القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة الى النميرى ورجاله ... بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
نشر في سودانيل يوم 20 - 07 - 2009


[email protected]
(1)
تلقيت فى معرض التعقيب والتعليق على مقال الاسبوع قبل الماضى (رجال حول الرئيس) والذى خصصته لسيرة الرئيس الراحل جعفر نميرى عدة إتصالات من بعض الشخصيات التى شغلت مناصب متقدمة فى العهد المايوى، بالاضافة الى عدد مقدر من خاصة أصدقائى والأفاضل من عامة القراء. تمنى البعض لو أننى توسعت قليلا فى الامثلة التى قدمتها عن وزراء جعفر نميرى واعوانه ممن كان لبعض مواقفهم التى اتسمت بالتميز فى الموقف والصدق فى المناصحة صيت واسع فى اطار الدوائر الداخلية للنظام فى غالب الاحيان، وعلى مستوى رجل الشارع العادى فى احيان اخرى وفق مقتضى الحال. والواقع ان الامثلة التى عرضت لها فى المقال الاصل كنت قد قصدت منها الاشارة الى نماذج بعينها حسبت ان العلم بها ظل محدودا بحدود القاعات المغلقة التى دارت فى داخلها الحادثات والمواقف، ولم اقصد الى التذكير بالمواقف المعلنة التى نالت فى حينها نصيبا من الاشهار.
من الصنف الأخير المعارضة الذائعة لاستاذ الاقتصاد الدكتور محمد هاشم عوض، وزير التجارة والتموين لقرار السلطة السياسية، ممثلة فى الرئيس جعفر نميرى، بزيادة أسعار السكر فى محاولة لتدارك الضائقة الاقتصادية التى كانت تحدق بالبلاد. وكان الوزير محمد هاشم عوض قد ابلغ الرئيس بأنه كوزير مختص لا يوافق على قرار رفع الاسعار وانه يشعر بأن مهمته كوزير هى توفير البدائل الممكنة لتدارك الازمة وليس التنفيذ التلقائى للقرارات السياسية. ولما لم يكن الرئيس مهيئاً للتراجع عن قراره فى مواجهة تصميم الوزير على عدم تنفيذه القرار السياسى الاعلى لم يكن امام الدكتور محمد هاشم عوض غير تقديم استقالته ومغادرة كرسيه.
(2)
غير أن هناك بالتأكيد نماذج اخرى كثيرة ذكرنى بها العارفون من معاصريها، لم تلق حظها من الاشهار. وقد تداولت حول هذه النماذج، وحول طبيعة العلاقة بين الرئيس الراحل ووزرائه اجمالا، تداولا مكثفا مع الصديق الصحافى المرموق السر سيد أحمد. وقد أبرز هذا التداول عدة نقاط تستقطب النظر المتأمل، أبرزها أن التقويم الموضوعى للأدوار التى نهض بها معاونو جعفر نميرى من المثقفين والتكنوقراط على أمتداد ستة عشر عاما من حكمه الشمولى، يقتضى بالضرورة النظر فى السيرة الكلية للمثقف او الكادر التكنوقراطى، بحيث لا تُؤسس الاحكام وتُعمم بشأن الشخصيات التى تناوبت مراكز القيادة التنفيذية على أرضيةٍ حصريةٍ من الاعجاب - أو ربما الانبهار - بوهج لحظات مضيئة عابرة، قد تبلغ فيها بعض النوازع الشخصية الموجبة ذروتها، وذلك فى غياب المدارسة المتفحصة للأدوار الشمولية لتلك القيادات وتأثيرها – إيجابا او سلبا- على المجرى العام للحقبة السياسية المعنية. ولا ريب فى ان مثل هذه السير الذاتية، فى صعودها وهبوطها، تعكس صورا متباينة ومتضادة للهيبات والخيبات والوثبات والانكفاءات، شأنها فى ذلك شأن البشر فى سننهم الماضية وكتبهم الباقية.
