• الأحزاب السودانية بدأت تتحسس جماهيرها التي غابت عنها لأكثر من عشرون عاما ، وتلك السنين لم يكن عبئها علي الاحزاب السودانية منحصرا فقط فقدانها لكثير من قواعدها بسبب كثير من النجاحات التي حققها المؤتمر الوطني خلال تلك السنين ، كما أن النجاحات التي حققها حزب المؤتمر الوطني تمددت في كل الشئون .. فمثل ما كانت هناك نجاحات في الشأن التنموي وهو أمر مشاهد لاتخطئة العين ، فهناك مثلة أو يزيد علية في الشأن السياسي الذي يعتقد كثير من المراقبين أن ما تم تحقيقة من نجاح سياسي يعدل كل النجاحات التي حققتها الانقاذ علي كافة الصعد الأخري ، ذلك أن اتفاقية السلام التي تم توقيعها مع الحركة الشعبية كانت علي رأس تلك النجاحات ، وتأتي نجاحات أخري يراها كل الشعب السوداني أنها الأكثر بروزا في مسيرة الانقاذ خلال سنين حكمها (المديدة ان شاء الله تعالي) ، ومنها استغلال البترول وتصديرة للخارج ومئآت الآلاف من الكيلومترات التي تم رصفها داخل المدن وبينها ، ومثل ذلك من الأفدنة الزراعية التي تم ادخالها بجانب الأراضي المستغلة من قبل .. الثورة التعليمية والصناعية و .. و .. و .. و ..!! ، كل تلك الانجازات التي اصبحت شواهد لمن في عينة رمد جعلت الاحزاب تتحسس جماهيرها وهى تعصر قلبها بكلتا يديها ، فالمنجز لم يترك شيئا لهم أن يفعلوه ، ولكن علي الرغم من ذلك قان العملية الديمقراطية لا تكتمل بدون وجود بقية الاحزاب في صورة تتعاطي مع الشأن السياسي بالسلاسة الطبيعية .. • كل ذلك الحراك السياسي الذي بدأ المواطن العادي يلحظة في الشارع العام لم نري فيه حركة خاصة بالحزب الشريك في الحكم (الحركة الشعبية) ، ولعل أهم تلك الأسباب التي جعلتن الحركة الشعبية تتواري حتي الآن عن نظر الناخب السوداني هو الوضع السياسي السيئ المحيط بها حتي بالجنوب مظنة ثقلها السياسي ، فالقول بأن الحركة تتحدث عن الانفصال وتسعي له غير صحيحا ، فأهل الجنوب يؤمنون بالوحدة ، واذا لم نقل بقناعة تامة فهو نابع من أن أهل الجنوب يستشعرون خطرا داهما اذا قاموا بوضع أصواتهم في خانة الانفصال .. فوقتها سيقتتل الناس هناك من أجل سيادة القبيلة علي القبائل الأخري بأي ثمن .. • وهذا القول لم يأتي جزافا هكذا وانما جاء بناءا علي حيثيات واقعية ومشاهدة ، منها أن جملة من الاحتكاكات القبيلية التي وقعت بالجنوب وفي نواحي مختلفة منه أدت لموت عشرات المئآت ، حتي أن الاممالمتحدة أشارت في بيان لها خرج عبر الاطر الرسمية للمؤسسة الأممية بأن الذين زهقت أرواحهم خلال العام 2009 أكثر من الذين قضوا ابان سنين الحرب ، والتقرير الذي لم يعجب الحركة الشعبية وأخذت بالزعيق حوله كان أكثر من تصديها لواقع الأمن المتردي ، حتي انها غلت يد كثير من الأجهزة الرسمية هناك من أن تقوم بدورها كما يجب أو كما هو منصوص عليه .. • والحركة في سعيها نحو افشال الانتخابات التي تخاف في الواقع من نتائجها تجدها تتواري خلف نتائج التعداد السكاني وتوزيع الدوائر الجغرافية التي تمت وفقا لذلك ، الحركة تدعو لعدم الاعتراف بنتائج التعداد وهي التي أشرفت علي عملية التعداد تلك ، فضلا عن أن نتيجة أي عملية تتم اجازتها في اجتماع مؤسسة الرئاسة والتوقيع عليه .. • وفي تقديري ان الحركة الشعبية لها مشاكلها الخاصة التي تجعلها تتهرب عينا من مثل تلك المواجهة التي ستبقيها خارج كرسي الحكم بواقع النتائج التي ستحصدها الأحزاب في ذلك اليوم ، مشاكل داخلية خاصة جدا بالحركة الشعبية ليس للبلد وليس للمواطن دخل بها ، فمشاكل الحركة تنبع من صراع داخلي بين قياداتها .. ففي اجتماع المكتب السياسي الأخير بمدينة جوبا تحدث الامين العام (باقان أموم) كما لم يتحدث من قبل في رفيق دربة السابق (ياسر عرمان) بأنه أضاع في فترة قيادتة لقطاع الشمال أكثر من مليار جنية ، والمبلغ المالي يجعل باقان وغيرة من قادة الحركة أو من رعية قطاع الشمال الذي ظل مأزوما لأكثر من عام كامل بأن الصرف الذي أشار اليه السيد (باقان) فيه من السفه ما يجعل قائد الحركة يرمي بأمين قطاع الشمال في أحد السجون الخاصة والسرية للغاية .. ولا يري الشمس أو يسمع من يتحدث عنها ..!! ، والسيد (باقان) لم يكتفي بهذا الحديث فقط وانما ذهب لأكثر من ذلك بقوله أن قطاع الشمال حقق نسبة أداء بلغت الصفر .. بل الصفر الذي لا يري بالعين المجرده .. • والحديث الذي دار عن الانتخابات والتجهيز لها كان عبر حزب (الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي) وقادة الحركة أقروا بقوة غريمهم الذي خرج عن عبائتهم الكبيرة ، وجميعهم أقروا بأن هذا الحزب (حزب لام أكول) هو الذي سيهزمنا بالجنوب والشمال معا ، والحركة أخذتها هستيريا تسمي (التغيير الديمقراطي) .. والتعليمات خرجت واضحة للسيد (نيال دينق) بالتوجه كلية نحو الحزب المقلق الجديد وقتله بأي صورة كانت ، واجتماع المكتب السياسي يتحدث عن ضرورة أي ايجاد أي مناورة تسمح بجعل المؤتمر الوطني يتنازل عن القيد الزمني للنتخابات .. أي صورة من المناورات .. أو بالاحري أي تنازل يمكن أن يطلبه المؤتمر الوطني سيجد الحركة الشعبية جاهزة لتحية التعليمات التي يصدرها ..!! نصرالدين غطاس naseraldeen altaher [[email protected]]