بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: سمعنا أن الخارجية قامت بتحركات مكوكية إلى بعض الدول الأفريقية وهذا عمل مقدر ولكن ماذا عن اتصالاتنا بعضوي مجلس الأمن روسيا الاتحادية والصين الشعبية، لا أفهم لماذا لا تتعامل الخارجية بشفافية مع الاعلام الذي يفترض أنه سند لها لطمأنة الشعب الذي هو مصدر السلطات وهو الذي يفوض الحكومات؟!، أليس من حقه على الحكومة أن تملكه الحقائق خاصة أن هناك شريحة من هذا الشعب متمثلاً في - قبيلة المسيرية- التي ربما تسلب منها أراضي أجدادها والتي ستضرر لتحيز الغرب بقيادة أمريكا لأبناء قرنق كما هو واضح مقدماَ؟!،قلنا لو وطأت قدما باقان أموم الخرطوم فإن هناك تمويه لغدرٍ ما ، فها هو فوراً يحط في موسكو ليستميل الروس ويحشد تأييدهم والهدف هو ضمان وقوف موسكو لجانب قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن تبعية أبيي إذا ما رفعته لمجلس الأمن، ونحن في غيبوبة!! المتن: هل يحق لنا أن نوصف خارجيتنا وإعلامنا أنهما لا يتعاملان وفق استراتيجية واضحة الثوابت والتحرك وفق خطط واضحة ومعلومة لجموع الشعب؟!، ما هو واضح الآن هو أن تحركاتنا هي مجرد تحركات تأتي كردود أفعالٍ فقط نتيجة ما تأتي به الحركة الشعبية من تحرك دائب وفق خطةٍ لإجهاض طلب السودان في عدم رفع قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي فيما يختص بمقترحات أمبيكي رئيس مفوضية الوساطة الرفيعة!! هل إستمعت دوائرنا المسئولة عن ملف المفاوضات من مسئولي الخارجية والاعلام لهرف وكذب باقان أموم على قناة روسيا اليوم؟!، وأين هذه الدوائر من كل هذا؟! وإليكم هذا المقتطف من تصريح السيناتور ميخائيل مارغيلوف بعيد إلتقائه باقان أموم:[ وفيما يتعلق بقضية إبيي أكد المبعوث الروسي علي موقف بلاده الداعم لأية قرارات قد يصدرها مجلس السلم والأمن الإفريقي قبل إحالتها لمجلس الأمن الدولي للمصادقة عليها حيث قال: "نحن نعتقد أن المؤسسات الإفريقية لديها الحق في إيجاد الحلول المناسبة لقضايا القارة وسيجدون منا الدعم الكامل"]. يفترض أن علاقاتنا مع عضوي مجلس الأمن، الصين الشعبية والإتحاد الروسي علاقة استراتيجية وعلاقة تنسيق مواقف سياسية واقتصادية ودبلوماسية، ولكنا من وقت لآخر نسمع منهما تصريحات حمالة معاني، يمكن الفهم منها الوقوف أحياناً مع السودان وأحياناً أخرى مع دولة الجنوب، لأن العلاقات بينهما وبين السودان هي أقرب علاقات ذات مواقف تكتيكية حتى إذا في الاعتبار العلاقات الاقتصادية المميزة بين السودان والصين، فليس هناك ما يلزم الصين أن ترمي بثقلها مع السودان لأننا لم نوقع اتفاقات سياسية ودبلوماسية استراتيجية عند نشأت العلاقات الاقتصادية القوية ، كما أن السودان يعاني من مشاكل متداخلة ومستعصية نُقلت إلى المنظمات الأممية، لذا فالصين تتصرف وفق ما تقتضيه مصالحها الاقتصادية وتبادلاتها التجارية مع الاقتصادات الكبرى، رغم قناعتها التامة بأنها مؤامرة حاكتها القوى (الصهيوأورو أمريكية) ضد النظام الاسلامي في السودان، وفي ذات الوقت هناك مصالح اقتصادية للصين مع الغرب!! روسيا الإتحادية وقفت مع نظام الأسد في سوريا لأن العلاقات بينهما علاقات مصالح استراتيجية وقد مارست" الفيتو" في مجلس الأمن ضد أي قرارات غربية ضدها. إن الموانيء السورية تعتبر هي آخر موطيء قدم للدب الروسي في المياه الدافئة، لذا كان يمكن للسودان أن يمد يده نحو روسيا كونه أقرب موانيء مياه دافئة يمكن أن يكون بديلاً لموطيء قدمه، فماذا فعل السودان؟!! الحاشية: وفي الوقت الذي يصول ويجول"الرفيق" باقان أموم في زيارة لموسكو مدتها خمسة أيام ما بين الخارجية ولقاء قادة الأحزاب المعارضة خاصة زيارةالحزب الشيوعي الروسي والالتقاء بزيجانوف الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي ونوابه في مجلس الدوما، فعندما وطأت قدما الرفيق