قرات قبل ايام موضوعاً للاخ الموسيقار الموصلى عن بهدلة المشتركين السودانيين فى مسابقة عرب ايدول . ألمنى الاستهتار بالمبدعين السودانيين اللذين يحاولوا ان يوصلوا رسالتهم الفنية للعالم العربى . قبل اكثر من عشر سنوات اثرت موضوع الفن السودانى والاستخفاف العربى , فى مواقع الكترونيه عديده .اذكر ان الاخ الموصلى والاخ الفنان عبد العزيز خطاب ، الذى يتواجد فى هولندا . قد تداخلا معى وادلى الكثيرون بدلوهم . المؤلم اننا نحن السودانيون لا نحترم انفسنا . ونسمح للآخرين ان يهينوننا وان يمرمطوننا . قبل فترة ادت مغنيه سورية اغنيه سودانيه . واتت الى الخرطوم بفرقتها . وانطربنا وفرحنا وهللنا . وهذا جهد رائع تشكر عليه الفنانه السوريه . وكنت انا احد المهللين لان الاداء كان رائعاً . ولكن الزخم الذى احيطت به المناسبه كان ضخماً جداً . الاثيوبيات والاثيوبيون لاكثر من نصف قرن يرددون اغانينا ولكن لا يفوزون بهذا الاهتمام . واغنية عزه فى هواك تعتبر الاغنيه التى تجمع كل الاثيوبيين . وتعزف فى كل المناسبات . والاثيوبيون على اقتناع كامل بانها اغنيتهم الوطنيه . اذا لماذا وجدت الفنانه السوريه كل هذا الاهتمام . هل لانها فاتحة اللون . وترديدها للغناء السودانى يعتبر تنازلاً , بينما اداء الاثيوبيات يعتبر تطاولاً . الفتاة التى قدمت اغنية سودانية فى عرب ايدول قالت لها احدى اعضاء لجنة التحكيم , بانها لم تفهم كلمات الاغنية . فقامت الفنانة السودانية بتقديم اغنيه عربية . لماذا ؟ . عندا اخذ الموسيقار اسماعيل عبد المعين الاستاذ احمد المصطفى لمعهد الموسيقى فى مصر ، قدم بعض الاغنيات . فطلبوا منهم ان يقدم لهم بعض الاغانى باللغه النوبية . واستغربوا عندما قال لهم بانه لا يفهم اللغه النوبيه . وعندما استغرب الاستاذ احمد المصطفى قال له اسماعيل عبد المعين ان المصريين لم يصدقوا انه تعلم العزف فى السودان وكان يحسبون انه قد تعلم العزف فى مصر . عندما غنى الاستاذ الرائع الكابلى ، كلمات اغنيه غنتها ام كلثوم كان العرب وكثير من السودانيين يقولون . كيف يتجرأ فنان سودانى على ترديد كلمات غنتها الست . وسمعت احد السودانيين يقول ، عيب الكابلى يتغنى بكلمات ام كلثوم . الكلمات ليست كلمات ام كلثوم . فهى ليست بشاعره . ودورها لا يزيد عن انها مغنيه . الاستاذ الكابلى متعه الله بالصحه شاعر ، مفكر ، ملحن وباحث فى التراث وانسان ذو ثقافه عالية . ام كلثوم لم تزد عن كونها مغنية جيده . والدليل ان العرب يحبونها . ولم تكن ملكة او اميرة . كان زوجها يهينها ويضربها ويطالبها بغسل قدمية . وعندما حضرت الى السودان عاملناها وكأنها امبراطوره . فى الخمسينات كان هنالك فلم مصرى يغنى فيه الاستاذ احمد المصطفى . وكانت كل دور السينما فى السودان تمتلئ لان صباح المغنية اللبنانيه كانت تغنى ( دويت ) مع الاستاذ احمد المصطفى ، اغنية اهواك يا ملاك . وكان هنالك فتيات يرقصن وكان الاداء رائعاً . واحببنا تعطيش الجيم بواسطة الشحروره صباح .عندما كانت تغنى اهواك يا ملاك هواك ملكنى هلكنى ملكنى وجننى . واحب السودانيون صباح جداً . فى الستينات عندما حضرت صباح للسودان مع مجموعة ضخمة من الفنانين كان هناك تجمع فى حديقة المقرن . وعندما حضر الاستاذ احمد المصطف رحمة الله علية هرعت نحوه صباح وقابلته بود واحترام لانه كان يستحق الاحترام . الاستاذ احمد عبد الرازق وهو موسيقار جيد هو اول من غنى اغانى للدعايه التجاريه مثل اغنيه البيبسى كولا وكوكا كولا وصابون صافى . واوبريت بايدينا نبنيك يا بلدنا . ذهب باغنية الريده الريده وطرق بيت الفنانه عشه موسى احمد فى العباسيه ( الفلاتيه ) وطرح لها فكرة الاغنية فغسلته بنظره بارده وقالت له جر .