بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: يجب أن لا نصدق أن العدو الصهيوني قام بقصف مجمع اليرموك لأن هذا المجمع يمد حركة حماس بالسلاح أو تصديق الزعم بأن هذا المجمع هو نتاج شراكة مع الجمهورية الاسلامية، ولنفترض صحة هذين الزعمين، فهل هناك من يحدد لدولة مستقلة ذات سيادة علاقات شراكاتها؟! إذا كان هذا المحديد مسوغ،اً فهل يحق لدولة ما أن تقصف المصانع العسكرية التي تمد العدو الصهيوني من الابرة للصاروخ وحتى القبة الحديدية التي لم تنجح حتى في اسقاط صواريخ المقاومة الفلسطنية البدائية الصنع.؟!!. إن الزج بحماس أو بإيران كمبرر لتكرار عربدة وانتهاكات العدو الصهيونية للسيادة السودانية فهذا محض عبث أو سذاجة على الأقل من وجهة نظري الشخصية، رغم تكرار هذه العربدة الصهيونية بدءً من قصف مصنع الشفاء بإيعاز أمريكي مروراً بالقصف المتكرر علىأهدافٍ متحركة في بورتسودان، إنتهاءً بمجمع اليرموك، كل هذه المبررات ما هي إلا قميص عثمان، لأن المؤامرة أكبر من ذلك ومن وجهة نظري أننا لم نحسن قراءة وتقدير الموقف، وأرجو وأتمنى أن أكون مخطيء في قراءتي، ولكن أرجو من القراء أن يتأملوا فيما سآتي على ذكره من تحليل وتسلسله. المتن: تحرك الناتو وأمريكا واسرائيل فجأةً بإتجاه البحر الأحمر حتى أصبح لها وجود دائم في شكل أساطيل عسكرية للمياه الدولية في البحر الأحمر تحت غطاء ومبرر تأمين سفنها ضد القراصنة الصوماليون، ولما فطنت روسيا والصين وتركيا إلى أن وراء الأكمة ما ورائها، عمدت هذه الدول أيضاً على ضمان تواجد عسكري بحري في البحر الأحمر، فكل أصبح له تواجد زلكن لكل أهدافه ومصالحه الاستراتيجية. ولكنما يدعو للتساؤل هو: هل هذا التواجد العسكري البحري في البحر الأحمر كمنطقة استراتيجية هو محض صدفة؟!! ساركوزي وعقب عملية الرصاص المصبوب والمجازر الصهيونية ضد أهلنا في قطاع غزة العزل يقرر إرسال قطع حربية لتقف قبالة غزة بحجة عدم تسرب وتهريب أي سلاح إلى المقاومة في قطاع غزة، أي أنها مشاركة فرنسية مباشرة تعضيداً للعدو الصهيوني على ضرب الحصار والتضييق على أهالي غزة دون أي ردة فعل عربية أو إسلامية تخرج عن إطار الشجب والتنديد والرفض والاستنكار أي(الرد الفاعل على العربدة الصهيونية بتوجيه سلاح شَجَبَ وأخواتها)!!. هل هذا هو الموقف المنتظر من الدول العربية والاسلامية ؟! وهل الإجراء الفرنسي أيضاً محض صدفة؟!! بالطبع لا أحد يستطيع أن يزعم أن الدعم والدور الفاعل والأيادي الصهيونية القذرة سواء بالتمويل والدعم اللوجستي والسياسي والاعلامي وتحريض وتأجيج بعض حركات التمرد الدافورية والتي لجأت أخيراً لدولة الجنوب بعد أن طردت من كل دول الجوار ولم يعد لديها موطيء قدم أو أرض تنطلق منها حتى كانت الضربة القاصمة لظهرها على يد الثوار الليبيون فانتهى بذلك الدعم اللآ محدود الذي كان يقدمه الطاغية القذافي. فهل توجهها نحو الدولة الوليدة هو مجرد صدفة وعلينا أن لا نقرأ ذلك بمعزلِ عن سياق تطور الأحداث في إقليمنا؟!! توصل السودان ودولة الجنوب إلى إتفاق تعاون أهمه الشق الأمني الذي فيه اتفق الجانبان على طرد حركات التمرد المعارضة، لذلك فإن ما تسمى بالجبهة الثورية لا مناص لها من أن تغادر أراضي دولة الجنوب. ولكن العجيب في الأمر ما قرأناه من أن حكومة الجنوب أهدت هذه