الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردا ًعلى أبو عيسى : إبتزاز مفضوح ،لن يغير معيارية الجزيرة .. بقلم: المسلمي البشير الكباشي

مدير مكتب الجزيرة _الخرطوم
Almassllmani Al-Kabashi [[email protected]]
نقل إلي الزملاء الذين يتابعون تغطية الجزيرة خارج المقر غضب واحتجاج الأستاذ فاروق أبو عيسى على تغطية القناة لأنشطة المعارضة .والحقيقة شغلني الأمر لبعض الوقت، وحرصت على الإتصال به لصورة الرجل فى أذهاننا ،كقامة سياسية هامة .. ولأمل فى أن يبصِرنا بتقصيرنا، ، وقد يهدى إلينا بعض عيوبنا،بما يسدد مسيرتنا . فشلت عدة محاولات في الإتصال عبر الهاتف، ولكن الأخيرة صادفت نجاحا .
رد الأستاذ تحيتى ( أهلا عضو المؤتمر الوطنى الاسلامى الحاكم ) ورددت عليه بإكمال الصورة عنى وقلت له إن بعض من نسبتنى إليهم يعتبروننى عضو (المؤتمر الشعبى الاسلامى المعارض.)
. ولم اقف كثيرا عند هذه النقطة . ودلفت مباشرة في الموضوع بأن نقل إلي بعض الزملاء غضبكم على الجزيرة ، وانهال الرجل بإتهامات بالإنحياز للحكومة،والتحامل على المعارضة، وأننى شخصيا أشبعت المعارضة شتما. قلت للأستاذ : نحن نرفض هذا الإتهام إبتداء ونعتبره طعنا فى (شرفنا المهنى) وهو شرف لا نلتاكه دون وعى بعمقه ومترتباته .وكنت أتوقع أن يكون الأستاذ مرتكزا على دعامات متينة من قواعد الإثبات .. فالرجل قانوني والإثبات كلمة ذات دلالات مهنية وقيمية عالية عند العاملين بالقانون، وليس منظورا أن يلقى رجل مثل أبو عيسى القول على عواهنه وعنده من المعرفة بفقه القانون ما استغرق العمر كله .
ولنحرر الخلاف بلغة الفقهاء ،سألته عن موضوع الشتيمة وساعتها والسياق الذى جاءت فيه.. والسؤال ليس لأننا دائما نقول عن المعارضة أو عن الحكومة ما يسعدهما ،نحن نصف ما نراه واقعا بين أيدينا ،ولا نهتم كثيرا بمن يسعده أو يغضبه، ما دمنا نراعي قواعد السلوك المهني التي تلزمنا .ولكن السؤال لتحديد الواقعة لندير حولها أسئلة الصواب والخطأ في المعيار الصحفي ، فقال الأستاذ : رأيتك ترتدى جلابية، وتعتمر عمامة، وتلتف بملفحة، وتتحدث للجزيرة عن المعارضة بما تكره الاخيرة وأعدت السؤال .. أستاذ : ربما لم ترنى ، ربما أخبرك أحدهم بما تقول.. ورد بقدر من التيقن الواثق – أن ما يقوله هو الحق، وحينها انتفى عندي وجود الواقعة في ذاتها وانهار أساس الحوار . وحينها أيضا أدركت بصدمة كبيرة أن حالة من الإلتباس والتشويش بل التخليط تتداخل فيها الصور في مخيلة الأستاذ (بسبق الإصرار والترصد) بلغة القانونيين ..مما يحتاج إلى قدر من التوضيح :
1/ نحن في قناة الجزيرة لا نرتدي الجلباب عادة عند ظهورنا على شاشة الجزيرة .وبالنسبة لي لم يحدث ذلك أبدا ..وحين مراجعة أحد زملائي للأستاذ فاروق أبو عيسى بانه ربما إشتبه الأمر عليه بينى وبين آخر، لأنه غير مسموح لنا إرتداء الجلباب فى إفادات المراسلين التى يفترض انها ميدانية ،رد الأستاذ أنه هو(يقصد أنا ) ولو كان فى قناة أخرى غير الجزيرة .
