في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يريد غارزيتو؟!
نشر في الراكوبة يوم 10 - 10 - 2012


تأمُلات
ماذا يريد غارزيتو؟!
كمال الهدي
[email protected]
لم يجف حبر مقالي الأخير حول مشكلة هيثم الذي ناشدت فيه جميع الأهلة بتأجيل هذا الأمر - بما أن حله صار عصياً- إلى ما بعد انقضاء الموسم الذي أوشك على نهايته، فإذا بنا نفاجأ بحوار غارزيتو المثير للجدل.
وهو حوار ليس له ما يبرره خاصة في هذا التوقيت.
ولو لا معرفتي بالزميل الذي أجرى الحوار من خلال كتاباته الواضحة والصريحة والجريئة لتشككت في النوايا.
لكن لكل صحافي أسلوبه وطريقته ورؤيته في معالجة مختلف القضايا.
فاللوم إذاً ليس على الصحافي الذي حاور المدرب، بل على غارزيتو الذي وافق على إجراء حوار بهذا الشكل في هذا التوقيت بالذات.
إن كان صاحب هذه الزاوية الذي لا يمثل إلا نفسه قد ناشد الجميع بما فيهم هيثم نفسه - الذي كان رأيي قبل فترة هو أن يبوح بكل ما لديه- بالتزام الهدوء بعد أن اقترب الموسم من نهايته وتأجيل حل المشكلة إلى ما بعد انتهاء الهلال من مبارياته المتبقية.. فما بالكم بغارزيتو المدرب المحترف الذي يوفر لقمة عيشه مما يعود عليه من تعاقده مع الهلال !
ألا يفترض أن تكون يا مستر غارزيتو أحرص منا جميعاً على استقرار فريقك؟!
وهل يكون الاستقرار بإثارة القضايا الجدلية واللت والعجن في أمر شبعنا من الحديث حوله دون أن تلوح في الأفق حلولاً جادة وفاعلة تجنب الأهلة شرور هذا الانقسام الضار جداً بفريق الكرة تحديداً.
سأحاول عبر هذه المساحة تفنيد ما جاء في حوار غارزيتو بموضوعية وبعيداً عن حديث العواطف أو الأحكام المطلقة غير المؤسسة.
بدءاً أؤكد على الاتفاق مع غارزيتو في الجزئية المتعلقة بصعوبة العمل في المجال الرياضي بالسودان.
هذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.
فنحن بالإضافة إلا أننا نحب تعقيد الأمور كما ذكرت يا غارزيتو لدينا مشاكل آخري عديدة مثل التعامل العاطفي مع قضايانا واختزال الكيانات في أشخاص بعينهم.
ففي الهلال البرير أو البرنس في الجانب الآخر .
وفي المريخ الوالي.
وفي الاتحاد معتصم.
وليس لدينا مؤسسية اطلاقاً.
كما نعاني من الاستعجال في إطلاق الأحكام المطلقة.
ولا نعطي الخبز لخبازيه، ونسلم بآراء من يجهلون أسرار أي مجال من المجالات ونتعامل معها وكأنها صادرة من أعلم الناس بخفاياه ذلك المجال.
كل هذه سلبيات لا نجد وسيلة لإنكارها، بل نعترف بها بكل الوضوح والشجاعة.
لكن ماذا عنك أنت يا غارزيتو؟1
رغم أنني أقدر تماماً ما يمكن أن يعانيه أي مدرب أجنبي يعمل في بلدنا.
إلا أنك تعمدت إثارة هذه القضية للمرة الثانية أو ربما الثالثة في الوقت الذي كان يتوجب عليك فيه كمدرب محترف أن تواصل عملك في صمت.
لم تكن هناك أي حاجة لإجراء مثل هذا الحوار طالما أنك تريد من جميع الأهلة الوقوف مع ناديهم وتشجيع اللاعبين حتى يتمكنوا من تحقيق الانتصارات في مقبل مبارياتهم.
