adam h [[email protected]] بسم الله الرحمن الرحيم يجيب ( تليس ) على هذا السؤال بسؤال فيقول : إنها لأبو شالا برقش وعمته مطرظة ، أبو خدودا نيرة وملظلظة ، صاحب الحظوة والجنصصة ، مع الحسان يحب الونسة ، يعرف المخانسة ، ويجيد الغشغشة ، لحيته خفيفة مزركشة ، أكال المقرمشة ، أبو جيوبا كبيرة مليانة ومكدسة ، ركاب المكندشة ، بالله هي دولة إسلام وله إسلام مؤسسة؟! يقول ( تليس ) ا الله الله لأبو جلابية قديمة وغبشة ، كان فطر ما بتعشى ، ركاب الركشة ، أبو عمة مكرمشة ، الديمة حياته جرى وطشة ، ما عنده وقت للدردشة !! يقول ( تليس ) أصبحت الخرطوم هذه الأيام مثالا حيا للتناقض والتضاد في حياة المواطن السوداني حيث تجد فئة قليلة محظوظة في النعيم المقيم و غالبية مسحوقة في الجحيم وكل الشعب السوداني بحلم بالسكن فيها لتوفر الاحتياجات المعيشية من تعليم و صحة و كهرباء و مياه نقية وسكن مريح و خدمات ولكن من الملاحظ وجود فوارق طبقية بوجود طبقتان لا ثالث لهما وهاتان الطبقتان لا تخطئها العين و إليك عزيزي القارئ أمثلة عن الفوارق بقلب الخرطوم بين الطبقة المسحوقة التي تمثل 98% من الشعب و الأخرى المدللة المنعمة صاحبة الحظوة والتي تمثل 2% من الشعب من ساكني المنشية و الجريف و المعمورة ومدن وأحياء جديدة بقلب العاصمة مثل يثرب والمجاهدين والعديد من الأسماء الإسلامية المنتقاة لزوم ما يعرف بالأسلمة السودانية التي قلبت الأمور في السودان العظيم رأسا على عقب . يقول ( تليس ) من المظاهر الحضارية و الجمالية بالخرطوم أن تشاهد هذه التحف المعمارية الجميلة و الأبراج العملاقة ، و الذي يزور الخرطوم لأول وهلة يظن انه ليس بالخرطوم التي يعرفها و إنما هو بأحد عواصم الخليج الغنية أو بأحد العواصم الأوروبية ، وتجد السواد الأعظم من المواطنين عندما تمر الحافلة التي تقلهم بالقرب من تلك التحف المعمارية تجدهم يبحلقون بشباك الحافلة للتمتع بالنظر ، و لكن هيهات مجرد التفكير في الدخول في هذه الأبراج فهي مصممة لأصحاب الحظوة و المال و الدلال ، و هؤلاء يمثلون 2% فقط من السودانيين أضف إليهم المستثمرين الأجانب ، لأنك لو دخلت في عفراء مول للتسوق سوف يذهب كامل مرتبك الشهري في كيس من السلع و لن تجد ما تدفعه لأبنائك بالقرية الترفيهية المجاورة للمول والحال ينطبق على برج الفاتح و السلام روتانا حيث أن رواد هذه الأماكن من الطبقة ( اللاهية ) وغنية يأتون على متن سياراتهم الفارهة و جيوبهم الممتلئة بالدينارات من فئة الخمسين ألف (خمسين بالجديد) لزوم حمل اكبر مبلغ في الجيب للصرف في اللهو المباح و الليالي الملاح والحصول على كل ما لذ و طاب ، وسوف لن تجد قرب هذه الأماكن ستات شاي و لا بنابر و لا هائمين على وجه الأرض ولا يحزنون، لان السكيورتي (ناس الهدف )سيكونون لك بالمرصاد وهم كذلك (ناس الهدف) تجدهم على الطرق السريعة يجمعون الجبايات ولا تعرف لمن يتبعون ، هل يتبعون لشركة خاصة أم لأحد الشخصيات الهامة بالحزب الحاكم أم أنهم جهة حكومية وممنوع عليك حتى شم الهواء البارد الواصل للخارج من هذه الأبراج ، ونقترح أن تطبع صور هذه الأبراج على واجهة الدينار والذي ظل صامدا ومتعافي حتى وقت قريب حتى ترسخ صورتها في الأذهان وان السودان صار يضاهي أعظم البلدان تقدما و حضارة . يقول ( تليس ) انتشرت الظاهرة في قلب الخرطوم والمكذب يمشي السوق الإفرنجي أو السوق العربي أو أي شجرة أو برندة أو ضل حيطة فسوف يجد جيوشا من الأمهات و الأخوات يقدمن