ألم أقل لكم مرارا وتكرارا أن إعلامنا غنائي، يغني و (يطبل) لكل (زعيط) يعتلى خشبة مسرح الغناء وآخر تقليعة للاعلام (الاهلي) هي (غنونة) المدائح النبوية و (نسونتها) ، ونفس الإعلام يغفل الحديث عن العلماء الأجلاء والرموز والمتميزين من ابناء هذا الشعب الذين برزوا (للأسف) نجوما في سموات الغرب خارج الحدود حيث قال بفضلهم الأعاجم وشهدت لأعمالهم المعاجم وذكروهم في ما عندهم من تراجم. أغفلهم الاعلام السوداني كعادته. لم نقل لا تتحدثوا عن أهل الفن والغناء، ولكن علينا بالتوسط والعدل في اعلاء شأن كل من أسهم في اثراء منحى من حياتنا بكافة ضروبها الفنية والعلمية والأدبية وغيرها من ميادين الحياة. لقد دهشت وأنا أقرأ مقال البروفسير محمد الرشيد قرشي (في هذا المنبر الإعلامي الحيوي) عن أحد المهندسين السودانيين، تخرج في كلية غردون وشهدت له مياه النيل وزملاؤه الانكليز وغيرهم الذين عرفوا فضله واعترفوا بعلمة وتميزه وتفرده في مجال تخطيط وترويض الأنهار وهندسة الري في العديد من مشاريعنا الزراعية التي انتظمت ارض السودان كافة. ألا وهو المهندس المتميز الرشيد سيد أحمد الذي اصدقكم القول وأقول انها المرة الأولى التي اسمع فيها باسمه في هذا المجال الحيوي الهام الذي برزت فيه ايضا نخبة من العلماء السودانيين الذين شهد لهم العالم بالتفوق والتميز. وهو بلا شك علم أغفله إعلامنا المريض (عافاه الله)، الذي أخذ يدور بنا في فلك واحد هو الغناء وكأن السودان لا يعرف غير الغناء. وكثير من علمائنا الأفذاذ لم يعطهم اعلامنا حظهم من (الذكر) والدعاية والرعاية والتقدير. ولو برز مثل المهندس الرشيد في بلد غير السودان لكان مكان احتفاء وتكريم وتقدير ولنصبوا له تمثالا عظيما في أكبر ساحات وميادين مدنهم الكبيرة وضمنوه في قائمة صناع التاريخ ورموز الوطنية لديهم. ان من حق شباب اليوم في كافة المجالات العلمية بجميع فروعها الطبية، الزراعية والهندسية وغيرها أن يعلموا بجميع سير المشاهير والمتميزين السودانيين ممن سبقوهم وأعمالهم ومساهماتهم وخبراتهم الثرة لكي ينهلوا من معينها ويضيفوا لها تجاربهم الشخصية من اجل استكمال بناء التجارب والحقائق العلمية وتنمية الإرث الحضاري العلمي لهذه الأمة في كافة ميدان الحياة العملية من أجل رفعة هذا الوطن. وعلى المؤسسات العلمية والمعاهد والجامعات تبني تلك الخطوة بأن تعمل على تكوين هيئة سودانية خاصة من كبار العلماء والباحثين توكل لها مهمة دراسة سير كل السودانيين المتميزين في جميع ضروب وميادين العلوم والآداب والفنون لكي وتقوم بجمعها وتصنيفها وتنقيحها لدراستها واستخلاص النظريات والتجارب التي يمكن تطبيقها حسبما هو ملائم لأي من مناطق السودان المختلفة. كما يتوجب على الدولة تشجيع كل أوجه التميز في حياتنا العامة والعمل على تخصيص جوائز مالية أو تقديرية للمبدعين والمتميزين في المجالات كافة لا سيما المجالات العلمية التي تعمل على ترقية ورفع مستوى المرافق الهامة والعامة التي تسهم في تطور وتنمية المجتمعات ومن ثم الأمة بكاملها. الا رحم الله المهندس الرشيد سيد أحمد وأثابه على أعمال الجليلة التي أداها لوطنه على سبيل المثال لا الحصر، مشاريع الري الكبري في خزان الروصيرص وخشم القربة وكهرباء سنار وتخطيط وتصميم العديد من المشاريع الزراعية المعروفة في جميع ربوع سوداننا الحبيب. alrasheed ali [[email protected]]