بسم الله الرحمن الرحيم حتى تنفرد قيادة الحركة الاسلامية بالرأي وتمسك الاجهزة الخاصة بمقاليد الأمور تم حل أجهزتها وهياكها بعد نجاح انقلاب الانقاذ وتم توزيع المصاحف على الشيوخ والكوادر الحزبية عرفاناً على جهدهم في اثراء الفكر والعمل السياسي في الفترة الماضية ،لتمر عشر سنين هي عمر الدولة الوليدة ليكتشف بعدها مفكر وعراب الحركة الاسلامية الدكتور الترابي انه اسير كماشة الأمن والجيش فلتفت فلم يجد غير طير مهيض الجناح لايلوي على شئ ينتظر اشارته لفعل أمر وقبل التنفيذ يكون الخبر عند غرفة المتابعة .فاستخدم حنكته وخبرته فحشد الآلاف العشرة وترأس المجلس الوطني ليهرب من الطوق ،لكن الحارس عينه صاحية لا يغفل عن الترابي وتكتيكاته فعاجله بحل المجلس الوطني وتجميد أمانات المؤتمر الوطني . ولكن الكارثة أين تذهب كل تلك الجموع التي من خلفه وكيف تفرغ غضبتها ، فكان فكرة الكيان الخاص تجمد فيه طاقات الاسلاميين وتبريد اشواقهم وتلبية حنينهم للخصوصية والتاريخ لضحض قول الشيخ أنه الحركة الاسلامية المفارقة للسلطان .ولكن بالمقابل كان المستقطبين يتربصون بكل مزاحم على مقاعد توهطوا فيها وان كان الشيخ العابد أو الشاب المجاهد فتم ترفيعهم وتوزيع السلطة والثروة عليهم فهم لايحلمون بالقيادة .ظل هذا العلاج ناجعاً طيلة 13سنة الماضية بعد المفاصلة ،المؤتمر الوطني في يد القيادة تغض الطرف عن كوادره وقواعده الفاسدة مادامت غير مزاحمه بل تمثل ديكوراً لسلطتها تجملها مع قيادات الاحزاب الموالية والحركات المصالحة بينما يتسامر الأخوان في ناديهم يسلقون القيادة بالنقد متى واجهوهم لكنه لايخرج عن الدرب المرسوم مع توفير بعض معينات الصيام والقيام وتسهيل سبل العيش لهم فقنعوا بقسمتهم وانصرفوا لشئونهم الخاصة ينمون ثرواتهم أويرتقون في وظائفهم أوينمون ثرواتهم والقيادة بسلطتها تتنعم وبرأيها تنفرد. لكن دوام الحال من المحال فقد حاصرت المشكلات الوطن وهددت الحركات الاحتجاجية والمسلحة المركز وتدهور الاقتصاد وفوق ذلك أمر القبض الجنائي مسلط على الرقاب ،فاستشعرت قواعد الاسلاميين الخطر الذي يهدد مصالحهم ويسقط دولتهم التي يحلمون بها وغير ضمير بدأ يصحوا فعلت أصوات الاحتجاجات وتتالت المذكرات التصحيحية وتعددت اللقاءات الاصلاحية فلم يوقفها تهديد ولم يحاصرها ترغيب ،فكان التوجيه أبان الانتخابات الماضية للأخوان باستعادة قيادة المؤتمر الوطني لاصلاح انحرافه فاستمسك المستقطبون بمواقعهم ففشلت وحدة القيادة بالحزب والتنظيم وعجز دعاة حل الحركة الاسلامية مجدداً من تمرير أجندتهم على الجموع الغاضبة فكانت حيلة حاكمية الحركة الاسلامية وتعديل دستورها المفرغ محتواه بقيادة جماعية تحاصر استقلالية شورى وبرامج الكيان الخاص ولكن الجموع المتحمسة للاصلاح والمتشوقة للخصوصية فات عليها أو تناست انها تعيد بناء كيانها بدستور مقترح لم تتم اجازته بعد من المؤتمر العام صاحب السلطة بالتعديل ،فكأن قواعد الاسلاميين الموالون للسلطة يريدون الوصول للمؤتمر العام لقول قولتهم هناك .ولكن هذا مسلك غير حميد اما أن تسير وفق اللوائح المجازة وتعديلها بالطرق القانونية أو الخروج على الأمر برمته. ولكن ليس هذا هو المقصد بل ان الانصراف وراء تأسيس واعادة بناء الحركة الاسلامية بشكل يوازي المؤتمر الوطني يعد هروباً من ميدان المعركة .فالحركة الاسلامية موحدة قبل الانشقاق وحدت عملها السياسي والتنظيمي (انحصر العمل الخاص في المعلومات والامن والعسكر)في المؤتمر الوطني الذي تأسس على ذلك التطور المهم في مسيرها الذي استمسك به المؤتمر الشعبي لاحقاً.فالاصلاح الحقيقي ميدانه مؤسسات الحزب (المؤتمر الوطني)شورى ومؤسسية ،حرية وعدالة فرص ،أما صرف الجهد في حركة دستورها لايعطيها حق العمل السياسي هذا لعمري ارتداد الى عقد الستينات من القرن الماضي وخلق معركة في ميدان مختلف عن الصراع الحقيقي فمن أراد الشورى فمؤسسات حماية الحرية يعينها الحزب ومن أراد محاربة الفساد فالقوي الأمين يرشحه الحزب مع احترامنا لدعاة اعادة بناء الحركة الاسلامية وسلامة نياتهم الا أنهم بلعوا طعم القيادة مجدداً فبعد حلها أول الانقاذ للانفراد بالسلطة الآن القيادة تريد اعادتها للانفراد بالسلطة استمراراً .فالذين ينادون بالتغيير ويشاركون في مؤتمرات الحركة الاسلامية انما يساعدون القيادة الجاثمة أكثر من عشرون عاماً على تمديد رجليها على بساط السلطة والتوهط على كرسيها عشرون أخرى أو يقبضهم الله. Ismael Fragallah [[email protected]]