يوم الخميس 21 فبرائر كان يوماً غريباً على سكان مدينة فداسي، ربما لأول مرة تنام المدينة الواقعة شمال مدينة ود مدني، قسراً وبترويع الشرطة للمواطنين، وفرض حالة أشبه بحظر التجوال، وهي المدينة التي يتعايش فيها أهلها لدرجة أنك تتحرك بكل طمائنية حتى الساعات الأولى من الصباح . فقد أغلق متظاهرون شارع الخرطوم - مدني عند "فداسي" وقاموا بحرق الإطارات على الشارع نتيجة حجز الشرطة لمجموع الركشات العاملة في المدينة، نتيجة الإشتباه في أحد سائقي هذه الركشات، بسرقة 60 مليون جنيه تابعة لأحد المواطنين، ولكن هذه الرواية قد لا تكون صحيحة حسب شهود عيان، وربما كانت وسيلة لإيقاف سائقي الركشات بحجة عدم ترخيصها، قصة في روايتها أغرب للخيال، وقد نسجت من أجل قطع أرزاق الناس كما يقول المتظاهرون وبحماية من أحد أعيان المدينة وهو شخصية نافذة في حكومة ولاية الجزيرة، وهذا ما دعى الشرطة إلى قمع المتظاهرين وتفريغهم بالغاز المسيل للدموع، وجراء ذلك حدثت العديد من حالت الإختناق ربما الأبرز للطالب محمد سيف ابراهيم الذي خرج من المدرسة لتقوم الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليه حتى أصيب بحالة إغماء كاملة أستدعت أن يتم إسعافة ببخاخ، وألقت الغاز المسيل للدموع في مركز صحي المدينة ومدرسة الأساس التي يجلس طلابها في إمتحانات . لم تكتفي الشرطة بذلك بل قامت بمطاردة المواطنين داخل أحياء المدينة التي روعت من هجمة الشرطة عليها، وقامت بضرب أصحاب المحال التجارية، حيث أصيب أحد أصحاب المحال التجارية في الراس ونقل إلى مستشفى ود مدني، لم تكتفي الشرطة التي كان مسعورة بالضرب بل قامت بحملة إعتقالات واسعة وسط شباب المدنية. هذا التوجه من الشرطة وبالعددية التي هاجمت المدينة يعكس مدى إستعداد الشرطة لهذا التحرك من قبل أصحاب الركشات بالتالي ليس عفوي لان الكمية المنتشرة من قبل الشرطة ليست بالبسيطة، وهذا يبطل رواية سرقة ال (60) كما قال شهود عيان، فالشرطة ليست في خدمة المواطن والشعب كما يقول العرف الشرطي، وهنا تحولت بقدرة قادر إلى مصادرة الحريات والتعدي على المواطنين ، ربما تعامل الشرطة مع هذه المواقف يضحد حياديتها بالنسبة للمواطن، مع العلم بأن هناك العديد من الركشات في مدينة ود مدني غير مرخصة، وتعمل من دون أي مضايقات من هذه الجهة الحكومية التي أنصرفت إلى مطاردة المواطنين بدل القيام بواجباتها تجاه المواطنين، في حماية الأمن وسلامة المواطن وممتلكاته، فالإحتجاج مكفول بالدساتير والقوانين، في أي مجتمع مدني، بالتالي نحن ليسوا في غابة البقاء فيها للأقوى. إن ما حدث في مدينة فداسي يجعلنا نضع العديد من علامات الإستفهام حول ما حدث وما سيحدث مستقبلاً وأنصراف الشرطة ومؤسساتها عن تنفيذ واجبات تجاه المجتمع ويدق أسفيين على حياديتها التي من المفترض أن تكون هي أحد أهم واجباتها، في حماية الأمن والممتلكات وليس تنفيذ رغبات المؤسسات التابعة للنظام والرأسمالية الطفيلية وحماية مصالحها التي هي بالضد من مصالح المواطن البسيط الذي يجري وراء لقمة عيشه .. ولسان حالهم " حتى في الركشات دي حاسدننا"، ليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لهذا النهج والعنف الذي تستخدمه السلطة على مواطنيها، بل القادم أشد وقاحة، فالمطلوب ليس أن نستكين إلى هذا الوضع وأن نضع المسكنات على الجروح بل لابد من إيقاف هذا النهج الفاشي للمؤسسات الأمنية والشرطية التي تعمل وفق رغبات من يتسلط علينا منذ فجر 30 يونيو. نقول مع هشام الجخ: علمونا بالعصاية ورضعونا الخوف رضاعة علمونا فى المدارس يعنى ايه كلمة قيام علمونا نخاف من الناظر فيتمنع الكلام علمونا ازاى نخاف وازاى نكش بس نسيوا يعلمونا الاحترام Hatem Elgimabi [[email protected]]