فقالت شقيقتها عازفه العود جداويه , خلى الحلبى ده يخش كان ما بعرف يغنى بس نعاين ليه ساكت . وكانت الاغنيه التى هى اول دويت سودانى . احمد عبد الرازق تعرض فى العباسيه للاستخفاف لان لونه فاتح . وهذا كذلك خطاء . اذكر ان احد الصحفيين قد كتب قديما بان كل فنان او فنانه عربيه يأتى يقابل باقل شئ بوكيل وزارة . وان الفنان السودانى فى مصر لا يقابل حتى بوكيل نيابة . فعندما كان ابو حسبو وزيراً الاعلام بعد اكتوبر وجدت صباح والفنانين العرب زخماً اعلامياً لا مثيل له . واذكر ان وكيل وزارة الاعلام وقتها كان مولانا محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله الذى لم يكن مهتماً كثيراً بالفن . اذكره يقول لى انه لم يكن مرتاحاً لذلك الزخم ومقابلة صباح التى كانت ترتدى ملابس قصيره جدا ، الا انه كان يؤدى عمله كوكيل لوزاره الاعلام ( الاستعلامات والعمل ) . اين هى صباح الآن التى نصب لها السودانيين تمثالاً . انها تعيش الآن فى بنسيون رخيص فى لبنان وتعيش على صدقات الفنانين الكبار . وعاشت حياة عاصفه لم تخلو من المشاكل والاضطرابات . فقد فشلت كل زيجاتها . اغربها كان زيجتها من الفنان مايز البياع . فلقد اكتشفها فى الصباح فى سريره وسأل عن سبب وجودها . وعرف منها انهما قد تزوجا فى الليل بعد حفله سكر ضمت الكثيرين . واكتفى بان طلقها فى نفس اللحظه وطردها . كما تزوجت الشحروره كذلك بفادى لبنان الذى كان ( دباك ) وتعنى راقص دبكة . وآخرين . نحن نحترم الجميع وكما قال الاخ مأمون عوض ابو زيد عضو مجلس قيادة مايو باننا كسودانيين نحترم اى انسان ونبالغ فى احترامه . لان هذه طريقتنا . ولكن العرب يعتبرونها كمركب نقص فى شخصيتنا ولهذا يتعالون علينا . نحن نحترم فنانات العرب ونقابلهم بحكامنا وكبارنا والعرب لا يحترمون مشاهيرنا او فنانينا . الغلط غلطنا . فيجب ان لا نستخف ان نحترم الفنان بسبب لونه او اصله ولكن بسبب فنه وما يعنى لنا . فليس كل الغناء العربى مرفوض وليس كل الغناء السودانى مقبول . ............................................. الموضوع المرفق نشر قبل اكثر من عشر سنوات . ارجو ان يكون فاتحه لنقاش هادف . المسكوت عنه....لماذا يتجنب العرب الفن السوداني في ابريل 1993 حضرت الي القاهره للزواج . و اخذني الصديق الاخ اسامه ناصر و زوجته مهوش في جوله بالسياره في القاهره مع زوجتي و شقيقتها و قال ( حسمعك شريط لنجاة الصغيره ، طبعا بتحبها ) فقلت ( لا ) و واصل ( طيب اسمعك الست . مافيش حد في الدنيا ما بحبش الست ) فقلت له ( انا ، ما بحبها ) ان الامر ليس فقط عدم حب ، بل عدم احترام كذلك من جانبي . فعندما اتت للغناء في المسرح القومي في امدرمان سنه 1967 استورد السودان اجهزه و مكرفونات خاصه للمناسبه . و عندما طلب المسرح القومي من الست الحضور لنصف ساعه لتجربة الاجهزه ، لم تحضر و قال -مدير اعمالها ( الست مش فاضيه للحاجات ديه ، ده شغلكو انتو ) . ام كلثوم كاغلب العرب يتغيرون عندما تصيبهم نعمه او شهره و نسيت انها فلاحه بنت فلاحين من طماي . و عندما اراد احد اقرباء الملك فاروق ان يتزوجها ، رفض البلاط لانها من اصل وضيع . و لقد اظهرت الصحف المصريه صورة شخص تحت عنوان ( سوداني