منذ نشأة المجتمعات والحضارات وتطورها، بدا مفهوم المسئولية الاجتماعية لضمان الاستمرارية والبقاء لتلك المجتمعات في الظهور. فجاء ترسيخ المفاهيم الأساسية للمسئولية الاجتماعية من خلال الأديان السماوية بالأخص الإسلام، فالزكاة من الأركان الخمس التي بُني عليها الإسلام، والزكاة هي إعطاء المال للمحتاجين، مرة في شكل زكاة سنوية وزكاة الفطر في نهاية شهر رمضان وهي واجبة على المسلمين فهي حق مشروع للدولة والمجتمع مقابل ما قدمته الدولة من خدمات وضمانات بيئة مثالية لتلك الجهات، بالإضافة إلى أنها من أعلى درجات التكافل الاجتماعي، مما يؤدي الي تقارب المجتمع وتكافلهم . وفي مطلع السبعينيات بدأ مفهوم المسئولية الاجتماعية يأخذ أبعاداً أكبر ليصبح برامج وخطط واستراتيجيات، حيث يرى البعض المسئولية الاجتماعية على أنها تذكير للمؤسسات بمسئولياتها وواجباتها إزاء مجتمعها الذي تنتسب إليه، بينما يرى البعض الآخر أن مقتضى هذه المسئولية لا يتجاوز مجرد مبادرات اختيارية تقوم بها الشركات صاحبة الشأن بإرادتها المنفردة تجاه المجتمع، و هناك آخرون يرونها بانها بمثابة صورة من صور الملائمة الاجتماعية الواجبة على الشركات. هنالك كثير من التعريفات فقد أوضحها البنك الدولي على إنها التزام بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيها وعائلاتهم والمجتمع المحلى ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة والتنمية.أما غرفة التجارة العالمية فعرفتها إنها جميع المحاولات التي تسهم في مبادرة منشات القطاع الخاص لتحقيق تنمية بسبب اعتبارات أخلاقية واجتماعية. وأطلق الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبادرته التي تسعى إلى تفعيل دور المؤسسات في المجتمع، والتي سميت بالاتفاق العالمي الذي يضم مجموعة من المبادئ الرئيسية ويكرس مفاهيم التعاون بين قطاع الأعمال والمجتمعات التي تعمل فيها، ويعتبر الالتزام بالاتفاق العالمي أحد أهم أنشطة المسؤولية الاجتماعية. حيث يقوم الاتفاق العالمي على عشرة مبادئ تتمحور في مجالات حقوق الإنسان والعمل والبيئة، وتتمتع هذه المبادئ بإجماع عالمي في الآراء، إذ إنها نابعة من ثلاثة مصادر وهي: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان منظمة العمل الدولية بشأن المبادئ والحقوق الأساسية في العمل وإعلان ريو الخاص بالبيئة والتنمية، أما المبادئ العشرة للاتفاق العالمي تتمثل في مبادئ حقوق الإنسان و مبادئ معايير العمل و مبادئ البيئة ومبدأ محاربة الفساد من أهم الأسباب التي أدت للحديث عن المسئولية الاجتماعية للشركات زيادة الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالفقر وانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع نسبة البطالة، ومواجهة قطاع الأعمال في العالم بأهم تحديات مفهوم المسئولية الاجتماعية ألا وهي العولمة وذلك من خلال الحملات الترويجية للشركات بأنها تلتزم بتوفير ظروف عمل آمنة للعاملين والاهتمام بقضايا البيئة وعدم تشغيل الأطفال، وتزايد الضغوط الحكومية والشعبية من خلال حماية المستهلك والعاملين والبيئة. وتكمن أهمية تفعيل دور الشركات في المسئولية الاجتماعية لتملكها راس مال وقوة اقتصادية قادرة على إحداث نقلة حقيقة في المجتمع ، فمفهوم المسئولية الاجتماعية تشمل الالتزام بالقوانين والانظمة المتبعة والنواحي الصحية والبئية ومراعاة حقوق الإنسان وخاصة العاملين وتطوير المجتمع المحلى والالتزام بالمنافسة العادلة والبعد عن الاحتكار وإرضاء المستهلك، وقد ثبت من خلال الابحاث والتجارب بأن الشركات التي ترسى مفهوم المسئولية الاجتماعية يزيد معدل الربح فيها وذلك لان الشركات التي تقوم بادوار اجتماعية وخدمية تلقى قبول لدى المستهلك لمنتجاتها. وهنالك أسباب كثيرة تعوق انتشار مفهوم المسئولية الاجتماعية للشركات منها غياب ثقافة العطاء للتنمية فجهود الشركات مرتبطة بأعمال خيرية غير تنموية وعدم وجود ثقافة المسئولية الاجتماعية للشركات ومعظمها غير منظم وفى حاجة لان تأخذ شكل تنظيمي ومؤسسي، قلة الخبرات فهنالك خلط بين الأعمال الخيرية والمسئولية الاجتماعية.ويجب على الدول اتخاذ أشكال تنظيمية تقوم على احترام الحقوق للعامل والبئية والمجتمع وتبنى المشاريع المجتمعية والمساهمة في التنمية . على الهامش،،،،،،،، ومن هذا المنطلق شرع مركز المديرين القطري بالاتفاق مع شركة مبادرة وهى متخصصة في تقديم مجموعة حلول واستشارات الاستدامة والمسئولية الاجتماعية وتقدم خدماتها الاستشارية في عدة دول منها دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسودان وقطر، كما تسعى لتوسيع خدماتها لتغطى مناطق أوسع من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستقبلا، علما بان شركة مبادرة بإدارة وخبرة سودانية وجنسيات اخرى، فمن الاجدى ان تقدم خدماتها الاستشارية للمؤسسات السودانية ذات الصلة، فعلى الشركات السودانية والجهات المختصة بالاستثمار الاستفادة من هذه الخبرات، وهدفت الجهتين لإنشاء شبكة للشركات القطرية بوكالة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة وذلك من اجل المساعدة لوضع استراتيجيات طويلة المدى. nazik hilal [[email protected]]