قال مسؤولون يوم الاربعاء ان ثلاثة أشخاص من جماعة قبلية مسلحة بجنوب السودان قتلوا في اشتباك مسلح مع جيش الجنوب شبه المستقل. ووقع الاشتباك يوم يوم الثلاثاء في ولاية الوحدة بجنوب السودان التي شهدت أكثر معارك الحرب الاهلية السودانية التي دامت 22 عاما دموية. وعانت حكومة الجنوب التي تشكلت وفقا لاتفاق السلام الشامل الذي وقع بين الشمال والجنوب عام 2005 من الصراعات القبلية والهجمات المتبادلة بين الرعاة والتي كثيرا ما تكون سرقة الماشية سببا فيها. وازدادت كثافة الهجمات في بعض المناطق هذا العام. وقال وزير الاعلام في ولاية الوحدة أندريا كونج لرويترز ان عناصر من قبيلة بول نوير كانوا في طريق عودتهم من غارة انتقامية على قبيلة ماين جور دنكا في الولاية المجاورة عندما اعترضتهم قوات جيش الجنوب. وقال ان ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح سبعة وأضاف أن الموقف صار أكثر هدوءا الان. وقال ملاك أيون المتحدث باسم الجيش ان الجيش كان يحاول حراسة الحدود بين الولايتين. وقال تشارلز ماتشينج الذي يرأس عملية نزع السلاح في المنطقة ان خمسة أشخاص من بينهم شخص واحد على الاقل من أسرة تعرضت لهجوم على منزلها قتلوا عندما هاجمت عناص من قبيلة ماين جور دنكا البول نوير منذ ثلاثة أيام. وقال ماتشينج ان هذا الهجوم هو السبب المعتقد لهجوم النوير الانتقامي. وأكد بيار أجانج وهو ضابط رفيع بالجيش عدد قتلى الاشتباك. وقال أيون ان الجيش الجنوبي أرسل جنودا الى المناطق الاكثر دموية وبدأ حملة لنزع سلاح المدنيين في ولاية البحيرات ستمتد الى مناطق أخرى خلال الاشهر القادمة. لكن بعد الحرب التي كانت خلالها الحكومة السودانية ترعى بعض ميلشيات القبائل الجنوبية أصبحت الثقة في جيش الجنوب ضعيفة وتحولت عمليات نزع السلاح والحماية الى عمليات عسكرية دموية. ويتخذ الحنق المتزايد من البطء الذي تظهر به مكاسب السلام والتصور أن الشمال يتدخل في الشؤون السياسية للجنوب دائما كسببين للقتل. وشكا سكان ولاية الوحدة من أنهم لم يتلقوا حصتهم من أرباح انتاج النفط في أراض تم الاستيلاء عليها خلال الحرب. وأدى اكتشاف النفط في جنوب السودان الى اشتعال حرب بين الجنوب الذي تقطنه أغلبية مسيحية والشمال ذي الاغلبية المسلمة