باقان لموسكو وهو يتلون كالحرباء ويزعم كذباً بأن الحركة الشعبية قامت على المباديء الماركسية، وكأنما علاقاته " بماما أمريكا" خافية على القيادات الروسية. أما في الجانب الآخر، جانب السودان، فكل ما قدرنا الله عليه أن يقوم وزير المعادن لروسيا بزيارة خرجت ببرتزكوك تعاون في خمس من مجالات التعدين، دون أن نعير السياسة والدفاع الاهتمام الكافي. في الماضي كان السياسة والدبلوماسية تخدمان الاقتصاد أما بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي وظهور ما يعرف باقتصاد السوق الذي يدق آخر مسمار في نعش الاشتراكية وبعد عولمة الاقتصاد أصبح الاقتصاد هو ما يخدم المصالح السياسية، فهل استوعبنا التطورات في الاستراتيجية السياسية التي تغيرت أهدافها والتي حدثت متغيرات في آليات التعامل الدولي أم أن خارجيتنا ما زالت تصر على التعامل وفق مدرسة اندثرت بفعل التطورات والاستراتيجيات في الساحة الدولية!! العمل الدبلوماسي لم يعد كما كان في السابق نوع من الوجاهة لأصحاب ياقات " فان هاوزن" وإنما هو علم يعتمد على جمع المعلومة والدراسات الاستراتيجية والمتابعة الدقيقة لكل ما له علاقة بالدولة وعلاقاتها الخارجية ومشكلاتها وبناء التحالفات التي تخدم قضايا الدولة. من أهم مهام العمل الدبلوماسي استباق كل قرار قد لايخدم مصالح الدولة. إن بناء اتفاقات استراتيجية هو يخدم أهداف الدولة وليس الحكومة.!! الهامش: يجب أن نحدد كدولة وبدقة قدراتنا الاستراتيجية حتى نرسم خارطة طريق لسياساتنا الخارجية كموجه لتحركاتها، وهذه القدرات تعني مجموع الطاقات والموارد التي تمتلكها الدولة التي تجعلها تتحرك في المسرح السياسي بهدف تحقيق المصالح القومية لها، وتبني على أساسها استراتيجية عليا قومية تقوم على توظيف القوى السياسية والاقتصادية والنفسية وكذلك قوات الدولة العسكرية ، وإقامة علاقات مع مجموعة دول لتقديم أقصى دعم للسياسات المتبناة أوالمتخذة سواء في السلم أو في الحرب، والتي تعالج الوضع الكلي لأي "صراع" من خلال الاستراتيجيات المعتمدة للدولة!! علينا أن نأخذ في الاعتبارإن أهم عنصر في التخطيط الاستراتيجي, إنما يتمحور في ضرورة أن يتضمن"الترتيبات التي تضمن أن ما يخطط له يتم تنفيذه"!!. إن أهم ما يجب أن تشتمل عليه أي أستراتيجية عليا للدولة، أن يحدد لها مسار،ولعل عبارة "المسار الاستراتيجي" هي التي لا بد من تتوافر كأساس للتطبيق والتنفيذ, إنما الغاية منها تشكيل أسلوب ومسالك من شأنها الإسهام في تناسقية وتكاملية عمل الخارجية, بل وعدم ممارستها لأنشطة متناقضة!!، يجب علينا الآن تقييم الأداء الدبلوماسي للخارجية السودانية حتى نعرف أين نقف، وما هي الإجراءات التي يجب أن تتبع لتصحيح هذا المسار الذي يبدو أنه يعاني مما يسمى بالدبلوماسية الاحترافية ورفدها بالدبلوماسي المؤهل المحترف والمسلح بالمنهج والأدوات التي تجعل منه دبلوماسياً ممثلاً لبلاده ومصالحها الوطنية!! قصاصة: يفترض أن وزارة الخارجية تقدم استراتيجية سنوية توضح الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الاستراتيجية سنوياً بما يخدم مصالح الدولة ومواطنيها من خلال سياسة خارجية واضحة المعالم تعمل على تعزيز الأمن والتنمية والاستقرار الذي يؤطرلتعزيز سلامة الوطن والأمن الذي يؤدي لتحفيز التنمية. وأن تقدم خططها فيما يسمى دبلوماسية التحالفات (Alliance Diplomacy) ثم دبلوماسية الكوارث (Crises Diplomacy) لقد فرضت الطبيعة الفوضوية وصراع القوة في المجتمع الدولي المعاصرهذه التحالفات. كما أنهما أهم ما يجب أن تشتمل عليهما أهداف إستراتيجياتنا. يجب علينا أن نتعلم من إخفاقاتنا لتصحيح المسار في علاقاتنا الخارجية، وأن لا نستنكف من الاعتراف بنقاط الضعف فينا لأن في ذلك أول خطوة للإصلاح وتهديل المسار!! عوافي... Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]