حضور المؤلفين وغياب الناشرين السودانيين في معرض الكتاب الدولي بالرياض لعام 2013 الدكتور السر أحمد سليمان جامعة حائل - السعودية أسدل الستار على معرض الكتاب الدولي في الرياض والذي استمر من 5/ مارس إلى 15 / مارس 2013م ، وقد أصبح هذا المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام السعودية أحد أكبر المهرجانات الثقافية في المنطقة في السنوات الأخيرة. فهنالك أكثر من مليون زائر يزورون هذا المعرض سنوياً ، وذلك من أجل اقتناء الكتب النادرة التي تجلبها دور النشر المشاركة في المعرض، وخاصة الدور التي لا تصل كتبها للمملكة، ومن جانب آخر يشارك في هذا المعرض العديد من المفكرين من البلاد العربية والإسلامية وبعض الدول الأوربية والأمريكية. ويمثل هذا المعرض أهمية كبيرة للمهتمين بالجوانب الثقافية والمعرفية ، وخاصة السودانيين ، وذلك من عدة جوانب حيث أنّ غالبية المغتربين السودانيين في المنطقة موجودين في السعودية، ومن جانب آخر فإنّ السعودية تمثل مجمعا للمغتربين العرب والمسلمين الذين يمكن استهدافهم بتعريفهم بالإنتاج الثقافي والفكري السوداني. ولكن الزائر السوداني الزائر للمعرض في هذا العام يصاب بحيرة شديدة، فعندما ينظر لأعلام البلدان المشاركة يرى العلم السوداني يرفرف في سقف المعرض، ولكن عندما يبحث عن الدور السودانية المشاركة سيتعب كثيرا، حتى يرى في آخر النفق دار القاسم للنشر والتوزيع، وهي الدار التي يرعاها البروفيسور قاسم عثمان نور بمجهوداته الخاصة، فالشكر لهذه الدار التي خففت من الألم الذي اعتصر السودانيين وخاصة الشباب والأطفال الذين يبحثون عن اسم وطنهم على اللوحات الكثيرة التي تحمل أسماء الدول المحتضنة للدور المشاركة.. ومما يدمي القلب أنّ في السودان الكثير من الدور التي كان يمكنها أن تشارك بجدارة وتقدم عروضا مشرفة لمنتجاتها، وتعرف بالكتاب السوداني، فهناك دار جامعة الخرطوم للنشر، وهناك دار جامعة أفريقيا ودار جامعة أم درمان الإسلامية وغيرها من الدور الجامعية الراقية، كما أنّ هناك الدار السودانية للكتب وهي من الدور العريقة في المنطقة ولها الكثير من المنشورات، كما أنّ هناك العديد من مراكز الأبحاث والدراسات التي كان يمكنها ان تشارك بمنشوراتها ومؤلفاتها، إضافة إلى العديد من الدور المستقلة والتجارية التي كان يمكنها أن تشارك في هذه التظاهرة الثقافية وذلك لتحقيق مكاسب اقتصادية وثقافية ووطنية.. ومن الأشياء المحيرة الأخرى بالنسبة للسودانيين الزائرين للمعرض هو حضور المؤلفين السودانيين من خلال دور النشر الأجنبية ، فبينما هناك دار سودانية واحدة من بين مئات الدور المشاركة، فإنّ هناك عدد من الدور الأجنبية التي كانت تعرض وبتباهي كبير مؤلفات رائدة لمفكرين وباحثين وأدباء سودانيين، فمثلا: دار العودة اللبنانية والدار المتوسطية التونسية كانت تعرض مؤلفات الأديب الراحل الطيب صالح، ودار الساقي اللندنية كانت تعرض مؤلفات المفكر الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد، ودار القلم الكويتية كانت تعرض مؤلفات الدكتور حسن الترابي، وانفردت دار ومركز ديبونو الأردنية بعرض مؤلفات متميزة ونادة لكل من البروفيسور مالك بدري والبروفيسور الزبير بشير طه والبروفيسور عمر هارون الخليفة (ردّ الله غيبته). إضافة إلى عشرات الدور السعودية التي قدمت مؤلفات راقية لكتاب سودانيين، فعلى سبيل المثل قد نشرت دار الرشد السعودية لأكثر من مائة أكاديمي سوداني وللكاتب الحالي تجربة شخصية مع هذه الدار التي نشرت له أربعة كتب أكاديمية. ومن جانب آخر فمن ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض قد شارك البروفيسور مالك بدري بمحاضرة وافية وعميقة بعنوان تأملات نفسية في سورة يوسف عليه السلام. فلماذا يكون أفرادنا بهذا المستوى الراقي الذي يحمل همّ الوطن ويعرف به ويعكس فكره وثقافته وينشره عالميا، بينما تغيب مؤسساتنا المعنية بهذه الأمور سواء كانت رسمية أو غير رسمية؟؟؟ أليست معنية بالمشاركة والتواصل في هذه المحافل؟ أليست منوطة بنشر الثقافة السودانية والتعريف بها وتقديمها إقليميا وعالميا من خلال هذه المحافل؟؟؟ أليست هذه المعارض تمثل سوقا اقتصاديا كبيرا لتقديم المبيعات الثقافية بالنسبة لدور القطاع الخاص وبالنسبة للجامعات التي تسعى لترقيع موازناتها بفرض الرسوم والجبايات على الطلاب الفقراء المحرومين ماديا والمتشوقين للعلم والثقافة والمعرفة؟ Elsir Suliman [[email protected]]