عبدالعزيز ابونموشة رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية للعدالة والتنمية فى دارفور يعلن فى مركز الاهرام للدراسات يروى قصة تكوين الجبهة وخفايا اغتيال صديق مساليت: -نحن امتداد لفصيل صديق مساليت و قد اعتقلتنى استخبارات الحركة الشعبية فى الجنوب - قضية اغتيال مساليت فى جنوب السودان لم تغلق حتى الان - الحل فى دارفور يبدأ بتوحيد الحركات والدور المصرى هو الاكثر تأهيلا - تسوية ازمة دارفور يجب ان تكون عبر الحاضنة العربية الافريقية لتقليص الادوار الدولية من خارج المنطقة القاهرة – صلاح خليل ومحمود حمدى أعلن عبدالعزيز ابو نموشه رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية للعدالة والتنمية فى دارفور ان الدور المصرى لحل ازمة دارفور هو الأكثر تأهيلاً من كل الادوار الاخرى، لأنه يقدم رؤية متكاملة وذات عمق.. وشدد على ان مصر تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل ولا تقدم نفسها بديلاً لأحد. وان ما تم فى القاهرة ينم عن وعى بتعقيدات دارفور. واشار الى ان الجانب المصرى قدم طرحا فى 3 نقاط لتسوية الأزمة فى السودان : 1-تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد. 2-توحيد الحركات المسلحة ومطالبها السياسية. 3-تحسين الوضع الإنسانى فى دارفور فى إطار تعاون إيجابى بين المستويين الإقليمى والدولى تمهيداً لتوحيد المبادرات المختلفة. واشار ابونموشه الى ان مصر أعطت الأولوية لتوحيد الحركات وتم تناول هذا الامر بمهنية عالية جداً ، وقدموا رؤى مازالت فى مرحلة التداول بين الرفاق ونأمل فى الوصول للمرحلة الثانية من النقاش توطئة للوحدة بين الحركات. وعن التنظيم الذى يقودة اعلن ابونموشه ان تنظيم الجبهة الذى تم اعلانه فى ديسمبر 2008 هو نفس التنظيم الذى كان يقوده صديق عبد الكريم ناصر، المعروف باسم صديق مساليت الذى كان من أوائل المنضمين الى حركة تحرير السودان فى مارس 2003 ، حيث كان جندياً فى القوات المسلحة السودانية، وحين بدأت الأحداث سلم نفسه إلى القائد عبد الله أبكر بحضور منى أركو مناوى. وقد شارك بفعالية فى اقتحام الفاشر وشارك فى مؤتمر حسكنيتيه وشغل موقع قائد ثان للشرطة العسكرية بعد مؤتمر حسكنيته. وقال ابو نموشه ان صديق مساليت رفض اتفاقية ابوجا واعلن انسلاخة عن حركة تحرير السودان "فصيل منى اركو" تحت مسمى "حركة تحرير السودان للعدالة والتنمية". وقد كانت قوات الفصيل متواجدة فى منطقة "داماك" فى محافظة "برام" جنوب دارفور على حدود أفريقيا الوسطى. وبالنظر لايماننا بالوحدة فقد قبلنا دعوة الحركة الشعبية لاجتمتعات جوبا التى تمخضت عن توحد عدد من الحركات المسلحة طبقا لبرنامج اعلن فى ديسمبر 2007وكان من نصيبنا موقع رئيس الاركان الذى شغله صديق مساليت بينما اسندت الرئاسة الى احمد عبدالشافع والامين العام محمد على كلاى. وكان من المقررعودتنا إلى الميدان عن طريق الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة .. وبسبب التقاعس فى ذلك ومضى الوقت تحركنا بالبر ووصلنا إلى منطقة "بورو" وهى آخر منطقة للحركة الشعبية فى الجنوب وهناك كانت توجد كتيبة تابعة للحركة الشعبية، وحصلت خلافات بين صديق مساليت وأحمد عبد الشافع حول هيكلة الجيش وحول تأمين التحرك وانتهى ذلك باغتيال صديق مساليت والقوة المرافقة ، فى حين اننى كنت فى مأمورية فى منطقة "راجا" هذا الخلاف وصل إلى اعتقالى شخصياً حيث كتب فى مأمورية