مع تزايد اعتماد الحكومات ، الشركات والأفراد على جهاز الكمبيوتر ، البريد الالكتروني وبطاقات الائتمان وبطاقات الصراف الآلي في المعاملات المالية المحلية والدولية وتطور وسائل الاحتيال الالكتروني ، انتشرت الجرائم الالكترونية في كل دول العالم وتفشت جرائم سرقة الهويات وسرقة الأموال من البنوك وجرائم النصب الالكتروني والتزوير الالكتروني وأصبحت تشكل خطراً داهماً على أموال الافراد والشركات والحكومات خصوصاً بعد اكتشاف ارتباط الجرائم الالكترونية بالجرائم الدولية المنظمة مثل غسل الأموال ، تمويل الارهاب ، والاتجار بالبشر، ورغم أن أغلب دول العالم قد أنشأت أقساماً متخصصة لمكافحة الجرائم الالكترونية وأصدرت قوانين لتدعيم الحماية الالكترونية وتنظيم حرية استخدام الانترنت إلا أن الواقع يثبت صعوبة مكافحة الجريمة الالكترونية بحكم أنها قد تكون عابرة للقارات ويُمكن أن يكون مرتكبها في قارة والضحية في قارة أخرى ، كذلك فإن وجود الخلافات السياسية بين الدول وعدم وجود اتفاقيات لتسليم المجرمين بين بعض الدول قد يشكلان عوائق كبرى تعرقل عمليات رصد واعتقال لصوص الانترنت الذين يرتكبون جرائمهم بكبسة زر واحدة وهم قابعون داخل منازلهم الآمنة! من المؤكد أن نشر الوعي الالكتروني وسط الجمهور ووسط موظفي القطاع العام والخاص هو خط الدفاع الأول ضد الجرائم الالكترونية علماً بأن هناك ثلاثة خطوط دفاع رئيسية تحصن الأفراد والشركات والدول ضد الجرائم الالكترونية ، هذه الخطوط الدفاعية الثلاثة وردت في ثلاث قصاصات ملونة أنيقة أصدرها مركز مكافحة الجرائم الالكترونية القطري ولأهميتها البالغة يُمكن تلخيصها كالآتي: خط الدفاع الأول هو حماية الكمبيوتر الشخصي عبر استخدام نسخة أصلية من البرامج المضادة للفيروسات ، عدم تحميل مرفقات البريد الالكتروني إلا بعد التأكد من خلوها من الفيروسات ، فحص وحدات التخزين الخارجية وضمان خلوها من الفيروسات ، عدم تحميل البرامج التجارية المجانية التي قد تكون مفخخة بالفيروسات ، الاحتفاظ بنسخ احتياطية من الملفات الهامة في وحدات تخزين خارجية للرجوع إليها عند فقدان برامج الكمبيوتر، الابتعاد عن المواقع الاحتيالية وعدم الرد على الرسائل الاحتيالية المشبوهة، وعدم فتح نوافذ الدعايات الالكترونية لاحتمال احتوائها على فيروسات ضارة. خط الدفاع الثاني هو حماية البريد الالكتروني عبر وضع كلمة سر معقدة مكونة من حروف ، أرقام ورموز بحيث يصعب التعرف عليها ، عدم تحميل الملفات المرفقة مع البريد الالكتروني إلا بعد فحصها والتأكد من خلوها من الفيروسات، عدم فتح الرسائل الاحتيالية المشبوهة، استخدام بريدين الكترونيين على الأقل بحيث يُستخدم أحدهما للمراسلات الشخصية الهامة والآخر للمراسلات غير الهامة واستخدام النص الخالي من رموز لغة الترميز htmlوفتح أي رسالة تحتوي على خطوط بأحجام كثيرة وألوان مختلفة بصيغة plain text لتفادي مخاطر انتهاك الخصوصية ومخاطر تخريب الملفات الشخصية، أما خط الدفاع الثالث والأخير فهو حماية البطاقة الائتمانية عبر تغيير الرقم السري بشكل دوري ، استلام البطاقة بصفة شخصية وعدم نسيانها في جهاز الصراف الآلي وإبلاغ البنك عند فقدانها لوقف تشغيلها فوراً، عدم استخدام البطاقة في المواقع المشبوهة والتأكد من وجود برتوكول https الخاص بالشهادات الأمنية الالكترونية، اتلاف ايصالات عمليات السحب فور استلامها حتى لا تقع المعلومات الهامة في يد المحتالين، إجراء كشف دوري على حركة الحساب البنكي بغرض كشف أي عملية احتيال ، وأخيراً عدم إرسال أي أموال لأي جهات تدعي أن المرسل إليه قد ربح جائزة مالية وتطلب إرسال بعض المال كرسوم للافراج عن الجائزة فمن المؤكد أن الجائزة المزعومة ستكون جائزة وهمية ولن تصل أبداً! sara abdulla [[email protected]]