مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤلفة قلوبهم والرئيس البشير وموت حلم ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 29 - 07 - 2009


[email protected]
موت حلم
كنت احلم بان يعقد المؤتمر الوطني في داره في الخرطوم عصر الخميس الموافق 23 يوليو لقاء جماهيريا يحشد فيه الجنوبين الموجودين في العاصمة ، وخصوصا اهلنا من قبيلة الدينكا . ويتباري الخطباء , في حضور السيد رئيس جمهورية كل السودان ، في طمأنة الجنوببين بان تحكيم محكمة لاهاي في موضوع ابيي , لن يفسد الود الأخوي بين المسيرية والدينكا وبين الشماليين والجنوبيين .وأن التحكيم اعاد لكل ذي حق حقه . وأن بين الاشقاء , وفي هذه المشكله بالذات , ليس هناك غالب ومغلوب . الكل كسبان . وأن المسيريه والدينكا اشقاء ومتعايشون لقرون خلت , ولن يعكر صفو هذه الاخوة والحبية سؤء فهم عارض , يحدث حتي داخل الاسرة الواحدة , بين الرجل وزوجته , ويتم تجاوزه . وفي المحصلة النهائية يقوي العلائق ويمتنها .
كان يمكن ان يكون عصر يوم الخميس هدية ذهبية تتنزل من السماء في كنف المؤتمر الوطني . هذا لو احسن المؤتمر استغلال هكذا هدية مجانية وحشد جماهير الدينكا في داره لوحدهم أو مع جماهير المسيرية في تلاحم وطني يؤدي بنا مباشرة الي الوحدة في عام 2011 .
ولكن للاسف استغل زعماء المؤتمر الوطني هذه الفرصة الذهبية لاستفزاز الجنوبيين , وجعل الوحده ليست فقط طاردة بل اضحوكة ، بل مسخرة .
نعم كان عصر الخميس الموافق 22 يوليو عصرا فاصلا في مسيرتنا نحو استفتاء عام 2011 .عصر وضع بعض النقط علي بعض الحروف . ورسم علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث . عصر له مابعده . عصر كان نجما من خيال فهوي . نعم , وللاسف , فقد شهدنا في ذلك العصر موت حلم .
ولانملك الا ان نردد قوله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله :
"والعصر إن الإنسان لفي خسر " ؟؟؟
المؤلفة قلوبهم :
نعم .... كان حلمي أن يمثل عصر الخميس الموا فق 23 يوليو , يوم أعلان وحدة السودان من داخل مقر المؤتمر الوطني في الخرطوم . كان هذا حلمي . ولكنه حلم قد هوي . ومات !
ذلك أن الذي حدث عصر الخميس 23 يوليو هو العكس تماما .
فقد عقد الؤتمر الوطني لقاء جماهيريا عاصفا , معظمه من ابناء المسيرية ، في داره في الخرطوم ،عصر الخميس الموافق 23 يوليو وبحضور السيد رئيس جمهورية كل السودان . كان اللقاء , في مظهره علي الأقل , احتفالا بانتصار قبيلة المسيرية علي قبيلة الدينكا في تحكيم لاهاي حول منطقة أبيي . وقد خاطب اللقاء الخطباء , وسط التهليل والتكبير ، واذا جاء نصر الله والفتح ، وهم ونحن . وأبيي حقتنا وحقت الشايقية والجعلية ومارحم ربي . كانت النفوس ملتهبة وغاب واختفي العقل تمامأ وسط الغوغائية والجاهلية .
لم تكن أبيي قصعة لتكسبها قبيلة وتخسرها قبيلة أخري سودانية . أبيي منطقة في دولة السوادان التي هي ملك للمسيرية وللدينكا علي السواء .
لماذا تم عقد هذا اللقاء لتهنئة المسيرية بفوزهم ، واستفزاز الدينكا ، خصوصا في وجود السيد رئيس جمهورية كل السودان ؟ ذلك يعطي اشاره بان السيد الرئيس مع قبيلة ضد قبيلة سودانيه أخري ، مع انه مفروض ان يكون رئيس كل السودان , ورئيس كل القبائل دون تمييز او فرز .
