لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    شغل مؤسس    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يريد غارزيتو؟!
نشر في الراكوبة يوم 10 - 10 - 2012


تأمُلات
ماذا يريد غارزيتو؟!
كمال الهدي
[email protected]
لم يجف حبر مقالي الأخير حول مشكلة هيثم الذي ناشدت فيه جميع الأهلة بتأجيل هذا الأمر - بما أن حله صار عصياً- إلى ما بعد انقضاء الموسم الذي أوشك على نهايته، فإذا بنا نفاجأ بحوار غارزيتو المثير للجدل.
وهو حوار ليس له ما يبرره خاصة في هذا التوقيت.
ولو لا معرفتي بالزميل الذي أجرى الحوار من خلال كتاباته الواضحة والصريحة والجريئة لتشككت في النوايا.
لكن لكل صحافي أسلوبه وطريقته ورؤيته في معالجة مختلف القضايا.
فاللوم إذاً ليس على الصحافي الذي حاور المدرب، بل على غارزيتو الذي وافق على إجراء حوار بهذا الشكل في هذا التوقيت بالذات.
إن كان صاحب هذه الزاوية الذي لا يمثل إلا نفسه قد ناشد الجميع بما فيهم هيثم نفسه - الذي كان رأيي قبل فترة هو أن يبوح بكل ما لديه- بالتزام الهدوء بعد أن اقترب الموسم من نهايته وتأجيل حل المشكلة إلى ما بعد انتهاء الهلال من مبارياته المتبقية.. فما بالكم بغارزيتو المدرب المحترف الذي يوفر لقمة عيشه مما يعود عليه من تعاقده مع الهلال !
ألا يفترض أن تكون يا مستر غارزيتو أحرص منا جميعاً على استقرار فريقك؟!
وهل يكون الاستقرار بإثارة القضايا الجدلية واللت والعجن في أمر شبعنا من الحديث حوله دون أن تلوح في الأفق حلولاً جادة وفاعلة تجنب الأهلة شرور هذا الانقسام الضار جداً بفريق الكرة تحديداً.
سأحاول عبر هذه المساحة تفنيد ما جاء في حوار غارزيتو بموضوعية وبعيداً عن حديث العواطف أو الأحكام المطلقة غير المؤسسة.
بدءاً أؤكد على الاتفاق مع غارزيتو في الجزئية المتعلقة بصعوبة العمل في المجال الرياضي بالسودان.
هذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.
فنحن بالإضافة إلا أننا نحب تعقيد الأمور كما ذكرت يا غارزيتو لدينا مشاكل آخري عديدة مثل التعامل العاطفي مع قضايانا واختزال الكيانات في أشخاص بعينهم.
ففي الهلال البرير أو البرنس في الجانب الآخر .
وفي المريخ الوالي.
وفي الاتحاد معتصم.
وليس لدينا مؤسسية اطلاقاً.
كما نعاني من الاستعجال في إطلاق الأحكام المطلقة.
ولا نعطي الخبز لخبازيه، ونسلم بآراء من يجهلون أسرار أي مجال من المجالات ونتعامل معها وكأنها صادرة من أعلم الناس بخفاياه ذلك المجال.
كل هذه سلبيات لا نجد وسيلة لإنكارها، بل نعترف بها بكل الوضوح والشجاعة.
لكن ماذا عنك أنت يا غارزيتو؟1
رغم أنني أقدر تماماً ما يمكن أن يعانيه أي مدرب أجنبي يعمل في بلدنا.
إلا أنك تعمدت إثارة هذه القضية للمرة الثانية أو ربما الثالثة في الوقت الذي كان يتوجب عليك فيه كمدرب محترف أن تواصل عملك في صمت.
لم تكن هناك أي حاجة لإجراء مثل هذا الحوار طالما أنك تريد من جميع الأهلة الوقوف مع ناديهم وتشجيع اللاعبين حتى يتمكنوا من تحقيق الانتصارات في مقبل مبارياتهم.
