عندما تتحدث عن عيوب او اخطاء الحركة الشعبية بمجتمع جنوبى ، فانهم لن يصغوا اليك لانك فى نظرهم ليس سوى مجنون مسه جن السياسة ، و اخذ يتخبط و يتحدث بما لا يدرى ، و على ذلك ستكون مكروهاً يصمت المتحدثين عن السياسة بمجرد رويتك قادم نحوهم او يغيرون مسار الحديث من السياسة الى اى جهة آخرى ، هكذا يخبى الجميع روؤسهم برمال السياسة حيث المجتمعات الجنوبسودانية . يعتبر اغلب الجنوبين الجيش الشعبى و الحركة الشعبية ، احدى المقدسات التى يحرم ذكرها بالسوء ، و من يقودونها قديسين لا يخطئون. فاذا ما فلت لسانك الذى حصانك ، و تحدث بشئ غير مرغوب ضد الحركة الشعبية او الجيش الشعبى ، فانك تكون قد اخطاءت الى السماء تستوجب نار جهنم ، و للتكفير عن خطيئتك يجب عليك الذهاب الى كرسى الاعتراف ، قبل الاختلاط بالاخرين . لهذا استغل اغلب قادة الحركة هذه القدسية و جعلوا الجنوب ملكاً لهم يلهون و يمرحون فيه فرحاً و فسادا جيئة و ذهاب لا آحد يسألهم عن ما يفعلون او لماذا يفعلون ذلك ، لانهم قديسين لا يخطأون فنحن الخطاء الان و فى ساعة موتنا . صرنا بتلك المنزلة و الصفة السماؤية التى جعلناها لهم ، نحن الجنوبين كغنم بقطيع باقان اموم يمضى بنا حيث شاء وقتما يشاء لا نفتح فمنا الا لتناول البرسيم . حتى اذا اخذنا للذبح لا نفتح افوهنا فنحن ذبيحة كفارة لاخطاء الكبار ليس الا . يريد باقان منا ان نكون مستمعين بفصل ملئ بالضجيج ، يريد ان يحمل كل منا سلاحه و ننتظر التعليمات بالقتل الشامل للاعداء او حتى الاصدقاء فهو الذى يحدد من يقتل و من يرحم ، كل الشمالين اعداء فى نظره لان البشير و حكومته من الشمال ، لان خاله الطيب مصطفى الذى ملاء الدنيا صراخاً و كراهية للجنوبين هو من الشمال ,وكثير من المجاهدين و التكفيرين وقتلة الجنوبين هم من الشمال ايضاً ، فخير عقاب لهم هو ايقاف الحوار و اغلاق انابيب تصدير البترول فيسقط اقتصادهم الى الهاوية ، فياتوا ليتوسلوا الينا طلباً للنجدة والمساعدة حينها سيعلمون اهمية الجنوب . نعاقب الشمال دون رحمة , البشير و خاله و من تبعهم الى يوم الدين ليسوا هم الشمال وحدهم فهم جزء منه ، فمن هذا الشمال كان الرفيق ياسر عرمان ودكتور منصور خالد , الجنرال مالك عقار والجنرال يوسف كوه , القس فيلب عباس غبوش...الخ ، من هذا الشمال جاء لنصرتنا ابطال وشهداء جبال النوبة و الانقسنة فاي عدالة فى ان نعاقب البرئ و المجرم بنفس العقاب ، فنمنع عنهم خيرات الجنوب وهم الاولى به من الغريب ، يستحقون خيرات ارضنا و اقتسام ثراوتنا لان فيهم من اقتسم لقمته مع اخيه الجنوبى بالرغم من وجود امثال الطيب مصطفى ، لايوجد مبرر لمعاقبة الشمال فى الوقت الذى نحتاج اليهم و يحتاجون الينا . العداء لا يولد الا العداء و الكراهية لا تولد الا الكراهية ، اما المحبة فتفتح الابواب الحديدية . اما عن احداث ملكال فكان