أسامة خلف الله مصطفى-أولد مل بيزين –نيويورك [email protected] من أعظم البلاء أن ترتكز المعارضة الوطنية على ركائز وشُعب هشة ولا علاقة لها بالمرة بأهداف المعارضة . والمتفحص فى الامر يجد أن المعارضة السودانية يجب أن تستخدم هذة المرة منهج " لا ولن تُلدغ المعارضة من أجحار الحركة الشعبية مرتين". ومن أخطر من التجسس على المعارضة هو أن يكون من فصائلها من يتحدث بحديث جيفارا فى العلن وحديث الغنائم وتوزيعها فى موائد مباحثاته مع النظام. والحركة الشعبية التى نشأت لإزالة الظلم والإجحاف من النظام العسكرى أنذاك وتبنيها لوحدة السودان كما ورد فى مانفيستو التأسيس 1983. ولكن تاريخ الحركة يحكى بأنها متحوصلة تماما فى أهدافها الذاتية الغير معلنة واللا منهجية. واللامنهجية هنا ثبت عدم تغيير الحركة لوسائل المقاومة العسكرية حتى بعد سقوط نظام النميرى العسكرى مما أدى إلى إنهاك النظام الإنتخابى الوليد. وعدم المنهجية والمصداقية أيضا تتركز فى تخلى الحركة عن فكرة السودان الموحد فى طاولة نيفاشا والميل الى فكرة الإنفصال التى بها تكون الحركة قد حققت هدف لم يفلح الإستعمار البريطانى بتحققيه منذ سنه لقانون المناطق المغلقة فى عام 1917. والطرح القومى الذى نادت به فى نشأتها (ولم تتمسك به) هو ما جعل كثير من الشماليون أن يشدوا الرحال لها ، كما فعل إبن طابت ياسر عرمان فى 1986 و يوسف كوة مكى 1984، د. منصور خالد 1985 ، عبدالعزيز آدم الحلو ومالك عقار 1986 وغيرهم. أما التحوصل والانانية السياسة التى تمارسها الحركة فلقد ظهر إبان فترة التجمع الوطنى الديمقراطى ، فلقد وضح جليا أن الحركة دخلت التجمع بأهدافها الخاصة وهى : تقرير المصير لأقليم معين وإضفاء الطابع القومى علىها. ومن أخبث ما فعلتعه الحركة أثناء فترة النجمع هو دخولها مع النظام العسكرى فى مفاوضات ثنائية بينما ملن التجمع يرفع شعار إقتلاع النظام من الجذور مما فتح الباب غلى مصرعيه لاحزاب أخرى للتساقط . ومما يؤكد انتهازية الحركة وتخاذلها فى وحدة السودان هو ما رأيناه من دعم سلفاكير للنظام أبان إنتقاضة ديسمبر 2009 وإستدعائه لياسر عرمان بعد إعتفاله ، ثم عودة عرمان وإعلان إنسحابه من الإنتخابات ولعب دور " أضان من طين والتانية من عجين". والإنتهازية الواضحة للحركة ظعلات فى موقف سلقاكير من قرار المحكمة الدولية بإدانة الديكناتور الحالى ، ففى23 يوليو 2008 طالب سلفاكير بتأجيل قرار المحكمة الدولية حتى تتم عملية السلام ( يقصد اللإنفصال). وأعقبها بإستقبال للبشير فى ملكال والرقص معه ثم هتف سلفاكير بأعلى صوته " المؤتمر الوطنى..ويييييي". ومن أكبر الدلائل أن الحركة قد تخلت تماما عن وحدة السودان وأن هدف الوحدة والقومية التى رفعته قد يكون أملته عليها طبيعة الدولة المستضيفة، فمنقيستو لم يكن ليرضى بحركة إنفصالية وهو يفاتل " جبهة تحرير أرتريا" أنذاك. فالواضح بعد ذلك أن الحركة فاوضت النظام العسكرى ورمت سلاحها بعد أن ضمنت حق تقرير المصير فى نيفاشا وليذهب باقى السودان الى الجحيم وليبقى فى الجحيم العسكرى الى الأبد. ولقد كان المرحوم قرنق يتباهى بهذة الإنتهازية فى ندوات واشنطن: " نحن قاتلنا النظام وقلعنا حقتا...الداير حقو يمشى يشيلو منهم". والسؤال هنا : لماذا ننبش الماضى ، والألمانيتين أصبحا حقيقة واقعية؟؟؟. وليس الغرض هتا هدم الجدار كما فعل الثوار بحائط برلين 9 نوفمبر 1989. فقبل أن نهدم الجدار يجب علينا بأن نهدم قلاع الطغيان الجاسم منذ 1989. ولكن هيهات أن يكون مسلسل " توم وجيرى" بين الحركة الشعبية هو من ضمن صفحات نضالنا ضد الطغيان. وهيهات أن تحاول الحركة الشعبية أن تخدعنا وتجرنا فى صراعها مع النظام تحت شعارات إزالة النظام وعنصريته وحقوق المهمشين. فمالك عقار وياسر عرمان كان موظفين فى حكومة الإنقاذ حتى 2009 وكانا يقتاتان من السحت والمال المسروق من خزانة الدولة منذ يونيو 1989. لقد كانا ممن إرتضى لهذا النظام الفاشى أن يغلف نفسه بثوب الديمقراطية والإنتخابات ، ولقد شاركا فى هذة المنظومة. وبعد أن غدر نظام الغدر بهما وحاول إغتيال مالك عقار ، ثم عزله من ولايته. لبس العقار بذلة الحرب وجاء يؤذن فينا بالنضال وحىّ على إسقاط النظام. بهذة السذاجة والإستخفاف بالعقول تتعامل الحركة مع أبناء شعبنا. أما فى ما يخص الديمقراطية فحدث ولا حرج فهل هو مندوب الحركة فى عاصمة الحرية فى العالم يتلقى تعيينه من نائب الامين العام للحركة-ياسر عرمان. أما فرية الدعوة لإسقاط النظام التى أطلقها الحلو وعقار بعد المحاولة الفاشلة التى خططها النظام لاغتيال مالك عقار ، فلقد ذهبت أدراج الرياح بمجرد أن جلس عقار وعرمان فى المقاعد الوثيرة فى أدريس أبابا وفى الطرف الاخر جلس أعوان النظام. باقى الفيلم يمكن إكماله فبل نهايته : إقتسام الثروة وتقرير والإستفتاء وخيار الوحدة الجاذبة وجمهورية جنوب النيل الازرق وكردفان بقيادة من أهملتهم الحركة الشعبية سابقا فى جنوب السودان.