واستغرب حقيقة لمدرب وصل فريقه لدور الأربعة من بطولة قارية، وبدلاً من التركيز على عمله يفرغ نفسه لإجراء حوار مثير للجدل بهذا الشكل ويتعامل مع مسألة أدرك قبل غيره حساسيتها الشديدة لدى الكثير من الأهلة.
وبغض النظر عما إذا كان موقف البعض من قضية هيثم صحيحاً أم خاطئاً كان عليك كمدرب ألا تتطرق لها مجدداً.
واضح أن لديك مرارات تجاه هيثم.
ولست بصدد المداراة على أخطائه في تعامله معك خاصة عندما استبدلته في إحدى المباريات.
وهو بشر وليس ملاكاً كما يصوره البعض.
وقد وقع من قبل في أخطاء شبيهة مع مدربين آخرين.
وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي ركل فيه زجاجة المياه عندما استبدله ريكاردو في إحدى المباريات الأفريقية.
لكن يا غارزيتو لا يبرر لك أي خطأ لهيثم أن تناصبه العداء.
فلستما ندين، بل هي علاقة بين مدرب ولاعب
ولك أن تعاقبه على أي تصرف غير لائق وبعدها لابد أن تعود العلاقة طبيعية.
ولا يفترض أن تتفق مع من يعادونه أو تختلف مع من يناصرونه لمجرد عدم تعامله معك بصورة جيدة في أي لحظة ما.
وهنا أشير إلى أن المدرب التاج محجوب عندما طلبه مجلس الهلال للعمل بجوارك قال لهم أن شرطه الوحيد هو أن يجلس معك وتبدي رغبتك أمامه في عمله معك.
وقد تم ذلك وأبديت له الرغبة في عمله بجوارك.
لكنك انقلبت عليه بعد ذلك وقلت أنك لا تريده كمدرب عام.
أذعن المجلس لرأيك وأبعد التاج.
لكن رغم إبعاده ، ولأن التاج يتعامل باحترافية عالية وأخلاق أعلى لم يتوجه للصحف للإساءة لك أو التقليل من شأنك.
بل قال لي أنا شخصياً حينما تحدثت معه هاتفياً بعد قرار الإقالة بأيام أنه حين التقى بك في إستاد الهلال أكد لك أنه غير عاتب عليك وأن من حقك أن تقرر إبعاده إن شعرت بأنه لا يفيدك في تحقيق أهدافك.
وحين سألته عن رأيه الشخصي قال لي أن غارزيتو لا يقدم الكثير للاعبين، فلم يحدث مثلاً أن شاهدته يدربهم على الركنيات لا علينا ولا لصالحنا، لكنه استحلفني ألا أكتب كلمة عن ذلك الرأي، خاصة أن الهلال كانت تنتظره مباراة امام المريخ، ولم يكن التاج راغباً في أن يكون سبباً في أي نوع من التشويش على فريق الكرة لأنه هلالي مخلص، ولو لا ثقته في أنني لن أكتب ما قاله حينها لما قاله لي لأنه رفض التصريح لصحف عديدة.
وقد تناولت العديد من النقاط التي ذكرها لي عبر مقالاتي آنذاك دون الإشارة له بصورة مباشرة من أجل مصلحة الهلال.
قال لي التاج أيضاً أن غارزيتو موفق حتى اللحظة وليس من حقه ( التاج) أو أي كائن آخر أن ينتقده أو يفكر في إقالته.
وأضاف " طالما أن الفريق يحقق نتائج جيدة فليس هناك ما يستوجب إثارة أي قضايا أخرى في ذلك الوقت."
كل هذا قاله التاج رغم إحساسه بمرارة الموافقة عليه، ثم تغيير رأيك يا غارزيتو، فلماذا لم تتعامل أنت مع قضية هيثم بنفس درجات احترافيته وروحه العالية!
اعترفت يا غارزيتو خلال حوارك الأخير بأن اللاعبين في الفترة الأخيرة ليسوا هم اللاعبين الذين تعرفهم.
