مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تعلمنا من الدرس القاسي؟! ... بقلم: كمال الهدي
نشر في سودانيل يوم 24 - 12 - 2012


[email protected]
رغم الضجة التي شهدها الوسط الرياضي في الأيام الفائتة والتناول الإعلامي المكثف للقضية التي شغلت البلاد والعباد طويلاً، لا يبدو لي أننا استفدنا من الدرس القاسي أو قل الصفعة القوية التي وجهها قائد الهلال المشطوب بتحوله للند التقليدي لناديه السابق.
فبعد أن ضخمت العديد من الأقلام الهلالية شخصية هذا الفتى وجعلوا منه ملاكاً يمشي على رجلين ويرتدي الرقم (8) أدرك بعضهم بعد فوات الأوان ( أن القبة لم يكن تحتها فكي ) ولا يحزنون.
بعد كل ذلك توقعت أن يتعلم الناس وقبلهم بعض الزملاء أن تمجيد الأفراد هو إحدى أكبر آفات كرة القدم السودانية، لكن لا تلوح في الأفق أي بوادر تشير إلى أن بعضنا قد تعلم.
والدليل على ذلك أنه وفي خضم المأساة وقبل أن تفيق مختلف الأطراف منها يريد البعض أن يستنسخوا نفس أخطاء الماضي القريب ويعيدون الترويج لها بأشكال مختلفة.
ففي المريخ الذي تغير رأي العديد من رجاله وكتابه وجماهيره بين عشية وضحاها أراهم يمنحون نفس الفتى ذات المساحات التي أوردته الهلاك في ناديه السابق وحطمت معها قلوب شباب صغار خدعتهم حملات التطبيل والتهليل والتمجيد له، وبدلاً من أن يتعاملوا معه كلاعب كأي لاعب كرة آخر ظنوا أنه فعلاً ملاك كما صُور لهم.
بعد يوم من تسجيل الثنائي كان أحد إداريي المريخ الكبار ( سناً ) يقسم عبر فضائية الشروق ويقول للمذيع " أقسم لك كما أقسم هيثم"!
وبعدها بسويعات أخرى سمعنا ما يفيد بأن هيثم قد اتصل برئيس النادي الأحمر المستقيل لمناشدته بالعدول عن استقالته!!
وفي اليوم التالي شاهدنا هيثم وعلاء يحيطون بنائب رئيس المريخ بمنزله وقيل أنهما ذهبا إليه للاعتذار ولحثه على العدول عن استقالته أيضاً!!
من يعتذر لمن! لا أدري، فكل شيء اختلط بكل شيء في سودان اليوم وصار كل منا عندما يطالع خبراً ( يفرك) عينيه مرات ومرات بين مصدق ومكذب لها.
الفريق عبد الله استقال لأنه كان رافضاً لتسجيل الثنائي ولأن عصام الحاج وشلته تعمدوا أن يعقدوا اجتماعا ًفي اليوم التالي في غيابه لينفذوا المخطط الذي رتب له الوالي جيداً قبل سفره فيما يبدو، ورغماً عن ذلك يعتذر له هيثم وعلاء!!
وللمرة الثانية يتدخل هيثم في شأن لا يعينه وهو ما يؤكد أن فكرة تسجيله للمريخ لا علاقة لها بأكل العيش أو فكره الاحترافي العالي كما يحاول البعض إقناعنا.
قلتها مرتين وأقولها للمرة الثالثة والأخيرة " لو أن الأمر كان يتعلق بأكل العيش لما قلنا شيئاً"، لكن هيثم رفض عروضاً خارجية بمال وفير وأصر على اللعب في المريخ تحديداً لشيء في نفسه.
وبمناسبة الفكر الاحترافي العالي لقائد الهلال السابق أشير إلى أن كريستيانو رونالدو صرح قبل يومين بأنه لو سجل هدفاً في ناديه السابق مانشيستر فلن يحتفل به!!!
ما أريد قوله هو أن المريخاب لم يتعلموا رغم أن مزمل كتب مخاطباً الفتى في أول مقال بعد تسجيله بأن يلتزم بأخلاق الملوك طالما أنه ارتضى أن ينهي مسيرته في المريخ.
