استضاف فندق زهرة الخليج العتيق في مدينة الدمام شرق المملكة العربية السعودية مساء الخميس 23 يوليو 2009م ندوة علمية تحدث فيها العالم الجيلوجي والمحاضر والباحث في معهد البحوث التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، البروفيسور عبدالله الصديق عن مشكلة شح المياه أو العطش في القضارف الذي بلغ حدا دفع بالسيد جمال الوالي، الكريم سليل الكرام، الذي جاء المدينة زائرا أن وجه كل أسطوله من الناقلات لنقل الماء من النيل الزرق وتوزعه مجانا على أهل المدينة العطشى وكانت "نفرة" كبرى لا شك أن ذاكرة المدينة ستختزنها لأجيال قادمة. ونعود مرة أخرى للندوة فقد استعرض البروفيسور عبدالله المعالجات التاريخية لمشكلة المياه والطبيعة الطبوغرافية والجيلوجية للمنطقة وطرح في النهاية حلا يقضي بحفر آبار تجميع على شواطيء الأنهار مثلما حدث في مناطق مختلفة في العالم واقترح الاسترشاد بالتجربة الهندية الأقل تكلفة وأكثر ملاءمة، وشارك متحدثون آخرون في الندوة التي حضرها عدد من أبناء القضارف المقيمين في الدمام والرياض. الجدير بالذكر ليس عقد تلك الندوة العلمية في فندق في مدينة الدمام بطرحها الجديد الذي طرحه العالم الجيلوجي لأول مرة، ولكن سبب عدم عقد الندوة أصلا في مدينة القضارف مكان المشكلة والحدث. وفي الواقع ظل البروفيسور عبدالله يسعى منذ نحو ثلاث سنوات ليس لعقد تلك الندوة في القضارف فحسب بل لمشاركة علماء آخرين فيها من بينهم مستشار هيئة الأممالمتحدة لشئون مياه السودان وعالم آخر كان مديرا عاما لهيئة توفير المياه، وتطوير الندوة لورشة عمل ودراسة ميدانية لمصادر المياه في الولاية، وكل ذلك مجانا بلا تكلفة على خزينة الولاية أو جيوب أي من أهلها أو مسئوليها ، وبعيدا عن الاضواء والإعلام. ولكن الروتين ( ونطلق عليه هنا مسمى الروتين مجازا وتجاوزا) كان سدا منيعا في طريق العلم والعلماء. المهم الآن أن الندوة قد وثقت ورقيا والكترونيا وأصبحت جاهزة لمن يهمه الأمر، وعفا الله عما سلف. المضحك أن أحد المسئولين في القضارف لم يجد في نفسه حرجا من مهاتفة بعض أبناء المنطقة في المملكة ليرحب على الهواء بالبروفيسور عبدالله الصديق في القضارف، رغم ما في هذا الترحيب (المجاني) من تناقض مع رفض سابق (غير معلن بالطبع) من بعض المتنفذين في الولاية لفكرة حضور البروفيسور عبدالله الصديق للقضارف وسعيه لتقديم رؤية علمية لمعالجة المشكلة علاجا جذريا، وقد أفلح هؤلاء للأسف ولم يكن من بديل إلا إقامة الندوة في الدمام. عوضا عن الترحيب (المجاني) على الهواء، نقترح على من يهمهم الأمر في ولاية القضارف التوقف عن "دس المحافير"، وعقد ندوة علمية لبحث مشكلة مياه القضارف يشارك فيها نفس البروفيسور عبدالله الصديق ومن يرونه ومن يراهم فلا بديل للنهج العلمي في معالجة مشاكل الحياة لا سيما إذا كان كل ذلك الجهد تطوعا كريما من هؤلاء العلماء. (عبدالله علقم) [email protected]