر مساحة مملكة البحرين 26 مرة ) . وتنوي شركة العين بناء فنادق خمسة نجوم ، ومخيمات سياحية ، وملاعب قولف ، وتنظم رحلات سفاري للسياح الأجانب لمشاهدة الحيوانات البرية في تلك المنطقة ..
احتوي العقد علي شرطين يبرهنان بما لا يدع مجالا للشك نية حكومة جنوب السودان في الاستقلال بحلول يناير 2011 :
الشرط الاول :
تلتزم شركة العين بعدم السماح للشماليين ( الجلابة - المندكورو ) , وشركات شمال السودان بالعمل في المشروع تحت اي مسمي , او حتي دخول منطقة المشروع . لان حكومة الجنوب تعتبرهم غواصات سوف يعملون ضدها في حالة استقلال جنوب السودان . .
الشرط الثاني :
تلتزم شركة العين بعدم الدخول في اي اتفاقات مع حكومة الخرطوم في اي مشاريع مشتركة او تمويلية طيلة مدة العقد ( 99 سنة ) لتجنب اي تضارب في المصالح . خصوصا لاستبعاد فرضية ان تستعمل حكومة الخرطوم مطار المشروع لانزال جنود ومعدات عسكرية في حالة نشوب حرب بين نظام الخرطوم وحكومة الجنوب , في حالة استقلال جنوب السودان عن الشمال .. ذلك ان شركة العين قد بدأت في بناء مطار عالمي في جبال المارو في منطقة المشروع ..
( راجع مجلة الأيكونمست عدد الجمعة العاشر من يوليو ) .
النية مبيتة , كما تري ياهذا !
سابعأ : ردد الجلابي مكسور الخاطر , وهو يغادر جوبا حزينا مكلوما ، بعد ان ايقن ان الاستقلال قادم , وان لا مكان للجلابة في جوبا ما بعد يناير 2011 , قول الشاعر الرهيف :
وما ودعت اذ ودعت ( هوما )
غداة ازاهري اصبحت هشيما
وهذي الطائرات تقل رحلي
الي سفر قصاراه جحيما
فكيف ارد غدرا من زمان
وكيف اصد قهارا لئيما
مطارات المدائن انكرتني
كاني في مدارجها يتيما
...اسمع , يا هذا , الي هذا الجلابي الباكي يردد وهو يودع جوبا :
ففاضت دموع اعيني من صبابة
علي النحر حتي بل دمعي محملي
وقد اجمعت العرب قاطبة علي ان هذا البيت ( أمرؤ القيس ) من اجمل ما قالته العرب علي الاطلاق ..
لعل الخال سلفاكير يرحم هذا الجلابي المتصابي في حب جوبا ويبقي على سودان محمد علي باشا الكبير ؟
ثامنأ : الجنوبي يمكنه التنقل داخل شمال السودان دون رقيب ولا حسيب . ولكن الشمالي لا يستطيع السفر خارج جوبا الا بتصريح من الامن الجنوبي . وكأن قانون المناطق المقفولة قد تم احياؤه من رماد ما قبل استقلال السودان .
وهكذا .......
تاسعأ : في الجنوب , العدو نمرة واحد هو الجلابي الشمالي , العدو نمرة أثنين هي اللغة العربية , والعدو نمرة ثلاثة هو الاسلام . المكاتبات الرسمية التي تصل من الشمال , باللغة العربية , لا يقرأها أحد , وينتهي بها الأمر في سلة المهملات . ممنوع أستعمال اللغة العربية في جامعة جوبا . عربي جوبا في طريقه للاندثار . تم منع رفع الاذان بالميكرفون من معظم المساجد . كما تم فرض ضرائب عالية علي معظم المساجد . مدارس تحفيظ القران ( الارهابية ) قد تم قفلها بالضبة والمفتاح .
عاشرأ : قطع الخال سلفاكير قول كل خطيب بتصريحه التاريخي في كادوقلي يوم الخميس 9 يوليو بأنه يفضل الانفصال مع السلام علي الوحدة مع الحرب ! ( المترجم : اذا لم يحصل الجنوب علي الانفصال بالاستفتاء , لاي سبب أو اخر ، فان الوحدة , حتي لو اتت عبر الاستفتاء , سوف تاتي ومعها الحرب. باختصار : اما الانفصال او الحرب .. ؟ ) .
أنتهي تصريح الخال !
كلام واضح وفاضح لكل من القي السمع وهو شهيد ..
