التجربة العملية أثبتت أن حزب الامة لم يجد في نداء الوطن الارانب ولا الافيال ,ثم تكررت القراءات الخاطئة في التراضي الوطني حيث تحولت سفينة نوح إلي تايتنك وتحولت الإدانة الغليظة لدخول قوات العدل والمساواة إلي أدم درمان لتفاهمات مع خليل إبراهيم وأوراق في قاهرة المعز والمؤتمر السابع الذي وصف بالتمرين الديمقراطي تم فيه خرق الدستور وذبح الممارسة الديمقراطية من الوريد إلي الوريد وأقر رئيس الحزب بخرق الدستور وبرر ذلك بأنهم إضطروا لخرق الدستور من أجل درء الغبائن والحفاظ علي فئات وصفها بالمهمة لدي الحزب. متابعة التحولات الدراماتيكية والفجائية في مواقف الحزب الكبير تحتاج إلي قدر كبير من طول البال ومحاولة القراءة والتفسير والتحليل تحتاج إلي شخص يهوي ركوب المصاعب وإهدار الزمن هكذا تحدث معي قيادي بارز في الحزب فضل حجب إسمه إعتزل العمل في الأونة الأخيرة وأضاف:لن أقول أكثر من هذا ولن إقترب من إجهزة الحزب مالم تتغير الأوضاع ولن أغادر هذه المحطة أنا ذي الصحابي أبي هريرة.تركنا القيادي الذي أدمن تلك المحطات وشبه نفسه بقيادات العصر الذهبي كما يقال وبحثنا عن رأي القيادات الوسيطة والشابة عن مايجري في أروقة الحزب فسمعنا كلاما عجبا!يقول القيادي بالحزب وهيئة شؤون الأنصار محمد ساتي في النهاية لايصح الإ الصحيح,القيادات المعزولة عن نبض الجماهير لن تجد لنفسها موطئ قدم في هذ الحزب مهما إستقوت بالاليات التي تخاصم أشواق الجماهير وتحاول إجهاض أحلامها في المؤسسية والديمقراطية وسيادة حكم القانون.القيادي بالحزب والكاتب الصحفي إسحق الطاهر الدومة له رأي واضح ومحدد في توصيف الأزمة الناشبة بين قيادة الحزب وعدد مقدرمن القيادات والقطاعات الطلابية والشبابية,الصادق المهدي وضع في مأزق من قبل إتجاهات تأمرية مأزق كأنه مرسوم بعناية ودقة لتوسيع الفجوة بينه وبين قيادات وكوادر تيارالخط العام ومن خلفهم قواعد وكوادر مؤثرة في الولايات لايمكن تجاوزهم. وكان حزب الأمة قدر أصدر بيانا في إطار المحاولات الجارية لإصلاح ما أفسده المؤتمر السابع بتاريخ 13-7-2009 وحفل البيان بتناقضات واضحة يقول البيان:ان الجميع ملتزمون بالدستور والبرنامج والقيادة التي إنتخبها المؤتمر العام وتقول فقرة أخري في ذات البيان ان تكوين الهيئة المركزية تجاوز النسب الدستورية ممايوجب معالجة الأمر.صحيح الجميع ملتزمون بالدستور والبرنامج ولكن ليس صحيحا أن الجميع ملتزمون بالقيادة التي انتخبها المؤتمر العام ولو كان الامر كذلك لماكان هنالك أصلا مشكلة ولاحاجة لإجتماعات و إعتصامات وسجالات علي صفحات الصحف بين أعضاء الحزب. نائب رئيس الحزب السابق الدكتور أدم موسي مادبو قال رأيه في القيادة التي إنتخبها المؤتمر العام لاعلاقة لنا بالأجهزة القائمة الأن ولانعترف بهذه القيادة والمكتب السياسي الحالي غير شرعي وكذلك الأمين العام ولن نقبل مطلقا بأية صيغة للمشاركة في الأجهزة الحالية,الصراع الذي أفرزه المؤتمر العام الأخير لازالت تداعياته السالبة تتمدد داخل أجهزة الحزب لدرجة أن تفسر كل التحركات الخارجية للحزب وتقرأ في دفتر صراعات المؤتمر السابع وكانت بعض التحليلات تحاول الربط بين إتفاق الحزب مع حركة العدل والمساواة والصراع الناشب بين قيادة الحزب وتيار التغيير ووصفت الخطوة بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الخلافات التي تستعر داخل مفاصل الحزب المختلفة غير أن الخصم اللدود للصادق المهدي مبارك الفاضل له رؤية أخري فبعد فشل التراضي الوطني الذي لم يأتي بثمن الحبر الذي كتب به أصاب الصادق شئ من اليأس ولذلك سعي إلي عقد إتفاق مع حركة العدل والمساواة بيمنا يعتبر مادبو الإتفاق مع العدل والمساوا ة بمثابة إعتذار من الصادق للحركة ولخليل بعد الإدانة الصريحة والواضحة منه لدخول قوات العدل والمساواة لمدينة أم درمان.إذا تجاوزنا الموقف من أحداث العاشر من مايو والتحول الذي طرأ علي موقف الحزب من حركة العدل والمساواة نجد أن إفرازات المؤتمر السابع لازالت تلقي بظلالها السالبة علي أجهزة الحزب,يعتقد عبد الرسول النور إسماعيل الذي هجر ديار الأمة لأسباب بعضها معلومة والبعض الأخر تظل في طي الكتمان ان الخلاف في حزب الأمة ليس فكريا أوعقائدياً بل هو حول تحديد الرؤية السياسية للحزب هل هو معارض أم متوالي أم متراضي؟ والخلافات إتسعت بين كوادر الحزب وقيادته العليا بسبب بروز مراكز الإبتزاز الأسري والقبلي والجهوي.في منحي مختلف يري الكاتب الصحفي الملتزم بخط قيادة الحزب صديق حماد الأنصاري ان الحديث عن خرق الدستور والزيادة والنقصان في عدد أعضاء اللجنة المركزية وعدم دستورية الامانة العامة هو نوع من المغالاة وحزب الامة القومي في حل من أمره طالما ان الامانة العامة شرعية والمؤسسة قد إكتملت مكاتبها والزعامة المفتري عليها مازالت(متقلدة بقلائد الدين ومائلة إليها قلوب المسلمين).وتجد التجاوزات التي تتحدث عنها قيادة خط التيار العام من يحاول تفنيدها وكان الإمام الصادق قد إستخدم كل مهاراته اللغوية والخطابية لتغطية العورات في جسد المؤتمر العام ودافع عن زيادة أعضاء الهيئة المركزية قائلا:الزيادة تمت لمعالجات ولم تتم علي أساس إعتباطي وفردي من رئيس الحزب بل كونت لجنة لهذا الغرض،وجدنا أنفسنا أمام موقف ليس هناك خيار غير الزيادة وإلا سنخلق غبائن.القراءة الواقعية لمعطيات الواقع التنظيمي والسياسي داخل الحزب تشير إلي تنامي ظاهرة الإحتجاجات المناوئة للأمانة العامة والمكتب السياسي والمدفوعة من قبل تيارالخط العام الذي يسعي إلي إحداث تعديلات وتغيرات تطال الاجهزة التي تشكلت بعد المؤتمر العام تصل في النهاية إلي إزاحة الامين العام الحالي والخيارات المنطقية التي تبدو متاحة أمام خط التيار العام تتمثل في ثلاثة سيناريوهات الأول أن يعمل كتيار داخل الحزب يسعي إحداث تغيرات علي المدي الطويل تصب لصالحه والثاني الخروج والإستقلال عن الحزب تحت أي مظلة وإن كان هذا الإحتمال ضعيفا والسيناريو الثالث الذي يبدو الأقرب للتحقق هو الضغط علي رئيس الحزب من أجل إستخدام سلطاته وصلاحياته لإزالة النتوءات التي لحقت بجسد الحزب عقب المؤتمر العام. وتظل التقلبات الحادة في مواقف الحزب عصية علي الفهم في بعض الأحيان.ذهب لإصطياد الأرنب في جيبوتي فوجد الفيل وأصبح الفيل في المحك العملي مجرد أرنب بلا قيمة!!وصف رئيسه التراضي الوطني بأنه مثل سفينة نوح وفي أول إختبار غرقت السفينة وصارت مثل التايتنك كما قال ياسر عرمان!! ونعي الإمام نفسه التراضي وقال صقور المؤتمر الوطني ناشوا الحمامة دي قتلوها(التراضي).!! hassan mohmmed [[email protected]]