2/ وبالطبع لا يمكن أن أكون فى قناة أخرى غير الجزيرة لأن الذى بينى وبينها تعاقد حصرى لا أستطيع معه الحديث الى الأخريات من القنوات .
خرجت من المحادثة وقد تبخر ما توهمته من أثر للمهنة على الرجل ، بما يعزز دوافع وقيم التحرى والإثبات والدقة، كما يفعل ( القضاة) دائما. ظني كان مجرد خطرفات تصدر عن نية حسنة بالناس، ولكن وجدته سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. نسال الله فيه العوض اجرا عظيما .
إلى هنا انتهت المحادثة بإتفاق أن نتجه الى مقبل الأيام ومستقبل الحادثات ،ولكن وأنا أطالع الصحيفة الإلكترونية الشهيرة (سودانايل ) بعد يومين من المحادثة يوم الخميس 23/7/2009م وجدت مقابلة أجراها عبد الوهاب همت مع السيد فاروق ابوعيسى . يعنينا من المقابلة سؤالين عن المؤتمر الصحفى الذى سبق أن عقدته المعارضة .. وليسمح لى القارئ الكريم بنقل السؤالين والإجابتين كاملة لأغراض الفهم والمناقشة.
السؤال الاول : لماذا لم تنشروا وقائع المؤتمر الصحفى ؟
وكان جواب الاستاذ : الرقابة القبلية سحبت وقائع المؤتمر الصحفى من الصحف ومنعوا قناة الجزيرة من التغطية .
والسؤال الثانى : لماذا لا تركزون على الفضائيات الخارجية لنقل وقائع مثل هذا المؤتمرات كقناة الجزيرة مثلا ؟
وكانت اجابة الاستاذ :
أرجو ان أوضح بان قناة الجزيرة فى الفترة الاخيرة أصبحت منحازة الى جانب الحكومة لأن مديرها فى الخرطوم ومعظم كادرها من الإسلاميين تم فرضهم من فبل المؤتمر الوطنى، وقد وقف أعضاؤها يهاجموننا، ونحن ننتظر من هذه القناة تحرى المهنية والحياد، كما أننا نناشد المسؤلين فى هذه القناة بدولة قطر أن ينتبهوا لهذا الموقف المرفوض من قبلنا بدليل أن المؤتمر الصحفى الذى أنعقد وشاركت فيه كل الاحزاب والإتحادات ومنظمات المجتمع المدنى وممثلوا الصحافة الاجنبية كانوا موجودين وبكل أسف قناة الجزيرة لم تبث منه كلمة واحدة لان هنالك توجيهات من الحكومة بعدم التحدث عن شرعيتها وطاقم الجزيرة هنا ملتزم بتوجيهات المؤتمر الوطنى .وبالتالى فقدوا الحيادية والشفافية والمهنية المطلوية، وبإمكانياتنا المحدودة لا نستطيع أن نصل الى كل العالم، لكننا نطالب كل القوى الوطنية من الإعلاميين المتواجدين فى الخارج أن يعبروا عنا ويشرحوا للعالم ما يدور فى السودان الآن .. كما أننا نرجو من الأخ وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة أن يراجع هذا الموقف ،ويصحح هذه الامور ولا أعتقد ان فى مصلحة قناة الجزيرة أو غيرها أن تقف الى جانب حزب واحد صغير ومعزول أتى إلى السلطة بقوة السلاح، وتدير ظهرها الى كل الاحزاب والمنظمات والنقابات والتجمعات والسواد الأعظم للشعب السودان .
لا بد ان يلاحظ كل من يتأمل فى الاجابة على السؤالين الاضطراب الواضح ففى السؤال الأول ركز الاجابة على الرقابة ومنع السلطات قناة الجزيرة تغطية المؤتمر الصحفى. وفى السؤال الثانى جمع بين المنع وانتمائنا للموتمر الوطنى ولو كنا جزءاً من المؤتمر الوطنى فلن نكون بحاجة الى منعه .. ولكن فلندع كل ذلك ونتحدث عن الحقائق:
1/ الجزيرة هى رأس الرمح فى تحرير الإعلام العربى بحسبانها حاملة لواء الحرية الإعلامية التى أحدثت تحولات فى اللغة والخطاب السياسي العربي وهذه الحقيقة لا أظنها غائبة عن وعي الاستاذ.. والجزيرة بذلك هى رأس الرمح فى المنافحة من اجل إعلام سودانى حر وهى على يقين بأن دورها ونصيبها فى مكافحة الرقابة القبلية اكبر وأجل من كل رام بسهم مهما كانت دعاويه .. فما أن نسمع هيعة تنهض من أجل إعلام حر إلا وكانت الجزيرة أول السابقين .