الحركات (70) لاندكروز وبعض الاسلحة القديمة التي كان يستعملها الجيش الشعبي وهذا يعني أنه تسلح بأسلحة جديدة وبالتالي على هذه الحركات مغادرة أراضي دولة الجنوب. نشير إلى تصريح بعض رموز الجبهة الثورية بأنهم سيغادرون إلى دارفور عبر غرب كردفان وشرق وجنوب دارفور إلى داخل دارفور، بمعنى آخر أن خروج هذه الحركات تمّ بتنسيق مع الحركة الشعبية وقطاع شمالها. القائم بالأعمال الأمريكي يصرح في نغمة ابتزازية جديدة بأن التطبيع مع السودان مرهون بتحقيق السلام في دارفور وإن اتفاقية الدوحة ما هي إلا مجرد بداية، تصريحه هذا يذكرنا بذات التصريح الذي تلا انفصال الجنوب بما يعتبر تنصل الادارة الأمريكية لكل تعهداتها برفع الحصار ورفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب واسقاط الديون إذ كان التعهد مربوط بالاستفتاء واحترام نتيجته، أي أن أمريكا تمارس نفس تكتيك الابتزاز وترهنه بالسلام في دارفور!! سبق أن ظهر علينا عبدالواحد محمد نور يعلن عن اقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حال وصوله للحكم!!. يجب أن لا نقرأ تصريحه بمعزل عن تواجد عشرة ألف لآجيء من دارفور في إسرائيل، السؤال كيف وصل هؤلاء إلى إسرائيل؟!! ومنذ متى كانت إسرائيل ترجب بالآجئين؟! ومنذ متى كانت تساهم في الحملات الدولية الانسانية؟!! تطور آخر فقد ظهر عرمان فجأة في الاعلام المناوئ ليطلق عرمان نداء من اجل قيام (الاتحاد السوداني) بين دولتي السودان وبعيد زيارة كندا!!.. هذا العرمان سبق وأن زار إسرائيل وحرضها على السودان وطلب منها محاربة وضرب المد الاسلامي الذي هو خطر على وجود إسرائيل!!. يخرج علينا أيضاً فجأة عبد العزيز الحلو، نائب رئيس ما يسمى (بالحركة الشعبية ورئيس هيئة القيادة العسكرية المشتركة للجبهة الثورية) في حوار الساعة: ليعلن أن النظام آيل للسقوط لا محالة!!- القراء الأعزاء أرجو أن تتساءلوا معي عن أي حركة شعبية يتحدث الحلو؟! ثم ظهرت علينا فجأة حملة إعلامية تضليلية قوامها تضخيم المسائل الانسانية والادعاء الملفق (بأن نحو أكثر من عام وحتي الان مازال حوالي المليون شخص في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق يعيشون ظروفاً قاهرة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتوسدون الكهوف والمغاوير،المعاناة هناك لم تتوقف علي الحرمان من مياه الشرب النقية والطعام والخدمات الصحية بل يتعرض أهلنا بلا هوادة للقصف العشوائي) وذلك حسب زعمهم، ودون تجيء هذه الحملة التضليلية على ذكر قصف الحركة الشعبية للمدنيين العزل قصفاً صاروخياً!! الحاشية: بالطبع للكيان الصهيوني قاعدة بحرية في ميناء مصوع، إضافةً إلى تواجد آلآف من اللآجئين الاريتريين خاصة من البني عامر وهي قبيلة حدودية متداخلة وكذلك وصول بعض أبناء دارفور الذين لا أدري كيف عادوا من إسرائيل وتسربوا إلى بورتسودان بطرق موسادية، وتمّ زرعهم كعملاء للموساد يمدونها بالمواقع المزمع ضربها وهذا يعني أن هناك منظومة اتصالات متقدمة توفر مدها بالمعلومات لترسل عبر السفن الحربية ثم إلى القاعدة في مصوع!!