وقلت أنهم لم يتحملوا المسئولية كالسابق، وهو أمر تغير بعض الشيء في مباراة أهلي شندي.. ونتفق معك حول جزئية التغيير الذي طرأ في مباراة الأهلي.
لكنك لم تقدم لنا أسباب هذا التراجع وضعف شعور لاعبيك بالمسئولية في الآونة الأخيرة.
بل قفزت فقط للكلام عن أن لاعباً واحداً يمكن أن يهدم ما بنيتموه.
وحتى إن سلمنا جدلاً بأن كل الأمر متوقف على طريقة تعامل الجماهير مع قضية هيثم، فأين دوركم أنتم كجهاز فني.
ولماذا لم تجتهدوا وتتبنوا معالجات نفسيه تساعد لاعبيكم في تخطئ هتافات الجماهير ( سيدا.. سيدا).
صحيح أن الكثير من الجماهير عندنا تعتقد أن لها الحق في فرض خياراتها على أي مدرب، وحتى الصحفيين والإداريين يلعبون ذات الدور السلبي.
لكن هتاف سيدا.. سيدا هذا تكرر من قبل في مباراة أو اثنين ورغم أننا أشرنا سابقاً إلى عدم توفيق من رددوه ، إلا أنه لم يكن سبباً في التعادلات كما حدث في الفترة الأخيرة.
نعم يجب علينا جميعاً أن نفهم أن لدينا فريقاً وليس مجرد اسم أو اثنين.. وصحيح أنكم لعبتم بدون هيثم في مباريات كثيرة وفزتم.
لكن بعد أن حُلت المشكلة في قصر الرئاسة أشركتم هيثم في مباراة الخرطوم، ثم شوط في مباراة الأمل ثم اعدتموه للدكة خلال لقاء أهلي شندي.
ولا نختلف معكم كثيراً في نظرتكم الفنية بعدم إشراكه لمباريات كاملة، بل لدي قناعة شخصية منذ فترة بأن هيثم يمكن أن يلعب أجزاء من المباريات وليس التسعين دقيقة، وأنت كمدرب لك مطلق الحرية في تحديد ذلك.
لكن لماذا لم تكتف فقط بإجلاسه على الدكة! لماذا هذا الحديث المتكرر عن عدم جدوى مشاركة هيثم مع الهلال؟!
طالما أنك أدركت مدى ارتباط البعض عندنا بالأسماء، وبعد أن منحك المجلس صلاحيات إشراك من ترغب وإجلاس من تريد على دكة البدلاء، لماذا لا تفعل ذلك دون أن تعيد على مسامعنا كل مرة أن هيثم لا يصلح للمشاركة مع الفريق؟! مع العلم أنك قلت في نفس الحوار أنك ليس بصدد تغيير مفاهيم الناس، بل طلبت أن يسألونك فقط عن فريقك.
قلت أن هيثم ينتظر الكرة ولا يسعى لها وبذلك يكون دون فائدة في الناحية الدفاعية.. هذا كلام صحيح.
وعلى فكرة هذه هي طريقة هيثم منذ زمن طويل وليس فقط بعد أن تقدم في السن.
واتفق معك أيضاً في أنك شخصياً لو سلموك الكرة في أي وقت يمكن أن تتصرف فيها جيداً.
وقد شاهدتك بأم العين خلال تمرينكم بجانب البرير وأبي شامة وابنك مدرب اللياقة وآخرين بأحد ملاعب جاردن سيتي ويومها رأيتك تقدم تمريرات ولا أروع.
لكن السؤال كم عدد اللاعبين البارعين الذين أشركتهم خلال آخر مباراة للهلال وهل كانوا جميعا ًيدافعون ويسعون للكرة؟!
لو كنا نشاهد في كل مباريات الهلال 10 لاعبين يركضون طوال التسعين دقيقة ويقومون بمهامهم الدفاعية والهجومية وفي صناعة اللعب على أكمل وجه لما تجرأ أي كائن وسألك عن هيثم أو غيره.
