السيد / طارق الجزولي المحترم تحية طيبة وجزاكم الله كل خير لما تقومون به من إعلام مهني وصادق، الخبر المنشور في سودانا يل اليوم عن اختراق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السودانية حسب موقع ديبكا الاسرائيلي يقودنا إلى التفكير بعمق عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين قضايا السودان وقضايا النظام التي يتجول فيها متفرداً ، وربما يجمع الناس كل الناس ،، ما آلت إليه أحوال السودان لمرارات السنوات الماضية حتى وصل الأمر إلى ان يتركوا شعب السودان دون غطاء وحماية. والحامي الله وحده ،، ليس غطاء يحميهم من شدة البرد أو حرارة الشمس أو تساقط الأمطار فقد اعتاد الناس على ذلك ، ولكن الغطاء الجوي الذي كان من المفترض أن يكون من اوليات حكام الانقاذ الذين جاؤوا من رحم القوات المسلحة وبمعنى آخر من العسكرية التي تحتم وجود الدفاعات الجوية والرادارات الحديثة و ولكنهم نسوا أو تناسوا ما تعلموه في الكلية الحربية ويمكننا القول أن من ضمن الأسباب الرئيسة للانفلات الذي حدث هو : بإحالة الكفاءات العسكرية للتقاعد الاجباري وتطاول بعض المدنيين لإطلاق التصريحات العسكرية وباسم مغاوير وأبطال وشهداء القوات المسلحة دون حياء على اساس تسلقهم لولاية أو مجلس بلدي أو محلية ، فضاع الانضباط الذي سجله تاريخ السودان بأحرف من نور أمام قيادات سودانية عسكرية أذهلت العالم بولائها العسكري ومهنيتها العالية بدءاً من قوة دفاع السودان وسودنه الجيش من الميامين منهم سليمان الخليفة وأحمد محمد وعبود والرعيل الذي شارك في الحرب العالمية أحمد عبد الوهاب وطلت فريد ورجال الانضباط أمثال عبدالماجد حامد خليل مع احترامنا لألقابهم وغيرهم من رعيل الضباط الأشاوذ الذين تعلموا وعلموا بعد أن أصبحت العسكرية بحراً من العلوم . إن ما يحدث الآن من هجمة من دولة الصهاينة من المفترض أن يكون الشغل الشاغل لكل أبناء السودان خاصةً وقد استطاعت هذه الدولة أن تُنشئ قواعد عسكرية في شرق أفريقيا مما يجعل أرض السودان هدفاً لها وقد يظن الناس أن ضرب بقعة من أرض السودان التي أحالوها إلى شمال وجنوب سوف تساعد على استراتيجيات المعارضة فلا خلاص إلا بالنظرية التي ابتكرها السودان وهي خالصة ومن صنع شعبه البطل وهذه النظرية التي حققت الاستقلال بالثورة الشعبية وقادته لثورة أكتوبر 1964 والانتفاضات المتتالية ، اما عن حماية أرض السودان فهي قضية لا بد أن تكون الشغل الشاغل للسيد رئيس الجمهورية فلن تنفعهم التحالفات الخجولة مع إيران وغيرها ولن تفيده الشلليات المحيطة به الآن التي جعلت من مرضه مادة دثمة لخلافته والطريق أمامه هو شعب السودان من خلال حكومة قومية تجمع الشتات والعنصرية والعقد النفسية التي زرعها الانقاذ في نفوس البعض وصارت منهجاً لحكمهم . والطريق مفتوح للرجوع للحق وهو فضيلة ، والاعتراف بالخطأ ومراجعة ونقد النفس وطرح شعارات الفضيلة والآخاء بعد أن تفرقت بالناس السبل وليتركوا هذا الشعب الطيب بعد عناء 24 عاماً ليختار طريقه وربما تكون خلفيتكم العسكرية حافزاً لكم بعد أن اصبح الأمر عيباً وإذا كان إنقاذ شعب السودان لا يهم رفقائكم ، فرفقاً بالقوات المسلحة وأنقذوها من هذا الوضع المتردي الذي الي أجاز لإسرائيل أن تجوب في سماء السودان في رحلات سياحة تُدمى لها القلب. ولا تنسوا يأهل الانقاذ أن لكل أجل كتاب ولا تنسوا أن الله يعطي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء . والله المستعان. [email protected]