* انتقدت من قبل قرار وزارة التربية والتعليم الذى حظى بموافقة مجلس الوزراء بعدم الربط بين التعليم والتحصين، وقلت أن القرار سيؤثر سلبا على إقبال المواطنين على تحصين أطفالهم خاصة فى المناطق الريفية، ويرفع بالتالى اعداد الاطفال المعرضين للإصابة بأمراض الطفولة، ويؤخر القضاء على هذه الامراض الخطيرة التى تصيب وتقتل عشرات الالاف من أطفالنا كل عام . * أسست الوزارة قرارها الخاطئ على أن الربط بين قبول الطلاب فى مرحلة الاساس والتحصين قد أثر سلباً على أعداد الطلاب المقبولين، حيث أن الكثير من الاسر تحجم عن إدخال أبنائها الى المدارس لأنها لا تريد تحصينهم بسبب مفاهيم خاطئة عن التحصين، ساهمت فى إنتشارها للأسف الشديد كتابات بعض الكتاب الصحفيين و خطب بعض أئمة المساجد التى انطلقت من مفاهيم خاطئة ليس هذا مكان أو أوان الحديث عنها، كما أن كسل بعض الاسر فى تحصين أبنائها، أو تأخر حملات التحصين فى بعض الاحيان تسببا فى تأخير أو حرمان الاطفال من فرص القبول، وعليه إتخذت الحكومة القرار السهل بإلغاء الربط بين التعليم والتحصين، بدلا عن معالجة الاسباب الحقيقية التى تقف وراء عزوف أو كسل الاسر عن تحصين أبنائها، أو معلجة الخلل الذى يؤدى لتأخير عمليات التحصين وبالتالى تأخير قبول الطلاب غير المحصنين بالمدارس حسب القرار القديم الذى يربط القبول بشهادة التحصين!! * كانت النتيجة كما توقعت فى مقالات سابق هى انخفاض أعداد الاطفال المحصنين بشكل كبير وبالتالى ارتفاع قابليتهم للأمراض المعدية الأمر الذى جعل على سبيل المثال والي ولاية جنوب دارفور علي محمود يصرخ مطالباً مجلس الولاية التشريعي بسن قانون يلزم المواطنين بتحصين الاطفال بهدف حمايتهم ومنع دخول اية حالات من امراض الطفولة للولاية، حسب صحيفتنا الصادرة أمس !! * ليس هنالك شك أن هنالك أسبابا أخرى تعيق حملات التحصين وتخفض عدد الاطفال المحصنين مثل نقص الكوادر واللقاحات ووسائل الحركة .. إلخ، وهى اسباب تحتاج الى علاج فورى وحاسم من الحكومة المركزية والحكومات الولائية، ولكننا لا يمكن أن نتجاهل الأثر السئ للقرار الخاطئ لوزارة التعليم الاتحادية بإلغاء الربط بين القبول والتحصين، وإلا لما صرخ والى ولاية دارفور فى مجلسه التشريعى لسن قانون يلزم المواطنين بتحصين أبنائهم !! * فى أكثر دول العالم تحضراً تربط القوانين بين التعليم والتحصين وهنالك متابعة دقيقة لهذا الامر حتى بلوغ الطفل سن الثامنة عشرة، وعندما تتأخر أسرة الطفل عن تحصينه فى الموعد المحدد وإفادة مدرسته، تتلقى بضعة خطابات تحذير من إدارة التعليم بإيقاف إبنها من الدراسة ، ثم يوقف الطفل بالفعل من الدراسة إذا لم تستجب أسرته لخطابات التحذير، ولا يسمح له بالعودة الى الدراسة إلا بالحصول على الجرعة المطلوبة !! * هكذا تكون الجدية فى التعامل مع صحة الاطفال والحرص على تحصينهم وحمايتهم من الامراض والموت ، فما فائدة إلحاق طفل بالمدرسة وهو عرضة للمرض والموت وتعريض صحة وحياة الاطفال الاخرين للخطر !! * هذا القرار خاطئ ويجب أن تتراجع عنه الحكومة بأسرع ما يمكن، فحياة أولادنا ليست حقلا لتجارب القرارات الخاطئة !! [email protected] جريدة السودانى، 23 يوليو، 2009