لكن الشاهد أن الهلال عانى كثيرا ًمن أخطاء التمرير في الآونة الأخيرة.
هناك خطأ وقع فيه من سبقوك بعدم العمل على إيجاد بديل لهيثم في صناعة اللعب وأنت بالطبع ليس مسئولاً عن ذلك.
لكننا نسألك عن فترتك ونريدك أن تأتينا ببديله.
مهند الطاهر مثلاً هو أحد من تعتمد عليهم، لكنه لا يلعب أي دور دفاعي، بل على النقيض من ذلك فهو من أكثر لاعبي الهلال الذي يخطئون في التمرير ليشكلون بذلك خطورة حقيقية على مرمى فريقهم.
إيكانغا الذي أتيت به أنت شخصياً كان في غاية السوء خلال مباراة أهلي شندي وغيرها من المباريات ولم نر أي طحين لركضه وحركته الدائبة التي تحدثت عنها.
بكري المدينة لم يقدم ما يشفع له سواءً في المباراة الأخيرة أو التي سبقتها.
علاء الدين كان في غاية السوء خلال أكثر من مباراة ورغما ًعن ذلك أدخلته في مباراة أهلي شندي.
هذه مجرد أمثلة وهناك العديد من اللاعبين الذين لم يكونوا في أحسن حال ، خاصة خلال مباراة أهلي شندي التي لم يشارك فيها هيثم.
قلت يا غارزيتو أن الاختيار للمنتخب السوداني لا يتم بصورة تربوية وهو كلام صحيح إلى الحد البعيد.
لكنك أيضا تتجاوز الجوانب التربوية هذه وأنت تتكلم بين الفينة والأخرى عن قائد فريقك الذي ترتبط به جماهير الهلال عاطفياً.
وأنت بذلك تحرض هذه الجماهير ضدك دون سبب وجيه.
وإدراك الجوانب التربوية والتعامل الحصيف معها يفرض عليك أن تقرر في الجوانب الفنية وفقاً لرؤيتك شريطة أن تحاول بقدر الإمكان تقليل الأثر النفسي على الآخرين، لا العكس.
يعني عندما تجلس هيثم في الدكة لن يضيرك أن تقول مثلاً أن خطتكم لتلك المباراة فرضت ذلك وأنكم على علم بقدراته وإمكانياته وكلام من هذا القبيل، بدلاً من الإصرار في كل مرة على محاولة التقليل من قدراته.
حالياً ترى أن هيثم لا يفيد خططك.. هذا شأنك ولا علاقة لنا به، لكن من المعيب جداً عليك أو على أي كائن أن يمسح بجرة قلم كل السنوات التي قضاها لاعباً بناديه.
فالاحترافية تفرض على أصحابها إعطاء كل ذي حق حقه سواء ًاختلفنا أو اتفقنا معه.
شخصياً لم اقتنع بحديثك عن المجموعة التي عبرت عن رغبتك في إرسالها لفرنسا لدراسة التدريب، لأنك ليس عضواً باتحاد الكرة ولا أظنك تتمتع بعلاقة جيدة معهم حتى تقدم لهم الاقتراحات.
وهذه أيضاً جزئية مثيرة للجدل في حوارك ولم يكن هناك داع للخوض فيها.
قلت أن لدينا في السودان مشاكل عديدة وأنك لا تستطيع معالجة سلبيات الإعلام أو الجماهير، وأن لديك فريقك وهو وحده ما تسأل عنه.. فلماذا لا تركز مع هذا الفريق في الملعب وتكف عن هذه الثرثرة المستمرة!
أما تبريرك لإشراك المعز فبصراحة كان فطيراً جداً.
تقول أنك اتفقت معه على أنك إن فزت بفارق هدفين ستدخله حتى يكون جاهزاً للمشاركة مع منتخب بلاده.