خدمات الشاي و الكركديه و القهوة و الكسرة و سوف يجد ألاف من الزبائن يجلسون على بنابر مطورة من البلاستيك بدلا من بنابر الحبال الزمان بنعرفها وذلك لزوم إظهار الجانب الحضاري و لزوم تجميل العاصمة القومية وهذه الظاهرة تكون بصورة مكثفة بكل الأسواق الشعبية و الميناء البري وأزقة و طرق و حارات الخرطوم و امدرمان و بحري الطراوة. هؤلاء الأمهات و الأخوات يأتين عند الآذان الأول من الفجر لأنهن جميعا يسكن في أطراف الخرطوم البعيدة وربما ركبت إحداهن المواصلات على ثلاث مراحل لتصل لقلب الخرطوم من زقلونا ودار السلام و الفتح واحد و الفتح اثنين ومن الطرفة في واحد سكن جديد في أكواخ الفتح و عندما حضر والده من البلد و ركبوا المواصلات و بعد حوالي الساعة و نصف سيرا غرب امدرمان قال الأب لابنه يا ولدي أنت ساكن الخرطوم ولا سدوري بكردفان يقول ( تليس ) هذه الظاهرة تدل على الفقر المدقع وهؤلاء الأمهات و الأخوات لهن التحية و الاحترام فكل واحدة منهن تمثل كبرياء الأمة السودانية و يقمن برعاية أسر كاملة من تعليم و صحة و إعاشة وملبس لذلك نأمل من المسؤولين بولاية الخرطوم عدم أخذ جبايات عليهن وجعل هذه المهنة بالمجان دعما للأسر الفقيرة و التي صارت تمثل أكثر من 98% من الشعب السوداني لان الضرائب والإتاوات والزكوات من المفترض أخذها من الأغنياء و ردها على الفقراء لتقلل من حاجتهم ولكن الحاصل العكس تماما تجبى الضرائب من الفقراء مثل ستات الشاي و ضاربي الورنيش و بائعي كيزان الماء البارد ويترك الأغنياء و الواصلين ومن أمثلة ذلك الإعفاء الجمركي للسيارات التي تدخل السودان باسم المنظمات الخيرية وهي تخص شركات و أفراد تعفى من الجمارك والأمل معقود على أخوات نسيبة بالشئون الاجتماعية وعلى رأسهن الوزيرة الهمامة سامية أحمد محمد للتنسيق مع جهات الاختصاص لمعالجة الظاهرة ووضع الخطة العكسية المناسبة لرعاية هذه الشريحة الكبيرة من النسوة اللآئى خرجن هائمات يسترزقن من فضل الله الكريم وذلك إحقاقا للعدالة و(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).. فوق كل هذا وذاك يعجب ( تليس ) لذلك الوزير الذي صرح يوم إعلان نتائج القبول للجامعات عن أؤلئك المغلوبون على أمرهم ( أبناء المغتربين ) قائلا بالنسبة لأبناء المغتربين نقبل كل من تحصل على 94% في نسبة الشهادة العربية ، مما جعل ذويهم يفرحون خاصة أؤلئك الذين تحصل أبناءهم على أكثر من 95% ظنا منهم أن الأبناء سوف يحظون هذا العام برغباتهم وما يؤسف له أن الوزير يتحدث حديثا تربويا وليس سياسيا، فيما يعنى أن الطالب الذي تحصل على 94% بعد المعادلة ، أن الشهادة العربية 100% تعادل بالسوداني 60% لتكمل النسبة بامتحانين مختلفين تحصيل وقدرات الأول 25% والثاني 15% أي 40% تضاف إلى 60% لاكتمال النسبة ، أنظر كيف يضربون لك الأمثال ( أبناء الأبالسة ) وذلك يعنى على أبن المغرب هذا أن يحصل على 140% حتى يحقق رغبته ،علما بأن العام الماضي قدرت الشهادة لطلاب العربية ب 70% بحجة أنه ليس هنالك امتحان وزارة يقول ( تليس ) تعليل مقبول لكنه مستغربا لاستقطاع 10% من نسبة الشهادة العربية للطلاب الممتحنين لهذا العام ؟! يقول ذلك ( حوبا ) كبيرا، وربما الوزير نفسه لم يجد تعليلا لذلك ، الأمر الذي جعل الكثير من النوابغ والحاصلين على 99% من أبناء المغتربين أن يكونون وقود استهلاك لتلك الجامعات الخاصة أصحاب الخدود النيرة وملظلظة ، يقول القرار سياسي وليس تربوي ، حسبي الله ونعم الوكيل .