واستغرب حقيقة لمدرب وصل فريقه لدور الأربعة من بطولة قارية، وبدلاً من التركيز على عمله يفرغ نفسه لإجراء حوار مثير للجدل بهذا الشكل ويتعامل مع مسألة أدرك قبل غيره حساسيتها الشديدة لدى الكثير من الأهلة.
وبغض النظر عما إذا كان موقف البعض من قضية هيثم صحيحاً أم خاطئاً كان عليك كمدرب ألا تتطرق لها مجدداً.
واضح أن لديك مرارات تجاه هيثم.
ولست بصدد المداراة على أخطائه في تعامله معك خاصة عندما استبدلته في إحدى المباريات.
وهو بشر وليس ملاكاً كما يصوره البعض.
وقد وقع من قبل في أخطاء شبيهة مع مدربين آخرين.
وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي ركل فيه زجاجة المياه عندما استبدله ريكاردو في إحدى المباريات الأفريقية.
لكن يا غارزيتو لا يبرر لك أي خطأ لهيثم أن تناصبه العداء.
فلستما ندين، بل هي علاقة بين مدرب ولاعب
ولك أن تعاقبه على أي تصرف غير لائق وبعدها لابد أن تعود العلاقة طبيعية.
ولا يفترض أن تتفق مع من يعادونه أو تختلف مع من يناصرونه لمجرد عدم تعامله معك بصورة جيدة في أي لحظة ما.
وهنا أشير إلى أن المدرب التاج محجوب عندما طلبه مجلس الهلال للعمل بجوارك قال لهم أن شرطه الوحيد هو أن يجلس معك وتبدي رغبتك أمامه في عمله معك.
وقد تم ذلك وأبديت له الرغبة في عمله بجوارك.
لكنك انقلبت عليه بعد ذلك وقلت أنك لا تريده كمدرب عام.
أذعن المجلس لرأيك وأبعد التاج.
لكن رغم إبعاده ، ولأن التاج يتعامل باحترافية عالية وأخلاق أعلى لم يتوجه للصحف للإساءة لك أو التقليل من شأنك.
بل قال لي أنا شخصياً حينما تحدثت معه هاتفياً بعد قرار الإقالة بأيام أنه حين التقى بك في إستاد الهلال أكد لك أنه غير عاتب عليك وأن من حقك أن تقرر إبعاده إن شعرت بأنه لا يفيدك في تحقيق أهدافك.
وحين سألته عن رأيه الشخصي قال لي أن غارزيتو لا يقدم الكثير للاعبين، فلم يحدث مثلاً أن شاهدته يدربهم على الركنيات لا علينا ولا لصالحنا، لكنه استحلفني ألا أكتب كلمة عن ذلك الرأي، خاصة أن الهلال كانت تنتظره مباراة امام المريخ، ولم يكن التاج راغباً في أن يكون سبباً في أي نوع من التشويش على فريق الكرة لأنه هلالي مخلص، ولو لا ثقته في أنني لن أكتب ما قاله حينها لما قاله لي لأنه رفض التصريح لصحف عديدة.
وقد تناولت العديد من النقاط التي ذكرها لي عبر مقالاتي آنذاك دون الإشارة له بصورة مباشرة من أجل مصلحة الهلال.
قال لي التاج أيضاً أن غارزيتو موفق حتى اللحظة وليس من حقه ( التاج) أو أي كائن آخر أن ينتقده أو يفكر في إقالته.
وأضاف " طالما أن الفريق يحقق نتائج جيدة فليس هناك ما يستوجب إثارة أي قضايا أخرى في ذلك الوقت."
كل هذا قاله التاج رغم إحساسه بمرارة الموافقة عليه، ثم تغيير رأيك يا غارزيتو، فلماذا لم تتعامل أنت مع قضية هيثم بنفس درجات احترافيته وروحه العالية!
اعترفت يا غارزيتو خلال حوارك الأخير بأن اللاعبين في الفترة الأخيرة ليسوا هم اللاعبين الذين تعرفهم.
