أصدر والي الخرطوم قراراً .. أمر بموجبه .. الهيئة القومية للكهراء و هيئة مياه ولاية الخرطوم .. بتوحيد تحصيل فواتير المياه والكهرباء .. وحتى هنا القرار عادي جداً جداً .. وفي تقديري من حق ولاية الخرطوم البحث عن طرق متطورة للتحصيل .. ولكن ماتم .. هو أن قامت الولاية .. بفرض ( فاتورة مياه لكل عداد كهرباء ) بعشوائية .. وهذا يعني .. أن أي عداد كهرباء سيدفع مياه .. حتى ولو كان لا يستخدم مياهاً .. إلى أن يثبت صاحب العداد العكس , ( تخيلوا ) .. فاتورة مياه لكل عداد .. !! والمؤسف .. أن هذا القرار وضع بكسل مبالغ .. ودون دراسة .. ودون تخطيط . فأن تفرض للكل شئ سهل ولكن أن تدرس وتتحرى الدراسة في أمر من يستحق ومن لا يستحق هذا ما فشلت فيه الولاية .. كما تفشل دائماً فى التخطيط وصناعة القرار .. ولكن هي ناجحة بكل المقاييس فى إصدار القرار دون صناعة أو تخطيط أو دراسة .. !! فى تقديري أن الهدف واضح من هذا القرار .. يعني الحكاية ليست تجويد للتحصيل أو تطوير للأدوات بقدر ما هو .. لزيادة الإيرادات بأي طريقة سهلة .. بعد التدهور الإقتصادي الذى حدث للبلاد .. نسبة للأسباب المعروفة للقاصي والداني .. والتى لا تحتاج لشرح كثير فقلمنا هذا جف مداده وهو يكتب عنها .. وهذا المسلك مرفوض جملة وتفصيلاً .. !! والمؤسف أكثر .. أن ستستغل الولاية خدمتي ( الكهرباء و المياه ) .. لزيادة الإيرادات بدلاً من دعمها وتسهيل وصولها للمواطن .. لا بل .. تفرض ما لا تملك على من لا يستحق .. !! وقرار الوالي هذا .. يلغي تماماً ذلك العقد المبرم بين هيئة المياه ومشتريكيها .. فالقرار يتحدث عن فاتورة مياه لكل عداد كهرباء .. ولم يقل فاتورة مياه لكل مشترك للهيئة .. وهذا يعني أن المنزل الصغير الذي يسكنه الإخوة .. سيدفع كل صاحب عداد فاتورة مياه والعمارة الضخمة التى تسكنها عشرون أسرة بعداد واحد سيدفعون فاتورة مياه واحدة .. والمحلات التجارية ستدفع مياه .. وإذا كانت هناك عشرة محلات تستخدم عداد كهرباء واحد شراكة سيدفعون فاتورة واحدة .. والعكس .. وهذا يدل على عدم دراسة وظلم بائن بينونة كبرى . وقع على المواطن من هذا القرار ..!! وفي رأينا .. المتواضع .. أن تراجع الولاية هذا القرار .. وتأخذ وقتها فى دراسته .. فالإيرادات لا تورد هكذا يا والي الخرطوم .. ( فكيف سيدفع من لا يستهلك .. ولا يدفع من يستهلك ) .. وإذا غلب مهندسو هذا القرار فهم هذه الجملة الأخيرة .. أرجو منهم قرائتها بالعكس .. لأن دائماً العكس هو الصحيح فى بلادنا .. ولكم ودي .. [[email protected]]