[email protected] [email protected] كلام الناس الثلاثاء *مللنا عملية شد الحبل السياسي والامني بين حكومتي دولتي السودان ومن الجولات التفاوضية المكلفة بلا طائل بعد ان استبشرنا خيرا باتفاق التعاون الذي وقع عليه الرئيسان البشير وسلفاكير في نوفمبر العام الماضي. *لم نستبشر وحدنا بهذا الاتفاق فقد وجد اتفاق التعاون بين دولتي السودان قبولا وترحيبا واسعا على الصعيدين الاقليمي والعالمي اضافة لما احدثه من انفراج وتفاؤل داخلي سرعان ما تراجع بسبب (الفاولات) السياسية و(المطبات) الامنية التي ابعدت اتفاق التعاون عن ميدان الواقع. *نذكر كيف رحب الرئيس الامريكي اوباما بالاتفاق ووصفه بانه انطلاقة لقاعدة جديدة لدعم الرؤية العالمية لدولتين قابلتين للحياة تعيش كل منهما في سلام مع الاخرى ، ونذكر ترحيب اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي وغالب الدول الاوروبية ، والاتحاد الافريقي وكثير من الدول الافريقية. *صحيح ان اتفاق التعاون لم يحسم كل القضايا الخلافية لكنه كان خطوة ايجابية نحو الاتفاق الذي ما زلنا نراه ضروريا لصالح المواطنين في الشمال والجنوب ولصالح الاستقرار في المنطقة وفي العالم من حولنا. *للاسف كما هو معروف تعثر تنفيذ اتفاق التعاون ، ورفع امر القضايا المختلف عليها لرئيسي دولتي البلدين اللذان اجتمعا مرة اخرى في اديس ابابا في الاسبوع الاول من ينايرمن هذا العام وخلص اللقاء الى توقيع مصفوفة لتنفيذ اتفاق التعاون الموقع عليه منهما مسبقا ، ومرة اخرى دخلت البلاد في حالة من شد الحبل السياسي والامني انتهت بفشل جولة المفاوضات التي جرت وسط اجواء متفائلة قبل ايام في اديس ابابا. *هكذا (يا بدر لارحنا ولا جينا) وتجدد الحديث عن رفع امر القضايا المختلف عليها الى الرئيسين لبحثها في القمة المقررعقدها بينهما في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في اديس ابابا - هذا اذا التقيا - ولا احد يعلم على ماذا سيوقعان هذه المرة بعد ان وقعا على اتفاق التعاون ووقعا على المصفوفة التي وضعت جدولا زمنيا لتنفيذ اتفاق التعاون. *اننا ما زلنا مع الحريصين على الوصول الى اتفاق بين الدولتين وتنفيذه بعد الاسراع بمعالجة المسائل الخلافية خاصة حول ابيي دون اغفال لرأي اهلها المكتوين بنار الخلافات القائمة ، على عكس دعاة الحرب وتجارها الذين لايهمهم الاستقرار ولا السلام ولا حياة المواطنين ولا معاناتهم المتفاقمة في الشمال والجنوب ، الذين من مصلحتهم استمرار عملية شد الحبل المملة التي طال امدها بلا طائل ، وفي نفس الوقت ننبه الى ما هو ماثل امام المسؤولين في البلدين من ان استمرار الخلافات بينهما يعني استمرار النزاعات هنا وهناك والضائقة المعيشية هنا وهناك وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني هنا وهناك. *وبعد.. لم يعد هناك وقت للتلاوم وتبادل الاتهامات بين المسؤولين في الدولتين ، و لا اقل من الالتزام بالمصفوفة لتنفيذ اتفاق التعاون بينهما وفتح صفحة جديدة مع اهل الداخل هنا وهناك.