وقلت أنهم لم يتحملوا المسئولية كالسابق، وهو أمر تغير بعض الشيء في مباراة أهلي شندي.. ونتفق معك حول جزئية التغيير الذي طرأ في مباراة الأهلي.
لكنك لم تقدم لنا أسباب هذا التراجع وضعف شعور لاعبيك بالمسئولية في الآونة الأخيرة.
بل قفزت فقط للكلام عن أن لاعباً واحداً يمكن أن يهدم ما بنيتموه.
وحتى إن سلمنا جدلاً بأن كل الأمر متوقف على طريقة تعامل الجماهير مع قضية هيثم، فأين دوركم أنتم كجهاز فني.
ولماذا لم تجتهدوا وتتبنوا معالجات نفسيه تساعد لاعبيكم في تخطئ هتافات الجماهير ( سيدا.. سيدا).
صحيح أن الكثير من الجماهير عندنا تعتقد أن لها الحق في فرض خياراتها على أي مدرب، وحتى الصحفيين والإداريين يلعبون ذات الدور السلبي.
لكن هتاف سيدا.. سيدا هذا تكرر من قبل في مباراة أو اثنين ورغم أننا أشرنا سابقاً إلى عدم توفيق من رددوه ، إلا أنه لم يكن سبباً في التعادلات كما حدث في الفترة الأخيرة.
نعم يجب علينا جميعاً أن نفهم أن لدينا فريقاً وليس مجرد اسم أو اثنين.. وصحيح أنكم لعبتم بدون هيثم في مباريات كثيرة وفزتم.
لكن بعد أن حُلت المشكلة في قصر الرئاسة أشركتم هيثم في مباراة الخرطوم، ثم شوط في مباراة الأمل ثم اعدتموه للدكة خلال لقاء أهلي شندي.
ولا نختلف معكم كثيراً في نظرتكم الفنية بعدم إشراكه لمباريات كاملة، بل لدي قناعة شخصية منذ فترة بأن هيثم يمكن أن يلعب أجزاء من المباريات وليس التسعين دقيقة، وأنت كمدرب لك مطلق الحرية في تحديد ذلك.
لكن لماذا لم تكتف فقط بإجلاسه على الدكة! لماذا هذا الحديث المتكرر عن عدم جدوى مشاركة هيثم مع الهلال؟!
طالما أنك أدركت مدى ارتباط البعض عندنا بالأسماء، وبعد أن منحك المجلس صلاحيات إشراك من ترغب وإجلاس من تريد على دكة البدلاء، لماذا لا تفعل ذلك دون أن تعيد على مسامعنا كل مرة أن هيثم لا يصلح للمشاركة مع الفريق؟! مع العلم أنك قلت في نفس الحوار أنك ليس بصدد تغيير مفاهيم الناس، بل طلبت أن يسألونك فقط عن فريقك.
قلت أن هيثم ينتظر الكرة ولا يسعى لها وبذلك يكون دون فائدة في الناحية الدفاعية.. هذا كلام صحيح.
وعلى فكرة هذه هي طريقة هيثم منذ زمن طويل وليس فقط بعد أن تقدم في السن.
واتفق معك أيضاً في أنك شخصياً لو سلموك الكرة في أي وقت يمكن أن تتصرف فيها جيداً.
وقد شاهدتك بأم العين خلال تمرينكم بجانب البرير وأبي شامة وابنك مدرب اللياقة وآخرين بأحد ملاعب جاردن سيتي ويومها رأيتك تقدم تمريرات ولا أروع.
لكن السؤال كم عدد اللاعبين البارعين الذين أشركتهم خلال آخر مباراة للهلال وهل كانوا جميعا ًيدافعون ويسعون للكرة؟!
لو كنا نشاهد في كل مباريات الهلال 10 لاعبين يركضون طوال التسعين دقيقة ويقومون بمهامهم الدفاعية والهجومية وفي صناعة اللعب على أكمل وجه لما تجرأ أي كائن وسألك عن هيثم أو غيره.
