لماذا نزحوا إلى شمال السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حيرتنا يا غارزيتو؟! .. بقلم: كمال الهدي
نشر في سودانيل يوم 10 - 10 - 2012


[email protected]
لم يجف حبر مقالي الأخير حول مشكلة هيثم الذي ناشدت فيه جميع الأهلة بتأجيل هذا الأمر - بما أن حله صار عصياً- إلى ما بعد انقضاء الموسم الذي أوشك على نهايته، فإذا بنا نفاجأ بحوار غارزيتو المثير للجدل.
وهو حوار ليس له ما يبرره خاصة في هذا التوقيت.
ولو لا معرفتي بالزميل الذي أجرى الحوار من خلال كتاباته الواضحة والصريحة والجريئة لتشككت في النوايا.
لكن لكل صحافي أسلوبه وطريقته ورؤيته في معالجة مختلف القضايا.
فاللوم إذاً ليس على الصحافي الذي حاور المدرب، بل على غارزيتو الذي وافق على إجراء حوار بهذا الشكل في هذا التوقيت بالذات.
إن كان صاحب هذه الزاوية الذي لا يمثل إلا نفسه قد ناشد الجميع بما فيهم هيثم نفسه - الذي كان رأيي قبل فترة هو أن يبوح بكل ما لديه- بالتزام الهدوء بعد أن اقترب الموسم من نهايته وتأجيل حل المشكلة إلى ما بعد انتهاء الهلال من مبارياته المتبقية.. فما بالكم بغارزيتو المدرب المحترف الذي يوفر لقمة عيشه مما يعود عليه من تعاقده مع الهلال !
ألا يفترض أن تكون يا مستر غارزيتو أحرص منا جميعاً على استقرار فريقك؟!
وهل يكون الاستقرار بإثارة القضايا الجدلية واللت والعجن في أمر شبعنا من الحديث حوله دون أن تلوح في الأفق حلولاً جادة وفاعلة تجنب الأهلة شرور هذا الانقسام الضار جداً بفريق الكرة تحديداً.
سأحاول عبر هذه المساحة تفنيد ما جاء في حوار غارزيتو بموضوعية وبعيداً عن حديث العواطف أو الأحكام المطلقة غير المؤسسة.
بدءاً أؤكد على الاتفاق مع غارزيتو في الجزئية المتعلقة بصعوبة العمل في المجال الرياضي بالسودان.
هذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.
فنحن بالإضافة إلا أننا نحب تعقيد الأمور كما ذكرت يا غارزيتو لدينا مشاكل آخري عديدة مثل التعامل العاطفي مع قضايانا واختزال الكيانات في أشخاص بعينهم.
ففي الهلال البرير أو البرنس في الجانب الآخر .
وفي المريخ الوالي.
وفي الاتحاد معتصم.
وليس لدينا مؤسسية اطلاقاً.
كما نعاني من الاستعجال في إطلاق الأحكام المطلقة.
ولا نعطي الخبز لخبازيه، ونسلم بآراء من يجهلون أسرار أي مجال من المجالات ونتعامل معها وكأنها صادرة من أعلم الناس بخفاياه ذلك المجال.
كل هذه سلبيات لا نجد وسيلة لإنكارها، بل نعترف بها بكل الوضوح والشجاعة.
لكن ماذا عنك أنت يا غارزيتو؟1
رغم أنني أقدر تماماً ما يمكن أن يعانيه أي مدرب أجنبي يعمل في بلدنا.
إلا أنك تعمدت إثارة هذه القضية للمرة الثانية أو ربما الثالثة في الوقت الذي كان يتوجب عليك فيه كمدرب محترف أن تواصل عملك في صمت.
لم تكن هناك أي حاجة لإجراء مثل هذا الحوار طالما أنك تريد من جميع الأهلة الوقوف مع ناديهم وتشجيع اللاعبين حتى يتمكنوا من تحقيق الانتصارات في مقبل مبارياتهم.