ولا أدري كيف يطالب مزمل هيثم أن يلتزم بأخلاق الملوك وهؤلاء الملوك هم أنفسهم من نقضوا اتفاقاً بين الناديين.. هؤلاء الملوك هم من سجلوا لاعباً سب رئيس ناديه السابق ومدربه.. وهم من أعادوا علاء الدين تحت ستار ( ثقافة الاحتراف) بعد أن قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر.. وهؤلاء الملوك هم من أعاد رئيس ناديهم الحضري بعد أن تمرد وسبهم وشتمهم وأهاننا جميعاً كسودانيين!!
مجالس إدارات الأندية في الآونة الأخيرة أهانت وحقرت كيانات كبيرة، وأي كلام غير ذلك لن يكون دقيقاً.
المضحك في الأمر أن الفريق عبدالله قال للثنائي أنه لم يكن رافضاً لفكرة تسجيلهما، لكنه عاتب على زملائه بالمجلس على الطريقة !!
ألم أقل لكم أننا لم نستفد من الدرس القاسي!
مثال آخر على عدم استفادتنا من الدرس القاسي هو أن الجماهير الهلالية المعتصمة بالنادي والتي قالت بعد أن صفعها هيثم أن قضيتها أكبر من الثنائي.. هذه الجماهير فرحت وهللت عندما زارها رجل الأعمال أشرف الكاردينال.
وهذا مؤشر آخر على أننا لا نستفيد من الدروس مهما تألمنا وتأذينا.
البرير الذي شكت منه بعض جماهير الهلال لم ينجح ويرضي تطلعات قطاع عريض من جماهير النادي رغم معاصرته لأفذاذ الإداريين في الهلال.
هذا البرير نسي تماماً وعوده بإدارة النادي عبر نهج المؤسسية والشفافية لا لشيء سوى أنه فرد ورجل مال.
فما الذي يضمن للأهلة التزام الكاردينال - الذي يهللون له هذه الأيام- بهذه المؤسسية إن تولى صباح الغد رئاسة الهلال؟!
علماً بأن الكاردينال وافد جديد على الهلال وعلى الرياضة بصورة عامة.
وما يؤسف أكثر أن بعض الصحف الزرقاء التي أدخلت نفسها في عنق الزجاجة خلال الأزمة الأخيرة، لم تصدق عودة الكاردينال لتبدأ سريعاً في الترويج له كمنقذ للأهلة وكمحرك للساكن!
ولا أدري أي ساكن حركه الكاردينال حتى اللحظة!
إن كنا نعتبر الخطب الرنانة تحريكاً للساكن، فنحن نؤكد أننا لم نتعلم من دروس الماضي ولن نتعلم مطلقاً.
فليس هناك أسهل من أن تطلق وعوداً في الهواء، طالما أن كائناً من كان في سودان اليوم لن يسألك في يوم عما أوفيت به وما نقضته وأسقطته من تلك الوعود.
الكادرينال الذي يهلل له البعض الآن هو ذات الشخص الذي أعلن على الملأ وعبر إحدى قنواتنا الفضائية أن أمر الجوهرة الزرقاء ( إستاد الهلال) شأن يخصه وحده إن فاز في الانتخابات الماضية أم لم يفز؟! فهل قامت جوهرتنا الزرقاء؟!
أعلم أن الهلال في حاجة للمال، لكنني لن اقتنع في يوم بجدوى الاعتماد على رجال الأعمال أو أي فرد مهما كان شأنه.
بمجرد أن يجلس الواحد منهم على كرسي الرئاسة سيتجبر ويتهور وعلينا حينها أن نخضع لأهوائه ونزواته.
أتمنى أن يكون الكاردينال غير ، لكن التجارب علمتنا أن ترك كياناتنا هكذا كفئران التجارب قد أضاع عليها عقوداً طويلة دون تحقيق ما يرضي تطلعات جماهيرها.
وبدلاً من هذا التهافت تجاه الكاردينال أو غيره من رجال المال، كنت أتمنى أن تطالب جماهير الهلال بعضوية واسعة ومفتوحة تشمل غالبية جماهير النادي، حتى تكون الاستفادة من درس اليوم القاسي عظيمة في المستقبل، لكن يبدو أن من يبحث عن ذلك لا يختلف كثيراً عمن ينشد لبن الطير.