، مثلما هناك بعض الفلسطينيين في غزة عملاء لإسرائيل يمدونها بالعلومات ويحددون مواقع تواجد رموز حماس، ويجعلنا نستصحب حادث إغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين!! نعلم أن حزب الله هو الشريك الاستراتيجي لإيران والمهدد الرئيس للحدود الصهيونية الشمالية، والذي قام قبل أيام وأرسل طائرة إستطلاع بدون طيار تجوب السماء التي يقال أن قبة حديدية برادارتها تقوم بحراسة الأجواء ويمكنها أن تكتشف أي جسم بحجم عصفور وضربه، صالت الطائرة وجالت لمدة أربع ساعات ونصف وأرسلت صوراً لمواقع عسكرية صهيونية حساسة دون أن تكتشفها وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلي وهزت من صورة جيش الدفاع الذي لا يقهر‘ فهل أرادت الدولة الصهيونية إثبات أن لها اليد الطولى في الوصول إلى أي مكان في العالم العربي وضربه؟!. إيران تسقط طائرة إستطلاع أمريكية بدون طيار ودون تحطمها، فها هذا يعني أن لدى إيران التقنية العالية التي أجبرت طائرة أمريكية فائقة التقنية على الهبوط الاجباري؟!، عرضت إيران الطائرة بكامل هيئتها على الاعلام. في ذات الوقت يبرر العدو الصهيوني ويزعم أن مجمع اليرموك هو شراكة عسكرية بين السودان وإيران ينتج أسلحة يمد حماس بالأسلحة حسب المعلومات الملفقة التي يرسلها عملائها من بعض أبناء السودان وأريتريا الذين دربوا أثناء فترة لجوئهم حيث تم ذلك بعد وصولهم إلى تل الربيع" تل أبيب"!! الهامش: كل ما نشهده من تطورات الأحداث التي ذكرتها برأيي أهدافها تتلخص فيما يلي: ü تجميع فلول الحركات المتمردة أو ما يسمى(بالجبهة الثورية) عودتها إلى دارفور وبمساعدة الحركة الشعبية التي ربما لا تريد أن تحرق كروتها والحفاظ على علاقاتها بالحركات المتمردة بعد التمويه على صلاتها وعلاقاتها، ما يثبت ذلك أنها أهدتها من العتاد ما أهدتها ولتظهر في ذات الوقت أنها نفذت إلتزاماتها تجاه إتفاقية التعاون!! ü ضرب العدو الصهيوني مجمع اليرموك للتصنيع الحربي فيه رسالة للحكومة السودانية بأن لا اتفاقية الدوحة ولا حتى إنضمام النخب الفاعلة في العدل والمساواة لهذه الاتفاقة يفت من عضدها في المضي قدماً لفصل دارفور كما انفصل الجنوب!!. ü من الأهداف الصهيونية بضرب مصنع اليرموك هو محاولة حد قدرة الدولة في التزود ذاتياً بالسلاح واضعافها عند مقاومة الحركات المتمردة التي يعاد تجميعها وتأهيلها ، والتي تنضوي تحت الجبهة ما يسمى بالجبهة الثورية!! ü حسب التسريبات الاستخباراتية أن هناك زيارات مكوكية لبعض رجال الموساد إلى تشاد في الآونة الأخيرة!! ü التمويه الأوغندي بإبداء رغبتها في تحسين العلاقات مع السودان هل يخفي وراءه تآمرٌ جديد مثل الدور الذي قام به موسيفني في الجنوب وأدى لإنفصاله؟! ومنذ متى كان موسفيني محباً للسودان وأهله؟!! قصاصة: سؤال مهم يطرح نفسه أكرره للمرة الثالثة لماذا لا نبدأ بالشروع في قيام تعاون عسكري استراتيجي مع روسيا الاتحادية ونحن نعلم أنها تدعم سوريا مع الصين للحافظ بموطيء قدم في المنطقة؟! لماذا لا نمنح روسيا تسهيلات عسكرية في البحر الأحمر مثلما لإسرائيل في مصوع؟!.. لنتحالف مع الشيطان في سبيل المصلحة العليا للوطن!! كل عامٍ وأنتم لخبر .. عوافي لماذا لم نستثمر تصريح ممثل الرئيس بوتين للسودان السيناتور ميخائيل مارغيلوف المشجع والمساند للسودان حيث أدرك الروس مقدمات المؤامرة (الصهيوأوروأمريكية) لتكرار سيناريو فصل الجنوب في دارفور!! فهل إكتشف الروس حقائق الموقف الغربي الصهيوني قبل أن تدركه مؤسسات الدولة لدينا؟!!