حمى "غرب النيل" تضرب تل أبيب    إيران حذرت حزب الله من سعي إسرائيل لاغتيال نصر الله    اردول: لذلك كان مبرراً إسقاط حكومة قحت وتشييعها الي مزبلة التاريخ    نقل المعركة من حدود الفاشر إلي تخوم منطقة الزرق يعني عملياً تضييق الخناق علي مليشيا حميدتي وآل بيته    بايدن بصدد إعلان برنامج جديد لاستيعاب المهاجرين.. ما هي شروطه؟    النيران الصديقة تمنح فرنسا فوزا شاقا على النمسا    حسبو البيلي يكتب: آل دقلو    (ثلاثة لا تقترب منهم: الحصان من الخلف والثور من الأمام والفاشر من جميع الاتجاهات)    عيساوي: قتل الثعبان    شعار براؤن يصل يورو 2024 روديغر لاعب منتخب المانيا يقلد المصباح ابو زيد والاتحاد الأوروبي يتدخل    شاهد بالفيديو.. استخبارات الجيش بالقضارف تضبط شاحنة "لوري" محملة بعدد كبير من "براميل" البنزين والمواد الغذائية حاول مواطنون تهريبها لقوات الدعم السريع والجمهور يطالب بإعدامهم رمياً بالرصاص    شاهد بالصورة.. خلال مباراة فريقها بالدوري التونسي.. جماهير فريق مستقبل قابس تدعم السودان بلافتة كتبت عليها: (من غزة إلى السودان الخذلان هو العنوان)    شاهد بالصورة.. الفنان مأمون سوار الدهب وزوجته يعودان لإشعال مواقع التواصل بلقطة رومانسية    شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تطالب طبيبة مصرية بإعادة وزنها بعد أن كان 94 كيلو وأصبح 64 كيلو (زوجي كان يناديني "جون سينا" وعاوزة وزني يرجع لأنو نحنا السودانيين ما بنحب كدة)    إجتماع ثلاثي مصغر لترتيب الاوضاع داخل الأكاديمية القضارف    حفل رائع في قرعة دورة الصداقة بالضعين    تواصل العمل في صيانة وتأهيل مباني هيئة البراعم والناشيئن بمحلية بورتسودان    أكاديمية الفريع (A) تقلب الطاولة على أكاديمية الفريع (B) في ديربي الفريع الأهلي بالدامر    يورو 2024: تعادل أول وتراجع بمعدل التسجيل 17 يونيو، 2024    حكومة دارفور: نحذر جميع قادة مليشيات قوات الدعم السريع في النزاع من مغبة جرائمهم واحترام القانون الدولي    شاهد بالصور.. الحسناء السودانية "لوشي" تبهر المتابعين بإطلالة مثيرة في ليلة العيد والجمهور يتغزل: (بنت سمحة زي تجديد الإقامة)    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبني ... كلام نسوان ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 14 - 08 - 2009


[email protected]
الرئيس مبارك
فخامة الرئيس مبارك في مصر هو الكل في الكل . هو الوطن والدولة والحكومة ومجلس الشعب والقوات المسلحة ... هو الفرعون . جده الفرعون رمسيس الثاني ( فرعون موسي ) كان دوماً يتشدق ويصيح :
أليس لي ملك مصر؟ وهذه الانهار تجري من تحتي .. أفلا تعقلون ؟ فأستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين .
( المترجم: أستخف بمعني باع لهم الترمواي )
فخامة الرئيس مبارك له صوت يعبر عن ارائه بطريقة ذكية .. وهذا الصوت ليس الصوت الحسي لفخامة الرئيس وانما صوت منفصل... صوت سيده . الدكتور مفيد شهاب وزير شؤون مجلس الشعب هو ذلك الصوت . ومن عجائب الخلق ان الدكتور مفيد لا يملك علي اي عمود فقري ، مما يمكنه من ان يحاكي الثعبان بل يتفوق عليه في الالتفاف حول الامور . دعنا نأخذ كمثال ملف أمر قبض الرئيس البشير.