لست مقتنعاً بأن البرير يسير على الطريق الصحيح ولا يخفى على ما أرتكبه مجلسه من أخطاء آخرها إسناد عملية اختيار المحترفين الجدد لغارزيتو رغم أن هذا الرجل هو من أتى بإيكانغا وأشاد به إشادات كبيرة في أحد حواراته، لكن قيل مؤخراً أن التقرير الفني لم يكن في صالحه.
وهذا مؤشر على أن غارزيتو يمكن أن يأتينا بلاعبين آخرين الآن وبعد أشهر يطالب بتغييرهم، لهذا قلت في مقال سابق أن المجلس كان يفترض أن يعين لجنة فنية تتشاور مع المدرب وتقف على مستويات مرشحيه.
المهم في الأمر أن البرير أخطأ كثيراً نعم ومارس الدكتاتورية على نطاق واسع نعم.. لكن ما الحل؟!
من يعتقدون أن هناك حلاً بخلاف اكتمال فترة المجلس إما أنهم يريدون أن يصنعوا لأنفسهم أمجاداً زائفة أو أنهم لا يريدون الخير للهلال.
فالفيفا لا تسمح بأي تدخلات للسلطة وأي قرار حكومي من شأن البرير ومجلسه أن يطعنوا فيه وينتهي كل شيء.
الحل الأمثل والعملي الوحيد المتاح هو أن تتعلم جماهير أنديتنا من أخطاء الماضي وأن تشارك في أول جمعية عمومية قادمة كعضوية لها كامل الحقوق وعليها كامل الواجبات، حتى تأتي بالمجلس الذي يحقق تطلعاتها.
وعلى فكرة لم يبق لهذا المجلس الكثير، وبدلاً من البكاء على اللبن المسكوب فلتحاول هذه الجماهير الحصول على حقوقها منذ الآن فهذا أفيد وأجدى.
كنت قد كتبت الجزء أعلاه من المقال و فوجئت قبل قليل بحوار على قناة قوون مع رجل الأعمال اشرف الكاردينال فرأيت تأجيل نشره حتى أضيف تعليقي على ما ورد في هذا الحوار.
بدا لي الكاردينال في أوقات من الحوار مثلما توقعت في هذا المقال حيث كان يلوم بعض أعضاء مجلس الهلال على أن الواحد منهم دخل المجلس لمجرد ارتداء عمامة كبيرة وإرضاء ذاته بأنه عضو في مجلس هذا النادي الكبير، لكن الكاردينال نفسه كان بحاجة لمن يسأله: هل انتبهت لعدد المرات التي عدلت فيها عمامتك يا رجل خلال الحوار؟! فهل أنت مثلهم تريد من الهلال الوجاهة الاجتماعية فقط؟!
حديثه عن موضوع الاستغناء عن سادومبا والجدل القانوني حول شرعية أو عدم شرعية مجلس الهلال الحالي أكد لي ألا علاقة له بالكرة أو ما يجري في الهلال وكل ما في الأمر أنه يريد أن يحظى برئاسة هذا النادي لأنه رجل مال يجد ضالته في هذه المؤسسة الكبيرة.
لكنه بدا واضحاً وصريحاً وأعجبني جداً عندما قال أن الجمعيات العمومية كلها ( ملعوبة) وعضوياتها مستجلبة وأنه ليس هناك انتخابات بالمعنى في أنديتنا، وهو هنا أفضل على الأقل ممن يصدقون الكذبة ويتشدقون كل يوم بأنهم جاءوا عبر صناديق الاقتراع.
صحيح أننا في النهاية لابد أن نتعامل معهم كرؤساء منتخبين طالما أننا ارتضينا أن نكون سلبيين ونفتح المجال لمثل هذا التلاعب بكياناتنا، لكنني أحيي شجاعة الكاردينال في هذه الجزئية.
كلام الكاردينال عن ضرورة التزام أعضاء مجلس الهلال بالزي المعقول وإشارته لذاك العضو الذي يأتي للمباريات الكبيرة مرتدياً جلباب ( على الله) أعجبني أيضاً، فإن لم يلتزم أعضاء مجلس النادي بهندامهم، كيف يجوز لنا أن نلوم اللاعبين إن خرجوا من الفنادق أثناء الرحلات الخارجية ب ( سفنجاتهم) أو صعدوا حفاة لتسلم الجوائز أثناء التتويج؟!
