[email protected] 1 - محاكمة الزعيم عبدالخالق محجوب ! في يوم الخميس 22 سبتمبر 1927 ، صرخ طفل عظيم وهو يلج دنيا البشر ، في حي ود المكي في امدرمان ! وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 28 يوليو 1971 ، انتهت حياة رجل عظيم على حبل مشنقة سجن كوبر في الخرطوم بحري ... عن عمر يقل ب 56 يوما عن 44 سنة ! كانت 16 ألف يوم و4 أيام حافلة بالمثير الفريد الخطر ! بالمقارنة توفي الإمام الأكبر ( عليه السلام ) عن 42 سنة ( 15 ألف يوم غيرت بلاد السودان ) ، والأستاذ العظيم عن 76 سنة ، والمهاتما غاندي عن 78 سنة ، والقس مارتن لوثر كنغ عن 38 سنة ! نحتفل اليوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، بعيد ميلاد الأستاذ عبد الخالق محجوب ال 85 ومرور 41 عاما على استشهاده ! سأل السفاح نميري ، في غباء ، الرجل العظيم عبد الخالق في محكمة يوليو 1971 : ( ماذا فعلت للسودان؟ ) ؟ قال الرجل العظيم : ( قليل من الوعي ) ! وكانت تلك شهادته التي سطرها التاريخ بأحرف من نور ! ثلاثة كلمات سارت بها الركبان ، كما خمس كلمات صديقنا الأثير ابن العشرين ( طرفة بن العبد ) في زمن قصي ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود ! شاهد فيديو محاكمة الزعيم عبدالخالق محجوب ( يوليو 1971 ) على الرابط أدناه : http://www.youtube.com/watch?v=EPBH5N9vZrw وعلى الرابط أدناه : http://www.youtube.com/watch?v=k1nz7CxzseM&feature=related لنا لقاء مؤجل ، في حلقة قادمة ، مع الزعيم عبدالخالق محجوب ، وغيره من الزعماء الذين غمطهم التاريخ حقهم ، وبخسهم بعض الناس أشياءهم ! 2 - البشير وسلفاكير ؟ يذكرنا لقاء القمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير ( أديس ابابا – الأحد 23 سبتمبر 2012 ) بلقاء قمة آخر حدث قبل 74 سنة ( اليوم باليوم ) في يوم الجمعة الموافق 23 سبتمبر 1938 في منتجع هتلر خارج مدينة ميونخ في المانيا بين هتلر عزيز الألمان ، ونيفلين شامبرلين ، رئيس وزراء بريطانيا العظمى ! كان فشل لقاء قمة واتفاقية ميونخ إحدى أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية ! وصارت قمة ميونخ مرجعية مفتاحية في الدبلوماسة الدولية ، لتجنب عقد قمة بين فرقاء متشاكسين ، دون الأعداد القبلي الكافي لها ؟ بعد لعنة متلازمة ميونخ ، صار لقاء القمة بين الرؤساء ، أي قمة رؤساء ، يتم عقده لمباركة ما يتفق عليه ، قبليا ، الخبراء والوزراء المعنيين ! يتم عقد لقاءات القمم ، ( خصوصا الثنائية ) للعلاقات العامة والبسمات وكاميرات التلفزيون ، وليس للمفاوضات حول التفاصيل ، حيث تقبع شياطين الإنس والجن ! فشل الخبراء والوزراء ، في مفاوضات في أديس أبابا استمرت ، متقطعة ، لمدة 144 يوما ( منذ الأربعاء 2 مايو 2012) ، في التوصل الى حلول قطعية للمسائل المدرجة في قرار مجلس الأمن 2046! وكان الخبراء والوزراء ، وهم في أديس أبابا على اتصال يومي مع الرئيسين البشير وسلفاكير، بل توقفت المفاوضات ثلاث مرات لتمكن الخبراء والوزراء من الرجوع الى الخرطوم وجوبا ، لأخذ الحكمة من أفواه البشير وسلفاكير ! هل يستطيع البشير وسلفاكير وبما يحملون من عصي سحرية تحاكي عصا موسى أن يحلوا ، في يوم واحد ، عقدا وغلوطيات عجز الخبراء والوزراء ، بمساعدتهما المغتغتة ، من حلها في 144 يوم ، بعد أن أنتهت المهلة الثانية ( السبت 22 سبتمبر 2012 ) التي حددها مجلس الأمن دون الوصول الي أي أتفاق نهائي ؟ دعنا نأخذ 3 عقد كأمثلة : + هل يتمكن الرؤساء البشير وسلفاكير في لقائهم يوم الأحد 23 سبتمبر 2012 من الإجابة على السؤال البسيط أدناه ... بنعم أو لا : هل سيشارك مسيرية أبيي في الإستفتاء أم لا؟ سوف يفقد البشير كرسيه إذا كانت الإجابة بلا ، وسوف يفقد سلفاكير كرسيه إذا كانت الإجابة بنعم ... رغم أنهما من الطواغيت ؟ في هذه الحالة ، هل سوف يتجرأ أي منهما على الرد على هذا السؤال القنبلة ، الذي لم يستطع الخبراء والوزراء الرد عليه في فترة ال 144 يوما الماضية ؟ وهل يقبل الرئيس البشير بأيلولة أبيي للجنوب مقابل ضمان مرور المسيرية للرعي في الجنوب دون الحاجة لفيزات لأبقارهم ، كما يقترح مبيكي ؟ + حلف الرئيس البشير (بالتقطعو) بأنه لن يوقع على الإتفاق النفطي قبل الإتفاق على الملف الأمني ، حتى لا تدلق قروش النفط الجنوبي في عب مالك عقار وعبدالعزيز الحلو ودبجو وتور الخلا ! وحلف الرئيس سلفاكير (بالتقطعو) بأنه (ما عندو شغلة مع الناس ديل) ؟ رغم أنه لم ير أي قنابير على رأس الرئيس البشير ؟ كيف تحل ، يا هذا ، هذه العقدة ، في يوم واحد ، والتي فشل الخبراء والوزراء في حلها طيلة 144 يوما من المفاوضات ؟ + عقدة شريط الميل 14 جنوب بحر العرب ... أبيي ( 2 ) ! الفرق فقط في ان القبيلة الشمالية المعنية هي الرزيقات ، بالأضافة الي أحتلال قوات سلفاكير للشريط حاليأ ؟ ضغطت إدارة اوباما على الرئيسين البشير وسلفاكير للإجتماع في أديس أبابا للتوقيع على أي ورقة هوائية ، حتى تعطي مجلس الأمن مسوغا لتمديد فترة المفاوضات تمديدا ثالثا ، بدلا من قفل ملف المفاوضات وانزال العقوبات ... القحة ولا صمة الخشم ! نتمنى أن لا يكرر الرئيسان البشير وسلفاكير في أديس أبابا يوم الأحد 23 سبتمبر 2012 ، ما فعله هتلر وشامبرلين في ميونخ في يوم الجمعة 23 سبتمبر 1938 ؟ في هذا السياق : + سوف يقابل الرئيسان البشير وسلفاكير ، رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد هايلي مريم ديسالقن ، الذي أعتمده البرلمان الأثيوبي كخليفة لملس زيناوي يوم الجمعة 21 سبتمبر 2012 ! ويتفق المراقبون علي ان سياسة أثيوبيا تجاه دولتي السودان سوف لن تتغير برحيل ملس زيناوي ، الذي كان يكن كثيرأ من التقدير والمحبة للسودانيين ! + رددت عنقالية من نواحي الدروشاب الآية الفاتحة في سورة النحل : ( أتى أمر الله ، فلا تستعجلوه ! سبحانه وتعالي عما يشركون ! ) ! نتمنى أن لا يستعجل الرئيسان البشير وسلفاكير أمر الله ، فيوقعان على ورقة تحاكي ورقة ميونخ ، تكون خميرة للحرب ، ولا تكون بلسما للسلام ؟ 3 – كوديسا الصادق المهدي! كتب الدكتور عبد الله علي إبراهيم مقالا بعنوان ( كوديسا الصادق المهدي ) ، أمسك فيه بجذوع الأشجار ، بل بأغصانها الدقيقة ، وصرف النظر عن النظر الى الغابة ! أدخل الدكتور عبدالله نفسه في جحر ضب التفاصيل غير ذات الصلة ، فأغرقه شيطانها في بحر لجي يغشاه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ! قصدنا التعقيب على مقالة الدكتورعبدالله ، حتى لا تشوش ، بما حملت من مغالطات ، على ذوي النظر والسائرين في الظلمة ، على السواء ! في اقتباسه للكوديسا ، قصد السيد الإمام ( روحها) وليس تشابه الوضعين ، وبالتالي تشابه الحلين ، وقع الحافر على الحافر ! فالغافل من السابلة ، دعك من هرم كالسيد الإمام ، يعرف أن الوضعين مختلفان ، ولا يمكن تطبيق حل المشكلة في جنوب افريقيا ، عميانا ، على المشكلة في بلاد السودان ، وبين دولتي السودان ! قصد السيد الإمام المثودلوجيا والفكرة المتمثلة في التفاوض السلمي بين الأطراف السودانية المتشاكسة للوصول الى حل سياسي وسلمي للمسألة السودانية ! رمى السيد الإمام الى سودنة المفاوضات السياسية بين السودانيين ، شمالهم وجنوبهم ، وداخلهما ، وخطفها من الأجنبي الدخيل ! رأى السيد الإمام أن الكوديسا (2 ) السودانية ، تجنبنا أسمرة ( 2 ) ، أي اصطفاف دولة الجنوب والمعارضة السياسية والمسلحة في جانب ، ضد نظام البشير في الجانب المقابل ، وبدون تواصل وحوار بين الجانبين ككلاب الشمع ، بل حرب باردة وساخنة بين الجانبين ! اعتبر السيد الإمام الكوديسا ( 2 ) السودانية كمفاوضات سياسية في