سبحانه وتعالي لم يأمرنا في محكم تنزيله بان نستفز المؤلفة قلوبهم , بل ان نحسن إليهم بالكلمة الطيبة والقول الحسن اللين , وتفضيلهم في الصدقات والزكاة ، خصوصا اذا كان هؤلاء المؤلفة قلوبهم سوف يقررون بعد حوالي 500 يومأ ، أما البقاء معنا في دار الارقم متقاسمين النبقة , أو يفرون منا كما يفر الصحيح من الاجرب . لماذا إذا نطبظ اعيننا بايدينا ونورد انفسنا موارد التهلكة ، مثلنا كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون . صم بكم عمي فهم لايرجعون .
ولا حول ولاقوة الا بالله .
المغتربون الجنوبيون
لقاء الخميس صعد , وكثيرا , الاحساس بالمرارة عند قبائل الدينكا ، بل عند كل الجنوبيين ، كما ظهر جليا من التعليقات في الانترنت من ابناء الجنوب في امريكا واروبا واستراليا .
المغتربون الجنوبيون في امريكا واروبا واستراليا يمثلون ضمير الامة
الجنوبية , وعقلها المفكر , والقاطره التي تجرها . فهم يرسلون التحويلات الشهرية الي عائلاتهم في الجنوب , ويكونون لهذا عامل ضغط قوي عليهم . وإذا القيت نظرة علي مدوناتهم باللغه الانجليزيه في الانترنت تجدهم كلهم متفقين علي أن عصر الخميس الموافق 23 يوليو , كان يوم إعلان فصل جنوب السودان عن شماله , من داخل دار المؤتمر الوطني في الخرطوم .
في هذا السياق انقل الفقرة ادناه من مدونة دكتور جنوبي لاجئ في سدني في استرااليا .. كتب هذا المدون :
(( هل نلوم بعد اليوم قبائل الفور والزغاوة والمساليت الذين ما فتئوا يرددون ان البشير قد تعصب للجنجويد العربي في دارفور, وحذرهم بانه لا يريد ان يرى جرحي او معتقلين ؟ مما قاد الي الابادات الجماعية في دارفور .. هل يريد البشير ان يبدأ ابادة جماعية اخري في ابيي ضد قبائل الدينكا ؟ خصوصا بعد ان اشاد بقبائل المسيرية ابان جهادها ضد قوات الحركة الشعبية ..)) .
وكتب جنوبي اخر من السويد قائلأ :
الرئيس البشير كان يحاول عمل شئ مستحيل عسكريا في دارفور . كان يحاول كسر إرادة الزرقه . واكتشف أنه ليس في مقدروه فعل ذلك بدون الابادات البشرية الجماعية . وربما حاول تكرار نفس الفيلم في أبيي , مادام لبنه كله قد اندلق في دارفور , وليس عنده ما يخسره شخصيأ بعد أمر قبض أوكامبو ! سوف يحاول الرئيس البشير هدم المعبد عليه , وعلي أهل أبيي , وعلي جميع أهل السودان
وكتب ثالث من القاهرة :
المؤتمر الوطني يقود البلاد إلي الوقوع في الرمال المتحركة , للاحتراب الاهلي الدامي الذي يجر الويلات علي البلاد والعباد معا . نظام الأنقاذ قد شاخ , وشاخ معه المشروع الحضاري , وسف يفتعل المشاكل مستقبلأ لكي يبقي في السلطة , علي حساب كل القيم والمبادئ .
وهكذا .....
أدعوك , يا هذا , لمراجعة هذه المدونات , لتتلمس نبض المثقف الجنوبي , خصوصأ بعد عصر الخميس 23 يوليو !
الشيطان
قرار المحكمه وقبوله بواسطة نظام الانقاذ والحركة الشعبية لا يعني نهاية المشاكل . فالشيطان لابد (من يلبد) في الكورنر , وسوف يطل برأسه عند تطبيق القرار علي الارض ، وربما قبل ذلك , كما هو موضح ادناه :
اولا : الشيطان اطل براسه في يوم الخميس 23 يوليو في موقعين كما يلي :
الموقع الاول كان في منطقة ابيي .