في يوليو 2008 ، عندما فتح أوكامبو بلاغه ضد الرئيس البشير ، كان الرئيس مبارك مبسوطأ من الرئيس البشير , والعلاقات بينهما دافئة لا يعكر صفوها لا حماس ولا قطر . وعندها صرح الدكتور مفيد شهاب بان لا ولاية للمحكمة علي السودان , وعليه فان أمر القبض لو صدر فهو أمر باطل , لأن ما استند علي باطل فهو باطل . واردف ان الرئيس البشير يتمتع بحصانة الرؤساء التي تكفلها له اتفاقيات فينا. ثم مرت بعض المياه تحت الجسر . وقذفت الطائرات الاسرائيلية شاحنات شمال بورتسودان , يقال زوراً وبهتاناً , انها كانت محملة بالاسلحة والصواريخ الي حماس في غزة . وغضب الفرعون من الرئيس البشير لمساعدته لحماس . وزاد الغضب وبلغ اشده عندما شارك الرئيس البشير في قمة الدوحة لمناصرة حماس في غزة , بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم عليها.
وجد الدكتور مفيد شهاب فرصة في ملتقي في السفارة السعودية في القاهرة , وصرح بانه قد درس ملف أمر قبض الرئيس البشير من الالف الي الياء , وانه لا مفر للرئيس البشير من الامتثال لأمر المحكمة وتسليم نفسه. وفهم الرئيس البشير الكلام . وصرح بدوره ان العلاقة بين مصر والسودان لا باردة ولا دافئة .. شبه ... وبين بين . وبدأت القاهرة بعدها في تبويظ مبادرة الدوحة الدارفورية , واصبحت القاهرة مكة وقبلة الفصائل الدارفورية الذين حسبوا ان السراب يحمل ماءاً .
ثم مرت مياه النيل تحت الجسر . وسرَب السودان إشاعة بان اسرائيل (تحرش) في اثيوبيا بان مصر تسرق منها مياه النيل , حسب اتفاقية ابرمتها مصر مع السودان في عام 1959م , ولم تكن اثيوبيا طرفاً فيها . وبدات يوغندا بدورها ( تطنطن ) وتبعتها كينيا . وبدأ الافارقة يتسألون كيف تصر مصر ان تكون قرارات مجلس حوض النيل بالاجماع , وليس بالاغلبية , مما يجعل مصر تملك حق الفيتو علي اي قرار لا يروق لها.
ولم يجد الفرعون غير السودان ليقف بجانبه . وغنت ندي القلعة
( الفرعون مبسوط مني ).
وعندها ظهر الدكتور مفيد شهاب ليؤكد اغنية ندي القلعة . وكرر تصريحه الأول الداعم , ونسي وبلع تصريحه المهاجم في السفارة السعودية في القاهرة . واكد ان امن مصر من امن السودان , وان الذي يرش الرئيس البشير بالماء فسوف ترشه مصر بالكلاش .
وسوف يسافر الفرعون الي واشنطون في 17 اغسطس لمقابلة الرئيس اوباما ... وندي القلعة لاتزال تغني ( الفرعون مبسوط مني ) .
وكما هو متوقع فسوف يطنب الفرعون في مدح الرئيس البشير لاوباما ... وانه رجل طيب علي نياته , وان حكاية دارفور دي حكاية مفبركة ! وسوف يطلب الفرعون من اوباما تجميد أمر قبض الرئيس البشير , وانه ( الفرعون ) سوف يعمل علي حل مشكلة دارفور , بعيداً عن مبادرة الدوحة , وقبل نهاية الستة اشهر .
سوف يملأ الفرعون آذن اوباما اليسري بالكلام الطيب الحميد عن الرئيس البشير . ولكن للاسف فقد سمع اوباما كلاماً آخرأ مغايراً , باذنه اليمني . دعنا نسترق السمع , لنعرف ما سمعه اوباما باذنه اليمني :
فاليري جاريت
اراهن انك لم تسمع بهذا الاسم من قبل ؟ مع انها اقوي امرأة في البيت الابيض ! وبالتالي في امريكا ! وبالتالي في العالم .. دعنا نبدأ القصة من طقطق .