أعجبني أيضاً رأي الكاردينال الواضح في قضية شطب هيثم، فغيره كان من الممكن أن يزايد ويقول " هذا خطأ كبير أن يشطب لاعب بكل هذا التاريخ.. الخ الأسطوانة المحفوظة عن ظهر قلب."
رده على أحد المتصلين الذي تحدث عن جزئية ( على الله ) باعتبار ذلك يمثل إساءة للأشخاص كان مفحماً فهو لم يذكر عضو مجلس الإدارة بالاسم كما قال للمتصل، لكنه قصد المنصب وضرورة التزام صاحبه بالمظهر، وحتى إن ذكره بالاسم ما كنت سأجد في ذلك غضاضة، فطالما أن ذلك العضو قد قبل بهذا المنصب يفترض أن يكون قدره في كل شيء ابتداءً بالهندام وانتهاءً بالسلوك واللباقة والحصافة.
لكن رده الكاردينال على نفس المتصل في الجزئية الخاصة بعبارات " سأذهب للرئيس وسأتصل بالوالي" ، لم يكن مائة بالمائة، فلا الرئيس ولا الوالي يملكان شيئاً يستطيعان تقديمه يا كاردينال.
لكن الكاردينال بدا منزعجاً من كلام المتصل رغم أنه استدرك وحاول تقبل الأمر لكي يبدي نوعاً من المرونة والقدرة على تقبل الرأي الآخر، لكن تعابير وجهه وحركته آنذاك كانت تشير بوضوح إلى ما قلته سابقاً من أن رجال المال عندما يتولون المناصب الكبيرة في أنديتنا يرون أنه ليس لأي كائن الحق في أن يرفض لهم كلاماً.
قال الكاردينال كلاماً جميلاً حول مشكلة البرير " ضم الأخ الأمين لمجلسه أشخاصاً لا يقدمون لا المال ولا الفكر" وعبر عن رؤية جميلة تتلخص في الاعتماد على المستشارين وأهل الدراية في إدارة النادي، لكن يبقى السؤال: هل يلتزم الكاردينال بهذه الرؤية وهذا الطرح إن تولى رئاسة الهلال غداً؟! أتمنى ذلك.
مطالبته للبرير بزيارة المعتصمين بنادي الهلال والاعتذار لهم ورفضه لوصف البعض ب ( الشماسة) وقوله حتى لو كانوا شماسة فيجب أن تسمع لهم يا البرير، كلام طيب ومطلوب بشدة ولو كنت مكان البرير وفي مثل هذه الظروف بالغة الصعوبة لسعيت بكل ما أوتيت من قوة لكسب أي مشجع هلالي، بدلاً من كسب المزيد من الخصوم كل يوم.
أعاد الكاردينال حديثه عن تطوير إستاد الهلال وهنا كان عليه أن يتذكر وعده السابق الذي لم يف به و( لو انت نسيت نحن ما نسينا يا كاردينال.)
فيما يتعلق بطريقة الحديث والحضور أمام الكاميرا أرى أن الكاردينال ليس مثالياً كما صوره البعض ولديه مشاكله في هذا الجانب رغم أنه بكل تأكيد أفضل من البرير في هذا الجانب، لكن ما يعجب فيه الوضوح والصراحة، ونعلم جميعاً إلى درجة تأذى الهلال من خبث ومكر البعض.
عموماً إن تعاملنا ببراجماتية يفرضها علينا واقع السودان المزري مؤخراً وليس الوضع الهلالي الصعب لوحده، وبما أن الكاردينال ربما يكون المرشح الأقرب لتولي رئاسة الهلال في أول جمعية عمومية قادمة، لأن الرموز القديمة وذوي الخبرات الواسعة في هذا المجال قد ذهبوا فيما يبدو إلى غير رجعة بفعل التغيرات الكبيرة والتدهور المريع الذي شهدته الساحة الرياضية وبسبب تسخير أحد مجالس الهلال السابقة لبعض الأقلام للإساءة لهذه الرموز، حاولت أن أقدم صورة أقرب لحقيقة ما جري خلال حواره مع الرشيد بدوي عبيد لعلمي التام أن مثل هذا الحوار قُصد منها أن يكون بداية للدعاية الانتخابية للرجل.