واستغرب حقيقة لمدرب وصل فريقه لدور الأربعة من بطولة قارية، وبدلاً من التركيز على عمله يفرغ نفسه لإجراء حوار مثير للجدل بهذا الشكل ويتعامل مع مسألة أدرك قبل غيره حساسيتها الشديدة لدى الكثير من الأهلة.
وبغض النظر عما إذا كان موقف البعض من قضية هيثم صحيحاً أم خاطئاً كان عليك كمدرب ألا تتطرق لها مجدداً.
واضح أن لديك مرارات تجاه هيثم.
ولست بصدد المداراة على أخطائه في تعامله معك خاصة عندما استبدلته في إحدى المباريات.
وهو بشر وليس ملاكاً كما يصوره البعض.
وقد وقع من قبل في أخطاء شبيهة مع مدربين آخرين.
وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي ركل فيه زجاجة المياه عندما استبدله ريكاردو في إحدى المباريات الأفريقية.
لكن يا غارزيتو لا يبرر لك أي خطأ لهيثم أن تناصبه العداء.
فلستما ندين، بل هي علاقة بين مدرب ولاعب
ولك أن تعاقبه على أي تصرف غير لائق وبعدها لابد أن تعود العلاقة طبيعية.
ولا يفترض أن تتفق مع من يعادونه أو تختلف مع من يناصرونه لمجرد عدم تعامله معك بصورة جيدة في أي لحظة ما.
وهنا أشير إلى أن المدرب التاج محجوب عندما طلبه مجلس الهلال للعمل بجوارك قال لهم أن شرطه الوحيد هو أن يجلس معك وتبدي رغبتك أمامه في عمله معك.
وقد تم ذلك وأبديت له الرغبة في عمله بجوارك.
لكنك انقلبت عليه بعد ذلك وقلت أنك لا تريده كمدرب عام.
أذعن المجلس لرأيك وأبعد التاج.
لكن رغم إبعاده ، ولأن التاج يتعامل باحترافية عالية وأخلاق أعلى لم يتوجه للصحف للإساءة لك أو التقليل من شأنك.
بل قال لي أنا شخصياً حينما تحدثت معه هاتفياً بعد قرار الإقالة بأيام أنه حين التقى بك في إستاد الهلال أكد لك أنه غير عاتب عليك وأن من حقك أن تقرر إبعاده إن شعرت بأنه لا يفيدك في تحقيق أهدافك.
وحين سألته عن رأيه الشخصي قال لي أن غارزيتو لا يقدم الكثير للاعبين، فلم يحدث مثلاً أن شاهدته يدربهم على الركنيات لا علينا ولا لصالحنا، لكنه استحلفني ألا أكتب كلمة عن ذلك الرأي، خاصة أن الهلال كانت تنتظره مباراة امام المريخ، ولم يكن التاج راغباً في أن يكون سبباً في أي نوع من التشويش على فريق الكرة لأنه هلالي مخلص، ولو لا ثقته في أنني لن أكتب ما قاله حينها لما قاله لي لأنه رفض التصريح لصحف عديدة.
وقد تناولت العديد من النقاط التي ذكرها لي عبر مقالاتي آنذاك دون الإشارة له بصورة مباشرة من أجل مصلحة الهلال.
قال لي التاج أيضاً أن غارزيتو موفق حتى اللحظة وليس من حقه ( التاج) أو أي كائن آخر أن ينتقده أو يفكر في إقالته.
وأضاف " طالما أن الفريق يحقق نتائج جيدة فليس هناك ما يستوجب إثارة أي قضايا أخرى في ذلك الوقت."
كل هذا قاله التاج رغم إحساسه بمرارة الموافقة عليه، ثم تغيير رأيك يا غارزيتو، فلماذا لم تتعامل أنت مع قضية هيثم بنفس درجات احترافيته وروحه العالية!
اعترفت يا غارزيتو خلال حوارك الأخير بأن اللاعبين في الفترة الأخيرة ليسوا هم اللاعبين الذين تعرفهم.