فى "زاجا" واعتقلت هناك على بعد 65 ميل. واعتقلت هناك بواسطة استخبارات الحركة الشعبية دون تحقيق أو سؤال حتى تمكنت من الهرب بعد 35 يوماً واكتشف المؤامرة فى اغتيال صديق مساليت. بعد ذلك هناك آخرين أعلنوا عزل عبد الشافع وعينوا أنفسهم كما اعلنت الحركة الشعبية انها سوف تفتح تحقيقا لم نعرف عنه اى شئ حتى .. ونحن من جانبنا رفضنا كل هذه المسميات وكانت هذه هى نهاية محاولة توحيد الحركات التى تمت فى جوبا حيث لم تقم لها قائمة بذلك ونحن نرى ان الحركة الشعبية ارتكبت خطأ فادحا فى حادث اغتيال صديق مساليت. وفى ديسمبر 2008 أعلنا الاسم الجديد لتنظيمنا من داخل الميدان بعد ان تخلينا عن مسمى حركة التحرير، ولكننا نظل متمسكين بذات المبادئ والأهداف فى اقامة دولة مدنية عادلة بالسودان. وعن تشرذم الحركات المسلحة قال ابو نموشه ان الاختلاف هو طبيعة البشر لأننا مختلفين فى الأفكار ولكن الفشل هو حين نعجز عن إيجاد علاج لهذه الخلافات. وقال فى تقديرنا ان الأسباب الرئيسية للانشقاقات كالتالى: أولاً: الحكومة التى استخدمت القبلية لاختراق الأحزاب، وأعادت المشروعية للقبيلة فى دارفور وجعلت لها مهام إدارية وأمنية وشجعت تنافس القبائل من أجل المكاسب السياسية، وهذا كان يحدث على مستوى كل السودان وليس دارفور فقط. حيث انتظم الشعب السودانى فى تنظيمات عرقية مثل هيئة شورى القبيلة الفلانية والعلانية .. حتى على مستوى الروابط فى الجامعات. والحكومة أيضاً هى التى شجعت المبايعات القبلية للرئيس التى تأتى إلى القصر لمبايعة الرئيس. وهذا أدى إلى تشجيع القبيلة على حساب الوطن. وذلك بهدف تقليص نفوذ الأحزاب وهذا كان موجودا من قبل ان تنشأ الحركات المسلحة فى دارفور. ثانياً: المكون القبلى والعشائرى فى دارفور، الذى هيأ المناخ للانقسامات فيما بعد ثالثاً: تجاوب الحركات مع هذه التأثيرات والعوامل . وبالرغم من ذلك فان الحركات راغبة فى التوحد والدليل على ذلك تعدد هذه المحاولات هناك أمثلة كثيرة فى مؤتمر أمراى، ومؤتمر أروشا، والمحاولات التى جرت فى طرابلسوالقاهرة، كلها كانت تلقى استجابة من الحركات ولكن النتائج لم تكن على المستوى المطلوب لان المحرك الاساسى لهذه الانشقاقات لم يتم إيقافه .فما من شخص كان تتم توليته لأمر قيادى إلا وكان فى سلوكه غير متقيد بما تم الاتفاق عليه لأغراض فى نفسه أو لظروف خارجية ، وفى داخل مؤتمرات التى تحاول توحيد الحركات كانت تحدث انشقاقات. واكد ابو نموشه انه بعد التطورات الأخيرة ودخول الجهد العربى مع الجهد المشترك الأفريقى الأممى. وبعد ان اصبح السلام أصبح خياراً استراتيجياً لكل الحركات، تبين بوضوح ان أن الحل الثنائى غير مجدى ولابد من حل شامل. ولذا لابد من تهيئة الأجواء من خلال التناول الإيجابى ولو لمدة يوم واحد، ووقف التراشقات الإعلامية لأننا أصحاب قضية واحدة اشار ابو نموشه ايضا الى ان المثقف الدارفورى يجب أن يكون له دور واضح فى الوحدة بدلاً من التمترس خلف القبيلة والتحول إلى عائق للوحدة. وعن الدور العربى قال ابو نموشه ان لأشقاء العرب برغم دخولهم المتأخر للمسألة الدارفورية فإن دورهم مرحب به ويجب أن يعملوا على دعم الثقة فى دورهم ووساطتهم فى توحيد الحركات وفى السلام فى السودان لأن ما يحدث فى السودان يؤثر على الأمن القومى العربى. ولكن يجب أن يعلم العرب أن هناك مأساة حقيقية فى دارفور وهذا واضح من المقارنة مع فلسطين والعراق من ناحية الاهتمام.