ولكننى وقد وثقت بعضا مما ناقشته مع صديقى السر سيد أحمد، أمضى قدما فأذكر نماذجاً اخرى لافتة للنظر ارتبطت بأسماء بعينها من رجال الرئيس الراحل جعفر نميرى، رأى من كاتبونى من معاصريها انها تستحق ان تذكر وأن تشهر طالما أننا وقفنا بين يدى دفتر النميرية ومُعاهديها وأركان حكمها. ومن ذلك موقف الوزير ومحافظ الخرطوم السابق مهدى مصطفى الهادى الذى عارض معارضةً صريحة وحازمة اتجاه الرئيس نميرى الى ارسال قوات سودانية الى سلطنة عمان للمشاركة فى حربها ضد ثوار ظفار بناء على طلب السلطان قابوس. وهو طلب علم الجميع انه مسنود بضغوط دولية من دول غربية مؤثرة كالولايات المتحدة وبريطانيا. وقد جاهر الوزير برئاسة الجمهورية آنذاك مهدى مصطفى الهادى بقناعته من أن الاستجابة لمثل هذا الطلب تعنى تلقائيا إضعاف مكانة السودان وهيبته، وتجعل من القوات المسلحة السودانية فصائل مرتزقة تخدم الانظمة وتظاهرها فى مواجهة شعوبها. والمعروف ان الرئيس السابق كان قد تراجع فيما بعد عن ذلك القرار وخيرا فعل. وقد عادت ذات القوى الدولية بعد فترة قليلة من ذلك التاريخ الى فكرة توظيف الدول الحليفة لدعم دول المدار الغربى الاخرى عند تعرضها للضائقات السياسية والعسكرية، فأقنعت عاهل المغرب الراحل الملك الحسن الثانى بارسال كتائب من جيشه للتصدى لثوار اقليم شابا فى دولة الكونغو (زائير سابقا)، الذين كانوا قد ثاروا ضد طاغية البلاد موبوتو سيسى سيكو ففعل. وقد كان منظر هبوط القوات المغربية من الطائرات الى أرض زائير بقيادة الكولونيل عبد القادر لوباريز فى نهاية السبعينات للدفاع عن نظام موبوتو الفاسد عاراً استخزى له كل أبناء المغرب ولطخ سيرة الملك وجيشه تلطيخا.
(3)
ومن ذلك نموذج وزير الاعلام بونا ملوال الذى واجه النميرى فى اجتماع مفتوح بدار الاتحاد الاشتراكى حين انهى الرئيس للمجتمعين نبأ ترقيته لنفسه لرتبة المشير فنهض بونا الى المايكروفون ليقول كلمته المشهورة ( ان السودان ليس فى حاجة الى بوكاسا جديد مرصع بالنياشين وشارات الرتب). وتلك واقعة وثق لها الدكتور منصور خالد فأحسن توثيقها. وكان بونا ملوال قد قدم استقالته من منصبه الوزارى فى وقت لاحق وبادر باخلاء منزله الحكومى، وذلك احتجاجا على تصرف النائب الاول لرئيس الجمهورية ابو القاسم محمد ابراهيم الذى أغلق سماعة الهاتف فى وجهه أثناء محادثة هاتفيه بينهما. وقد بذل ابوالقاسم جهدا جهيدا، بمعاونة عدد من كبار السياسيين الشماليين والجنوبيين، فى مسعى استرضائه واقناعه بالعودة عن قراره.