لكن الشاهد أن الهلال عانى كثيرا ًمن أخطاء التمرير في الآونة الأخيرة.
هناك خطأ وقع فيه من سبقوك بعدم العمل على إيجاد بديل لهيثم في صناعة اللعب وأنت بالطبع ليس مسئولاً عن ذلك.
لكننا نسألك عن فترتك ونريدك أن تأتينا ببديله.
مهند الطاهر مثلاً هو أحد من تعتمد عليهم، لكنه لا يلعب أي دور دفاعي، بل على النقيض من ذلك فهو من أكثر لاعبي الهلال الذي يخطئون في التمرير ليشكلون بذلك خطورة حقيقية على مرمى فريقهم.
إيكانغا الذي أتيت به أنت شخصياً كان في غاية السوء خلال مباراة أهلي شندي وغيرها من المباريات ولم نر أي طحين لركضه وحركته الدائبة التي تحدثت عنها.
بكري المدينة لم يقدم ما يشفع له سواءً في المباراة الأخيرة أو التي سبقتها.
علاء الدين كان في غاية السوء خلال أكثر من مباراة ورغما ًعن ذلك أدخلته في مباراة أهلي شندي.
هذه مجرد أمثلة وهناك العديد من اللاعبين الذين لم يكونوا في أحسن حال ، خاصة خلال مباراة أهلي شندي التي لم يشارك فيها هيثم.
قلت يا غارزيتو أن الاختيار للمنتخب السوداني لا يتم بصورة تربوية وهو كلام صحيح إلى الحد البعيد.
لكنك أيضا تتجاوز الجوانب التربوية هذه وأنت تتكلم بين الفينة والأخرى عن قائد فريقك الذي ترتبط به جماهير الهلال عاطفياً.
وأنت بذلك تحرض هذه الجماهير ضدك دون سبب وجيه.
وإدراك الجوانب التربوية والتعامل الحصيف معها يفرض عليك أن تقرر في الجوانب الفنية وفقاً لرؤيتك شريطة أن تحاول بقدر الإمكان تقليل الأثر النفسي على الآخرين، لا العكس.
يعني عندما تجلس هيثم في الدكة لن يضيرك أن تقول مثلاً أن خطتكم لتلك المباراة فرضت ذلك وأنكم على علم بقدراته وإمكانياته وكلام من هذا القبيل، بدلاً من الإصرار في كل مرة على محاولة التقليل من قدراته.
حالياً ترى أن هيثم لا يفيد خططك.. هذا شأنك ولا علاقة لنا به، لكن من المعيب جداً عليك أو على أي كائن أن يمسح بجرة قلم كل السنوات التي قضاها لاعباً بناديه.
فالاحترافية تفرض على أصحابها إعطاء كل ذي حق حقه سواء ًاختلفنا أو اتفقنا معه.
شخصياً لم اقتنع بحديثك عن المجموعة التي عبرت عن رغبتك في إرسالها لفرنسا لدراسة التدريب، لأنك ليس عضواً باتحاد الكرة ولا أظنك تتمتع بعلاقة جيدة معهم حتى تقدم لهم الاقتراحات.
وهذه أيضاً جزئية مثيرة للجدل في حوارك ولم يكن هناك داع للخوض فيها.
قلت أن لدينا في السودان مشاكل عديدة وأنك لا تستطيع معالجة سلبيات الإعلام أو الجماهير، وأن لديك فريقك وهو وحده ما تسأل عنه.. فلماذا لا تركز مع هذا الفريق في الملعب وتكف عن هذه الثرثرة المستمرة!
أما تبريرك لإشراك المعز فبصراحة كان فطيراً جداً.
تقول أنك اتفقت معه على أنك إن فزت بفارق هدفين ستدخله حتى يكون جاهزاً للمشاركة مع منتخب بلاده.