هذا التبرير يناقض حديثك عن فريقك الذي تسأل عنه ( الهلال) لأنك يفترض أن تشرك من اللاعبين من يحققون أهدافك لأي مباراة بعيداً عن أي أمور أخرى، كما أنك أشركت المعز لدقائق معدودة لا يمكن أن تعده لمباراة المنتخب أو غيرها.
قلت أنك أجلست من قبل أمبوتو مازيمبي على الكنبة بجوارك لأنه لم يكن يتدرب بشكل جيد ويتعالى على الكرة ثم أعدته للتشكيلة بعد أن عرف خطأه.. كلام طيب وجميل ومن حقك كمدرب أن تفعل ذلك.
لكن ألم يعد هيثم للتدريب بعد حل المشكلة؟ فلماذا أجلسته في الكنبة طوال زمن مباراة أهلي شندي رغم حاجة الفريق له في الجزء الأخير منها! ولماذا لم تكتف بذلك، بل أصريت على الحديث بصورة سلبية عنه عبر حوارك الأخير؟!
وأخيراً أهمس في أذنك يا غارزيتو مؤكداً لك أنك بدلاً من السعي لتقريب الهوة بينك وبين بعض جماهير الهلال، أراك توسع هذه المسافة كل يوم.
فصاحب هذه الزاوية مثلاً رغم أنه لا معك ولا ضدك، ولا مع البرير ولا ضده، ولست عاطفياً في التعامل مع الشأن الكروي، أو ممن يقتنعون بقدرة هيثم بعد هذا العمر على لعب جميع المباريات، إلا أنني لم اتفق مع معظم ما جاء في حوارك الأخير، وهذا مؤشر على أنك كلما تكلمت كسبت المزيد من الخصوم، فالأفضل لك أن تركز على عملك فقط لأن ما يهمنا جميعاً في هذا الوقت هو الهلال ولا شيء غيره.
أتمنى أن يكون لمجلس الهلال موقف جدي تجاه هذا الحوار الذي يفرق ولا يجمع، فأنا ما زلت غير مقتنع بفكرة أن يأتي مدرب من أقاصي الدنيا للتعاقد مع الهلال فقط من أجل تنفيذ مخطط ضد قائد الفريق، فهذا كلام غير منطقي ولا يليق بمدرب محترف.
لو أن مجلس الهلال تعاقد مع مدرب محلي ليقوم بهكذا الدور لهان علينا تصديق الأمر، أما أن يأتوا بغارزيتو من بلده لمهمة كهذه فلا تبدو الفكرة مهضومة.
وعلى مجلس الهلال أن يبدي شيئاً من الصرامة تجاه أحاديث غارزيتو حتى يثبتوا للأهلة المختلفين هذه الأيام أن هدفهم الحقيقي هو إعلاء شأن النادي ولا شيء غير ذلك، وإلا فسوف يُفتح المجال واسعاً لقبول المزيد من الأفكار الهدامة.
نقطة أخيرة
اتلومت كثيراً يا الكاف، فكان يفترض أن يقدم رجالك دعوة لمسئولي اتحاد الكرة السوداني على وجبة عشاء شهية بأحد فنادق الخمس نجمات بالقاهرة أو تونس ليطلبوا منهم خلالها بكل أدب وذوق ألا يشركوا سيف مساوي في مباراة زامبيا خلال التصفيات بعد أن تم طرده خلال مباراة زامبيا في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة.. وطالما أنكم لم تفعلوا ذلك يصبح من واجبكم يا مسئولي الكاف أن تعتذروا للدكتور معتصم ورفاقه الميامين وتعيدوا لنا النقاط الثلاث التي تم خصمها في التو واللحظة، وإلا فالويل لكم من هؤلاء الرجال الأوفياء لواجباتهم لدرجة أن رئيسهم عبر ب ( شجاعة ) يحسد عليها عن استعدادهم لتحمل تبعات قراركم.. قال بتحملوا التبعات وللآن ما شفنا لينا استقالة جماعية يا ربي بتحملوا التبعات دي كيف يعني؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.