وقلت أنهم لم يتحملوا المسئولية كالسابق، وهو أمر تغير بعض الشيء في مباراة أهلي شندي.. ونتفق معك حول جزئية التغيير الذي طرأ في مباراة الأهلي.
لكنك لم تقدم لنا أسباب هذا التراجع وضعف شعور لاعبيك بالمسئولية في الآونة الأخيرة.
بل قفزت فقط للكلام عن أن لاعباً واحداً يمكن أن يهدم ما بنيتموه.
وحتى إن سلمنا جدلاً بأن كل الأمر متوقف على طريقة تعامل الجماهير مع قضية هيثم، فأين دوركم أنتم كجهاز فني.
ولماذا لم تجتهدوا وتتبنوا معالجات نفسيه تساعد لاعبيكم في تخطئ هتافات الجماهير ( سيدا.. سيدا).
صحيح أن الكثير من الجماهير عندنا تعتقد أن لها الحق في فرض خياراتها على أي مدرب، وحتى الصحفيين والإداريين يلعبون ذات الدور السلبي.
لكن هتاف سيدا.. سيدا هذا تكرر من قبل في مباراة أو اثنين ورغم أننا أشرنا سابقاً إلى عدم توفيق من رددوه ، إلا أنه لم يكن سبباً في التعادلات كما حدث في الفترة الأخيرة.
نعم يجب علينا جميعاً أن نفهم أن لدينا فريقاً وليس مجرد اسم أو اثنين.. وصحيح أنكم لعبتم بدون هيثم في مباريات كثيرة وفزتم.
لكن بعد أن حُلت المشكلة في قصر الرئاسة أشركتم هيثم في مباراة الخرطوم، ثم شوط في مباراة الأمل ثم اعدتموه للدكة خلال لقاء أهلي شندي.
ولا نختلف معكم كثيراً في نظرتكم الفنية بعدم إشراكه لمباريات كاملة، بل لدي قناعة شخصية منذ فترة بأن هيثم يمكن أن يلعب أجزاء من المباريات وليس التسعين دقيقة، وأنت كمدرب لك مطلق الحرية في تحديد ذلك.
لكن لماذا لم تكتف فقط بإجلاسه على الدكة! لماذا هذا الحديث المتكرر عن عدم جدوى مشاركة هيثم مع الهلال؟!
طالما أنك أدركت مدى ارتباط البعض عندنا بالأسماء، وبعد أن منحك المجلس صلاحيات إشراك من ترغب وإجلاس من تريد على دكة البدلاء، لماذا لا تفعل ذلك دون أن تعيد على مسامعنا كل مرة أن هيثم لا يصلح للمشاركة مع الفريق؟! مع العلم أنك قلت في نفس الحوار أنك ليس بصدد تغيير مفاهيم الناس، بل طلبت أن يسألونك فقط عن فريقك.
قلت أن هيثم ينتظر الكرة ولا يسعى لها وبذلك يكون دون فائدة في الناحية الدفاعية.. هذا كلام صحيح.
وعلى فكرة هذه هي طريقة هيثم منذ زمن طويل وليس فقط بعد أن تقدم في السن.
واتفق معك أيضاً في أنك شخصياً لو سلموك الكرة في أي وقت يمكن أن تتصرف فيها جيداً.
وقد شاهدتك بأم العين خلال تمرينكم بجانب البرير وأبي شامة وابنك مدرب اللياقة وآخرين بأحد ملاعب جاردن سيتي ويومها رأيتك تقدم تمريرات ولا أروع.
لكن السؤال كم عدد اللاعبين البارعين الذين أشركتهم خلال آخر مباراة للهلال وهل كانوا جميعا ًيدافعون ويسعون للكرة؟!
لو كنا نشاهد في كل مباريات الهلال 10 لاعبين يركضون طوال التسعين دقيقة ويقومون بمهامهم الدفاعية والهجومية وفي صناعة اللعب على أكمل وجه لما تجرأ أي كائن وسألك عن هيثم أو غيره.
