ما أشبهنا بقصة الرجل الذى استخدم الحمار فى شبابه لنقل المؤن وجوالات الفحم والملح وبضائع التجار ، كان الحمار اميناً ومخلصاً لسيده ، فهو يشق الطرقات مسرعا يتسابق مع الزمن ليكسب سيده المال الوفير نظيرة حزمة برسيم وجرة ماء اخر اليوم ، سارت الامور على ما يرام الى ان تقدمت الايام فقل اداء الحمار . فقلل الرجل حزمة البرسيم بحجة ان الدخل امسى ضعيفاً ، ومع تقدم الايام يقل الاداء بشكل تنازلى لتقل معه الوجبة المقدمة ايضاً، فى آخر المطاف طرده صاحبه من المنزل ، فصار يتجول بتجمعات القمامة يتحسسها عله يجد ما يسد الرمق . قبل الاستفتاء كانت الوفود تاتى وتذهب ما بين جنوب السودان ،المهدى المنتظر انذاك وبين بلاد العم سام وكانت الرسائل والمهاتفات لا تنقطع لان التخوف من المجهول كان سيد الموقف . وضع المهاجر الجنوبي مهمة الانفصال على عاتقه فهى مسألة نكون او لا نكون ، فصوت بنسبة لا تدع مجالا للشك ليثبت للجميع بانه ابن قون دينق ونيكانق وارياض مكوى وانه ابن تلك الارض الفقيرة الغنية بثرواتها المدفونه بباطن الارض والآخرى المنتشرة فوق سطحها . بدات علاقة التوتر حينما ظنت بعض قيادات الحركة الفاسدة ، بان المهاجرين لا حاجة لنا بهم الان لانهم يعيشون حياة الترف وراحة البال ، علينا ان ندفعهم ضريبة الوطن فتولدت افكار ثعالب الحركة الشعبية فى ان يستقلوا فترة اعياد الكريسماس التى يتزاحم فيها المهاجرون لزيارة الاهل والاقارب بالجنوب . حررت وزارة الخارجية او قل بعض الناقمين على المهاجر الجنوبى بها ، حرروا رسائل تحذر شركات الطيران والدول المستضيفة للمهاجر الجنوبى الذى ينوى زيارة الجنوب ، حتى دول العبور لتكتمل الدائرة ويتاكدوا من نجاح خطتهم الغير مدروسة ،بان على كل قادم للجنوب ان تكون له فيزا اوتاشيرة وهى ما يعنى اذن للدخول من السلطات المخولة لها العمل بذلك لحكومة جنوب السودان ، لا توجد اى استثناءات ولا اى تساهل . وبما ان الدول التى وصلتها الرسائل تفقه القوانين الدولية وتحفظه حفظ الشيخ القرضاوى للقران وتفهمه فهم الكردينال للانجيل ، وتعمل به عمل كهنة بوذا للاله الذى يعبدونه . علق الكثير من الجنوبين الذين نجوا من قبضة مفتشي المطارات ، علقوا بدبى فلا هم وصلوا الجنوب ولا عادوا من حيث اتوا ، اما برلمان حكومة الجنوب سدوا اذن بطينة وآخرى بعجينة ، ولا ندرى اين وزير الهناء فهو غائب لا يمكن رؤيته بالعين المجردة فلا حديث عنه ولا يحزنون . انتشرت الشائعات انتشار النار فى الهشيم نتيجة هذه الفيزا الملعونة ، المسئولين بوزارة الخارجية ) عاملين رايحين ( اى انهم لا يدرون ولا يحسون بشئ . من تسنى له الوصول لمطار جوبا يستقبله رجال الامن بالكلمات الجارحة ويعامل معاملة الكلب الذى تبول بصالة الضيوف بحضرتهم . ان الدول الواعية تعامل المهاجر والمغترب بلين وأدب ، لانه من سيأتي بالجديد لتغير الوضع الراهن والدولة تحصل على العملة الصعبة منه نظير الخدمات التى يتلقاها . على ما يبدوا هنالك بعض بل اغلب المسئولين بحكومة الجنوب يتخوفون من المهاجر لكونه يأتى مؤهلاُ اكثر منه فهو يخاف على ان يسحب المهاجر الكرسى من تحته فيسقط او يظل عالق بالهواء ، كالقضايا العالقة مابين الجنوب والشمال . يعتبر هذا الفهم خاطئ وليس بمكانه الصحيح لان اغلب المهاجرين يذهبون الى الجنوب لزيارة الاهل والاقارب برحلة قصيرة لاتتجاوز الشهرين ان تعدت الشهر ، ثم يعودا ليتركوا البلاد تحت رحمة المناضلين الذين حملوا السلاح عشرات السنين ، ولا ندرى ماذا كان يحمل الشهداء الذين لا يجد ابنائهم اى رعاية من الدولة . هنالك من يرى بان هذا الوطن هو ملكاً له يحق له ان يفعل فيه ما يشاء وقتما يشاء وهو لايبالى بغيره من البشر الذين انجبتهم حواء الجنوب ،السؤال الاخيرلهؤلاء ترى متى سيصبح الجنوب وطناً يسع الجميع ؟؟؟؟ Atem Ring [[email protected]]