بين البحث العلمي و التحقيق الصحفي بُنيت فكرة مدينة إفريقيا للتكنولوجيا علي غرار وادي السليكون في كاليفورنيا بالولاياتالمتحدة وفقاً لفهمنا و علي المسؤلين أن يوضحوا لنا نموذجهم لفكرة تشييد هذه المدينة.ربما مدينة جياد وهي ليست بالنموذج الجيد حيث نجد عدداً قليلاً من صناعاتها عاملاً.و ستعود إليها بشئ من التفصيل. فكرة وادي السليكون بكالفورنيا جاءت من جامعة إستانفورد و ذلك بإنشائها لحديقة إستانفورد الصناعية Stanford Industrial Parkبنهاية الحرب العالمية الثانية ،لمقابلة المنصرفات المتزايدة للنمو و التطوير و لتشغيل الخريجين. وبالتطور الطبيعي مع مرور الزمن و بكثير من الإبداع وصل إلي المستوي الحالي.و أضحي وادي السليكون مقراً لكبري الشركات التكنولوجية في العالم مثل ياهو،هيولت باكارد و جاء الإسم من شريحة السليكون و السليكون من أكثر المواد الخام إنتشاراً علي الأرض و هنا يعرف الجميع الخرصانة و هي قطع سليكون مغطاة بقليل من الحديد وهو ما يعطيها لونها البني و لكن عند كسر قطع الخرصانة نجد لونها أبيض أو ألوان أخري أقرب للبياض.الرمال أيضاً من إحدي أشكال السليكون. أضحي وادي السليكون رمزاً للصناعات التكنولوجية المتطورة ليس فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية و لكن في كافة أنحاء العالم ومن أشهر المدن بالمنطقة سانت جوز.كما يضم عدداً كبيراً من الجامعات و الكليات مثل جامعة سانت فرانسيسكو و جامعة سانت جوز و جامعة جون كينيدي ....وتبلغ في جملتها حوالي 30 جامعة وعدداً من المدن يبلغ الخمسة عشر .كما يبلغ عدد الشركات المدرجة في قائمة فورشن(أكبر1000شركة في العالم) حوالي 25 شركة. وكما ترون لم يطفو وادي السليكون في لحظة و لكنع وليد للأفكار الكبيرة و العمل و الإبداع و سياسات دافعة للتطور و الإبتكار و زمن يمر. نرجع إلي مدينة جياد كنموذج للتنمية حيث صُرفت عليه أموالاً طائلة،قدرت بحوالي 350مليون دولار أميركي و لا نريد الخوض في أُصولها و لكن في وسعنا أن نتكلم عن الأولويات و قد كان نصفها كفيلاً بتمويل مشروع الجزيرة إلي قصة نجاح كبيرة.تم صرف أموال كثيرة علي إسكان العاملين و هو غير مبرر حيث كان في الوسع إسكان العاملين و دمجهم في البيئة المحلية لخدمة أغراضاً شتي منها: 1-كسب قبول و رضي المواطنين و ذلك بتطوير مناطقهم و تنميتها –مباشرة بالإيجار او بشراء المباني غير المكتملة . 2-زيادة الخدمات و تطويرها مثل التعليم و المياه و الصحة. 3-أسباب أمنية بالحفاظ علي الموارد البشرية بنشرها في مساحة كبيرة حول المنطقة و التي كان في الوسع زيادتها لتشمل الباقير الصناعية و شمال الجزيرة. 4-إحداث أثر تنموي بالإحتكاك مع عناصر جديدة(المهندسين،العلماء و العمال...) ومن المعروف بأن عدداً قليلاً من الصناعات قُدر له النجاح مثل تجميع السيارات و الكوابل ،إضافة للأثاثات المدرسية.أما بقية المصانع فحظها غير جيد و أنتظمت في لائحة المصاتع المتوقفة. أما مدينة إفريقيا للتكنولوجيا ففي تقديري هنالك بدائل عديدة منها: 1-توزيع الصناعات الجديدة في شراكات مع المصانع المتوقفة خاصة لأسباب تتعلق بقدم الصناعة و غير مواكبتها وذلك بالدخول في شراكة بالمبني و المنشآت الأخري. 2-إستغلال الأراضي غير المستغلة في العاصمة خاصة القريبة من الجامعات و الكليات الجامعية للإستفادة من الأساتذة و الخريجين ،إضافة للطلاب. وهكذا يمكننا أن نجد من الأفكار ما قد يحدث فرقاً و كان في وسع القائمين علي هذه المشاريع اللجوء إلي الناس أو الجامعات للمساعدة في تحريك العمل و الإرتقاء به.وإلي الباحثين و الصحفيين للعمل فيما أثرنا من مواضيع مثل نماذج التنمية و محاورها –أثر الجغرافيا في توزيع الصناعات –عوامل النهوض و شروطه. بالطبع يمكن النظر في جياد و حظها من النجاح و كذلك مدينة إفريقيا-ما هي رؤيتها و ما هي السياسات التي ستقوم عليها أو التي تسعي في الإستعانة بها للنجاح و ما هي البدائل ؟و هل توجد خطة ؟ و ما هو حجم التمويل؟ لقد تعبنا من المفاهيم الجديدة التي لا نجد لها أثراً في حياتنا مثل المشاركة PARTICIPATION وهو مجال آخر للبحث و التحقيق الصحفي بالله حدثونا متي تمت إستشارتكم؟ و في أي مرحلة؟ وهو من الأمور المهمة في سلسلة التخطيط –التغذية المرتدة. دعوة للجميع للمساهمة بإعمال الرأي في مشروع النهضة لخدمة الشعب الطيب. Ismail Adam Zain [[email protected]]