الشخص الذي تضطرة ظروف معاشة أن يكون بعيدا عن أهلة ووطنة ، تجده يجد متسعا من الحديث وأحيانا الفعل عند عودته اليه ، فتجده سريع النقد لأي شئ يصادفه أثناء دخوله عبر موانئ بلاده ..!! ، فهو تجده غير راضي نماما عن أي شئ وعن كل شئ ، فلسانه رطب دائما بذكر عيوب الاجراءات الادارية التى تتبعها كل الجهات الرسمية منذ لحظة نزوله من على الطائرة .. أول تعليق يسيل علي لسانة هو : أعوذ بالله أيش هذي السخانة العالية ..؟! ، وهو هنا تجده يغلب علية النطق الخليجى في لغته التي يعبر بها ، أحيانا تتأخر ناقلات ركاب الطائرات من أن تأتي في وقت مناسب اما بسبب التزاحم علي بوابة الدخول لصالات الوصول من السيارات الأولي التي اخذت العدد الأول من ركاب الطائرة أو لبعد الطائرة من موقع الصالة نفسها أو ربما لدخول عدد من الطائرات في آن واحد ، وحتي نكون موضوعيين بعض الشئ التأخير يأتي أيضا للايقاع البطئ في المناولة لعمال المطار نفسهم ، فهذه لافتة نقد واعتراض أخري ، وبعد الدخول ياتي التعليق بصورة سالبة طبعا عن ضعف التكييف أو انعدامة بصالة الوصول الرئيسية .. وهنا تجد كل الاخوة المغتربين والمغتربات (يهببون) علي أنفسهم لتبديد الاختناق جراء ضعف تكييف الصالة و .. دي حالة دي بالله ما قالوا الكهربه زادت وسد مروي افتتحوهوا ..!! ، وبعد ذلك تأتي مرحلة الجوازات والصفوف الطويلة وبطئها ، (بالله الواحد مما يبدأ السفر ما يتأخر الا هنا .. مايزيدوا ععد ناس الجوازات ديل) ، ثم الجمارك .. ومرحلة ما قبل السفر تسبقها عدة اتصالات تلفونية لتجهيز واسطة من الجمارك ، لأن أي مغترب لدية حاجة (مخالفة) يود تمريرها عن الجمارك دون أن يدفع لها رسوم أو من غير أن يحجز عليها ..!! ، ففي صالة الوصول بمطار الخرطوم لو تسني لك حضور نزول طائرات قادمة من احدي دول الخليج ستسمع عجبا ونقدا لازعا للغاية ، كل شئ بالمطار من انسان أو وسيلة هو ليس بمنأي عن النقد ، والجدير بالملاحظة هنا أن كل مغتربينا يودون التجاوز لهم في كل الاجراءات ، ويرونها معيقا لا داعي له دون النظر للهدف منه ، فمثلا تجد أن وزارة الصحة أوفدت أطباء امتياز لمقابلة الداخلين للبلاد عبر موانية المختلفة ، وهؤلاء يتم توزيع (كبونات) لهم داخل الطائرة فيها بعض الأسئلة حول عنوان الشخص القادم للبلد .. البلد القادم منه والامراض التي تعرض لها و .. و .. وجميع تلك التدابير بغية احتواء مرض (أنفلوانزا الخنازير) ، ومعلوم أن بلادنا تخلو منه تماما بحمد الله ، مقابل ان جميع دول الخليج وكل الدول العربية تم اتشاف ذلك المرض الفيروز بها ، فأمر طبيعي أن تقوم السلطات الصحية من وقاية أهل البلد منه ، وان لم تفعل فما بلغت رسالتها المكلفة بها ، غير ان كثير من القادمين من مغتربينا تجدهم لا يكترثون بتلك التوجيهات التي ذكرها لهم كابتن الطائرة التي أقلتهم .. بأن ثمة أوراق يجب تعبأتها لزوم احتواء أفلونزا الخنازير تلك ولكن لا حياة لمن تنادي ..!! ، هكذا تجدهم يدخلون لداخل الصالة وهم يعتذرون لمندوب وزارة الصحة لعدم تعبئتهم لذلك الاستبيان .. هكذا ببساطة شديدة ..!! ، ولن تجد