لكن الشاهد أن الهلال عانى كثيرا ًمن أخطاء التمرير في الآونة الأخيرة.
هناك خطأ وقع فيه من سبقوك بعدم العمل على إيجاد بديل لهيثم في صناعة اللعب وأنت بالطبع ليس مسئولاً عن ذلك.
لكننا نسألك عن فترتك ونريدك أن تأتينا ببديله.
مهند الطاهر مثلاً هو أحد من تعتمد عليهم، لكنه لا يلعب أي دور دفاعي، بل على النقيض من ذلك فهو من أكثر لاعبي الهلال الذي يخطئون في التمرير ليشكلون بذلك خطورة حقيقية على مرمى فريقهم.
إيكانغا الذي أتيت به أنت شخصياً كان في غاية السوء خلال مباراة أهلي شندي وغيرها من المباريات ولم نر أي طحين لركضه وحركته الدائبة التي تحدثت عنها.
بكري المدينة لم يقدم ما يشفع له سواءً في المباراة الأخيرة أو التي سبقتها.
علاء الدين كان في غاية السوء خلال أكثر من مباراة ورغما ًعن ذلك أدخلته في مباراة أهلي شندي.
هذه مجرد أمثلة وهناك العديد من اللاعبين الذين لم يكونوا في أحسن حال ، خاصة خلال مباراة أهلي شندي التي لم يشارك فيها هيثم.
قلت يا غارزيتو أن الاختيار للمنتخب السوداني لا يتم بصورة تربوية وهو كلام صحيح إلى الحد البعيد.
لكنك أيضا تتجاوز الجوانب التربوية هذه وأنت تتكلم بين الفينة والأخرى عن قائد فريقك الذي ترتبط به جماهير الهلال عاطفياً.
وأنت بذلك تحرض هذه الجماهير ضدك دون سبب وجيه.
وإدراك الجوانب التربوية والتعامل الحصيف معها يفرض عليك أن تقرر في الجوانب الفنية وفقاً لرؤيتك شريطة أن تحاول بقدر الإمكان تقليل الأثر النفسي على الآخرين، لا العكس.
يعني عندما تجلس هيثم في الدكة لن يضيرك أن تقول مثلاً أن خطتكم لتلك المباراة فرضت ذلك وأنكم على علم بقدراته وإمكانياته وكلام من هذا القبيل، بدلاً من الإصرار في كل مرة على محاولة التقليل من قدراته.
حالياً ترى أن هيثم لا يفيد خططك.. هذا شأنك ولا علاقة لنا به، لكن من المعيب جداً عليك أو على أي كائن أن يمسح بجرة قلم كل السنوات التي قضاها لاعباً بناديه.
فالاحترافية تفرض على أصحابها إعطاء كل ذي حق حقه سواء ًاختلفنا أو اتفقنا معه.
شخصياً لم اقتنع بحديثك عن المجموعة التي عبرت عن رغبتك في إرسالها لفرنسا لدراسة التدريب، لأنك ليس عضواً باتحاد الكرة ولا أظنك تتمتع بعلاقة جيدة معهم حتى تقدم لهم الاقتراحات.
وهذه أيضاً جزئية مثيرة للجدل في حوارك ولم يكن هناك داع للخوض فيها.
قلت أن لدينا في السودان مشاكل عديدة وأنك لا تستطيع معالجة سلبيات الإعلام أو الجماهير، وأن لديك فريقك وهو وحده ما تسأل عنه.. فلماذا لا تركز مع هذا الفريق في الملعب وتكف عن هذه الثرثرة المستمرة!
أما تبريرك لإشراك المعز فبصراحة كان فطيراً جداً.
تقول أنك اتفقت معه على أنك إن فزت بفارق هدفين ستدخله حتى يكون جاهزاً للمشاركة مع منتخب بلاده.