والشاهد أنني عندما قرأت الحوار مكتوباً على إحدى الصحف الرياضية اليوم لاحظت أنهم جملوا فيه الكثير وأخرجوه بما يتلاءم مع أجندتهم وما يرضى الرجل عنهم.
وفي مثل هذه الحالات أفضل دائماً أن نكون أكثر شفافية وأمانة في نقل ما جرى.
صحيح أن ما يقال شفاهة يحتاج لبعض التحرير عند الكتابة، لكن لا مانع من أن ننقله كاملاً إن لم يكن فيه ما يخدش الحياء، طالما أن صاحبه أراد أن يقوله هكذا عبر قناة فضائية تدخل كل البيوت.
والكاردينال طبعاً لم يقل ما يستحق ( السنسرة ) وأكد أكثر من مرة أنه يقول ما هو مقتنع له فلماذا لا ننقل حديثه كما هو.. يعني لماذا لم تذكر الجريدة مثلاً عبارته " أنا زول بيزنس.. يعني شفت زول دولار شيك سياحي الزمان داك.. بس أنا كده وأي زول يصورني على أني سياسي ده ما بعرفني" وبعد ذلك نترك للأهلة فسحة للحكم على الرجل أو عليه طالما أنه مرشح قادم محتمل لرئاسة الهلال، فلماذا لا نعطي الناس حقها في أن تحكم ونحاول دائماً أن نوجههم حسب اتجاهات مصالحنا الذاتية؟!
شكراً أستاذ صلاح
وصلتني رسالة من الأستاذ صلاح أحمد الياس المحاضر بإحدى الجامعات الأمريكية يطالبنا فيها ككتاب بتجاوز قضية اللاعبين المشطوبين والتركيز أكثر مع الهلال ولاعبيه الحاليين الذين يستحقون منا كل الدعم والمساندة لأن التركيز على من غادروا فيه انتقاص لحقوق الموجودين في الكشف حالياً.
وهو كلام في الصميم أشكر عليه الأخ صلاح كثيراً وأقول له سبحان الله فقد كنت بالأمس أتأمل هذه النقطة تحديداً وقلت لنفسي لو واصلنا في تناول هذا الموضوع نكون قد منحنا هيثم ما يريده في أن يكون موضوعاً دائماً في أعمدة وصفحات الصحف وطالما أنه قد اختار غير ناديه الذي قدمه للأضواء والشهرة وكل جميل في حياته، فيفترض فعلاً أن نطوي هذه الصفحة بعد أن بين كل منا وجهة نظره حولها.. وأشير أيضاً إلى أن نفس رسالة صلاح عبر عنها بعض القراء الحادبين على مصلحة الهلال من خلال مداخلاتهم على أحد مقالاتي الأخيرة.
لدينا في الهلال كوكبة من لاعبين رائعين.. فهناك كاريكا المهاجم المهاب والنجم الخلوق الذي عرفته من خلال أخي الحبيب عطا الله ( أبو سمر) ولأن أبي سمر رجل رائع لا يعرف إلا الرائعين تأكد لي أن كاريكا كذلك، ولعل في حركة وتصرفات هذا اللاعب داخل الملعب ما يؤكد ذلك بجلاء.. ولدينا العائد بشة ومساوي وعمر ومهند والمعز وبقية النجوم الذين يحتاجون فعلاً لوقفة جماهيرهم معهم في الفترة القادمة.
وقبل وقفة الكتاب والجماهير نطالب مجلس الهلال بأن ينصف هؤلاء النجوم ويمنحهم حقوقهم كاملة حتى يتفرغوا لخدمة ناديهم لأن بدء الإعداد للموسم الجديد يتطلب استقراراً نفسياً وذهنياً وروحاً معنوية عالية، فهل يفهم المجلس ذلك جيداً ويعرف كيف يحافظ على لاعبيه ويحفزهم على الإجادة!
kamal al-hedai [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.