عندما تخرجت ميشيل من الجامعة ، احتضنتها فاليري الامريكية السوداء ( هي بلحاء زي اوباما وزي الامام ) , واعطتها وظيفة محترمة ومرموقة في مكتبها في شيكاغو . تعرف اوباما علي ميشيل في مكتب فاليري . واقنعت فاليري موظفتها ميشيل بقبول عرض اوباما للزواج . وتم الزواج . وكانت فاليري ام العروس حسب الطقوس المسيحية . وتمت ولادة البنتين علي اياديها . وعندما قرر اوباما ترشيح نفسه لخوض انتخابات الرئاسة ممثلاً للحزب الديمقراطي ، راهنت فاليري علي اوباما , وقفلت مكتبها في شيكاغو , واصبحت مستشارة المرشح اوباما في حملته الانتخابية... الحجل بالرجل في ولايات امريكا الخمسين ... وبعد فوز اوباما بالبيت الابيض , اصبحت فاليري كبيرة مستشاري اوباما للشئؤن الداخلية ... بيت الكلاوي ... خصوصاً واوباما ينوي اعادة ترشيح نفسه في العام 2012م .
مكتب فاليري علي بعد خطوات من مكتب اوباما في البيت الابيض . ولا يعصي اوباما لفاليري امراً
ثم وفي ذات صباح من شهر يوليو المنصرم ، قرأت فاليري خبراً موجزاً في النشرة اليومية الاستخباراتية للبيت الابيض . طلبت فاليري من مديرة مكتبها تقريراً مفصلاً عن حكاية لبني ، رغم ان ذلك لا يقع ضمن مسئؤلياتها . ولم تصدق فاليري ما قرأته , كما تعترف بذلك في مدونتها . قرأت فاليري التقرير اكثر من مرة . ثم توجهت الي مكتب ميشيل , وحكت لها قصة لبني . فمسكت ميشيل شعرها وشدته وصرخت : ( ياالهي ... أليس فيهم رجل رشيد ؟ ) . وتلفنت فاليري للمستشارة سمانتا باورز , المسئولة عن اعداد استراتيجية ادارة اوباما في السودان للسنوات الاربعة القادمة , والمتوقع صدورها في اكتوبر القادم . ولحقت سمانتا بالثنائي فاليري/ ميشيل في مكتب ميشيل .
تصور ، يا هذا ، ثلاثة اقوي نسوان في عموم ديار الامريكان يتكلمون لاكثر من ساعة عن ( المفعوصة ) لبني .
في الحقيقة , وكما تقول فاليري في مدونتها , لم يكن الكلام عن شخصية لبني . وانما عن امكانية حدوث تلك الحادثة في القرن الحادي والعشرين ؟ وعن هل يهين الاسلام حقأ المرأة ؟ واذا كان ذلك يحدث في الخرطوم , وتحت مجهر الاعلام العالمي , فماذا يمكن ان يكون قد حدث ويحدث في دارفور بعيداً عن أعين الاعلام العالمي ؟
وضربت هؤلاء السيدات الثلاثة اخماسهن في اسداسهن ؟
ورجعت فاليري الي مكتبها . وانزلت شحنة استغرابها في مدونتها التي يمكنك الاطلاع عليها لمزيد من التفاصيل ! كان الاستغراب اكثر من الغضب , والدهشة اشد من الحنق . ولكن مما يحسب في حسنات فاليري , انها ختمت مدونتها بقوله سبحانه وتعالي ( ولقد كرَمنا بني آدم ) .
ووصلت فاليري الي قناعة , بان القاعدة , وطالبان افغانستان , وطالبان باكستان , وطالبان السودان يسئيون للاسلام بما ليس فيه , مما يستوجب قتالهم لمصلحة الاسلام اولاً واخيراً .
( قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) ( 14 التوبة )
واترك لك , يا هذا ، ان تتخيل ، ماذا تهمس ميشيل لاوباما في اذنه اليمني , وهما رقود علي فراش الزوجية بخصوص لبني ؟ وهل ياتري سوف يكون الطريق لاذن اوباما اليسري مفتوحاً لكلام الفرعون , وهو يطلب تجميد امر قبض الرئيس البشير؟
ثم هل تدري ، يا هذا ، ان الجنرال اسكوت غرايشون ، ياخذ تعليماته من سمانتا , وكذلك من هيلاري ... الشحمة ونارها الانقاذ ؟
المصيبة والطامة الكبري ان ملف السودان في ايادي نسوان في الولايات المتحدة , وفي فرنسا , وفي محكمة الجنايات الدولية . ثم يفجَر نظام الانقاذ قضية لبني بين هؤلاء النسوة الفاعلات , فتتضرر بلاد السودان , ويتضرر اهل بلاد السودان , وخصوصاً رمز بلاد السودان فخامة الرئيس البشير.
