لا يا صديقي لن تأخذك الحادثات العارضة بعيدا ولن تغري بك الظنون ، ما افتقدنا التفاؤل في زحمة الظروف القاسية ولا نسينا الابتسام ونحن نركض في مضمار التسابق نحو الآمال الكبيرة.حين نغني في حضرتك لحنا لم تألفه ، وحين تثور في أحضان قصائدنا كلمات العتاب ، فذلك كله أصداء ما نظنه غيرةً عليك ونحن نراك تعطي بغير حدود في أودية الحياة المتشعبة، وتتخطى عذابات الجحود والنكران بكبرياء الصبر والجلد.وهو غيرة علينا معا من فرط ود قديم متجدد يعصمنا من الذلل في وحل الأطماع النهمة ويعطي الحياة معناها ويزينها بألق الإخاء الصادق والعطاء النبيل.نحن نحتاجك يا صديقي حين تختلف الرؤى وتتأرجح المقاصد بين من تجمعهم المعاني الطامحة. نحتاجك أحيانا لتقدم العون في دروبنا الملتوية ونفتقدك كثيرا حين تصدح مزاميرنا بأنغام الحزن وترتخي أوتار الرباب. أحيانا نجأر لك بالشكوى المغموسة في ترانيم إصرارنا على أن نمضي لآخر الشوط، وهمهمات عزيمتنا لنعيد الأمور سيرتها الأولى، ونعلم انك تتفهم المقاصد وتفتح بوابات الموانئ للسفن المشحونة بآهات المحبين.معك يا صديقي لن تكون الشكوى إلا وصلا للخطو الواثق في دروب العطاء المتصل ، نتشابى بها للنجم البعيد ونتباهى حين تزهر الدروب وتمتلئ الثمار برحيق النجاح. ستصادفنا في الطريق الأشواك والنوايا المنهزمة والعقابيل المتدحرجة بدفع الظروف النكدة. لن ننجو من الحسد والكيد والوقيعة وكل بضائع التخذيل المخبوءة في عباءات الزمن الآتي، ومع ذلك سنمضي لأن القلوب المحبة لا تخيفها الكلمات المرتجفة ولا تقربها الخناجر الصدئة. سنكون في انتظارك يا صديقي تظللنا غمامات التفاؤل والابتسام، وسنفرح باللقاء كثيرا حين تسعفنا اللحظات الهاربة وتستريح بقربك الهنيهات المضمخة بعبق الوفاء. ستضئ مطالع الغد الزاهر في أروقة الزمن العجول وعندها لن يكون للشكوى سلطان على قصائد العشق القديم. ستستجيب الظروف القاسية لرجاءات الوعود المشرعة في عين العواصف الخجلى ونداءات الرعود القاصفة، وستبتهج الأمكنة بعطاءات السحب الممتلئة ببوح الندى ورذاذ البشارات والخير العميم. Abdalla M. Suliman Badr [[email protected]]