لا أحد يشك في أن نظام المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قد وصل إلى منعطف يصعب العبور بسلام بترهله الراهن, المؤتمر الوطني بات يحمل حملاً ثقيلاً من الإسفار, وبقية ما ترك الإنقاذ الأولي..!, حكم المؤتمر الوطني السودان ما يقارب ربع القرن من الزمان بالمناصفة مع الإنقاذ تقريباً. في البدء كان إسلامي الهوى والهوية, المشروع الحضاري الإسلامي..!ومن ثم تحولت إلى ما يشبه مشروع "اسلاموعروبي" (دولة العربان المتخيلة المتوهمة...! ),المثلث الجهنمي..! " العقيدة - القبيلة - الغنيمة " " أدى ذلك إلى انشطار السودان وتمرد الهامش وتململ العرقيات التي لا تصنف نفسها من عرق العربان ..!, . هناك معالم في طريق النظام لا يمكن تجاهلها, ما قبل وبعد المفاصلة, أحداث جسام في تاريخنا السياسي الراهن, بسلبياتها وايجابياتها ,وحلوها ومرها ,وما صاحبها من تداعيات ..! - أحداث 28رمضان 1990م وإعدام الضباط - بيوت الأشباح وما صاحبها من تعذيب واغتيالات .. - استخراج النفط وأطماع القبيلة ..! - المفاصلة وما صاحبها من تصفية الحسابات القديمة..! - حروب الهامش وتداعياتها . - انفصال الجنوب وتجلياتها . - الإبادة الجماعية في دارفور .! - المحكمة الدولية ومرافعاتها..! هذه التركة الثقيلة ومآلاتها تجعل الحرس القديم يتمسك ويتشبث بخيوط السلطة مهما كانت واهية , خوفاً مما قدمت أيديهم وكسبت أنفسهم في الأيام الخالية ..!. زعم الرئيس أنه لا يريد الترشح للفترة الرئاسية القادمة - إن صدق-..! ,يا له من خبر.. اضطربت له الصفوف وجحظت له العيون, وأحضرت الأنفس الشح..,قالوا : كيف يجرؤ على ترك السلطة ونحن عصبة, إنا إذا لخاسرون ...! .لكنه فكر وقدر ..! العاقل من اتعظ بغيره, فقال ألن يكفيكم الخمسة والعشرين من الأعوام المتتالية..؟ لا تختلف حكومة المؤتمر الوطني في السودان عن رصيفاتها في بلاد العربان ,دكتاتوريات خائفة , ومستنفرة ..! دأبها الاستمرار في السلطة بأي ثمن وبأي طريقة مهما كلف الأمر..! التمادي في الفشل أصبح شيئاً طبيعياً لا يضير الكذب بابتسامة العريضة بلا استحياء ..!والتحري في الكذب من الضروريات اليومية الاستمرار في التفاوض مع كل من يحمل السلاح, يجب التفاوض حيناً من الدهر, واستحداث مناصب دستورية جديدة, واكسب الوقت..! يجب التركيز على الوعود البراقة , مليارات المانحين ,وملايين المستثمرين ومشاريع التنمية القومية والطرق القارية والخطط الربع القرنية ..! دع الشعب ينتظر حتى يتحول السراب ماءً, واكسب الوقت...! لكن حريق في الأطراف وحروب الهامش مشتعلة..لا يهمك..! مازال رؤوس السياط بعيدة عن ظهورنا ومرمى النيران بعيدة عن معاقلنا ..! لكن الاقتصاد تحت الاستنزاف الحرب, يتدهور يوما بعد يوم لا يهمك ..!, أصدقاؤنا في الخليج يدعموننا, وحلفاؤنا يمدوننا بالسلاح . لكن الشرطة والجيش لا يقاتل بحماس..لا يهمك..! لدينا سلاح الجو وقوات خاصة ,قادرة على حسم التمرد وإحداث التفوق.. لكن الوضع يتدهور ..التعليم والصحة و..لا يهمك..! لدينا مدارس ومستشفيات خاصة تكفينا, الضرر على الهامش المتمرد..! لكن البلاد يتمزق ربما إلى الصوملة ا والى جهويات وعرقيات وقبليات ..! لا يهمك..! سوف نكون نحن الفصيل الأقوى لدينا المال والسلاح والأصدقاء.. تم ماذا بعد ... !؟ نتقاعد عن السلطة عندما يحين الوقت ونسلم السلطة إلى الفئة المختارة..! أيدي أمينة..!"أيدي سفرة " التي تحمينا. حامد جربو/ السعودية. Hamid Jarbo [[email protected]]