2/ ليس صحيحا أن أحداً منع الجزيرة من تغطية المؤتمر الصحفى المذكور فلم يتصل بنا من يملى علينا قرارنا تجاه هذا المؤتمر أو غيره وقد قمنا بتغطية المؤتمر كاملا – ارسلناه خبرا وبصوت الأستاذ ساطع الحاج الذى تلا بيان المعارضة الى الجزيرة الاخبارية فى يوم 18/7/2009م الواحدة والثلت ظهرا..
وارسلناه كاملا الى ( الجزيرة مباشر) حيث تم بثه مرتين ولمدة خمسين دقيقة لكل مرة وبالمعيار المهني لا يستحق المؤتمر أكثر من ذلك فللجزيرة قضايا أخرى يتوجب تغطيتها .
3/ ليس صحيحاً بأن الجزيرة منعت من الحديث عن عدم دستورية الحكومة فقد كانت تقاريرنا الاساسية فى أيام 8/7و10/7/2009م حول مقررات المعارضة بعدم شرعية الحكومة ، وكان حديث أبو عيسى المقدمة الاخبارية للتقرير الاول 8/7 ،بل كان العنوان الأول لعدد من نشرات الجزيرة في ذلك اليوم وأضيفت إليه مبهرات فنية لتعزز أهميته (أب سوفت ) بما لا يحدث إلا قليلا . وفي تقرير اليوم التالي نقلنا مقتطفا بصوت وصورة ابو عيسى نفسه بوعده ( للجماهير) ووعيده( للحكومة) بأن المعارضة بصدد إخراج جماهيرها إلى الشارع ،ولازلنا ننتظر تحقيق ذلك الوعد لنقوم بتغطيته كاملا . وقد قلّبنا وجهات النظر المختلفة حول الموضوع باستضافة الاطراف والمحلليين . واستضفنا على حصاد ذلك اليوم من المعارضة الدكتورة مريم الصادق المهدى ومن الحكومة الاستاذ فتحى خليل .كما استضفنا فى اليوم الثانى من خلال فقرة ضيف المنتصف الامام الصادق المهدى ودار جدل كثير حول الموضوع مع اخرين .. واتصلنا بالاستاذ فاروق ابو عيسى طالبين استضافته على برنامج ( مباشر مع) على قناة الجزيرة مباشر وهو برنامج يمتد لمدة أربعين دقيقة فى حوار مع مشاهدين عبر العالم، لكنه رفض الإستضافة بذريعة ان له موقفا من قناة الجزيرة .
فان فات على الاستاذ مشاهدة كل ذلك وأكثر مما لايتسع المكان لذكره ،وإن نسى الاستاذ المرات التي صورناه وسجلنا معه فيها شخصيا في منزله أو مواقع عمله الأخرى ، فليس من مهامنا أن نشاهد الجزيرة نيابة عنه. او ان نرفع له تقارير بما نفعل .ولكن القارئ أو الاستاذ يمكنه التوثق مما قلت في بحث عن محتوى الجزيرة في اليوتوب، فمن حسن حظنا ألا شيء يضيع في تقانة هذه الأيام .
