25 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 تتعرض ملايين النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم للاعتداء، والضرب، والاغتصاب، والتشويه بل وحتى للقتل في ما يشكل انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان الخاصة بهن. ففي ساحات المعارك أو في البيوت، وفي الشوارع، وفي المدارس، وفي أماكن العمل أو في مجتمعاتهن المحلية، يتعرض نحو 70 في المائة من النساء للعنف الجسدي أو الجنسي في مرحلة ما في حياتهن. ويتأثر بذلك ما يصل إلى ربع جميع النساء الحوامل. وفي كثير من الأحيان، يفلت مرتكبو هذه الانتهاكات من العقاب. وتخشى النساء والفتيات التحدث علنا عما يتعرضن له بسبب ثقافة الإفلات من العقاب. ويجب أن نحارب هذا الشعور بالخوف والعار الذي يُعدُّ عقابا للضحايا اللائي تعرضن بالفعل للجريمة وأضحين يواجهن وصمة العار. فالجناة هم الذين ينبغي أن يشعروا بالعار، وليس ضحاياهم. وتعمل حملتي المعنونة متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة مع الحكومات والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني ووسائط الإعلام والمواطنين العاديين. ففي العام الماضي، عندما طرحت الحملة على الشباب في جميع أنحاء العالم سؤالا عن الكيفية التي يعتزمون بها المساعدة في النهوض بهذه القضية الحساسة، لمست في الردود ما شجعني كثيرا. فقد دعا الكثير من الشباب إلى وضع حد للجهل. وقالوا إنه ينبغي لنا ألا نتغاضى عن المواقف السلبية. وطالبوا بأن نرفع أصواتنا لتعزيز حقوق الإنسان، وأن نتكاتف لمساعدة الضحايا. وقال أحد الشباب ببساطة إنه بمقدور الأولاد أن يكافحوا العنف ضد المرأة "ليصبحوا آباء وأزواجا يتحملون المسؤولية ويكنون الاحترام للمرأة“. وتعمل الأممالمتحدة على جميع هذه الجبهات. ونحن نعمل على زيادة الوعي عن طريق برامج التوعية العامة. وقد أعلن صندوق الأممالمتحدة الاستئماني للقضاء على العنف ضد المرأة في هذا الشهر فقط عن خطط لإنفاق 8 ملايين دولار على المبادرات المحلية في 18 بلدا. ويتولى أعضاء شبكة الأمين العام للقادة الرجال الآخذة في الاتساع معالجة مسألة العنف بإذكاء الوعي لدى العامة والدعوة إلى سن قوانين أفضل، ومساءلة الحكومات. ويجب علينا، ونحن نعمل انطلاقا من هذه الجهود، أن نتحدى جذور ثقافة التمييز التي تسمح للعنف أن يتواصل. وأدعو في هذا اليوم الدولي جميع الحكومات للوفاء بتعهداتها بوضع حد لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وأحث الجميع على دعم هذه الغاية الهامة. //////////////////// حملة ال 16 يوماُ من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة بيان صحفي الخرطوم – السودان، 25 نوفمبر 2012 - في 25 نوفمبر من كل عام واحتفالاً باليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة يتم تدشين الحملة السنوية لل 16 يوماُ من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة. وكل يوم تواجه النساء والفتيات العنف في المنازل، والمجتمعات، وخلال فترات النزاعات، ومع تداعيات الكوارث الطبيعية. وتشير التقديرات إلى أن ما يقارب ال 70 في المائة من النساء يعانين من شكل من أشكال العنف في حياتهن. وطالما ظلت النساء والفتيات يعانين من العنف أو يعشن في حالة الخوف من حدوثه، فاننا لن نتمكن من تحقيق أي من الاهداف الإنمائية. وتبدأ حملة الستة عشر يوما في 25 نوفمبر وهو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي في 10 ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وتربط هذه الأيام بشكل رمزي بين العنف ضد المرأة وحقوق الإنسان، وتؤكد على أن هذا العنف انتهاك لحقوق الإنسان. وشعار حملة ال 16 يوما هو "من السلام في المنزل الى السلام في العالم: لنتحدَّ النزعة العسكرية ولننهِ العنف ضدّ المرأة." تسلط الحملة الضوء على النزعة العسكرية ودورها في تكريس العنف ضد النساء والفتيات. ويقول الأمين عام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة "أدعو في هذا اليوم الدولي جميع الحكومات للوفاء بتعهداتها بوضع حد لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وأحث الجميع على دعم هذه الغاية الهامة." ومن المقرر أن تنظم مئات التظاهرات في جميع أنحاء العالم للوقوف ضد العنف القائم على النوع. وفي السودان ينظم شركاء التنمية الدولية، بما في ذلك برامج الأممالمتحدة ووكالاتها والمنظمات غير الحكومية، بالتعاون مع الشركاء من المجتمع المدني والحكومة والمجتمعات المحلية ورش العمل والمسيرات والتظاهرات الفنية والمهرجانات السينمائية وغيرها من الأنشطة التي تهدف لزيادة الوعي حول انتشار العنف ضد النساء والفتيات وأثره على الضحايا والناجيات وأسرهن وعلى المجتمع بأكمله. وتظل النساء والفتيات عرضة لجميع أشكال العنف بما في ذلك الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي، والعنف الجنسي والجسدي، والعنف العاطفي والنفسي، والعنف المنزلي، والتحرش الجنسي، والاستغلال والاعتداء الجنسي، والختان، والزواج المبكر والاتجار بالبشر. وتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل خمس نساء في جميع أنحاء العالم تتعرض للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب. وتتعرض النساء من 15 الى 44 سنة لخطر الاغتصاب والعنف المنزلي أكثر من تعرضهن لمخاطر الإصابة بالسرطان أوالملاريا وحوادث السيارات ومواجهة مخاطر الحرب. وتبين حكومة السودان التزامها بتعزيز حقوق النساء والفتيات بالعيش دون عنف من خلال المصادقة على اتفاق البحيرات العظمى وبروتوكولاته والتي هي جزء من ميثاق الأمن والاستقرار والتنمية. كما يتضح هذا الالتزام من خلال تدشين حملة وطنية تحت شعار: "عدم التسامح إزاء العنف ضد المرأة الآن." وستعمل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي على تعزيز هذا الالتزام المقدر من جانب الحكومة في سبيل دعم النساء والفتيات بهدف تحقيق إمكاناتهن.