لم تكن الصورة التي رسمتها السلال البشرية الضخمة في مطار الخرطوم وفي منزل نجم الغناء الشبابي الاول المبدع الراحل محمود عبد العزيز ، ما هي في الاصل الا رسالة الى الجميع هي ان الفنان محمود عبد العزيز استطاع ان يوحد كل تلك المشاعر والأحاسيس لدي كل هذه الجموع الضخمة التي تناقلتها الفضائيات او التي لم تنقلها لجموع لم تكن حاضرة في الساحات التي تغطيها كاميرات الفضائيات التي تدافع الى تلك المواقع ان كانت في مطار الخرطوم او منزل الفقيد او في مقابر الصبابي ، وهذه الجموع كلها التقت على ذلك الابداع الذي تقاطر من ذلك الجسم النحيل وقد يكون الحديث عن شعبية محمود الجارفة كانت محل شك عند الكثير رغم الشواهد الكثيرة في المسارح داخل السودان وخارجه وما صاحب ذلك من اخبار عن المعجبين الذين تكون لم ردود فعل عنيفة اذا حدث اي خلل في برنامج الحفل لاي سبب وقد تكون ردود الفعل العنيفة جدا هي تعبير عن قوة الاعجاب بهذا الفنان المبدع ، الذي وصل مرحلة متقدمة في امتلاك القلوب لا تقبل غير الذي يلبي رغبات تلك الجماهير من سلسلة الالحان التي ادمنها هولاء الشباب واصبحت حفلات محمود حالة (امنية) اكثر منها حالة حفل جماهيري خاصة السلطات او الدائرة التي تقام فيها الحفل اي اصبحت الإجراءات الاحترازية ضروره في اي حفل كان يحيه الفنان محمود عبد العزيز ،حتى لايترتب على هذا الامر اي آثار جانبية تصدر من هذا الجماهير المتيمة في حالة وجود اي خلل يصاحب مسيرة هذا الحفل . وكانت جماهيرية ( الحوت) هي محل دراسة واهتمام لكثير من مؤسسات المجتمع وحاولت كثير من الجهات الاستفادة من هذه الجماهيرية في تحقيق اهدافها ولم تكن الاحزاب السياسية في السودان بمختلف توجهات الايدولوجية من اليمين الى يسار والوسط بعيدة من تلك المؤسسات التي حاولت الاستفادة الكبرى من شعبية الفنان المبدع محمود عبد العزيز خاصة في استقطاب اكبر من الشباب لدعم جماهيرتها خاصة وان الشباب اصبح زاهدا في العمل السياسي ان كان على المستوى العام او على مستوى التنظيمات السياسية داخل مؤسسات التعليم العالي في الجامعات ، وفشلت كل برامج الاحزاب السياسية ان تنجح في استقطاب عدد اكبر من الشباب ، وهذا الامر ظهر جليا في قيادات الاحزاب التي ظلت قائمة عليها لم تجدد وكل المكاتب القيادية في تلك الاحزاب خالية من الشباب بهذا المفهوم وبهذه الفئة العمرية التي تدافع الى حفلات محمود عبد العزيز . ووجدت القوى السياسية في جماهيرية (الحوت ) مخرجا لفشل برامجها في استقطاب الشباب واسرع واسهل وسيلة لجذب تلك الجماهيرية الجارفة في قوالب تمكن من توظيف هذا العدد الضخم من الشباب من اجل خدمة اهداف سياسية ، وبدأ ذلك ظاهرا عند حاولت الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام ان ترقع من قدر جماهيريتها وضم عدد من تلك الرمزر الفنية وكان ابرز تلك المحاولات هي انضمام محمود عبد العزيز الى الحركة الشعبية ولم تلك المحاولة من فراغ فان كثير من جماهيرية (الحوت) هي من ابناء الجنوب وهذا ما ظهر في تلك الحفلات التي اقامها محمود في جنوب السودان . ولم يكن المؤتمر الوطني بعيدا من هذا التوجيهات فحاول الاستفادة من جماهيرية ( الحوت ) من خلال امانة الشباب في المؤتمر الوطني وكانت اخر توجيهات صدرت من د. نافع لامين الشباب بمتابعة الحالة الصحية لمحمود وهو في مشفاه في الاردن ، وايضا حاول الاتحاد الوطني للشباب ايضا الاستفادة من هذه الجماهيرية من خلال اشراك محمود في بعض البرامج وحاولت هيئة الناشئين و البراعم ان تسفيد من هذه الشعبية التي يتمتع الفنان محمود عبد العزيز . وعلى كل ظل (الحوت ) موضع إهتمام كبير من منظمات المجتمع المني والمؤسسات والاندية واصبح من خلال هذا الاهتمام يقدم خدمات في مجالات مختلفة عطاءا انسانيا متى ماطلب منه ، وظل منفتحا على كل المجتمع دون ان يصنف سياسيا اوتحد كل الاهتمامات الحزبية من جماهيرية هذا المبدع بل تزايدت بشكل كبير وزادت من اهتمام القوى بهذا الفنان واستطاعت موهبتة ان تجمع هذا العدد الضخم من المعجبين والذي فشلت كل البرامج الشبابية للقوى السياسية ان لونسبة بسيطة جدا ولهذا حاولت كل هذه القوى ان تستفيد من هذا المبدع والذي ظل شلالا من الابداع يتدفق الى ان لاقى ربه . نسأل الله له الرحمة والمغفرة . mahfouz alawad [[email protected]]