بسم الله الرحمن الرحيم [ ربي زدنى علما ] { ربى أشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقه قولى } . الطلاب الثائرون فى أم درمان الإسلاميه أسود الوطنية ! هم وإخوتهم فى جامعة الجزيرة أشرف منا وأكرم منا جميعا ! ونحن المعارضون فى الخارج لم يتبق لنا إلا أن نلبس الثياب ونبكى زمان الشباب ! بقلم الكاتب الصحفى والبلحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجممر طه / باريس عندما كنت فى لندن تناقشت مع الدكتور محمد أحمد منصور عن ضرورة دعم الطلاب فى داخل السودان على الأقل أن نسندهم ماليا هؤلاء الطلاب يخرجون بصدور عارية وبطون خاوية ليواجهوا جيشا عرمرم مجهز بكل آليات القمع العسكرى والبوليسى ومدرب على إستعمال العنف والأذى والضرب حتى الموت متخصص فى الخطف والإغتيالات تسبقه كروشهم الكبيرة المليئة بلحم السحت وأكل المال الحرام حتى ولوكان على حساب قتل الإيتام لا يهمهم أن يعرفوا كم يتيم بين هؤلاء الطلاب أو الثائرون من الشباب فى حوزتهم أشهى السندوتشات والمرطبات بينما طلابنا الثائرون جوعى وعطشى لا يملكون إلا حب الوطن والوطنية والثأر للكرامة الإنسانية يغذيهم الشعور برفض الظلم والإضطهاد والإستعباد لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل هم يرون أبائهم يتسولون بينما حيتان المؤتمر الوطنى يتنعمون ويرفلون فى مال الميرى أمهاتهم لا يجدن فاتورة الدواء أنسى الغذاء والكساء وفاتورة الماء والكهرباء وصحفيون السلطان يتطاولون فى البنيان ويتعددون فى النسوان بعد أن يدعمون النظام بأحلى بيان معسول بحلاوة اللسان ويركبون آخر الموديلات من السيارات بينما هم لا يملكون مصاريف الكتب والأقلام وزملائهم فى المؤتمر الوطنى مشغولون بمتابعة أحلى الأفلام يسكنون فى أرقى العمارات يركبون أفخم السيارات وهم مطرودون حتى من الداخليات لأنهم لم يسددوا فلوس الإيجارات كما حصل مع طالبات دارفور فى أم درمان والله أيام يا زمان ! أتذكر تماما كنا طلابا فى مدرسة الدلنج الأميرية الوسطى وكنا ندفع ثلاث جنيهات مصروفات مدرسية وإمتنع والد زميلنا أرضحال أكر من السداد لضيق ذات اليد وهنا تدخلت الحكومة ليس بطرد الطالب بل بالتكافل جاء ضابط المجلس الأدارى يومها العم يوسف وتكفل بدفعها ليس هذا فحسب بل تكفل بإيواء الطالب فى منزله لأن المدرسة ليس فيها داخلية يسكن معهم فى البيت خاصة أن أولاده عصمت يوسف وكمال يوسف الذى تخرج فى جامعة الخرطوم زملاء للطالب فى نفس المدرسة والطالب من أبناء الجبال وليس له قريب فى الدلنج وسكن زميلنا أرضحال فى المنزل الحكومى حداد مداد الخاص برئيس المجلس البلدى وبه حديقة فيحاء خضراء حسناء وصرنا ننكت مع زميلنا أرضحال أكر وغيّرنا إسمه إلى هيثم وكنا نداعبه كل صباح والله بختك ياهيثم لقيتها آخر راحات خلاص إنتهى زمن السفر كدارى وركوب العجلة سدارى . ذلك كان الزمن الجميل يعالجون مشاكل الطلاب بالتضامن والتعاون وأهل الإنقاذ يحلون مشاكل الطلاب بالخطف والإغتيالات فلماذا لا يثور الطلاب ؟ دماء السودانيين ماء ودماء ناس البشير دماء الشرفاء ! إسلاميو آخر زمان يعرفون أن الله كرم بنى أدم { وإذ كرمنا بنى أدم } { وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة } الإنسان خليفة الله فى أرضه . { ولاتقتلوا النفس التى حرّم الله إلا بالحق } { ومن قتل نفس بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا } صدق الله العظيم . لكن هؤلاء يعرفون الله عند إجتماع الحركة الإسلامية وبعدها أنسى هم جاءوا ليحكموا السودان رضوا الناس أم أبوا شئ طبيعى أن يكون نافع وزيرا منذ 30 يونيو1989م وحتى اليوم شئ طبيعى أن يكون عوض الجاز وزيرا لمدة أكثر من ثلاثة وعشرين سنة وإذا لم يعجبكم أشربوا من البحر ! لهذا الطلاب الذين خرجوا فى مظاهرات فى جامعة الجزيرة لأن النظام قتل أربعة من زملائهم هم أكرم منا جميعا وأشرف منا جميعا وكذلك طلاب جامعة أمدرمان الإسلامية أسود الوطنية أدوا دورهم تماما فماذا فعلنا نحن معارضو النظام فى الخارج غير االشجب والإدانة والإستنكارات والبيانات التى لا تساوى الحبر الذى كتب بها والتى تزيد فى عمر النظام وبقائه يشهد الله لم يتبق لنا إلا أن نلبس الثياب ونبكى أيام الشباب أيام خرجنا فى أبريل لا نبالى بالموت وتظاهرنا لحماية الشماسة الذين إنتفضوا من الجوع ورشقوا سيارة النميرى بالحجارة وأشعلوا النيران فكانوا هم شرارة الإنتفاضة . جامعاتنا تفقد قيمتها الأكاديمية العالمية لأن أى جامعة تجمد فيها الدراسة وتغلق ثلاث مرات تفقد ميزتها الدولية هذه الجامعات ليس لها بواكى لأن ليس لطلابها حرمات تقدس وليس لشعبها كرامة رجال السودان الأبطال الآن فى القبور لهذا سيبقى نظام الإنقاذ إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا أمره بين الكاف والنون بديع السموات والأرض إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون {قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير } . حسبى الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس osman osman [[email protected]]