هذا التبرير يناقض حديثك عن فريقك الذي تسأل عنه ( الهلال) لأنك يفترض أن تشرك من اللاعبين من يحققون أهدافك لأي مباراة بعيداً عن أي أمور أخرى، كما أنك أشركت المعز لدقائق معدودة لا يمكن أن تعده لمباراة المنتخب أو غيرها.
قلت أنك أجلست من قبل أمبوتو مازيمبي على الكنبة بجوارك لأنه لم يكن يتدرب بشكل جيد ويتعالى على الكرة ثم أعدته للتشكيلة بعد أن عرف خطأه.. كلام طيب وجميل ومن حقك كمدرب أن تفعل ذلك.
لكن ألم يعد هيثم للتدريب بعد حل المشكلة؟ فلماذا أجلسته في الكنبة طوال زمن مباراة أهلي شندي رغم حاجة الفريق له في الجزء الأخير منها! ولماذا لم تكتف بذلك، بل أصريت على الحديث بصورة سلبية عنه عبر حوارك الأخير؟!
وأخيراً أهمس في أذنك يا غارزيتو مؤكداً لك أنك بدلاً من السعي لتقريب الهوة بينك وبين بعض جماهير الهلال، أراك توسع هذه المسافة كل يوم.
فصاحب هذه الزاوية مثلاً رغم أنه لا معك ولا ضدك، ولا مع البرير ولا ضده، ولست عاطفياً في التعامل مع الشأن الكروي، أو ممن يقتنعون بقدرة هيثم بعد هذا العمر على لعب جميع المباريات، إلا أنني لم اتفق مع معظم ما جاء في حوارك الأخير، وهذا مؤشر على أنك كلما تكلمت كسبت المزيد من الخصوم، فالأفضل لك أن تركز على عملك فقط لأن ما يهمنا جميعاً في هذا الوقت هو الهلال ولا شيء غيره.
أتمنى أن يكون لمجلس الهلال موقف جدي تجاه هذا الحوار الذي يفرق ولا يجمع، فأنا ما زلت غير مقتنع بفكرة أن يأتي مدرب من أقاصي الدنيا للتعاقد مع الهلال فقط من أجل تنفيذ مخطط ضد قائد الفريق، فهذا كلام غير منطقي ولا يليق بمدرب محترف.
لو أن مجلس الهلال تعاقد مع مدرب محلي ليقوم بهكذا الدور لهان علينا تصديق الأمر، أما أن يأتوا بغارزيتو من بلده لمهمة كهذه فلا تبدو الفكرة مهضومة.
وعلى مجلس الهلال أن يبدي شيئاً من الصرامة تجاه أحاديث غارزيتو حتى يثبتوا للأهلة المختلفين هذه الأيام أن هدفهم الحقيقي هو إعلاء شأن النادي ولا شيء غير ذلك، وإلا فسوف يُفتح المجال واسعاً لقبول المزيد من الأفكار الهدامة.
نقطة أخيرة
اتلومت كثيراً يا الكاف، فكان يفترض أن يقدم رجالك دعوة لمسئولي اتحاد الكرة السوداني على وجبة عشاء شهية بأحد فنادق الخمس نجمات بالقاهرة أو تونس ليطلبوا منهم خلالها بكل أدب وذوق ألا يشركوا سيف مساوي في مباراة زامبيا خلال التصفيات بعد أن تم طرده خلال مباراة زامبيا في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة.. وطالما أنكم لم تفعلوا ذلك يصبح من واجبكم يا مسئولي الكاف أن تعتذروا للدكتور معتصم ورفاقه الميامين وتعيدوا لنا النقاط الثلاث التي تم خصمها في التو واللحظة، وإلا فالويل لكم من هؤلاء الرجال الأوفياء لواجباتهم لدرجة أن رئيسهم عبر ب ( شجاعة ) يحسد عليها عن استعدادهم لتحمل تبعات قراركم.. قال بتحملوا التبعات وللآن ما شفنا لينا استقالة جماعية يا ربي بتحملوا التبعات دي كيف يعني؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.