الخال سلفاكير يعلم ان اثمن ما يمتلكه السودان من عوامل القوة هو تكامله ووحدته في زمن تسعي فيه الدول , خصوصأ الأفريقية , للتكامل والأتحاد , بل الأنصهار في تكتلات اقليمية , كما هو الحال في الأتحاد الأوربي . فما الذي يدعو الجنوبين للركض عكس الريح ؟ ....
لا احسب ان الغفلة سوف تصل بنا الي ان نترك الامور تسير سيرها الراهن نجو الانفصال المحفوف بالمخاطر .. غير ان انقاذ هذه الوحدة الوطنية لا يكون بالتمني وحده .
أيها الملأ من قومي : أليس فيكم رجل رشيد يعطني خلطة ( البيه - عبود ) ؟
أخر الكلام : لم يبق للجنوب الا تقنين أستقلاله الفعلي ومباركته بواسطة المجتمع الدولي في استفتاء عام 2011 , وربما قبل ذلك من داخل المجلس التشريعي لجنوب السودان . وهذا مايمكن ان نطلق عليه تحصيل الحاصل أو قفل الباب المقفول .
كادوقلي
أيحسب الانسان أن يترك سدي ؟
أنه كان في أهله مسرورأ ؟
كان ذلك يومأ مشهودأ !
لم تسمع , يا هذا , لا تهليلأ ولا تكبيرأ ! ولا بسملة ولا مديحأ !
بل سمعت هدير طبول ومزامير كجور النوبة , وزغاريد لولالويا لولالويا ! ودقات الكرن ( النقارة ) والكيتا النوباوية !
ورأيت ثم رأيت حشودأ كبيرة ! ورأيت ثم رأيت رقصأ جميلأ ! ورأيت ثم رأيت صراعأ ولعبأ أسيرأ !
نعم .... كان القائد بين أهله مسرورأ !
وغاب علم السودان من علي منصة الاحتفال , رغم ان الخال سلفاكير قد ذكر المشرفين علي اللقاء بأنه يزور كادوقلي بصفته نائبأ اول لرئيس جمهورية السودان , وليس بصفته رئيسأ لحكومة الجنوب ! كما نسي الخال سلفاكير ان يخطر جماهير كادوقلي انه قد ارسل سرية استخبارات وقوات عسكرية لابيي تحسبأ لصدور قرار محكمة التحكيم الدولية بخصوص أبيي .
ونسي الخال سلفاكير , في نشوته , ان يبشر جماهير كادوقلي بأن السلطات الولائية قد حظرت رفع الاذان في مسجد رمبيك العتيق , وطلبت 25 مليون جنيه للابقاء علي وعدم هدم المسجد . والبقية تأتي !
ولكن تذكر الخال أن ينقل تحيات الرئيس البشير لجماهير كادوقلي .
وطلب الخال من جماهيره في كادوقلي أن يعملوا علي جعل الوحدة ( جاذبة ؟ ) , كما ( يعمل ) اخوانهم في جنوب السودان . وطمأن الجلابة الشماليين بأن مصالحهم في جنوب كردفان وجنوب السودان لن تضار علي فرضية أستقلال الجنوب الكبير ( المترجم : الجنوب وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ) ؟؟
وفهمت جماهير جنوب كردفان النوباوية الكلام !
وتعالت الزغاريد ! ودق الكرن !
وسالت الريالة من خشوم الجلابة , وتدلت قنابيرهم . ونام ناس الانقاذ في الخرطوم علي العسل . ودق يا كرن !
الجلابة في شمال السودان ( مقطعنوا ) في بطونهم ! ولكن لمتين ؟
دعنا نستعرض , من وجهة نظر جلابة شمال السودان ومندوكوريه , عشرة من الخوازيق المزروعة علي الدرب المؤدي الي استقلال دولة جنوب السودان الكبري .
في هذه الحلقة الاولي , من ثلاثة حلقات , سوف نستعرض خازوق أبيي :
الخازوق الأول : ابيي
هذه ام الخوازيق بامتياز ..هناك اربعة لعيبة في الميدان . الحركة الشعبية وميلشيات الدينكا من جهة , ونظام الانقاذ ومليشيات المسيرية من الجهة المقابلة .
سوف تعلن المحكمة الاممية الدائمة لفض المنازعات في لاهاي حكمها في نزاع ابيي في يوم الأربعاء الموافق 22 يوليو الحالي . وقتها سوف يكون المبعوث الرئاسي الامريكي الخاص الجنرال قريشن , مع اخرين , في ابيي , لكي يضمن قبول القرار الاممي من اللعيبة الاثنين الرسميين , وهما نظام الانقاذ والحركة الشعبية .
