فيما يدور الجدل ويحتدم، تارة حول قيام الانتخابات وتارة حول التعداد السكاني تشير المعلومات إلى أن الانتخابات قد بدأت فعليا، فهي ليست عملية محصورة في يوم واحد وهو يوم الاقتراع كما يظن البعض بل هي سلسلة من الاجراءات وحزمة متصلة من الخطوات التي ترتبط بجدول زمني محدد.. والتشكيك في التعداد هو تشكيك في العملية السياسية برمتها بل ذلك يعتبر تنصلا من استحقاقاتها.. التعداد يمثل البنية التحتية لإجراء الانتخابات، والانتخابات تمثل بدورها ركيزة أساسية لترسيخ قواعد الحكم والتبادل السلمي للسلطة أو يحب البعض أن يسميه التحول الديمقراطي. الحقائق على الارض تؤكد أن أبل الانتخابات تسير نحو غاياتها دون أن تلتفت للنباح.. أن تتسلم المفوضية العامة للانتخابات عدد (19) طعنا على الدوائر الجغرافية بمختلف الولايات فهذا دليل قوي على أن عربة الانتخابات قد وضعت في مسارها الصحيح بل أكثر من ذلك فقد قطعت مسافة مقدرة.. اجراءات وشروط هذه الطعون تستند بشكل أساسي على معطيات التعداد السكاني فمثلا هناك ضرورة للالتزام بجغرافية المنطقة أى لا تكون الدائرة مقسمة بجبال أو أنهار، والأهم الالتزام بتعداد السكان فمتوسط تعداد سكان الدائرة هو (145) ألف نسمة وقد يزيد العدد بنسبة (15%) أو يقل بذات النسبة فالكثافة السكانية هى الاساس. كثير من الدوائر التي شملتها الطعون تقع في الجنوب وبعضها الآخر في دارفور.. هذا يشير إلى أن العملية الانتخابية بدأت وبشكل متوازٍ ومتزامن في كل أنحاء السودان بما في ذلك المناطق التي تعتبر مناطق ساخنة.. إذا لا مجال لأن تأتي (الولولة) ولطم الخدود وشق الجيوب إلا بخفي حنين.. هذه التصرفات ستستهلك وقتا وجهدا كان الأولى أن يستغل في الاستعداد الجيد للمعركة بالطرح المقنع وبالخطاب المنطقي.. نعلم أن الحديث النظري عن الديمقراطية وحتميتها وضرورتها أمر سهل وميسور ظل البعض يتشدق بها لكن ممارستها على أرض الواقع محك يخرس ويلجم المنظرين والادعياء وهذا ما نلمسه اليوم على مسرح السياسة في السودان. Yasir Mahgoub [[email protected]]