لم تتوقف الدولة العبرية (اسرائيل) عن جهدها المستميت لانتاج قمر صناعى تجسسى ودفاعى فى نفس الوقت ، فمنذ أواخر الخمسينات والدولة المحتلة للأراضى العربية والاسلامية تعمل على انتاج ذلك القمر التجسسى المطلوب منه أن يعطى معلومات فورية عن برنامج الصواريخ ذاتية الدفع الايرانية ، واستمرار تجسس اسرائيل على العرب لا تتوقف بينما العرب يعمدون لتشنيء كل نشاط عربى أو مسلم لانتاج سلاح أو قمر ذو بعد عسكرى ، وذلك الفعل بطبيعة الحال يصب فى صالح ذات الدولة التى تجتهد ويتهد ساستها وعلمائها على السواء لتحقيق ذلك الحلم .. انتاج ترسانة من السلاح والتقنية الفنية التى تحقق أمن دولتهم وسحق اعدائهم ..!! ، وعلى الرغم من فشل معظم محاولات الدولة العبرية لأطلاق أقمارها التجسسية (أفق 4 و5 و6) لم تنجح سوى عملية إطلاق القمر (أفق 5) الذي جرى إطلاقه في عام 2002م ، فقد دق نبأ سعي الصهاينة لإطلاق القمر السادس أجراس الخطر في الدول العربية التي تنام في العسل ، وتكتفي بالتنافس على إنتاج أقمار صناعية ترفيهية لبث قنوات الأغاني والفيديو كليب ، وتأسيس قنواتها الفضائية التى تساهم فى تحقيق هدف اليهود ودولتهم اسرائيل بالسيادة والسيطرة من جانب ، ومن جانب آخر ضخ الخور والضعف والاستسلام فى النفوس العربية والمسلمة من ان تجتهد لأنتاج مثل ذلك السلاح أو امتلاك ناصية مثل ذلك العلم ، والاننكفاء فقط نحو الغرائز والملذات وتكتفي بتسلم مفاتيح تلك العلوم لأسرائيل والغرب الداعم لها ..!! ، دون أن تسعى دولنا العربية لامتلاك تكنولوجيا الأقمار الفضائية كي تعتمد على نفسها يوما ما كما فعل الصهاينة ، والجدير بالذكر هنا أن برنامج اسرائيل الخاص بانتاج ذلك القمر التجسسى بدأ والبرنامج المصرى فى وقت واحد ، غير أن الأخير توقف منذ زمن أو قل لم تتوفر له الامكانيات اللازمة لكى يصل لمبتغاه الأخير .. رغما عن توفر القدرة العلمية اللازمه له .. ففى غالب الظن أن القدرات المالية هى التى وقفت فى وجه تحقيقة بالصورة والوقت المحدد ، القصور المالى الذى لازم المشروع المصرى يبرز بجانب تقدم المشروع الاسرائيلى ونحن متخمون حتى الموت من كثرة المال الغير مستغل لصالح الامة ، ومن بيننا من يقود حملات اعلامية عنيفة عندما تعلن دولة مثل باكستان عن تجربة تفجير نووى بالقول : أنها دولة فقيره وأسلم أن تصرف ما أوقفته على مواطنيها فى الصحة والتعليم والماء والكهرباء .. مثل ما فعل المدعو (عبدالرحمن الراشد) ابان تجارب باكستان النووية ، واستمرت تلك الحملة الموجهة حتى تم اعتقال العالم الباكستانى (عبدالقادر خان) ..!! ، وعلى الرغم من أن هذا ليس هو الفشل الأول ، حيث سبقه فشل إطلاق قمر التجسس (أفق 4) عام 98 الذي كان سيحل محل القمر (أفق 3) بعد انتهاء عمره الافتراضي ، كما أنه فشل الدولة العبرية فى إطلاق أقمار التجسس (أفق 4 و5 و6) لا يعني الفشل الصهاينة أنهم يعانون فشلا عسكريا في التجسس على الدول العربية وإيران ، فالدول العربية متخمة بالجواسيس والواجهات الاعلامية التى تقوم بالدفاع عن الدولة العبرية وتبرير أفعالها الاجرامية .. قنوات فضائية وصحف ..!! ، فالدولة الصهيونية تمتلك حاليا قمرين للتصوير والتجسس العسكري، وهما (أفق 5) والقمر (أيروس) الذي تمتلكه شركة اسرائيلية خاصة ، والقمران يحلقان فوق الكرة الأرضية ويقومان كل ساعة ونصف بإرسال صور ذات نقاء عالى للمحطة الأرضية في إسرائيل لكامل منطقة الشرق الأوسط ، والمشهد هكذا يصور حالة الضعف والهزيمة لا على النسق العسكرى وحده ولكن على النسق العلمى أيضا ، اضافة الى أن منح الحياة للمواطن لا يتم استدعائه فقط بتوفير الخدمات التى يحتاجها المواطن بصورة يومية فقط .. المأكل والملبس والصحة والتعليم وخدمات الكهرباء والماء والترفيه ، ولكن ان تعمل الدول لتوفير تلك الخدمات وتوفير الاموال والقدرات العلمية والمالية واللوجستية الأخرى من أجل تأمين مثل تلك القدرات العسكرية هى أيضا تحقق الحياة الكريمة للأنسان وتجعلة يعيش فى رفاهية كبيرة ، ليس صحيحا تلك الدعاوى التى لم يراد بها وجه الله تعالى (تلك التى يطلقها عبدالرحمن الراشد) ربيب المخابرات الغربية والموساد ، مثل هؤلاء الناس (العملاء) يودون أن نكون هكذا .. خائفين نرتعد ومستسلمين للمحتلين لأرضنا ، يود هؤلاء أن نأكل ونشرب كالأنعام ، لا نأخذ حزرنا ولا نعد أنفسنا بالقدر المعلوم الذى أشار له القرآن الكريم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ، يود هؤلاء أن تكون الغلبة الدائمة لأعدائنا ونكون أسيرين لهم .. أن نقيم الأقمار التى تحمل قنوات المجون (العربية) وصحافة الخزلان والاستسلام (خضراء الدمن) ..!! نصرالدين غطاس