هذا التبرير يناقض حديثك عن فريقك الذي تسأل عنه ( الهلال) لأنك يفترض أن تشرك من اللاعبين من يحققون أهدافك لأي مباراة بعيداً عن أي أمور أخرى، كما أنك أشركت المعز لدقائق معدودة لا يمكن أن تعده لمباراة المنتخب أو غيرها.
قلت أنك أجلست من قبل أمبوتو مازيمبي على الكنبة بجوارك لأنه لم يكن يتدرب بشكل جيد ويتعالى على الكرة ثم أعدته للتشكيلة بعد أن عرف خطأه.. كلام طيب وجميل ومن حقك كمدرب أن تفعل ذلك.
لكن ألم يعد هيثم للتدريب بعد حل المشكلة؟ فلماذا أجلسته في الكنبة طوال زمن مباراة أهلي شندي رغم حاجة الفريق له في الجزء الأخير منها! ولماذا لم تكتف بذلك، بل أصريت على الحديث بصورة سلبية عنه عبر حوارك الأخير؟!
وأخيراً أهمس في أذنك يا غارزيتو مؤكداً لك أنك بدلاً من السعي لتقريب الهوة بينك وبين بعض جماهير الهلال، أراك توسع هذه المسافة كل يوم.
فصاحب هذه الزاوية مثلاً رغم أنه لا معك ولا ضدك، ولا مع البرير ولا ضده، ولست عاطفياً في التعامل مع الشأن الكروي، أو ممن يقتنعون بقدرة هيثم بعد هذا العمر على لعب جميع المباريات، إلا أنني لم اتفق مع معظم ما جاء في حوارك الأخير، وهذا مؤشر على أنك كلما تكلمت كسبت المزيد من الخصوم، فالأفضل لك أن تركز على عملك فقط لأن ما يهمنا جميعاً في هذا الوقت هو الهلال ولا شيء غيره.
أتمنى أن يكون لمجلس الهلال موقف جدي تجاه هذا الحوار الذي يفرق ولا يجمع، فأنا ما زلت غير مقتنع بفكرة أن يأتي مدرب من أقاصي الدنيا للتعاقد مع الهلال فقط من أجل تنفيذ مخطط ضد قائد الفريق، فهذا كلام غير منطقي ولا يليق بمدرب محترف.
لو أن مجلس الهلال تعاقد مع مدرب محلي ليقوم بهكذا الدور لهان علينا تصديق الأمر، أما أن يأتوا بغارزيتو من بلده لمهمة كهذه فلا تبدو الفكرة مهضومة.
وعلى مجلس الهلال أن يبدي شيئاً من الصرامة تجاه أحاديث غارزيتو حتى يثبتوا للأهلة المختلفين هذه الأيام أن هدفهم الحقيقي هو إعلاء شأن النادي ولا شيء غير ذلك، وإلا فسوف يُفتح المجال واسعاً لقبول المزيد من الأفكار الهدامة.
نقطة أخيرة
اتلومت كثيراً يا الكاف، فكان يفترض أن يقدم رجالك دعوة لمسئولي اتحاد الكرة السوداني على وجبة عشاء شهية بأحد فنادق الخمس نجمات بالقاهرة أو تونس ليطلبوا منهم خلالها بكل أدب وذوق ألا يشركوا سيف مساوي في مباراة زامبيا خلال التصفيات بعد أن تم طرده خلال مباراة زامبيا في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة.. وطالما أنكم لم تفعلوا ذلك يصبح من واجبكم يا مسئولي الكاف أن تعتذروا للدكتور معتصم ورفاقه الميامين وتعيدوا لنا النقاط الثلاث التي تم خصمها في التو واللحظة، وإلا فالويل لكم من هؤلاء الرجال الأوفياء لواجباتهم لدرجة أن رئيسهم عبر ب ( شجاعة ) يحسد عليها عن استعدادهم لتحمل تبعات قراركم.. قال بتحملوا التبعات وللآن ما شفنا لينا استقالة جماعية يا ربي بتحملوا التبعات دي كيف يعني؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.