(4)
وقد كان وزير المالية والتخطيط الاقتصادى ابرهيم منعم منصور ممن جربوا السدانة لنظام النميرى مرتين، الاولى فى فترة السبعينات لعدة اعوام فقد بعدها منصبه بالاقالة عبر المذياع. ثم اعاد الرئيس تعيينه فى ذات المنصب – عبر المذياع أيضا – بعد انقضاء فترة من الزمان. ويحار المرء فى ما عساه أن يكون الدافع وراء قبول شخصيات ذات وزن وطنى مثل ابراهيم بالعودة الى مناصب سبق ان صُرفوا منها صرفا غير رفيق. لم اكن حاضرا عند صرف ابراهيم فى المرة الاولى، ولكننى كنت حاضرا عند صرفه من منصبه للمرة الثانية فى منتصف الثمانينات. وقد ذكر الرئيس نميرى سبباً لعزله فى جلسة مجلس الوزراء التى رحب فيها بالوزير الجديد الذى خلف ابراهيم على مقعد الوزارة. قال النميرى وهو يخاطب الوزير الجديد على ملأ من الوزراء: (يخيل الىّ ان المباحثات مع صندوق النقد الدولى تراوح مكانها ولا تحقق تقدما لأن رجال الصندوق اعتادوا على ان يشاهدوا نفس الوجوه كل مرة، وأظن انهم لو شاهدوا الآن وجوها جديدة فربما يتغيرون قليلا وتتغير مواقفهم المتشددة وتسير امورنا معهم للامام). ومقولة النميرى تعبر ولا شك عن منهج فى التفكير واسلوب فى الحديث يعوزه التماسك المنطقى ويفتقر فى ذات الوقت الى الكياسة واللباقة. وللمغفور له باذن الله جعفر نميرى سجل حافل فى مجال الادلاء بأحاديث تسبب حرجا واسعا لمن حوله دون ان يحس هو بذلك الحرج. ومن أمثلة ذلك انه كان يجلس والى جانبه الراحل السياسى الكبير الرشيد الطاهر بكر، حين ادلى بحديث امام مايكروفونات مشرعة قال فيه: ( اننى جربت السياسيين والعسكريين فوجدت ان العسكريين أكثر نزاهة من السياسيين)! ولا جدال فى أن سقطات لسان نميرى العديدة فى آخر خطاب توجه به للشعب من فوق منصة مجلس الشعب فى مارس 1985 كانت فى صدارة الاسباب والعوامل المباشرة التى هيأت الساحة للانتفاضة المدنية، عقب اسابيع معدودة من ذلك الخطاب الكارثى، التى تهاوى على اثرها حكمه.
ولكن القناعة الراكزة لدى الكثيرين من معاصرى تلك المرحلة هى أن السبب الحقيقى لازاحة الوزير ابراهيم منعم منصور انما يتمثل فى موقفه العدائى الصلب تجاه جماعة الدراويش التى كانت قد استولت على القصر الجمهورى واخذت تعبث بالتشريعات، حتى وقفت عند تلة القوانين الحاكمة للاقتصاد الوطنى. فقبل اسابيع من عزله كانت جماعة القصر (عوض الجيد محمد احمد، النيل ابوقرون، بدرية سليمان عباس) قد قامت من تلقاء نفسها بصياغة قانون جديد للزكاة والضرائب دون استشارة الوزارة الاساسية المخول لها تنفيذ القانون دستوريا، الا وهى وزارة المالية والتخطيط الاقتصادى، فغضب وزيرها غضبة مضرية وقام على عجل بكتابة مذكرة نارية من عشرة صفحات عنونها لرئيس الجمهوريه. وقد كتب ابراهيم مذكرته تلك بقلم حبر سائل ولم يطق صبرا حتى تتم طباعتها فحملها وأتى بها من فوره الى مكتب الرئيس الذى علق عليها بقلمه تعليقا سخيفا مستهترا. وما هى الا اسابيع وكان كاتب المذكرة خارج الوزارة للمرة الثانية والاخيرة. وقد اعجبتنى تلك المذكرة من حيث قوة سبكها ودقة تحليلها المستند الى احصائيات وارقام الخسائر المهولة التى يمكن ان يتسبب فيها القانون الجديد، الذى صاغته ثلة من الدراويش لا تعرف مثقال خردله عن الاقتصاد ومساراته ونظمه.