المشكلة ليست عند أعلان قرار المحكمة , كما قد يتبادر الي ذهن الجنرال قريشن . ذلك أمر مقدور عليه , وعلي أحتوائه بوجود قوات الامم المتحدة ( يوناميس ) الضامنة لأتفاقية السلام الشامل , وكذلك القوات العسكرية المشتركة , وقوات الشرطة المشتركة , في منطقة أبيي عند أعلان قرار المحكمة . سوف تحفظ هذه القوات مجتمعة الأمن , وتمنع وقوع أي أشتباكات بين قبائل المسيرية وقبائل الدينكا , عند اعلان قرار المحكمة .
سوف يقر ويعترف نظام الانقاذ وكذلك الحركة بنتيجة التحكيم ويشرب الجميع الانخاب . الانخاب التي سوف يحضرها الجنرال قريشن معه في طائرته ، ذلك ان ابيي قد اصبحت قاعا صفصفا لا انخاب فيها ولا يحزنون ..
المشكلة سوف تبدأ بعد مغادرة الجنرال قريشن والقوات المذكورة اعلاه لابيي . المشكلة سوف تبدأ عند تطيبق قرار تحكيم المحكمة . تداعيات تطبيق هذا القرار علي القبائل في ابيي سوف يفجر كل القنابل الموقوتة . خصوصا اليات وطرق تنفيذ القرار بواسطة سلطة أقليم أبيي وحكومة جنوب السودان . عندها سوف تبدأ المناوشات بين ميلشيات المسيرية المسلحة والمليشيات الدينكاوية المسلحة . المدعومة سرا من القوات النظامية من الطرفين .
اختزل الامام هذا الموقف وكبسله في عدة كلمات احاطت وشملت ، وحذرت ونبهت , ودقت ناقوس الخطر لكل من ألقي السمع وهو شهيد .. قال الامام :
( ان التحكيم في ابيي لن يكون حلا نهائيا ! ) ..
نعم ان نتيجة التحكيم سوف يكون لها ما بعدها . خصوصا عندما تبدأ اجراءات تطبيق بنود التحكيم . وتشعر قبيلة من القبائل ان التحكيم قد ظلمها , وان وجودها في الحياة قد اصبح علي المحك .. مسألة حياة او موت .. عندها تنفجر الشرارة ..
قبائل المسيرية لا تتبع بالولاء لنظام الانقاذ بل لحزب الامة . وموافقة نظام الانقاذ علي قرار التحكيم لا يعني بالضرورة موافقة المسيرية عليه . خصوصا اذا كان في صالح الحركة وضد قبائل المسيرية .. نظام الانقاذ وقبائل المسيرية شيئان مختلفان .
قبائل الدينكا بالتالي لن تقبل قرار التحكيم اذا لم يكن في صالحها . ولكن في هذه الحالة سوف تقف الحركة وجيشها مع قبائل الدينكا المسلحة . وضد نظام الانقاذ وقبائل المسيرية . .
كانت الحركة تقاتل , حصريأ , الأنظمة في الخرطوم . هل سوف تقاتل قبائل المسيرية ( الشعب السوداني ) هذه المرة ؟ أذا حدث ذلك , فسوف يشكل نقلة نوعية , وقفذة في المجهول ؟
المشكلة لا يمكن اختزالها بالابيض هنا والأسود هنالك . بالحق هنا والباطل هنالك . بهذا لك وذاك له , كما في محكمة قضائية .
الامر جد معقد .. ولن يكن قرار التحكيم في 24 يوليو حلا نهائيا كما افتي بذلك الامام بحكمته المعهودة .
ثم ان مشكلة ابيي ، تجدها مكررة مئات المرات علي طرفي الحدود الفاصلة بين شمال السودان وجنوبه . من عند افريقيا الوسطى مرورا بجنوب دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الابيض وحتي جنوب النيل الازرق عند الكرمك وقيسان .. هذا الخط الحدودي بعرض السودان يمتد لاكثر من الفين كيلومتر , ويحتوي على اكثر من مائة ابيي وكل ابيي من هذه الابييات نائمة حاليا . ولكنها سوف تنتفض بمجرد ان تولع ابيي ست الاسم , وخصوصا بعد انفصال الجنوب عن الشمال في عام 2011.
هذه الابييات قنابل موقوتة علي طول الحدود بين دولة شمال السودان ودولة جنوب السودان . ولن تستطيع حكومة جنوب السودان الجديد من ايقاف ظعن قبائل البقارة في دارفور وكردفان جنوبا في شهور الصيف , لان هذا موضوع حياة او موت بالنسبة لهذه القبائل ...
وجود الجنرال قريشن يوم الاربعاء الموافق 22 يوليو لن يجدي فتيلا ..