5/ لا أدري من أين أتى الأستاذ أبوعيسى بمسألة منع الجزيرة من التغطية هذه
،ليس لإستحالة المنع فقد يحدث ،وقد حدث مرات عديدة ،ولكنه ببساطة لم يحدث في الأحوال التي تعرض لها ،وحين يحدث لا نحتاج إلى من يعلنه نيابة عنا ،فهذا ما نفعله بأنفسنا ،وقد فعلناه في مرات سابقات كثيرة، ربما فاتت متابعتها على الاستاذ ،وربما طواها النسيان لتدافع الحادثات أو لسبب لا نعلمه .والخلاف هنا ليس في معيارية التغطية ليدار حوله النقاش ولكن في نكران وجودها واختلاق أسباب من تأليف الاستاذ إدعى أنها منعت التغطية ،بكل أسف لا نستطيع وصف هذه الإفادات إلا بمجافاة الحقيقة .... تؤلف صور وحكايات وهو يعلم أن بينها وبين الصدق بعد المشرقين!!الحقيقة تلفنا دهشة عظيمة أن يكون هو مصدر كل هذا .
4/ دون أن يستذكر الأستاذ شيئا عن معاني التثبت رمانا بالانحياز للحكومة بل وإنتمائنا العضوي للمؤتمر الوطني على حد قوله بل أن هناك من فرض على الجزيرة العاملين فيها . فعن نفسى اقول حينما إلتحقت بالجزيرة كنت مطرودا من التلفزيون السوداني الذي يملك المؤتمر الوطني الحل والعقد فيه. أما عن الإسلاميين فقد ربيت فيهم صغيرا وأفدت منهم ما استطعت، وأكن لكثير منهم سواءً الحاكمين أو المعارضين مشاعر الصداقة والإخاء ، ولكن ذلك لا يعنى قناعتى برؤى الحاكمين أو انخراطى فى المشروع السياسيى للمعارضين ، ولا يعنى تسفيهى لما عليه الطرفان ، كيفما كان . فذلك كله مما لم يعد يعنيني في كثير منذ سنوات جاوزت العشر ولكن سؤالي لأبوعيسى:
* اذا كان باعتقاده أن المرء لا ينفك عن جذر النشاة ومكتوب عليه أن يستديم الولاء خالدا فيه أبدا ، فلماذا ينتفض الأستاذ وترتعد فرائصه كلما وجد من يذكره باستمرار إنتمائه للشيوعيين ؟!!.
*وإن كان على المرء حتى يبرهن نزاهته السياسية أو المهنية ان يناصب من كان معهم يوما العداء والخصومة، فلماذا لا يزال الاستاذ يمد حبال المودة الى الرفاق القدامى في الحزب الشيوعي، وهو الناطق باسم تحالف سياسي هم فيه بموقع القلب ؟!!.
هذا الحديث لا ينصرف لإدانة الإنتماء سواء للشيوعيين أو الإسلاميين أولغيرهما،بل لي إحترام عميق لمواقف الناس كيف كانت .ولكنه للتذكير بطبيعة التحول والتغيير الذي هو ديدن الانسان .
• اما عن زملائى فان الجزيرة لا تسلَط على منسوبيها مفرزة تفتيش ضمائر لمعرفة إكتناناتهم الوجدانية أواختياراتهم الفكرية .. وهذا سر نجاحها .تفتح نوافذها ليلج منها طيف خلّاق متعدد المشارب، زاهى الالوان ،ولا يعنيها من ذلك إلا توازن المعروض على شاشتها. ولو بحث الأستاذ مدققا فى المكون الإنسانى للجزيرة لوجد من يشاكله فكرا، ولكنه لن يفيد منه شيئا فى محتوى ما تقدم الجزيرة غير التوازن، والعدالة فى العرض، ولهذا انا لم أسأل زملائى عن قناعاتهم الفكرية واختياراتهم السياسية إن كانت لهم .. ولم تطلب منى الجزيرة يوما بصفتى الإدارية إستقصاء ما فيما وراء ظاهر الناس . وإن كانت للجزيرة معاييرها المهنية الواضحة التى تحاسب بها منسوبيها ويخضع لها الجميع .
• وللنجاح الذى حققته الجزيرة نعرف أن موقعنا مما تهب من حوله العواصف والانواء .. كثيرا ما تحتج الحكومة او المعارضة على تغطية ما، تراها من زاويتها ليست كما تشتهى. وهذا حق طبيعى يستدرك علينا ما قصًرنا ، و يذكرنا باستمرار بأهمية ألا نغفل عن توازن ما يعرض على شاشتنا ،ويمنحنا قدرا من الثقة فى أن إنتاجنا محل مشاهدة الناس واعتباراتهم – ويضع على كواهلنا قدرا من المسؤولية نستحضر به أن ما نقوم به أجل وأعظم من أى موقع نناله في أى حزب سواءً من في السلطة أو من ينتظرها .ومن قال للأستاذ أبوعيسى أننا في ضيق بدورنا ونبحث عنه بديلا في صفوف السياسيين في ساحة لم تتسع لمن يجهدون في سبيلها .