اطار الخطة ( أ ) ، التي تستبق وتلغي : + الحاجة للخطة ( ب ) ، أي الإنتفاضة الشعبية السلمية وبدون تدخل خارجي ! + الحاجة للخطة ( س ) ، أي استنساخ النموذج الليبي ، الملطخ بالعنف والتدخل الأجنبي ! + الحاجة للخطة ( ج ) ، أي صمة الخشم ! أعلاه ما قصده السيد الإمام بالكوديسا ( 2 ) السودانية ! لم يدخل السيد الإمام في تفاصيل المفاوضات في جنوب افريقيا التي قادت الى الإنتخابات الحرة النزيهة والشفافة لكل مواطني جنوب افريقيا من البيض والسود ؛ ولم يقاربها بالحالة السودانية ! مع العلم بأن آلية عملية التفاوض المتعدد الأحزاب ، التي قادت للإنتخابات ( لكل مواطن صوت انتخابي ) والمصالحة الوطنية ، وأنهت الفصل العنصري في جنوب افريقيا ...هذه الآلية قد تأسست على المفاوضات الثنائية التالية للكوديسا ( 2 ) ، وقد تأسست المفاوضات الثنائية بدورها على الكوديسا ( 1 و2 ) الفاشلتين ! إذن الكوديسا ( 1 و2 ) ، رغم فشلهما في حد ذاته ، قد لعبتا دورهما في المصالحة الوطنية في جنوب افريقيا ، علي الأقل بتحديد نقاط الخلاف والأختلاف ! بحكمته ، لم يغرق السيد الإمام ويغرق غيره ، ومثلهم معهم ، في هذه التفاصيل ، غير ذات الصلة ، والتي تخص جنوب افريقيا حصريا ! أمسك السيد الإمام بسمكة جنوب افريقيا ونزع الشوك منها ، وقدم اللحمة الطرية لمواطنيه في بلاد السودان ! ثم جاء الدكتور عبدالله من اقصي المدينة يسعى معيدا الشوك لسمكة جنوب افريقيا ! ساء ما يفعلون ! كان يحسن بالدكتور عبدالله التقاط روح اقتراح السيد الإمام ، بدلا من اغراقنا في تفاصيل كان يمكن له أن يعطينا رابطها المذكور أدناه ، حتى لا يشوش على السائرين في الظلمة ! وربما يتذكر الدكتور عبدالله أن الكاتب النجم فريد زكريا قد خسر موقعه وعقده الذهبي مع مجلة تايم الأمريكية لأنه قد نسي أن يذكر مصدره في مقالة من مقالاته ! وارتكب الدكتور نفس الخطأ عندما نسي أن يشير الى مصدره المذكور أدناه : http://en.wikipedia.org/wiki/Negotiations_to_end_apartheid_in_South_Africa لم نشأ أن نناقش محتويات مقال دكتور عبدالله بالتفصيل ولكن هناك ثلاث ملاحظات واجبة : + يقول دكتور عبدالله عن مشروع الفصل العنصري ( الأبارتيد) : ( فهو تفرقة نص الدستور عليها لفصل جنوب أفريقيا إلى بلدين منفصلين للبيض والسود.) ! لم يقل الأبارتيد بفصل جنوب افريقيا الى بلدين منفصلين ، وإنما بأن يسكن البيض في العمارات والطائف ، ويسكن السود في أم بده والكلاكلات ! + يذكرنا دكتورعبدالله أن السيد الامام متهم عند البعض : ( ... بأنه ممن يكتفي بالعبارة دون العمل منذ أن استحدث في قاموسنا السياسي مصطلح "السندكالية" في الستينيات.) ! ومن ذا الذي كتب مانفستو ثورة اكتوبر 1964 ، وقاد المفاوضات ، مع أخرين ، حتى رحيل الرئيس عبود الى منزله ؟ ومن ذا الذي كتب مانفستو انتفاضة ابريل 1985 ، وقاد المفاوضات ، مع أخرين ، حتى رحيل نظام نميري ؟ هل هذه ( عبارات ) أم هي ( أعمال ) ؟ أم أن الغرض عند البعض أعمى ؟ ثم أن اختزال السيد الإمام للمسائل المعقدة في عبارة من عدة كلمات ... هكذا اختزال يوضح الصورة حتى لذوي النظر ، دعك من السائرين في الظلمة ! الم تخلد عبارة من 3 كلمات ( قليل من الوعي ) البطل عبدالخالق محجوب ؟ الم تسير الركبان بعبارة صديقنا طرفة بن العبد ( ويأتيك بالأخبار من لم تزود ) ، وهي من 5 كلمات ؟ عبارات السيد الامام تزينه ولا تشينه ، ولا يقول بها الا موسوعي الفكر والنظر ! + قال الدكتور عبدالله : وخلافًا لذلك فالإنقاذ، برغم صنوف التفرقة بين عناصر الأمة، قاتلت بالظفر والناب ليكون السودان، على نقصه، واحدا. وهي بهذا أشبه بالحركات الوطنية في سائر أفريقيا ... ) ! وهل بقي السودان واحدا ؟ وهل نظام البشير يشبه الحركات الوطنية الأفريقية ؟ قابلني يا دكتورعبدالله يوم القيامة العصر ؟