يصر ان يسجد لام كلثوم ) . والشخص في الصوره لم يكن يبدو كسوداني بل مصري . عبدالحليم حافظ الذي مات بالبلهارسيا، عندما حضر للسودان في نفس الايام مع فرقه اضواء المدينه بعد مؤتمر الخرطوم الذي مد في عمر جمال عبدالناصر ،( شخط ) في وجه المعجبين في الخرطوم الذين تجمعوا امام القراند هوتيل و هم يصرخون ( نار يا حبيبي نار ) و كلهم من بقايا المصريين او شباب الخرطوم الذي تأثروا بفلم الوساده الخاليه رواية احسان عبدالقدوس ابن فاطمه اليوسف صاحبة مجلة روزاليوسف . لقد صرخ فيهم ( روحوا في ستين الف داهيه و سيبوني في حالي). هذا امام الصحفيين ، منهم عبدالرحمن مختار و لقد تطرق لهذه الحادثه في كتابه خريف الفرح . و استفذ لدرجه انه قال للشباب ( انسوه و احرقوا اسطواناته ) . الناس يوردون كل الاسباب لعدم انتشار الموسيقي السودانيه في العالم العربي و يتفادون ذكر الحقيقه . السبب سيداتي سادتي ان الانسان لا يستمع لموسيقي شخص يحتقره . فلهذا نحن الشماليون لا نستمع الي موسيقي الجنوبين و لا نعرف فنانينهم . و لا نعرف اي شئ عن الغناء او الفنانين التشاديين . و العرب يحتقرونا ، و نحن نلهث جريا وراء حبهم . من المؤكد ان بعض السودانيين يحبون الاغاني المصريه و العربيه عن حق . و لكن هنالك الكثيرون الذين يتظاهرون بحب ام كلثوم كنوع من الرقي و التطور و استيعاب الثقافه . و لقد كان و لا يزال هنالك الاف مؤلفه من السودانيين يتحدثون باللهجه المصريه و هم لم يضعوا قدمهم في مصر .و بعض الاخوه يعود من السعوديه او الخليج بعد سته اشهر و يتحدث عن السياره و الهاتف و ابقي قرشه كوكاكولا . بالنسبه لي ليس هنالك ما يعادل روعة عشه موسي و هي تغني ( عني مالو) او اغنية الحمام الزاجل بواسطة مني الخير او الاستماع الي سميره دنيا و عابده الشيخ و سميه حسن . في 1987 و في داخل مطار كوبنهاجن قابلت المغني الامريكي بيري وايت و فرقته و زوجته و هي تحمل طفل رضيع و سيده امريكيه سوداء اخري و كان بيري وايت يرتدي بالطو ضخم و شبشب منزلي و ذهب ليغير بعض العمله لشكل قطع معدنيه من فئه خمسه كرونات لاستخراج عربات لحمل الامتعه و هو يضحك و يمازح عازفيه قائلا ( صاحب المطار قد اصاب ثروه منا بسبب عرباته ) و دفع لي باحدي العربات و سألني( ماذا يعمل الاخ في اسكندنافيه ) ، و واصل ( اها ، سمعت ان النساء الاسكندنافيات رائعات ) فنهرته زوجته متظاهره بالغضب . بيري وايت من اشهر المغنين في العالم ، ليس هناك محطه في العالم في المكسيك او نيوزيلندا او شيلي او جنوب افريقيا لا تذيع اسطواناته . اين عبدالحليم حافظ من هذا . في الثمنينات و في مطار جنيف تحدثت مع اثنين من الجمايكيين و سألوني من اين انت يا اخ و عندما قلت السودان . صرخ الاثنان ( يا جيمي ..يا جيمي ) و كان ذلك جيمي كليف الذي خلق لنفسه اسم في الموسيقي و الغناء سبق بوب مارلي كمغني عالمي . و جيمي كليف كان يسكن في الخرطوم لفترات و يشاهد ماشيا في شوارع الخرطوم . و لقد احضره شخص لابن اختي دكتور المهدي مالك في المستشفي في الخرطوم لانه اصيب بجفاف فلقد كان صائما و اكثر من الحركه و المشي . في بداية التسعينات شاهدت مغربي وسيم انيق الثياب في مطار بلغراد . و كانت مسؤولة الطيران تقول له بالانجليزيه و اليوغسلافيه بانهم لن يدفعوا اجر الهوتيل و انه ملزم بدفع الهوتيل و هو يهز اكتافه و يقول بالفرنسيه ( لا افهم ) و عندما عرضت مساعدتي ، فرح قائلا ( ساعدني يا اخي، انا لا افهم