قال القائد العسكري للقوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) الذي سيترك منصبه قريبا، انه لم تعد هناك حرب في هذا الاقليم. وقال اللواء النيجيري مارتن لوثر اغواي الذي سيحل محله الاسبوع المقبل الرواندي باتريك نايمفومبا "لا اقول ان هناك حربا الان في دارفور، فاسباب النزاع تغيرت تماما" وذلك خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين مساء الاربعاء. واضاف "اذا كانت الحرب نزاعا تقوم خلاله بهجوم ثم تعود الى المنزل وتنتظر ثلاثة او اربعة او خمسة اشهر قبل ان تهاجم مرة اخرى، فان دارفور يكون في حالة حرب. لكن ان لم يكن هذا هو تعريفك للحرب فانه لا حرب في دارفور". وتابع اغواي "انه فعلا نزاع بوتيرة منخفضة، لقد انتهت مرحلة الحرب الواسعة النطاق". وتنسجم هذه التصريحات مع ما ادلى به القائد السابق للقوة المشتركة رودولف ادادا في نيسان/ابريل امام مجلس الامن الدولي، معتبرا ان اقليم دارفور حلبة لنزاع "بوتيرة منخفضة". لكن تصريحات ادادا فاجأت العديد من الدبلوماسيين وقادة التمرد ومجموعات الضغط الذين يعتبرون ان هذه المنطقة تشهد ابادة يقف وراءها الرئيس عمر البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وبدأ النزاع في دارفور -- الذي اوقع 300 الف قتيل وفق تقديرات الاممالمتحدة و10 الاف بحسب الحكومة السودانية، كما ادى الى نزوح 2,7 مليون شخص -- بين مجموعتين من المتمردين من جهة والقوات الحكومية السودانية المدعومة من ميليشيات عربية من جهة اخرى. وقال طاهر الفكي المسؤول الكبير في حركة العدل والمساواة الاكثر تسلحا بين الفصائل المتمردة في دارفور لوكالة فرانس برس "لا اعرف كيف يمكنهم القول ان الحرب انتهت. الحرب لم تنته، الحرب ستنتهي حين يكون هناك اتفاق سلام شامل". واضاف "لقد اخذوا في الاعتبار معلومات عن عدد الوفيات الناتجة مباشرة من اعمال العنف، لكنهم نسوا (حقيقة) النازحين واللاجئين والناس الذين يريدون العودة الى منازلهم". واكد اغواي ان المتمردين انشطروا الى مجموعات صغيرة لم تعد تملك القوة الكافية للقتال ضد الحكومة، باستثناء حركة العدل والمساواة من بين 20 مجموعة متمردة. وشنت حركة العدل والمساواة هجوما على ام درمان في ايار/مايو 2008 ثم قامت بعمليات مطلع العام الحالي في معاجرية وام بارو. واضاف اغواي "من ايار/مايو (2009) وحتى الان ماذا رأينا على الارض، الشيء الوحيد الذي اراه هو اعمال لصوصية وقطع طرق". واعتبر ان "الامر الاساسي الان هو تسريع العملية السياسية (من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين). على الصعيد العسكري لا يحدث الشيء الكثير". ويرى العديد من الدبلوماسيين والمراقبين ان القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور غير فاعلة، لكن الاخيرة تصر على الدفاع عما حققته هناك وتنسب الى نفسها دورا رئيسيا في تراجع حدة المعارك. وقال ادادا لوكالة فرانس برس "حصلت على نتائج. النتيجة القصوى هي وقف اعمال القتل في دارفور. اريد ان يحكموا علي، ان يحكموا على القوة المشتركة، على عدد القتلى في دارفور (منذ انتشار القوة). بهذه الطريقة ينبغي الحكم علينا".