دعنا نستعرض ما حدث في فرنسا كمثال للدول الاوروبية , لعل الذكري تنفع المؤمنين !
رحمة الله
السيده ماريا بفت ، سكرتيرة الحزب الشيوعي الفرنسي , غاضبة , وحانقة , وترفس بارجلها واياديها , وتشد في شعرها , وتحدث نفسها جهراً وهي تصيح :
Incroyable mais vrais
( المترجم : أمر لا يمكن تصديقه ولكنه حقيقي . )
ثم تكتب السيده بفت رسالة مطولة للرئيس ساركوزي , طالبة منه ان تتدخل فرنسا , لان تاريخها , وثورتها العظيمة لا يمكن ان يسمحان لها السكوت . وذكرته بان الساكت عن الحق شيطان اخرس .
وشعر الرئيس ساركوزي ، وهو الحيوان السياسي المتمرس , ان السيده بفت ربما سرقت منه تعاطف الرأي العام الفرنسي مع لبني . فبدأ في المزايدة علي السيده بفت , بتصريحاته , ودعوته الي لبني للعيش في فرنسا بلد الحرية والكرامة واحترام حقوق المرأة . واصدر تعليماته لسفيره في الخرطوم بمساعدة لبني كما طلب من الاتحاد الاوروبي ان يدعم لبني في قضيتها العادلة .
ثم اتصل ساركوزي بكونديته ( من كونداليزا رايس الامريكية , الله يرحمها ! ) رحمة الله ، وزيرة الرياضة , وطلب منها الاتصال بلبني ودعمها . كما طلب منها السفر الي الخرطوم كمواطنه فرنسية عادية , وحضور جلسة النطق بالحكم علي لبني يوم الاثنين الموافق السابع من سبتمبر ، وافادته بما يستجد في هذا الملف , حتي لا تسرق السيدة بفت الشيوعية الرياح من المراكب الساركوزية.
واستلمت رحمة الله ملف لبني ! وتذكرت رحمة الله زيارتها للسودان ولام ضوا بان ، حيث نحر لها جلاوزة الانقاذ الذبائح , وجهزوا النوبات والفرسان علي ظهور الخيل , ولكنها جفلت من كل ذلك , وذهبت لكي تواسي مشردي الفيضانات علي قارعة الطريق . وتذكرت الاستاذ عبد الرحمن الزومة الذي وعدها بفستان من سوق ليبيا ، وتوقعت ان يبر بوعده في زيارتها للخرطوم مطلع سبتمبر , خصوصاً وقد اصبح ناطقاً رسمياً بإسم حزب نظام الانقاذ . تذكرت رحمة الله كل ذلك وهي تهاتف لبني وتواسيها .
لكن ، يا هذا ، ده كله كوم , وكارلا كوم تاني .
هل تعرفها ؟ انها زوجة ساركوزي . وقد كانت موديل وممثلة وعارضة ازياء ومغنية وفنانة . لم تصدق كارلا اذنيها , وهي تستمع لقصة لبني ! واعتبرت الموضوع مزحة . خصوصأ وفي ثقافتها أن البنطلون حشمة أكثر من اللزوم . واكدت لها رحمة الله الموضوع , وان ذلك يحدث في القرن الحادي والعشرين في بلد اسمه السودان , حرره المهدي عليه السلام في خواتيم القرن التاسع عشر من الخزعبلات والترهات والهلوسات . وعاد جلاوزة الانقاذ ليقذفوا به في جاهلية ما قبل الاسلام , عندما كان الناس يؤدون بناتهم . وحكت رحمة الله لكارلا كيف ان القوم في السودان يقطعون بالموس , الخشنة غير المعقمة , اعضاء بناتهن التناسلية , فيحكمون عليهن بقية حياتهن بالعذاب المستدام . وحكت رحمة الله لكارلا قصصأ من الاغتصاب والتعذيب والسحل للمرأة الدارفورية , علي أيادي الجنجويد الأنقاذية .