(5)
من بين الرسائل التى تلقيتها رسالة من شخصية شغلت موقعا قياديا فى مجال الثقافة والاعلام خلال سنوات حكم نميرى الاولى. وقد وجدت من ضمن موضوعاتها مادة طريفة قدّرت ان اعيد فض طياتها أمامك. كان المرحوم محمد سعيد سيداحمد مديرا لادارة الاعلام الخارجى إبان تولى الراحل عمر الحاج موسى وزارة الاعلام. وكان بين محمد سعيد وعمر الحاج موسى ما صنع الحداد فما يطيق الرجلان بعضهما. ودرج النميرى- خلال شهر رمضان المعظم - على حضور افلام سينمائية فى قاعة العرض برئاسة وزارة الاعلام. وعند قدومه للوزارة ذات يوم ناداه محمد سعيد سيداحمد امام الجميع وبصوت عال، وكانت له معرفة شخصية سابقة بالرئيس. ذهب النميرى الى الرجل وانتحى به جانبا ليسمع منه وهنا قال له محمد سعيد: ( والله يا ريّس انا ما عندى حاجة معينة اقولها ليك، لكن بس عايز عمرالحاج موسى يشوفنى معاك على جنب ويفتكرك صاحبى ويقوم يخاف منى)!
السجالات والمناظرات
أشرت ضمن مقال الاسبوع الماضى ( منصور خالد لا يرقص الكمبلا) الى العديد من المساجلات والحوارات التى عرفتها المنابر العامة السياسية والثقافية فى السودان خلال نصف القرن الماضى. وقد تلقيت فى صدد التعليق على ذلك الجزء من المقال مكاتيبا من بعض المهتمين بالرصد والتوثيق، كان من ضمنها رسالة من كاتب كبير ذى اسهام متميز فى مضامير الثقافة طلب عدم ذكر اسمه (خوفا من أن يظن الدكتور عبدالله على ابراهيم ان الكاتب الكبير يظاهرنى عليه) حسبما جاءت كلماته. أورد الاستاذ سجالات رأى ان من الضرورة بمكان الاشارة اليها حيث انها برأيه لا تقل اهمية وأثرا عن بعض النماذج التى وردت فى المقال. وانقل هنا من الرسالة: ( من بينها السجال الذى دار بين الشاعر التجانى سعيد، فى مرحلته الانصارية السنية، والاستاذ المرحوم الموسيقار جمعة جابر، حول مشروعية الغناء والموسيقى. نشر التجانى سعيد سلسلة مقالات تحت عنوان: "تجهيز المحابر فى الرد على جمعة جابر". بينما نشر جمعة جابر سلسلة مضادة تحت عنوان: " القول السديد فى الرد على التجانى سعيد". وربما انكر استاذنا الدكتور عبدالله على ابراهيم هذا السجع وحسبه ظلما فى خانة ما أسماه بالهرج الذى نسبه جزافا الى اللغة العربية من حيث هى وهذا قطعا من قبيل آراء المستشرقين التنميطية. وهناك أيضا مساجلات البروفيسور حسن احمد ابراهيم، استاذ التاريخ بجامعة الخرطوم، والدكتور عبدالعظيم رمضان المؤرخ المصرى المعروف والتى دارت رحاها فوق صفحات مجلة " الوادى " السودانية المصرية التى كان يرأس تحريرها الاستاذ انيس منصور وينوب عنه الراحل الاستاذ محمود ابوالعزائم. وقد كان موضوع المساجلات هو دور محمد على باشا فى السودان).
