zoheir [[email protected]] * لم يكن رجما بالغيب أو( شطارة ) ما قلته هنا قبل بضعة ايام ان الفكر التكفيرى (غول لا يشبع) ولن يتوقف على فئة معينة بل سيتمدد ليشمل قطاعات عديدة فى المجتمع، وانما على خلفية التجارب المريرة الكثيرة التى شهدتها البشرية بسبب الفكر التكفيرى منذ قرون بعيدة، وهاهو الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير داخلية المملكة العربية السعودية الدولة التى تطبق منهجاً دينيا صارماً ويتهمها الكثيرون بأنها سبب رئيسى فى ظهور الفكر المتطرف فى العصر الحديث وعانت منه ما عانت يتعرض لمحاولة إغتيال فاشلة من أحد (التكفيريين)، فهل سمو الامير محمد بن نايف .. ( شيوعى مصلى) حسب معايير التكفير الجديدة، أم ملحد؟! * وفى السودان دعت (رابطة العلماء الشرعيين) الموقرة التى لم يمر على تكفيرها للحزب الشيوعى اكثر من اسبوع، دعت فى ندوة عقدتها أول أمس بجامعة الخرطوم الى ضرورة التصدى لما أسمته ب(الواجهات) التى (يمارس من خلالها الحزب نشاطه السياسى الهدام)!! أى أن (شهية) الفكر التكفيرى سرعان ما تخطت ( اسم) الحزب الشيوعى وعضويته المعروفة لتلتهم ( أسماء) و(جهات) اخرى لم تسمها الرابطة، بدعوى انها (واجهات) للحزب الشوعى، حتى لو لم تكن هذه الجهات كذلك ( والجملة الاخيرة من عندى)!! * ولا تكتفى الرابطة بتهمة التكفير، ولكنها تحرض جهة رسمية على التصدى لهذه الواجهات و(إدخالها فى الجحور)، بل إن عضو الرابطة الشيخ الجليل محمد عبدالكريم يقول ان فتواهم بتكفير الحزب جاءت على خلفية تدشين دار الحزب بالجريف والعمل على استقطاب الشباب عبر بوابة (الرقص والطرب) وليس الأفكار(جريدة الرأى العام 30 أغسطس)، أى أن (الرقص والغناء ) فى رأى الشيخ الجليل مما يستوجب التكفير، وهكذا تتسع الدائرة شيئاً فشيئاً !! * تلك الجهات أو (الواجهات) كما أسمتها الرابطة الموقرة، قد تكون أى ( أفراد) أوتنظيمات سياسية أو جماعات حقوقية أو نسوية أو غنائية أو مسرحية أو حتى (جماعة من المصلين) حسبما أفتت الرابطة بأن (الشيوعيين كفارحتى لو كانوا مصلين)، الأمر الذى يعنى نظريا وعمليا إمكانية دمغ أى شخص أو جهة بالشيوعية وتكفيرهما حتى لو لم يكونا شيوعيين، على خلفية الاختلاف فى الرأى أو (الكراهية) التى نهى الله سبحانه وتعالى ان تكون سبباً لظلم الناس (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا) صدق الله العظيم . * يتضح جلياً أن الفكر التكفيرى ليس له سقف، ولن يسلم منه حتى (الفكر التكفيرى) نفسه، الذى سيجد نفسه مع كثيرين جدا مواجهاً ذات يوم بذات الفكر فتشيع الفوضى والخراب فى المجتمع السودانى مثلما حدث فى مجتمعات كثيرة جدا، ولا اعتقد ان اى سودانى عاقل بمن فى ذلك الشيوخ الأجلاء اعضاء الرابطة الموقرة نفسها، يريد ذلك، خاصة وقد لمسنا من أقوالهم إستعدادهم للحوار والمراجعة، ولنا عودة باذن الله !! [email protected] جريدة السودانى، 31 أغسطس، 2009