انه من المستغرب و على الرغم ان الاطباء و الاختصاصيين السودانيين عددهم كبير الا ان عدد الاوراق المنشورة لهم في المجلات العلمية العالمية تعتبر بسيطة للغاية ذلك ان تمت مقارنتها مع دول عربية اخرى مثل مصر و المملكة العربية السعودية .. ولا يمكن ان نفصل هذا الشح و هذه القلة من الاوراق البحثية من مجمل ازمة البحث العلمي في السودان الذي لا تدعمه الدولة و لا تطوره الجامعات ..بل ان معاهد البحوث الطبية في الجامعات السودانية تعد على الاصابع . وتكمن ازمة البحث الطبي في السودان في عدة محاور : فمحورها الاول يكمن في الباحث الطبي .حيث انه لاتجد في السودان مهنة او عمل تحت هذا المسمى في حين تجد المئات من الوظائف في الدول الاخرى التي تفرغ صاحبها فقط للبحث الطبي و المساعدة في القيام بالبحوث .. فالكادر الطبي السوداني لا يعمل متفرغا في مجال البحث الطبي بل غالبا ما يكون متوجها بكلياته الى العملية الاكلينيكية مما قد تمنعه من القيام بالبحوث الطبية المتميزة المحور الثاني يكمن في عالمية المجلات الطبية السودانية .. فغالبيتها غير عالمية و لا تتواجد في محركات البحث الطبي العالمية مما تجعلها غير مقروؤة او حتى معترف بها في العالم ..ان وجود مثل هذا الاعتراف العالمي بالمجلة هو الوسيلة الاكبر في نشر البحوث الطبية و جعلها مقروؤة للاخرين في العالم المحور الثالث يكمن في الدعم المادي لمعاهد البحث الطبي و تحفيز المستشفيات و الجامعات بانشاءها و تفريغ العاملين بها للقيام بالبحوث الطبية المحور الرابع يكمن ايضا في ندرة اختصاصي الإحصاء الطبي الذين يعتبرون عماد عملية البحث الطبي لقد اصبحت كليات الطب في السودان تشابه معاهد التدريس الثانوي الخاصة فغالبية كوادرها الطبية تعمل في جامعات اخرى خاصة و عامة وذلك نتيجة مباشرة لضعف المرتبات التي يتقاضاها الاستاذ الجامعي . فكيف لاستاذ جامعي لا يستطيع تدبير قوت اسرته ان يتفرغ لعملية البحث العلمي الطبي و يقدم انجازات مقدرة .. وعلى النقيض نجد الاساتذة السودانيين خارج السودان يسهمون بصورة فعالة في عملية البحث الطبي و ذلك لان في الدول الغربية عملية التطوير المهني و الترقي الوظيفي ترتبط ارتباطا مباشرا بالجهد في البحث الطبي .. اما هنا في السودان فانه من المؤسف ان تجد خريجين من كلية الطب و اطباء لا يستطيعون نقد ورقة علمية او كتابتها ..مما يجعلنا في مؤخرة الامم علميا ومهنيا .. اتمنى من الجامعات و كليات الطب ان تعي هذه المسألة وتجعلها في سلم اولوياتها حتى نستطيع ان نرتقي بمهنة الطب وان نكون مؤثرين في الذين من حولنا فهناك ملاحظات كبيرة يلاحظها الاطباء في ممارسة الطب الا ان هذه الملاحظات تضيع سدى ان لم تنشر في المجلات العالمية او تقدم في المؤتمرات العالمية د. امين شرف الدين بانقا كاتب و استاذ جامعي سوداني amin banaga [[email protected]]