كارلا امرأة غاية في الهشاشة . عاشت في ثقافة ايطالية متحررة , لم تسمع بمثل هذه الحكاوي من قبل . ولولا كان الكلام من خشم الوزيرة رحمة الله السنغالية الاصل لما صدقت هكذا حكي .. مسكينة كارلا.. لم تستطع احتمال سماع هكذا قصص .....
فاصابتها نوبة من القئ ... تلفنت رحمة الله لساركوزي , الذي هرع لنجدة زوجته ؟
هل تظن ، يا هذا ، ان الرئيس ساركوزي سوف ينسي هذه الحادثة , عندما يناقش مجلس الامن في ديسمبر المقبل ملف أمر قبض الرئيس البشير ؟
المحكمة
ذكرنا في مقالة سابقة ان محكمة الجنايات الدولية تنظر هذه الايام في استئناف تقدم به اوكامبو لتضمين تهمة الابادة الجماعية في ملف أمر قبض الرئيس البشير . القضاة الثلاثة الذين ينظرون في هذا الموضوع كلهن من النساء , وكل واحده منهن كانت تعمل في مجال حقوق المراة قبل التحاقها بالمحكمة . وكل واحده منهن قد قرأت وتابعت قضية لبني التي فجرها نظام الانقاذ في الوقت الخطأ . وكل واحده , كامرأة , وكانسانه , وكعاملة في حقوق المرأة , قد تأثرت بهذه القضية . لا يمكن لاحد ان يجزم بان قضية لبني سوف تؤثر تأثيراً مباشراً علي هؤلاء القاضيات الثلاثة . ولكن يمكنك ان تجزم بان قضية لبني قد تركت انطباعاً سالباً لدي كل واحده من هؤلاء القاضيات . وربما لن تستطيع اي واحده منهن الخلاص من تأثير هذا الانطباع السالب , وهي تنظر في استئناف اوكامبو .
ويكون الضحية لكل ذلك فخامة الرئيس البشير.
جهاد الخازن
في عموده اليومي المقرؤ في جريدة الحياة اللندنية ( عدد الاربعاء 12 اغسطس ) تسأل الكاتب المخضرم جهاد الخازن ( لماذا الفستان مسموح للرجال ؟ ) . يقصد جهاد الجلابية السودانية التي تشبه فستان النساء ؟
كتب جهاد يقول:
ان عقلي الفلاحي فؤجي رغم ذلك بخبر من السودان ، خلاصته ان شابة اسمها لبني حسين قد تواجه عقوبة الجلد لانها ضبطت بالجرم المشهود ، ولم يكن لا سمح الله شيئاً له علاقة بالمخدرات ، بل انها كانت ترتدي البنطلون ، البنطلون جريمة؟ هذا تخلف عقلي وديني وانساني لا يكاد يصدق ، غير انني اعرف ان في عالمنا العربي السعيد بجهله وتخلفه ونومه ، اشياء كثيرة لا تصدق ولا تصح ابداً ، الا انها تحدث كل يوم.
كنت لم انته بعد من جدال حول الحجاب والنقاب والبرقع عندما قرأت القصة عن الشابة السودانية التي تحدت الجهة التي اتهمتها وهددتها بالجلد عقاباً . ارفض ان ادخل في اي جدال ديني او اجتماعي حول البنطلون , لانه غير موجود . ولكن اقول ان لدي الحكومة السودانية من المشاكل ما يكفي حكومات . وفي دارفور مثال واضح ، ثم اسأل اذا كان البنطلون محرماً علي النساء فلماذا الفستان مسموح للرجال؟ الثوب العربي الذي يرتديه السودانيون وغيرهم لا يختلف شكلاً عن الفستان، ولابد ان الذين اضطهدوا البنت في البنطلون كانوا يرتدونه . يا رجال انظروا الي انفسكم اولاً.
انتهي كلام جهاد الخازن .