نورت الحركة الشعبية جماهيرها في ابيي ان المحكمة قد حكمت بايلولة ابيي لاهلها الاصليين من قبائل الدينكا , وان المسيرية منذ اليوم ( بره) . فخرجت الجماهير تحتفل وترقص وتغني في الشوارع بالنصر العظيم . كل دينكاوي , وخصوصا مسرحي قوات الحركة الشعبية , اصبح يؤمن بان المحكمة قد حكمت له بملكية منطقة ابيي . ولذلك عندما تفكر قبائل المسيرية في الظعن جنوبا , عبورا بمنطقة ابيي , فسوف تعترضها قبائل الدينكا , خصوصا المسلحين من مسرحي قوات الحركة . هؤلاء لم يقرأو نص الحكم ولا حتي رؤسائهم في المنطقة .. كلهم قد فهموا حكم المحكمة علي انه ثبت ملكية منطقة ابيي للدينكا وبس . وبالتالي لن يسمحوا لقبائل المسيرية بعبور منطقة ابيي في ظعنها جنوبا .. وكلمة من هنا وكلمة من هناك , وجانقي من هنا ومندكورو من هناك , ثم تبدأ العجاجة في الهببان ..
الموقع الثاني كان في دار المؤتمر الوطني في الخرطوم .
تباري الخطباء , وسط التهليل والتكبير وفي معية رئيس جمهورية كل السودان , في استفزاز قبائل الدينكا بل كل الجنوبيين , كما حاولنا ان نشرح اعلاه .
ثانيا : تحكيم المحكمة بذر بعض بذور الخلاف في القيادة الجنوبية ، بين المتشددين والصقور من جهة , ومن الجهة المقابلة المعتدلين والحمائم . الصقور يدعون للانفصال واعلان الاستقلال من داخل المجلس التشريعي لجنوب السودان فورا بدلا من الانتظار لاستفتاء 2011 . ويعلل المتشددون موقفهم باحداث يوم الخميس الموافق 23 يوليو , ووقوف السيد رئيس الجمهورية مع قبيلة المسيرية ضد قبيلة الدينكا والجنوبيين . الحمائم يدعون للانتظار لعام 2011 واعلان الانفصال واستقلال الجنوب بعد الاستفتاء . الاختلاف ليس في مبدأ الانفصال ، وانما في توقيته واليته . وفوق ذلك فان المتشددين وكذلك المعتدلين , كلهم يكابرون ان منطقة هجليج وبامبو والميرم أجزاء لا تتجزأ من جنوب السودان ( وان لم تكن داخل منطقة ابيي ) ومستعدون للدخول في حرب مع الجلابة لنزع هذه المناطق من الشمال .
أعطني أبليسأ أكثر شيطنة من هذا , ياهذا !
ثالثا : مشاركة الرئيس البشير في لقاء الخميس الموافق 23 يوليو ووقوفه المظهري الي جانب قبيلة المسيرية في مواجهة قبيلة الدينكا وهو المفروض ان يكون رئيس قبائل كل السودان . هذه المشاركة الرئاسية كانت اول مسمار في نعش مؤسسة الدولة التي تعتمد علي المؤسسات ، ونذير بأحلال القبلية ( المدابرة للمؤسسية ) مكان الدولة . ذلك ان السيد الرئيس قد تعصب لقبيلة ضد قبيلة سودانية اخري , مما يشي بظهور شيطان القبلية الذي حاربه المهدي عليه السلام .. وانتصر عليه في خواتيم القرن التاسع عشر ..
وهاأنتم هؤلاء يا ناس المؤتمر الوطني تحيون شيطان القبلية من الرماد .
رابعأ : الوضع الراهن سوف يستمر دون تغيير حتي استفتاء ابيي في عام 2011 . الوضع الراهن يضع اقليم ابيي تحت ادرة خاصة تتبع لرئاسة الجمهورية في الخرطوم . ويسمح الوضع الراهن لقبائل المسيرية والدينكا بالاقامة في اقليم ابيي دون حجر علي اي منهما . وفي يناير 2011 يصوت سكان اقليم ابيي في استفتاء يدعو اما : لبقاء الاقليم في شمال السودان او الانفصال والانضمام لجنوب السودان . حسب تصريح الرئيس البشير , فأن كل سكان اقليم ابيي ( المسيرية والدينكا ) يحق لهم المشاركة في التصويت في هذا الاستفتاء . ولكن الحركة الشعبية تصر علي أن قرار المحكمة يحصر أحقية المشاركة في التصويت في قبيلة الدينكا ويستبعد قبيلة المسيرية . هذه شكلة جاهزة قبل أن يجف حبر قرار المحكمة . وسوف يخرج الشيطان من قمقمه ليغذي ويصعد من هذه المشكلة .
