zaki tesfay [[email protected]] استيقظت مدينة القضارف ذات صباح من سنوات السبعينات .. على حراك غير مألوف.. إذ تقاطر صوب المدينة مئات من الناس قادمين من مختلف بقاع السودان ..قاصدين قرية عد الطين.. إذ سمعوا بانفجار ينبوع مائي في شكل نافورة .. وان في مائه شفاء لمختلف الأمراض ..كما راجت الشائعات بان ذلك من عمل فكي مدفون بغرض التبرك بالمياه ..كما تفتقت عبقرية المكان باختيار اسم الفكي أبنافورة للتعريف بهذا الموقع لاجتذاب أكبر قدر من الناس . تدافع الناس بشكل هستيري كل واحد يمنى نفسه بالاغتسال في مياه النافورة ليعود متعافياأو على أقل تقدير الحصول على رشفة ماء تعيد له بصرة الذي ضاع أو مرضه الذي طال .. كما حمل الآباء أبنائهم المعاقين يدفعون بهم دفعا للحصول على موطئ قدم أمام النافورة التي أحيطت بسياج من الكتل البشرية . فلم يجد المجزومين والمبرصين والمجانين من يفتح لهم الطريق لتحقيق أمانيهم وسط هذه الكتل البشرية ..فاثروا الوقوف عن بعد لحين خلو المكان . ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد شهدت عد الطين نشاطا اقتصاديا محموما ..إذ انتهز الجميع الفرصة.. و تبارى الكل في عرض بضاعته ..فمنهم من روج لمياه الشرب النقية مقابل أسعار مغالية.. وبائعي المأكولات يزايدون على مايقدمونه من طعام ..كما نجح الآخرين في شحن المراتب لموقع الحدث للحصول على دريهمات من أولئك الذين يفاجئهم الليل وهم في الزحام فيقضون ليلتهم في انتظار انبلاج الصبح لمحاولة أخرى . ومافتئ الناس في حيرة من أمرهم على هذه المياه النافورية التي لم تحول أمراضهم إلى شفاء وإنما كانت قمة المأساة أن أكسبتهم تلك المياه بفعل الميكروبات التي تكاثرت عليها أمراضا جديدة لم يكن يعرفونها من قبل وكان عليهم البحث من جديد على علاج لها. ورويدا رويدا بدأ اليأس يدب في نفوس القوم.. وتلاشت تلك الآمال العراض في الشفاء.. وتحسس الجميع جيوبهم التي بدا الجفاف يدب فيهاوماعاد بداخلها مايسد الرمق .. وأصابت الحيرة الناس ولم يجدوا أمامهم سوى قضروف سعد يلجأون اليها يلتمسون المساعدة وحق الرجوع الى أهلهم .وضاعت مدخرات الناس وراء سراب البحث عن الشفاء عندأقدام تلك النافورة العجيبة. تلك مأساة عاشها الكثيرين وتابعها بشغف العديد من الناس لما افرزته من ظاهرة جديرة بالدراسة فى بلاد يفتقر فيها الكثيرين للوعى والمعرفة [email protected]