وكتبت مجلة الايكونومست مقالاً شرحت فيه كيف ان لبني قد برهنت ان قانون النظام العام حمار. وكيف ان نظام الانقاذ وهو محاط بالمشاكل من كل جانب يطبظ عيناه بيديه , ويدخل نفسه بنفسه في جحر الضب . وختمت الايكونومست قائلة : ان نظام الانقاذ يسعي لان يظهر بوجه حميد خصوصاً بعيدأ من لائحة الارهاب العالمية ، ولكنه يفجر قضية لبني التي ترتد عليه وبالاً وتهينه اهانة بالغة.
وفي عدد يوم الثلاثاء 11 اغسطس كتب رئيس تحرير جريدة لوفيجارو الفرنسية الواسعة الانتشار كلمة رئيس التحرير , ينصب فيها لبني حسين والبورمية سان سو كي والفرنسية كلوتلد رايس رموز للحرية في العالم , ويطلب من حكومات العالم ومجتمعاته المدنية تقديم الدعم لهن في معاركهن في سبيل حرية المرأة .
وكتبت جريدة القارديان اللندنية عدة مقالات وكلمة التحرير داعمة لقضية لبني ، ضمن جرائد ومجلات عالمية أخري في معظم بلاد العالم الصاحي .
نسوان السودان
فاز العداء السوداني اسماعيل بالميدالية الفضية في اولمبياد بكين في 400 متر عدو . وصرح مفتخراً عند استلامه الميدالية بانه يهدي انتصاره لاطفال العراق وفلسطين ؟؟ ونسي اسماعيل اطفال دارفور ومصيبتهم افدح من مصيبة اطفال العراق وفلسطين .
الالة الاعلامية في السودان قد نجحت في غسل أدمغة السودانيين الذين لا يعرفون ما يجري في دارفور من محن ومصائب . قطعاً اسماعيل ربما لم يكن قد سمع او قرأ عن مشكلة دارفور وهو داخل السودان . أو ربما اعتبرها مؤامرة استعمارية اسرائيلية لتلطيخ اسم السودان .
تلاحظ , يا هذا , وانت تتابع قصة لبني ان نسوان السودان لم يقفن موقفاً مشرفاً لدعم لبني في قضيتها , التي هي قضية المرأة السودانية قبل ان تكون قضية لبني . فلبني كان يمكن ان تفتح شنطتها , أو تستمر في وظيفتها في الامم المتحدة , وتتقي شر شرطة وقضاة النظام العام بالحماية الاممية . ولكن لبني آثرت ان تمضي في القضية من اجل المرأة السودانية . ولكن للاسف المراة السودانية قد دست المحافير . خصوصاً الصحفيات السودانيات ! ربما كن معذورات لدواعي امنية , وسنسرة ما يكتبن . ولكن حتي المدونات خالية من اي مقالات لكاتبات سودانيات في دعم قضية لبني , التي هي قضية المرأة السودانية اولاً واخيراً.
وثالثة الآثافي ان البنت رحمة الله سوف تصطحب معها مرافقة لبنانية للترجمة عند حضورها جلسة النطق بالحكم ضد لبني صباح الاثنين الموافق السابع من سبتمبر . وكان من الاكرم ان تقوم بهذه المهمة سودانية ، حتي في لغة انجليزية مترددة . اذا لم يكن هذا دس للمحافير فماذا يكون ياتري ؟
خاتمة
انقلب السحر علي الساحر ، واصبح كلام لبني ، كلام نسوان وليس كلام رجال . والساحر طبعاً نظام الانقاذ . والنسوان هن : ميشيل اوباما ، فاليري جاريت ، سمانتا باورز ، هيلاري كلينتون ، كلارا ساركوزي ، رحمة الله ياد , والكافرة ايان هرسي علي . والاخيرة لها قصة مع ملف لبني سوف احكيها لكم في حلقة قادمة.
وبعد ... نختم بتوجيه هذه الكلمات من محكم التنزيل الي لبني لتجد فيها الراحة النفسية والطمأنينة السرمدية . وهي الايات 34 و35 و36 من سورة القيامة :
( اولي لك فاولي)
(ثم اولي لك فاولي)
(أيحسب الانسان ان يترك سدي) .
نعم , يا لبني , أيحسب الانسان ان يترك سدي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.