الانجليزيه ) . و عندما تأكد لي عدم احقيته و انه لا يملك ثمن الفندق لليله واحده اقترحت ان يكون ضيفي في فندق سلافيا و عندما رجعت بعد تغيير بعض الفلوس ، وجدته يقف مع فتاة يوغسلافيه كانت ترمقه من البعد باعجاب . و فجأه صار المغربي بلبلا يتحدث الانجليزيه . و الفتاة التي كانت عائده من اقامتها في استراليا تدعوه للسكن معها . و عندما استغربت من معرفته المفاجئه للانجليزيه صرخ في وجهي بانه لا شئ يجمعه مع السود من امثالي و ان لا اتدخل في اموره . و بعد ان شتمته ، سالت الفتاة اليوغسلافيه عن المشكله فقلت لها ان صديقي يقول انه سيذهب معك و .....ثم يسرق نقودك ، و لكن لا يريد ان يقتسم معي .و انتهي الامر بان الفتاة شتمته و ذهبت لحالها و صار يترجاني لاخذه معي . في نفس اليوم تعرفت في الفندق بامريكي اسود لا يقل طوله عن مترين و عشره سنتيمتر مما جعل الناس في شوارع بلغراد يتطلعون اليه و قضينا يومين رائعين ، العيب الوحيد ان صديقي الجديد كان يقول دائما عندما ندخل اي مطعم او ملهي Man , i hat to break them 100 dollar bills وبعد سنتين من هذا التاريخ و انا اتنزه في الشارع مع زوجتي السودانيه اسمع شخص يصرخ باعلي صوته Hi , shoug , come and say hallo to Little Richard و كان ذلك هو صديقي من بلغراد و هو الحارس الشخصي للمغني العالمي و النجم السينمائي من الخمسينات ليتل ريتشارد و يسكن في بفرليهيل هوليود. و يذكر عادة باغنيه توتي فروتي التي احبها كل العالم و مكياجه الثقيل حتي عندما يكون ماشيا في الشارع . عندما اراد ليتل ريتشارد ان يصافح زوجتي ، هربت مزعوره بسبب مكياجه في وسط النهار . و لم يغضب بل قال ( لماذا خافت الاخت الصغيره ) و عندما قلت لزوجتي بانه مغني عالمي قالت ( و انا العرفني شنو ! ) البلاترز من اكبر الفرق الغنائيه في العالم خاصه في نهاية الخمسينات و بداية الستينات و هم خمسه من الامريكان السود . و لا يزال النساء الكبار في السن يذبن عندما يسمعن اغنية I am the Grate pretender كانوا يحضرون عدة مرات في السنه لاسكندنافيه . و ربطتنا معهم صداقه لدرجة ان مور كان يفاجئني بالحضور لمكتبنا في وسط البلد حتي قبل ان يبدأ عرضهم في قاعة الكرونبرنس . و منه تعلمت ان ارفع امشاط قدمي اليسري قبل تسديد ضربة البدايه القويه في لعبة البلياردو . و لقد قابلهم حسين ودالحاوي في منتصف التسعينات في جزيرة مايوركا في البحر المتوسط. انا لا يمكن ان احب ثقافة شخص يحتقر ثقافتي بل يحتقرني انا كأنسان و بينما الاخرون ينادوني باخي سمعت ضابط الجوازات المصري يقول لزميله في سنه 1995 مايو ( البرابره دول تخليهم ملطوعين ) بالرغم من انني و سيف نحمل جوازات اوربيه . يمكن ان تخدع نفسك و تتظاهر لكن الاكل و الذوق يعتمدون علي النشأة الي حد كبير . فشركة وينفيلد انترناشونال و مقرها الطابق67 في نيويورك مبني امباير ستيت بلدنق اقاموا لي حفل في ديسمبر 1978 و كانت الفاتحه حاويه ضخمه في داخل كتله من الثلج و كضيف شرف اعطوني قطعه من البسكويت عليها بعض الكافيار الروسي الاسود . و انا لا ازال اقلبها في يدي هجم المدعوون علي الكافيار فتشجعت و وضعت المصيبه في فمي ، و لكن لم استطع ان ابلعها فهرعت الي الحمام و اصابني الحنين الي طعمية ام مستوره في امدرمان التي قال عنها صديقي عثمان ناصر بلال المكنيكي ( طعمية زي الدبرياش ) طارة الكلتش . ال ام كلثوم ال التحية....... شوقي ..... Shawgi Badri [[email protected]]