أعتادت مجموعة من السودانيين في جده بالمملكه العربية السعودية أن ترتاد بين الفينة والأخرى ومع عائلاتهم إحدى المناطق السياحية التي ترقد على ضفاف البحر الاحمر وبالتحديد في منطقة (الرحيلي) ذات الأجواء الساحرة حيث يلتقون فيها على وسادات من الفرح الجميل وقلوبهم تحلق في سماوات من النغم الحنون..بينمها الاكباد ببرائتهم الطاهرة يزرعون قيوف الشاطئ مثل طيور تغرد' فوق أشجار الخمائل وهي تنداح بأريجها الفواح! هذه المجموعة الرائعة من ابناء السودان الذين إعتادوا أن يلتقوا في هذا المكان بأسرهم تضمهم نخبة من المثقفين الذين دأبو على الخوض دوما في قضايا الوطن وما يعانيه من أرق وهموم..ويفيضون في النقاش المثمر من أجل الوصول إلى حلول ناجعة لهذه الهموم المتأزمة..وقد أستضافوا من قبل في ندوات فكرية كوكبة من المفكرين في شتى الميادين والحقول الثقافية والإقتصادية والإجتماعية مثل المفكر العظيم المهندس محمدإبراهيم كبج الذي أضاء بحديثه العميق كل أركان المكان في تلك الليلة الجميلة.. هذه الليالي أو الأمسيات التي تداعب فيها نسمات البحر وجوه الحاضرين فتمنح الكثير من الألق تنداح فيها أصوات' نجوم من الفنانين الشباب الذين أثروا المكوث في مدينة جده لتخلب الألباب وترحل بالمشاعر لعوالم مطرزة بألق الصباح فتكاد الغيوم تهبط من عليائها لتشارك الحضور فرحته'..وكم يكون الود حاضرا ورائعا حينما يقف شيخنا الجليل الأستاذ هاشم سوركتي ليعلن عن رحلاته الطويلة في أفق التاريخ البعيد وبألوانه الزاهية في زمن كان الوطن فيه يرتدي جلباب من الصوف المصنوع بعرق الأبطال من الشخصيات المؤثرة في دروب النضال قبل أن يقع هذا الوطن الشامخ بين أنياب الجبابرة الطغاة!! أما الدكتور صلاح التيجاني فكثيرا ما يطل على الحضور بأريحيته وكرمه الفياض وهو المعروف بصمته ووقاره الأخاذ ليضع الحروف على النقاط في كل لحظة مترعة بعذب الحديث فيندلق صوته وكأنه قادم من جوف التاريخ حيث كان فيه الشعراء يتبارون بالقصائد الجميلة في وسط الأسواق القديمة..وهناك أيضا ذلك الرائع الجميل ذو الهمة والنشاط المحاسب كمال حداد الذي يبهر الحضور بركضه المستمر وقفزاته التي تشبه قفزات القطط الصغيرة مما يؤكد على ذكاءه الوقاد ونقاء سريرته لاسيما فإنه بجانب تعامله الرصين مع لغة (الأرقام) بحكم إحترافه لمهنة (الحسابات) يتمدد أيضا مع الحروف ويتعامل معها بقدر من الكياسة والدهاء كما أن سلوكياته مع الأخرين توحي بكم هائل من العذوبة وكأنه يتوسد لحاف من القصائد الجميلة ويمتطي خيولها ويذهب بها لمسافات طويلة. الملتقى السوداني الذي نحن بصدده الأن يؤمه الكثيرون من الرجال..والنساء..والأطفال..فتبدوا تلكم الأمسيات مثل مهرجانات تعبق بأريج الصندل فتشتم فيها رائحة بلادنا المترامية الأطراف بنخيلها الباسقات..وبأشجار التبلدي والوارفة..والمانجو بثماره اليانعة..والأراضي االشاسعة بحقولها الخضراء ..وقطيع الأغنام والخرفان الابقار وأرتال من الحمير والجمال تزرع تلك الأراضي فتمنحها الكثير من الجمال الملتقى وإن كان يضم هذه المجموعة الفريدة من السودانين في المهجر أو في مدينة جده بالذات ليس بديلا لذلك التنظيم الهش للجالية السودانية في المنطقة الغربية حيث أكد هذا التنظيم بأنه لاجدوى له ولا طائل منه فتهاوى في الدرك السحيق ذلك لأن قياداته لا تملك اي قدرات عقلية أو مؤهلات تعينهم على حل قضايا المغتربين بل فإن كل امكانياتهم تكمن في الوخز بالمسامير على ظهور الضعفاء. أحمد دهب المسئول الإعلامي بهيئة الإغاثة الإسلامية..جده ج:0501594307