الاختلاق والانتحال
يزعجنى الى حد كبير تفاحش ظاهرة السير الذاتية المختلقة والالقاب العلمية المنتحلة والصفات الوهمية المدعاة فى السودان. وقد زاد انزعاجى حين وقعت بمحض الصدفة مؤخرا على سيرة ذاتية لشخصية سودانية فاعلة فى حقل العمل العام، سبق ان وزعتها ذات الشخصية على نطاق واسع فى وارد التعريف بالذات والخبرات والكسب العملى. تشير السيرة الذاتية الى ان صاحبها يحمل درجة الدكتوراه وعددا من درجات الماجستير من جامعة ذات اسم معين بولاية مينيسوتا. وقد استغربت لاننى لم اسمع قط باسم هذه الجامعة فى الولاية التى اقيم بها اقامة امتدت لخمسة عشر عاما. وقد نشط فى تحرى أمر هذه الجامعة بعض الاكاديميين فانتهوا، بعد ان أعياهم البحث، الى ان الولاية التى تضم عددا محدودا من الجامعات تعد على اصابع اليدين، ليست بها جامعة بذلك المسمى الوارد فى السيرة الذاتية للشخصية السودانية البارزة!
د. سلمان م أ سلمان
أعلنت بارنز آند نوبل، كبرى دور بيع الكتب واشهرها فى الولايات المتحدة وفى العالم بأسره، الاسبوع الماضى عن طرح الكتاب العاشر فى مجال سياسات وقوانين المياه للدكتور سلمان محمد أحمد سلمان، كبير الخبراء والمستشارين لشئون قوانين المياه بالبنك الدولى بواشنطن، والذى عمل فى الماضى استاذا للقانون بجامعة الخرطوم، ومستشارا قانونيا بالصندوق الدولى للتنمية الزراعية بروما. يحمل الكتاب عنوان: (سياسة البنك الدولى لمشاريع الممرات المائية الدولية: تحليل تاريخى وقانونى). يقدم الكتاب عصارة تجربة البنك الدولى فى مجال مشروعات المياه من خلال عرض تاريخى دقيق وتحليل قانونى متعمق لتطور ومحتوى سياسات البنك الدولى فى مجال ممرات المياه الدولية ومنظومة التشريعات الحاكمة فى هذا الشأن. كما يتطرق الكتاب الى الضوابط القانونية والآليات المعتمدة لمعالجة الاعتراضات والنزاعات التى تثيرها المجموعات المختلفة بشأن عمليات تخطيط وتنفيذ مشروعات المياه الممولة من قبل البنك الدولى، وطرق تقويم التأثيرات المحتملة لمشروعات المياه على البيئة. يستحق الدكتور سلمان تهنئة خاصة بصدور كتابه العاشر من سلسلة مؤلفاته التخصصية الرفيعة، ونستحق نحن معشرالسودانيين بالولايات المتحدة أن نفخر بعلمائنا من ذوى المراكز الدولية المتميزة والعطاء العلمى والمهنى الباذخ.
يوسف الخليفة ابوبكر
ضمن مقالى المعنون ( رجال حول الرئيس) ورد اسم الدكتور يوسف الخليفة ابوبكر وزير الشئون الدينية والاوقاف خلال العهد المايوى مسبوقا بصفة ( الراحل ). وكنت قد اضفت تلك الكلمة بناء على معلومات تبين لى مجافاتها للحقيقة. من فضل الله السابغ علينا ان الدكتور يوسف الخليفة ابوبكر حى يرزق يعيش بيننا مستبقا الى الخيرات ناهضا الى المكرمات، يرفد الناس بحكمته وعلمه وفضله، كما كان وسيظل دأبه طوال حياته الهادفة النافعة الخصيبة. أمد الله فى عمره وبارك فيه ونفعنا به. وافر اعتذارنا لفضيلة الشيخ الجليل ولاسرته الكريمة وللنخبة الطيبة من اصدقائه وعارفى فضله ممن بعثوا الى بمكاتيب التصحيح والتوضيح.
عن صحيفة ( الأحداث )
مقالات سابقة:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.