غير تعليق واحد يجري علي لسانك (ده والله قمة الاستهتار) ، ومندوب وزارة الصحة يسمح لهم بالدخول وبابتسامة كمان ..!! ، ونفس المغترب السوداني هذا تجده ملتزم التزام (ملكي .. علي رأي ناس الجيش) بكل التدابير التي تصدرها السلطات في البلد التي يقيم بها ، ليس لأنه يرغب في ان يكون صحيحا ويبدو مقدرا لتلك التوجيهات ولكن لأن السلطات هناك تتعامل بصرامة يمكن أن تفقدة اقامته ان هو تقاعس بقدر قليل من القيام بها ، ويمكن أن لا ينطق ببنت شفة حول أي اجراء يجب أن يتم له من السلطات هناك ، ويمكن أن تكون الخدمات بمستوي من الرداءة عالية جدا .. الا أنه لا يعلق ، بغض النظر ان كان معه مثل هذا الحق أم لا ، وساء كان موجودا بدوله فيها قدر من الحريات والتنظيم أم لا ، وطبعا ده بدرجات متفاوته .. فما يقوله السوداني بمطار القاهرة لا يقوله وهو في مطار الدوحة مثلا ، وما يستطيع قوله بمطار دبي لا يتطرق اليه لسانه وهو في مطار عمان و .. هكذا ..!! ، اما الامر اللافت حقا هو أن معظم المغتربين تجدهم ممسكين ومطبقين علي ألسنتهم عن تثمين أي ملمح ايجابي لاحطة في قدومة لبلادة بعد أكثر من ثلاثة سنوات من الغياب مثلا ، وربما لأن الحالة هذه (حالة عدم التعليق الايجابي عن مظاهر التنمية) تكتنفها ظروف نفسية واجتماعية أخري ، فتعديد صور التقدم التي تنتاب البلد لها اسقاطها الآخر علي المغترب وأولها هو العودة النهائية للبلد من شقاء الاغتراب ذلك ، ويكون لم يعد أو يهيئ لنفسة ظروف العودة .. البيت والعمل الذي سيمارسة بعد (الخروج النهائي) ، أو قطعة الأرض التي سيبني عليها بيت الأحلام والمال نفسة ، فضلا عن أين ستكون تلك القطعة و .. أسعار الأراضي بالسودان التي تفوق أسعار معظم الدول الأوروبية ، ومن تجربة لي سابقة بالاغتراب فان بدول المهجر يتم تفاخر بين المغتربين له اسقاطه هو الآخر علي استحضار وقت العودة النهائية ، فهناك لاحديث بين (نسائ المغتربين) غير الحكي عن ما تملته هذه الأسرة أو تلك بالسودان .. البيت ومستوي الفرش أو قطع الأراضي التي تم شراؤها أو الشقق التي قمنا باستئجارها (استثمار) في اجازتنا الفاتت ..!! ، والدهب البعتو عشان أبو الأولاد كمل قسط شقتنا في أبراج الأمراء أو في مخطط الخرطوم زيدينس أو مخط سارية أو .. أخوي اتصل بينا امبارح وقال المقاول بكرة حيخت صبة الطابق الأول لأنو ياداب خلص بير السلم ..!! ، وحكاوى كثيرة علي تلك الشاكلة تتم في الزيارات وفي المناسبات التي تجمع السودانيين وما أكثرها ، وهذه وغيرها لها تأثيرها علي قرار العودة حتي ولو كانت الظروف العملية غير مواتية ، فلن تتم عودة نهائية مالم يتم ادخار مال يكشف الوجه ويبرر العودة .. وفي معظ الاحيان تسوء الأمور لأكثر وتضيق فرص العودة ولو كانت اجازة ..!! ، فالمغتربين بالأمس قدموا لبلادنا دعما في ظرف عز فيه الصديق والجار والأخو في العقيدة .. فحان الوقت الذي ترد فيه بلادنا التحية بأحسن منها لشريحة المغتربين وتسهيل عودتهم لبلادهم ، ففيهم خبرات جيدة نحن في حاجة لاستثمارها ..!! نصرالدين غطاس naseraldeen altaher [[email protected]]