خامسأ : خرج الشيطان من قمقمه عند سماعه تصريح الرئيس البشير في يوم الخميس الموافق 23 يوليو الذي يدعو فيه قبائل المسيرية للتكاثر في اقليم ابيي وتعميره بأنشاء قري نموذجية جديدة حتي يكونوا اغلبية بحلول عام 2011 , ويصوتون لبقاء الاقليم في شمال السودان .
الخال سلفاكير سوف لن يبقي مغلول اليدين , بل سوف يقلب الهوبة في مساعداته وحوافزه المغرية لقبائل الدينكا لكي يرحلوا من الولايات الأخري في جنوب السودان ويستقروا في اقليم ابيي , ويتكاثروا فيه لكي يؤثروا علي نتيجة الاستفتاء في عام 2011 . وما فيش حد احسن من حد . هنا سوف يطل الشيطان براسه وتبدا المشاحنات والحرابات نتيجة التكاثر من الجانبين , والتنافس علي أرض أقليم أبيي المقلصة مساحته حاليأ الي حوالي عشرة الف كيلومتر مربع من مساحتها السابقة قبل التحكيم التي كانت حوالي 25 الف كيلومتر مربع .
سادسأ : في استفتاء اقليم ابيي الاول في عام 2011 , ربما قرر سكان الاقليم ( اذا كان الدينكا أغلبية ساعتها ) الانضمام لجنوب السوادن بدلا من الاستمرار كجزء من شمال السودان . في هذه الحالة سوف يصوت اقليم ابيي مرة ثانية في الاستفتاء الثاني في عام 2011 إما : بانفصال جنوب السودان (بما في ذلك ابيي ) عن شماله , او للوحدة . في الاستفتاء الثاني سوف يصوت الدينكا فقط ولن يسمح للمسيرية بالتصويت . واذا صوت الجنوبيون للانفصال عن شمال السوادن فسوف يكون اقليم ابيي ضمن جنوب السوادن , اي في دولة اخري . في هذه الحالة سوف لن تستطيع قبائل المسيرية ممارسة حقوق الرعي المطلق كما في الماضي . سوف تكون هناك بعض القيود . مثلأ سوف يحتاج الرعاة لفيزات , وربما اصرت حكومة جنوب السودان المستقله علي فرض ضرائب علي ابقار المسيرية العابرة , وعلي عدم حمل قبائل المسيرية لاي اسلحة نارية , وعدم بقائهم لمدد طويلة في جنوب السودان , وربما اصدرت حكومة جنوب السودان الجديدة اجراءت اخري تقيد من تحرك قبائل المسيرية بابقارها جنوبا طلبا للكلأ والماء كما كانت تفعل منذ فجر التاريخ .
هنا سوف يطل الشيطان من قمقمه , وتبدأ المشاحنات والحرابات .
سابعأ : حسب قرار المحكمة , سوف يشكل نظام الانقاذ والحركة الشعبية لجنة فنية , بمشاركة الامم المتحدة ومراقبين دوليين , لترسيم الحدود لمنطقة ابيي . ولكن سوف يطل الشيطان من قمقمه عند عملية الترسيم الفنية . وفهم كل طرف من الطرفين لقرار المحكمة حسب هواه ومصالحه .
ثامنأ : بعد الانتهاء من عملية الترسيم , فان الخصمان سوف لن يقيما حائط يفصل اقليم ابيي , كما حائط برلين ، أو حائط الضفة الغربية . سوف لن تعرف قبائل المسيرية الحدود الدولية وهي تسوق ابقارها طلبا للرعي . هنا سوف يطل الشيطان من قمقمه وتبدا المشاحنات والحرابة .
ٍتاسعأ : حتي تاريخه فان بترول ابيي كان يتم توزيعه بالتساوي بين نظام الانقاذ والحركة الشعبية . ولكن بعد قرار المحكمة وايلولة منطقة هجليج للشمال , فان انتاج ابار هجليج ( 180 الف برميل في اليوم ) وهو يعادل 98% من الانتاج الكلي لاقليم ابيي السابق ( قبل التحكيم ) سوف يكون كله من نصيب الحكومة المركزية . أنتاج ابار دفرة التي أبقتها المحكمة في أبيي ( 3 الف برميل في اليوم ) يمثل 2% من الأنتاج الكلي لأقليم أبيي السابق . سوف يتم تقسيم انتاج أبار دفرة بالتساوي 1% للانقاذ و1% للحركة الشعبية .
