بسم الله الرحمن الرحيم كلمة حق تقال، ولقد قال الكثيرون منا بان يكون المجلس الوطني هو القائد و المعلم والملهم أي لا يعني الحصول علي مقعد . نريد النائب البرلماني المؤهل الوطني الذي ينبذ الكراهية ويسعي دوما لترسيخ الوحدة الوطنية. فإذا لم يعد المجلس أمينا علي مصالح الشعب كانت خسارة الشرف، وخسارة الأمانة عندما يسعي البعض لتبرير الأوضاع, لا نريد أن تكون مداولات المجلس أنشطه زائفة تفرغ فيها طاقاته و يملأ بها فراغه السياسي . والمهم عندي إذا دخل الشعب معركته الانتخابية ونزل بكل ثقله في الساحة، فان من حقه أن تتضح الأمور لديه حتى يكون اختياره لقادته علي أساس موضوعي واضح، وليس مجرد اختيار عفوي غامض . إن فلسفة التغيير التي أنشدها تؤكد دوما أن الأوضاع السياسية موضوعات وليست أمزجة أو أهواء . فهناك تيارات فكرية سياسية معاصرة لايمكن للمرء أن يتخيل مدي تحرشاتها السياسية نحو السودان خاصة تلك الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية التي تحاول أن تغش العيون عن حقيقة الأوضاع الأمنية بدارفور ذلك الجزء العزيز من الوطن . و جاء سكوت غراشن المبعوث الأمريكي وبتصريحاته المأخوذة من أرض الواقع سقطت أوهام السياسة الغبية لبوش الابن، وتنبه الآن الشعب الأمريكي وحكومته علي التضليل السياسي الذي مارسه عليهم بكل ما يتعلق بالشأن السوداني ..وأتوقع أن تسعي حكومة الرئيس أوباما لإطفاء الحريق الإقليمي الهائل الذي أشعله سلفه السابق في الشرق الأوسط .حتى تكون الحقبة الجديدة بداية النهاية لتلك السياسة الفاشلة التي انتهت بضربة حذاء كأفضل جزاء. من حق الشعب عن طريق مجلسه المنتخب أن يعرف كل شئ, من حقه أن يعلم ما يدور في السلطة لتوعيته وإلا فان الإشاعة تكون هي المصدر الوحيد لتلقي الأخبار .وهنا تتحول السياسة إلي سر إذ يدور كل شئ وراء الكواليس ويفاجأ الشعب بالقرارات والتغييرات . علي المجلس أن يدرك إن السياسة ليست همسا ومداراة وإخفاء أو قرار منفرد بل هي صراحة وإيضاح ومشاركة فالرأي الجماعي الواضح اضمن للوصول إلي الصواب . نريد من الأحزاب السياسية أن ترشح الممثل الذي يدرك رسالتها وبرنامجها فهذا عرض للواقع . فالواقع فكر ويعد بطبيعته حركة . والفكر السياسي هو التعبير عن حركة الواقع . أذن النائب المطلوب هو الشاهد علي العصر . والشاهد هو الشهيد , فليست الشهادة فقط إظهارا للواقع علي أنه حقيقة بل هي أيضا فعل شعوري مطلوب . ولهذا تجدني أقول ان النواب شهداء علي عصرهم . عموما المجلس القادم سيواجه سياسات فكرية معاصرة تحتاج إلي التأمل في القضايا المطروحة علي الساحة السياسية . نريد النائب الذي يتشوف ويستشرف ويستنتج وينظر إلي الماضي لتأمين الحاضر ويبين الرؤية المستقبلية لوطنه عندها ستكون رسالة النائب ليست تبرير الوضع القائم بل تطويره والمساهمة في دفع حركته التلقائية. فالتبرير الغير واقعي يحدث الخداع المزدوج بين النائب و السلطة . وبهذا يتخلي النائب عن صفته كشاهد علي العصر ويمحي عنه شرط وجوده وهي الشهادة الصادقة . نريد أخيرا من النائب المرتقب أن يؤيد ويرفض ويعترض من أجل التطور ورفعة السودان والحفاظ علي وحدته . والمهم عندي أيضا تفادي تفريغ شحنات الغضب عن طريق البيانات الغير مجدية . لأن إعلان النوايا السيئة سيؤدي لا محالة إلي تأزم المشاعر ويتحول التاريخ السياسي للمجلس ويصاب بمرض اللاانتماء الوطني ويصبح لا نفع منه لأنه فقد مسئوليته السياسية ولن يستطع أن يجتمع غدا . أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان أمدرمان salah osman [[email protected]]