فالمشكلة لن تبدأ وتنتهي في ذلك اليوم بل في ما بعده ..؟
الخال سلفاكير ... خطب في سلاطين اقليم ابيي وجواره القريب . ووعدهم بمدافع الدوشكا والكلاش واللاند كرزورات , وحتي جاز العربات , لكي يدافعوا عن الارض والعرض ضد ميلشيات الجنجويد المسيري الذي بدأ نظام الانقاذ في تسليحه . وقد حرك الخال مؤخرأ 100 دبابة من الدبابات الاوكرانية ( التي كانت رهينة لدي القراصنة الصوماليين ) لتكون علي مرمي حجر من أبيي . سوف نكون جاهزين لهم هذه المرة , ومرحبا بهم .. او كما هدد وتوعد بذلك الخال سلفاكير الزعلان ..
ان الله لا يحب الزعلانين .
هاجم الخال سلفاكير الجنجويد الجنوبي الذي يسعي في ذئبية متناهية لزرع الفتنة والأبادات الجماعية بين بطون القبائل الجنوبية , كما زرعها بين العرب والزرقة قي دارفور . كما أستهزأ الخال سلفاكير ببروتس الجنوبي ( المترجم : لام أكول ) الذي يأكل من فتات موائد اللئام . وتسأل مستنكرأ من أين للجنجويد الجنوبي ولبروتس الجنوبي بهذا الكم المهول من الأسلحة والأعتمادات المالية لقتل النفس التي حرم الله , ولشراء الذمم والنفوس ؟ وذكرهم الخال بأن المكر السئ لا يحيق الا بأهله !
أتفاقية خريطة طريق أبيي الموقعة بين نظام الأنقاذ والحركة في 8 يونيو 2008 تلزم الطرفين بسحب قواتهما المسلحة من أبيي , والأبقاء فقط علي القوات العسكرية المشتركة ( أنقاذ- حركة ) , وقوات الشرطة المشتركة . ولكن في يوم السبت الموافق 18 يوليو , اعلن أشرف قاضى , ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان , بأن الحركة الشعبية قد نغضت هذا الأتفاق , وأرسلت قوات عسكرية لمنطقة أبيي لتكون متواجدة في المنطقة عند صدور قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي يوم الأربعاء الموافق 22 يوليو الجاري .
قبائل المسيرية ومنذ عهد الامبراطور بعانخي العظيم ، الف سنة قبل ميلاد سيدنا المسيح ، كانت تمارس , بقطعانها , رحلة الشتاء والصيف في ارض الله الواسعة الحدادي مدادي .. تظعن بقطعانها جنوبا الي منطقة ابييي في رحلة الصيف طلبا للماء والكلا .. وكانت هناك , وفي كل صيف , بعض التجاوزات من بهائم المسيرية ضد مزارع الدينكا . وتتم تسوية هذه المنازعات , بالتي هي احسن , تحت ظلال اشجار الزيزفون في ابيي . وكل طرف يعتبر نفسه كسبانا وغالبا ( مافينا مغلوب بتاتأ ) .. وكفي الله المؤمنين شر القتال .. هكذا كان النظام الاهلي الحبي الذي ارتضاه الطرفان منذ ايام الامبرطور بعانخي وحتي يوليو 2009 .. اي اكثر من ثلاثة الف سنة شمسية .
ولكن هب ، وكما هو متوقع ، ان المحكمة قد حكمت لصالح الحركة وضد نظام الانقاذ . في هذه الحالة , سوف تطلب الحركة الشعبية من قبائل المسيريه ان يستخرجوا فيزات لظعنهم جنوبا , وان يدفعوا دقنيات لكل بقرة وكل ثور من بهائمهم , وان يسلموا سلاحهم لجيش الحركة الشعبية قبل مواصلة ظعنهم جنوبا , وان يغادروا منطقة ابيي بعد خمسة اسابيع من دخولهم , والا تم اعتبارهم خارجين علي القانون . وفي هذه الحالة سوف يتم ترحيلهم , بالقوة ومكلبشين , خارج منطقة أبيي وتتم مصادرة بهائمهم ..
سوف يعود الجنرال قريشن الي واشنطون بعد سحابة يومه التي سوف يقضيها منتصرا منخبأ ( من الانخاب ) في ابيي . وبعدها سوف تبدأ عجاجة ابيي في الهببان .
انها ترمي بشرر كالقصر.. كانه جمالات صفر.. ويل يومئذ للمكذبين .. ثم ويل يومئذ للمكذبين .. فبأي حديث بعده يؤمنون ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.