اذن نصيب حكومة الخرطوم سوف يزيد من 50% الي 99 % من بترول أقليم ابيي القديم . ونصيب الحركة سوف ينقص من 50% الي 1 % من البترول المستخرج من اقليم ابيي ( بعد اخراج منطقة هجليج من ابيي )..
هنا سوف يطل الشيطان من قمقمه , خصوصأ عندما تبدأ ايرادات الحركة من بترول أبيي في النقصان من 50% الي 1% فقط .
عاشرأ : ابقي قرار المحكمة علي مناطق مهمة داخل شمال السودان وخارج منطقة ابيي منها : مناطق الميرم وهجليج وتاما وكيلك .
ولكن الحركة تصر علي أن هذه المناطق تقع في جنوب السودان ( وأن كانت خارج منطقة أبيي ) . وتتهم الحركة المحكمة بانها قد تجاوزت صلاحياتها , ورسمت الحدود بين شمال السودان وجنوبه بدلأ من قصر صلاحباتها في ترسيم منطقة أبيي فقط . هذه خميرة عكننة . خصوصا اذا انفصل الجنوب عن الشمال في عام 2011 . عندها سوف يطل الشيطان براسه من قمقمه وتبدا المشاحنات والحرابات .
أحدي عشر: عكس ما يتقول به البعض , فأن قرار المحكمة الأن له علاقة مباشرة بحدود الشمال والجنوب مستقبلا . ذلك انه يرسم في المرحلة الحالية حدود منطقة ابيي . وفي حالة انضمام منطقة ابيي الي الجنوب في ألأستفتاء الاول في عام 2011 , وتصويت الجنوب ( ومعه أبيي ) للانفصال في الأستفتاء الثاني في عام 2011 ، فان حدود منطقة ابيي التي حددتها المحكمة الأن سوف تكون الحدود بين دولة الشمال ودولة الجنوب الجديدة .
ولكن وحتي استفتاء 2011 الاول فان الوضع الراهن سوف يستمر كما هو الان . وسوف تبقى منطقة ابيي تابعة اداريا لرئاسة الجمهورية في الخرطوم .
اقليم ابيي قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار , عند تطبيق قرار المحكمة علي الارض في ابيي , وربما قبل ذلك . وسوف يلقي هذا الأنفجار بتداعياته علي أستفتاْء عام 2011 , بل ربما دق هذا الانفجار طبول الحرب بين الشمال والجنوب , قبل أو بعد الأستفتاء .
خاتمة
علي مر العصور التي مر بها الانسان ، برهنت الخزعبلات الخرافية التي تلبس لبوس العرق والقبلية والدين ( وهو منها براء ) انها سبب كل الكوارث التي حاقت بالبشرية , وبنا في بلاد السودان . الامر الذي يتطلب منا ربط العلاقة بين الشمال والجنوب ، بين البحر والغرب ، بين المركز والهامش ، بين الاسلام والمسيحية .... ربط هذه العلاقات الثنائية بقاطرة جديدة وفاعلة وقوية . قاطرة تختلف عن القاطرة القديمة ( قاطرة الجهاد والخرافة والتشنج الديني والعرقي ) . قاطرة جديدة اسمها التراحم والاثرة والاحسان والاخاء والمواطنة اساس حصري للحقوق والواجبات في السودان الجديد. سوف تقودنا هذه القاطرة الجديدة الي مشارف غد جديد زاهر باذنه تعالي . وإلا فليس لنا إلا أن نلوم انفسنا ، ونتحمل مسئولية ماسوف يقع لنا في أستفتاء عام 2011 .
قال تعالي يذكرنا وينذرنا :
"أو لما أصابتكم مصيبة ، قد اصابتكم مثليها ، قلتم أني هذه ، قل هي من عند أنفسكم "
من عند انفسكم انتم الأنقاذيين... وليس من عند الجنوبيين .... وانتم يا اهل الشمال سوف تتحملون ما سوف يقع عليكم في أستفتاء عام 2011 كما تحمل المسلمون من قبل ما وقع عليهم في احد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.