• ولأن كثيرين يعرفون ذلك فإن أحداً لم يصفنا يوما بالإنحياز الى الحكومة أو الى المعارضة فى قضايا السودان إلا ابو عيسى .. تهمة ربما لا يدرك الرجل وقعها على من يحترم مهنته لدرجة التماهى القيمى والاخلاقى بمقتضيات ممارستها .. ولم نجد لها معنى غير أنها إبتزاز لا يقوم به الا من يخيل إليهم وهماً أن حصاد الإبتزاز يغنى عن الحق شيئا. وليس عندنا إلا أن نذكر الأستاذ بما يعلمه بإن الاعلام لاعب مهم فى هذه الحلبة السياسية، والجزيرة الآن من أكثره أهمية وتأثيرا ولكنها ليست طرفا – هى ( مفاعل )وليست جزءً من المواقف السياسية ، ولن يفيد أحداً ابتزازها وقذفها بجذاف التهم .ولن يفيد السياسي في مثل خبرتكم وحصافتكم استمطار اللعنات على الإعلام في حلبة مكشوفة ،مثل الحلبة السياسية ومثل هذا لن يغير في سلوكنا المهني ،لن يجعلنا نتجاوز المعايير المهنية لنلهث تحت اقدام البعض، ولن يدفعنا لتجاهل حدث تملي المعايير المهنية تغطيته ،ولن يفيد في ذلك ترغيب أو ترهيب ..
نحن لا نخلط بالطبع بين موقف الاستاذ أبوعيسى والمعارضة السودانية ،فالجزيرة على صلة قديمة ووثيقة بزعماء المعارضة ، وهم أسماء كبيرة وعمالقة نكن لهم الإحترام الكبير بقدر ما هو مستكن فى نفوس شعبهم ، ونحرص على عرض آرائهم ليس فقط فى الشأن السودانى، بل هم قامات عربية واسلامية بل قمم عالمية تدرك الجزيرة أثرهم – مثل الامام الصادق المهدى ومولانا محمد عثمان الميرغنى ، والدكتور حسن الترابي والاستاذ محمد ابراهيم نقد .. بل تحرص الجزيرة على أخذ رأى المعارضة ليس فقط عن الفعل الذى ينشأ من تلقائها، بل ردود فعلهم على ما يبتدر الاخرون.
لقد إختارت الجزيرة أن تكون منبر من لا منبر له، وجعلت المشاهد في مركز إهتمامها التحريري، ليس بوضع الكلمات في فمه، أو إملاء المواقف عليه، ولكن بوضع الأحداث كما هي في الواقع أمام ناظريه، ومن خلال ذلك هو حر في إستخلاص الحقائق كما تتراءى له .ولن تكون الجزيرة مروجا سياسيا لاحد، كما أنها لن تقوم بدور أحد في معاركه، ولكنها تظل الشاهد الأمين ولن يجرمنها شنآن قوم على ألا تتوخى العدل في أدق معانيه ،. العدل الذي إتخذته عقيدة مطلقة تشكل الإطار المرجعي الذي يلتقي فيه مراسلوها والعاملون فيها في شتى أنحاء المعمورة..
السيد أبو عيسى ..تجدني أقدم بين يديكم عذري العميق إن كان في هذا الرد ما ساءكم وإن كنت أعتبره مساحة من الإختلاف المنطقي والمبرر لما قصفتنا به من إتهام جارح في (شرفنا المهني ).وان كان الشرف المهني في كل مهنة يحترمها المنتمون إليها جزءً من كرامة المرء، إلا أنه في الصحافة يماثل الشرف بمفهومه الإجتماعي في الثقافة العربية . قال الله تعالى :(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ،وكان الله سميعا بصيرا ).(النساء الآية 148) صدق الله العظيم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.