على وزير داخليتنا المسئول الاول عن الامن الداخلى بالجنوب ان يعقد مؤتمراً صحفياً يوضح فيه ملابسات الحادث ، لان ما حدث فى دائرة اختصاصه الجنائى ، و اذا تجاوز قليلاً فوزير الدفاع احق بالمؤتر الصحفى من باقان , لكون العمل عملاً اجرامياً مسلحاً هكذا البرتكول المعمول به فى دول العالم او لسنا منه . بما ان الوزيرين ناب عنهم باقان فذلك يعنى تجاوزاً فى الصلاحيات لذلك لم يكن غريباً ان يُتهم الخصم اللدود دكتور لام اكول اجوين بالضلوع بالحادث فى الوقت الذى لم يبداء فيه التحرى الدقيق الذى قد يطول فهى فرصة سانحة لتشويه صورتة ، ف لام يعزف على وتر حساس وتر الفساد فقد اعلن الجهاد ضد الحركة انتقاماً منه على مؤامرة طرده من منصب وزير الخارجية السودانى , و على هذا الوتر يزداد الراقصون عليه يوما فيوم . لانهاء الحفل كان لابد من واقعة اخيراً جاءت من مكال . هذه السياسة ليست وليدة اللحظة , سياسة الخيانة و التخوين هى التى قضت على مفكرى الحركة الشعبية ، فوقِعَت اتفاقية السلام من دون مفكرين ، عدا القليل منهم بقيادة باقان اموم و مجموعة اخرى ، لاتحسن الاصغاء للراى الاخر خاصة اذا كان ذاك الراى يسير عكس تيار افكارهم ، هذه هى الديقراطية التى يومنون بها. استخدمت هذه السياسة ضد كل من قال لا لهذا ! علينا ان نفعل ذاك ! هذا ما فرغ الحركة من المفكرين فلقى من لقى حتفه وبقى من عاش مطارداً بعيداً عن السياسة لان صورته قد شوهت . كنت فى احدى الجلسات الصلاتية مع نخبة من الشباب نتجازب اطراف الحديث ، فتعرج بنا احدهم الى الفساد بالجنوب ، و عندما تعمقنا فى الحديث وجدنا ان حجم الفساد صار كارثياً ، اشرنا الى العديد من القادة الذين ياتون الى ملبورن بالتحديد حيث نقيم ، يشترون المنازل و اغلى الاثاثات المنزلية ، و السيارات الفارهه لابنائهم و زوجاتهم و الكمبيوترات المحمولة و المنصبة و الجيبية منها متوفرة ، كتوفر الهواء النقى فى الريف . كل ما لا يخطر ببالك تجده بمنازلهم ، و كل ما يسعى اليه الجنوبى عشرات السنين يتحصلون علية بزيارة واحدة لجوبا فجأة قفز احد الحضور معلناً احتجاجه و ادلى ببيان اسكت الحضورحيناً ، قائلاً : اين كنتم حينما حارب هولاء حفاة عراة عشرات السنين من دون راتب ؟ انه وقت تعويضهم فالياكلوا اموال الجنوب هنيئاَ لهم ! سألته هل من حاربوا كانوا قادة بلا جنود ؟ فلماذا ياكلون الغنيمة وحدهم و لا يعطوا الجنود حتى ولو فتات فضلاتهم فقد يٌسد جوع ابنائهم بالمنزل ! لم يدعوهم احد ليحاربوا عنا ، بل انهم استجابوا لنداء الضمير فهل ماتت ضمائرهم . فانهم ان لم يحاربوا حمل غيرهم السلاح و حارب. فالنضال ليس من اجل المال وحده والا لهلك الملايين ، بل يكون من اجل المبادئ المنتهكه و القيم المعتدى عليها و الظلم المنتشر . هكذا الحياة منذ الاذل . Atem Atem Bol Atem Ring [[email protected]]